* البلاستيك والمحيطات يتم دخول حوالى 8 مليون طن من البلاستيك
في المحيطات كل عام، وإذا استمر هذا المعدل، سيكون هناك بلاستيك في المحيطات أكثر من الأسماك بحلول عام 2050.
إن الاعتماد الأساسي على البلاستيك في استهلاكنا وسوء إدارتنا لمخلفاتها لهم تأثير مباشر بالغ الضرر بل مميت على الكائنات البحرية والطيور سواء بالتشابك بهذه المخلفات أو التسمم منها. إن المخلفات البلاستيكية الظاهرة في البحار والمحيطات رغم كمياتها الهائلة تمثل فقط قمة جبل الجليد، حيث تمثّل الجزيئات المفتتة للبلاستيك
التلوث الأعظم، وهى يمكن هضمها بسهولة من الكائنات البحرية، ومن المستحيل تقريباً إزالتها، وتشكل الخطورة الحقيقية على صحة الحياة البحرية والبرية والبشرية.
* كيف يصل البلاستيك إلى المحيطات؟ إذا كان الإنسان يعيش بعيداً عن السواحل بمئات الكيلومترات، فالبلاستيك الذى يتخلص منه سوف يصل فى النهاية إلى مياه البحار والمحيطات. وبمجرد أن يصل إلى المحيطات يبدأ فى التحلل ببطء ليتفتت إلى جزيئات صغيرة جداً، هذه الجزئيات تدمر حياة البحار بطريقة مذهلة، والبلاستيك الذى يوجد فى المحيطات مدمر لكوكب للأرض. المزيد عن المحيطات .. المزيد عن البلاستيك فى حياتنا اليومية ..
توجد ثلاث طرق رئيسية يصل بها البلاستيك إلى المحيطات من خلال استهلاك البشر له فى حياتهم اليومية. - رمى البلاستيك فى صناديق القمامة: البلاستيك الذى يتم رميه فى صناديق القمامة ينتهى إلى مكب القمامات حيث يتم نقل القمامة إلى أماكن مخصصة لها، وبما أن البلاستيك خفيف فمع الهواء القوى يتطاير وينتقل من المكان الذى وضعت فيها القمامة إلى أماكن أخرى غير مخصصة لها .. وبهذه الطريقة من الممكن أن تصل القمامة إلى المياه من الأنهار والبحار والمحيطات. المزيد عن الأنهار ..
- رمى النفايات فى الشوارع: النفايات التى يتم إلقاؤها فى الشوارع لا تظل فى الشارع، ولكن مع الهواء القوى والأمطار يتم حمل البلاستيك إلى مياه الأنهار من خلال المصارف التى تؤدى فى النهاية إلى البحار والمحيطات. فالتخلص غير الصحيح من النفايات هو مساهم كبير لانتقال القمامة إلى المياه بكافة أنواعها. المزيد عن التلوث بالنفايات ..
- المنتجات التى تذهب إلى المصارف: هناك الكثير من النفايات التى يتم إلقاؤها فى المراحيض، كما أن الألياف الصناعية الدقيقة التى تخرج من غسالات الملابس والتى تكون دقيقة للغاية حيث انه لا يمكن التخلص منها حتى بعد تنقية مياه الصرف والتى تذهب إلى الكائنات البحرية بل تصل إلى السلسة الغذائية.
* صعوبة إعادة تدوير المنتجات المصنعة من البلاستيك .. لماذا؟ يوجد ما يقرب من 5 تريليون قطعة من البلاستيك تطفو فى مياه المحيطات. إن كلمة البلاستيك التى يستخدمها الأشخاص هى الكلمة العامة التى تصف ما يقرب من سبعة أنواع رئيسية من المواد: فهناك نوع يستخدم فى تصنيع زجاجات الصودا، والنوع الآخر لسلة المهملات، والبلاستيك الذى يُلف به الأطعمة، بلاستيك أكياس التسوق، وبلاستيك حاويات الأطعمة مثل الزبادى، ولشباك الصيد، والفوم، والأجزاء غير المعدنية للعديد من الأجهزة المنزلية. وإعادة تدوير كل نوع من هذه الأنواع من البلاستيك تحتاج إلى عمليات كيميائية مختلفة، كما أن وتصنيف هذه المواد من أجل إعادة تدويرها تُعد من العمليات الصعبة للغاية وتمثل تحدى كبير، لذا يطلب العديد من مسئولى إعادة التدوير أن يقوم الأفراد بتصنيف للمهملات من البلاستيك .. او تسمج لهم بوضع كل المنتجات القابلة لإعادة التدوير بكافة الأنواع فى سلة مهملات واحدة حيث يتم تصنيفها لاحقاً من قبل الأشخاص أو الآلات بعد تجميعها. المزيد عن الأفكار لإعادة تدوير الأشياء القديمة..
* تأثير البلاستيك الضار على حياة الكائنات البحرية: هناك العديد من منتجات البلاستيك تتحلل كيميائيا وفيزيائياً من خلال أشعة الشمس أو من خلال أمواج البحار والمحيطات مما تؤثر بالسلب على حياة الكائنات البحرية. الآلاف من الحيوانات البحرية تموت من تناول البلاستيك أو من التفاف منتجات البلاستيك عليها مثل الأكياس. - تستهلك الأسماك فى المحيط الهادى ما يقرب من 12000 إلى 24000 طن سنوياً من البلاستيك، والذى يسبب لهم مشاكل وإصابات خطيرة فى الجهاز الهضمى مما يؤدى إلى نفوق الأسماك. وعندما تتناولها الأسماك الأكبر والتى تنقل بدورها منتجات البلاستيك إليها (أى من الأسماك الصغيرة إلى الأسماك الكبيرة ومختلف الكائنات البحرية التى تتغذى عليها) ومنها إلى الإنسان بالمثل الذى يتناول الأسماك الملوثة بالبلاستيك. وقد توصل الباحثون إلى أن نسب كبيرة من الأسماك المتوفرة فى الأسواق تحتوى معدتها على دقائق البلاستيك.
- السلحفاة المائية قد تعتقد فى الأكياس البلاستيكية التى تطفو على السطح أنها طعام، والتى تؤدى إلى اختناقها عند محاولة تناولها وموتها. وهناك كائنات بحرية أخرى تُخطئ فى تناول البلاستيك على أنه قنديل البحر وتتعرض للاختناق عند تناوله. المزيد عن لسعة قنديل البحر ..
- آلاف من طيور البحر تتناول البلاستيك فى طعامها، الذى يعمل على ملء معدتها، مما يجعلها لا تستطيع تناول طعامها الطبيعى مما يعرضها للجوع الشديد.
فتلوث المحيطات بالبلاستيك يهدد التنوع البيولوجى بجانب العوامل الأخرى التى تهدد الحياة البحرية من الصيد الجائر والتغيرات المناخية والتصرفات البشرية التى تزعج هذا العالم المليء بالكائنات الهامة. المزيد عن التنوع البيولوجى .. المزيد عن التغيرات المناخية ..
ثم يُضاف إلى كل هذه العوامل تهديد البلاستيك من تناول الكائنات البحرية له الأمر الذى يكون مميتاً لهذه الكائنات .. ومن العواقب الأخرى غير هلاك هذه الكائنات عدم قدرة الكائنات البحرية على تناول الطعام وهضمه لأن المعدة ممتلئة بالبلاستيك وتتعرض للجوع، وعند تعرضها للجوع إما أن تموت أو تهرب من موطنها لتبحث عن غذاء تستطيع تناوله مما يؤدى إلى حدوث خلل بالسلسلة الغذائية، وعدم قدرة الكائنات على التكاثر بالمثل، بالإضافة إلى حدوث خلل بجسم الكائن البحرى من عدم القدرة على ممارسة الحركة.
ومدى الضرر الذى يلحق بالكائنات البحرية من وصول البلاستيك إلى جهازها الهضمى نتيجة لتلوث المياه به يعتمد على نوعية البلاستيك الذى يصل إلى الجهاز الهضمى للكائن البحرى والكمية التى تناولها منه وعلى قدرة الجهاز الهضمى للحيوان ومرحلته العمرية، وعلى سبيل المثال فإن الطيور مثل الألباتروس (Albatros) لا يستطيع جهازها الهضمى هضم البلاستيك.
* الحلول الممكنة لتلوث المحيطات بالبلاستيك: تتطلب الحلول الوعى بأبعاد المشكلة، الإقلال بشكل كبير من استهلاك البلاستيك وتطوير موسع لإدارة مخلفاته.
- كيفية الحد من استهلاك البلاستيك ومنتجاته فى حياتنا اليومية: هناك خطوات بسيطة بإتباعها فى الحياة اليومية لكل شخص يمكن التقليل من استهلاك البلاستيك فى حياته بشكل كبير، ومن بين هذه الخطوات: - عدم استخدام أى منتجات بلاستيكية تستخدم لمرة واحدة فقط. - عدم استخدام الشفاطات البلاستيكية لشرب العصائر حتى فى المطاعم وإذا كانت هناك ضرورة لاستخدامها فيمكن استخدام الأنواع الزجاجية أو الأستنلس ستيل منها. - الاستعانة بالأكواب الزجاجية أو الخزفية لشرب العصائر والمشروبات فيها بدلاً من الأكواب البلاستيكية. - شراء الحبوب والمكرونة والأرز من المتاجر التى تُباع بالوزن وليست تلك المغلفة فى أكياس من البلاستيك.
الأكياس البلاستيكية ينبغى إحلالها بأكياس يُعاد استخدامها
- استخدام ماكينات الحلاقة التى يتم تبديل الموس لها. - وضع الأطعمة عند شرائها فى أكياس يُعاد استخدامها بدلاً من التى تأتى فى أكياس بلاستيك. - محاولة صنع المنظفات منزلياً بدلاً من شراء تلك الجاهزة التى تُباع فى البلاستيك، كما تكون المنظفات المنزلية أقل سُمية بالمثل. - عمل العصائر الطازجة فى المنزل بدلاً من شراء تلك الجاهزة التى تُباع فى الزجاجات البلاستكية . - محاولة الاستغناء عن الحفاضات البلاستيكية وإحلالها بتلك القطنية والتى تحمى البيئة وتوفر النقود فى الوقت ذاته. - عدم تخزين الأطعمة فى الأوانى البلاستيكية فى المنزل.
أكياس يٌعاد استخدامها
- تجنب تناول الأطعمة المجمدة لأنه يتم تخزينها فى الأكياس البلاستيك. - استخدام أعواد الثقاب بدلاً من الولاعة البلاستيكية أو استخدام ولاعة معدنية. - حمل آنية ملائمة من أكياس يٌعاد استخدامها
- تجنب تناول الأطعمة المجمدة لأنه يتم تخزينها فى الأكياس البلاستيك. - استخدام أعواد الثقاب بدلاً من الولاعة البلاستيكية أو استخدام ولاعة معدنية. - حمل آنية ملائمة من الأستنلس ستيل مع الشخص عندما يتم تناوله للطعام فى مطعم خارجى حتى يأخذ المتبقى من الأطعمة فيها بدلاً من أطباق الفوم التى يضع فيها العاملون فى المطعم المتبقى من الأطعمة.
- الحلول العلمية: نحتاج تعظيم الأبحاث في مجالات إعادة تدوير البلاستيك وإدارة المخلفات البلاستيكية، إحلال مادة البلاستيك في كثير من المنتجات بخامات صديقة للبيئية والبحث عن حلول للتخلص من الجزيئات المفتتة الغير مرئية في البحار والمحيطات.
* المراجع:
"Plastics in the Ocean" - "oceanconservancy.org".
"Rethink Plastic. Save Our Seas" - "plasticoceans.org".
"How does plastic end up in the ocean?" - "wwf.org.uk".