* تعريف البيئة: "البيئة هى إجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر علي وجود الكائنات الحية علي سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات أنفسهم، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقائنا في هذا العالم الصغير والتى نتعامل معها بشكل دوري".
فالبيئة هى مجموع الأشياء التى تحيط بنا من الكائنات الحية وغير الحية، ويمكن تصنيف البيئة أيضاً إلى بيئة طبيعية وبيئة مشيدة، فالأولى هى التى تتكون من مجموع الظواهر الطبيعية التى لا يكون للإنسان دخل فى صنعها أما تلك المشيدة هى التى من صنع الإنسان مثل المدن والمبانى والسدود. المزيد عن البيئة وأنواعها ..
* تعريف الاقتصاد التقليدى: هناك تعريفات كثيرة للاقتصاد أو لعلم الاقتصاد إلا أن التعريف الأعم والأشمل لخصائص الاقتصاد الحديث المعاصر هو تعريف ليونيل روبنز/Lionel Robbins في مقالة نشرها عام 1932م حيث يقول: "الاقتصاد هو علم يهتم بدراسة السلوك الإنساني كعلاقة بين الغايات والموارد النادرة ذات الاستعمالات المتعددة".
* نشأة علم الاقتصاد: كانت بداية علم الاقتصاد عام 1778 من قبل الفيلسوف الاسكتلندي آدم سمث/ Adam Smith الذي نشر دراسة حول طبيعة وأسباب ثروة الشعوب. استوحى "سميث" هذه الدراسة من كتابات الإغريق وبعض ما كتب من القرن الخامس عشر. ثم في عام 1817 كتب ديفيد ريكاردو/ David Ricardo كتاباً عن مبادئ الاقتصاد والضرائب رداً على ما كتبه "سميث" عن ثروة الشعوب حيث أضاف هذا الكتاب طفرة جديدة لهذا العلم. حيث لخصت دراسة "ريكاردو" حالة التضخم الناتجه عن زيادة أسعار المواد الغذائية مع قلة الأراضي المتوفرة للزراعة وكيف يمكن إيجاد بدائل كالاستيراد والتصدير والمقايضة مع البضائع المنتجة. ألهمت دراسة "ريكاردو" العالم جون ستيورات ميل/ John Stuart Mill في كتابه مبادئ سياسات الاقتصاد 1848. في عام 1930 ظهرت مدرسة جديدة من قبل العالم الاقتصادي جون مينارد كينز/John Maynard Keynes والتي كانت مهتمة بالناتج العام والعمالة وذلك بسبب حالة الركود الاقتصادي العالمي في تلك الفترة. بعد الحرب العالمية الثانية دخلت الحسابات الرياضية المعقدة والمتقدمة في الاقتصاد لتحليل واستبيان المشاكل الاقتصادية للقطاعات الصناعية حيث لم يعد علم الاقتصاد مجرد نظريات وحسابات ثابتة.
* ماهية الاقتصاد البيئى: الاقتصاد البيئي هو فرع من فروع علم الاقتصاد يتناول مسألة التوزيع الأمثل للموارد الطبيعية التي توفرها البيئة لعملية التنمية البشرية. وينظر الاقتصاد البيئي التقليدي إلى مشكلتين، الأولى مشكلة الآثار البيئية الخارجية والثانية الإدارة السليمة للموارد الطبيعية والتوزيع الأمثل للموارد بين الأجيال.
* العلاقة بين الاقتصاد والبيئة: وهذا يقودنا إلى تعريف العلاقة بين البيئة والاقتصاد: - يرتكز مفهومي علم الاقتصاد والبيئة على عنصر الموارد. - الهدف النهائي لعلم الاقتصاد هو إشباع الحاجات الإنسانية المتعددة والمتجددة وهذا الإشباع لن يتحقق إلا من خلال الموارد البيئية. - الإنسان والسلوك الإنساني هو المحور الأساسي للدراسات المتعلقة بالبيئة. - تتمثل المشكلة الاقتصادية في الندرة النسبية للموارد ويعمق هذه الندرة التلوث البيئي ومن ثَّم فإن إدارة البيئة لا يمكن أن تنفصل عن مجال علم الاقتصاد. - يهتم علم الاقتصاد بموضوع التلوث البيئي نظراً للآثار الاقتصادية المترتبة عليه. - علم الاقتصاد البيئي يهتم بثلاثة مواضيع أساسية هي: أ- تحديد الآثار الاقتصادية المترتبة على التدهور البيئي. ب- معرفة أسباب ومصادر التدهور البيئي. ج- استخدام الأدوات الاقتصادية التي من شأنها منع حدوث التدهور البيئي.
تقع العلاقة بين الاقتصاد والبيئة تحت قائمة العلاقات التبادلية والتي يمكن التعبير عنها بالتالى: - أن البيئة تقدم للاقتصاد الموارد الطبيعية التي تتحول عبر عملية الإنتاج والطاقة المستهلكة إلى سلع استهلاكية، ثم تعود هذه الموارد الطبيعية والطاقة في النهاية إلى البيئة في صورة مخلفات غير مرغوبة. - يتلقى المستهلكون أيضاً خدمات بيئية مباشرة كالهواء النقي والمياه العذبة والترفيه والصيد والرحلات الخلوية، وفي النهاية يستخدمون البيئة كمستودع للتخلص من هذه المخلفات Wastes الناتجة عن استهلاك السلع والخدمات وبالتالي توصف العلاقة بين البيئة والنظام الاقتصادي بأنها نظام مغلق (Closed system).
* أزمة البيئة والنظم الاقتصادية: إذا كانت هناك علاقة تبادلية بين البيئة والاقتصاد تؤثر على التنمية المستدامة .. فإما أن تحققها أو تتسبب فى أزمة أو مشكلات للبيئة. قد تختلف أسباب المشكلة البيئية بين بلدان اقتصاد السوق وبلدان اقتصاديات التخطيط المركزي، ولكن النتيجة واحدة وهي إضرار وتدمير بيئي مهما اختلفت نظم الاقتصاد.
وتتمثل هذه المشكلات البيئية فى التالى: - أولاً في نظم اقتصاديات السوق: إن أسباب المشكلة البيئية في بلدان اقتصاد السوق هي سعي المنشآت الخاصة للاستغلال الأوسع للموارد ولتعظيم الربح إلى أقصى حد ممكن، فأصحاب الأعمال يسعون لتخفيض التكلفة وتعظيم الربح وذلك باستغلال البيئة إلى أقصى حد ممكن. ومن هنا تنشأ التكاليف الخارجية التي يتحملها المجتمع ككل والتي تأخذ شكل تخريب بيئي.
- ثانياً فى نظم الاقتصاديات المخططة مركزياً: يفترض نظرياً أن تكون مشكلة البيئة في بلدان الاقتصاديات المخططة مركزياً أقل حدة نظراً لأن الدولة تسيطر على الإنتاج وتؤثر بشكل كبير في الاستهلاك وبالتالي يمكن أن تؤخذ البيئة بالاعتبار من خلال حسابات التكلفة والتسعير وإجراءات الحماية، وذلك باعتبار أن لا يعتبر هدفاً بحد ذاته في هذه البلدان، ولكن الواقع هو أن هذه البلدان تسعى جاهدة لجعل معدل نمو الناتج الاجتماعي الإجمالي أعلى ما يمكن وباعتبار أن معدل النمو في الناتج هو مقياس لنجاح الخطة، فإنها تسعى لتحسين المستوى المادي لمعيشة مواطنيها ولو كان ذلك على حساب البيئة أحياناً. والمنشآت في هذه البلدان لا يكون هدفها الأساسي هو تحقيق الربح وإنما هدفها هو تنفيذ أرقام الخطة وبالتالي تنصب اهتمامات الإدارة على تحقيق هذا الهدف.
إذن كيف نجعل دائماً العلاقة بين الاقتصاد والبيئة علاقة تبادلية إيجابية؟ الإجابة تكون فى التوجه نحو الاقتصاد الأخضر .. فما هو؟
* نحو اقتصاد أخضر: وبما أن هناك علاقة تبادلية بين الاقتصاد والبيئة .. فكيف يكون هناك اقتصاد أخضر من أجل البيئة الخضراء؟ فمن أجل نجد العديد من المساعى نحو التوجه إلى الاقتصاد الأخضر حيث استحدث برنامج الأمم المتحدة للبيئة تعريفاً عملياً، عرف به الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يؤدى إلى تحسين حالة الرفاه البشري والإنصاف الاجتماعي، مع العناية في الوقت نفسه بالحدّ على نحو ملحوظ من المخاطر البيئية. وأما على المستوى الميدانى، فيمكن تعريف الاقتصاد الأخضر بأنه اقتصاد يُوجَّه فيه النمو في الدخل والعمالة بواسطة استثمارات في القطاعين العام والخاص من شأنها أن تؤدي إلى تعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتخفيض انبعاثات الكربون والنفايات والتلوّث ومنع خسارة التنوع البيولوجى وتدهور النظام البيئى. وهذه الاستثمارات هي أيضاً تكون موجّهة بدوافع تنامي الطلب في الأسواق على السلع والخدمات الخضراء، والابتكارات التكنولوجية، بواسطة تصحيح السياسات العامة الضريبية فيما يضمن أن تكون الأسعار انعكاساً ملائماً للتكاليف البيئية. المزيد عن التنوع البيولوجى ..
ما هى خصائص الاقتصاد الأخضر: - الاقتصاد الأخضر وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، ولا يعد بديلاً لها. - الاقتصاد الأخضر ييسر تحقيق التكامل بين الأبعاد الأربعة للتنمية المستدامة وهى الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية أو الإدارية. - ضرورة تطويع الاقتصاد الأخضر مع الأولويات والظروف فى كل بلد. - ضرورة تطبيق مبدأ المسئوليات المشتركة بين الأجهزة المعنية للدولة للانتقال نحو الاقتصاد الأخضر. - ينبغي ألا يستخدم الاقتصاد الأخضر كوسيلة لفرض قيود تجارية أو شروط. وينبغي أن يعالج الاقتصاد الأخضر التشوهات التجارية، ومنها مثلاً الإعانات الضارة بيئياً. - يجب أن يعترف الاقتصاد الأخضر بالسيادة الوطنية على الموارد الطبيعية. - يجب أن يرتكز الاقتصاد الأخضر على كفاءة الموارد وعلى أنماط استهلاك وإنتاج مستدام.
* المراجع:
"Environmental economics" - "britannica.com".
"Environmental economics" - "epa.gov".
"Environmental economics" - "who.int".
"Environmental Economics Definition - What is Economics?" - "whatiseconomics.org".