* تنمية الوعى البيئى لدى الأطفال: يحرص الآباء على تعليم أطفالهم كل ما يحيط بهم فى مرحلة مبكرة من حياتهم، وذلك لمساعدتهم من أجل بناء حياة منتجة لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعاتهم لاحقاً عندما يتقدم هم العمر .. لكنهم دائماً ما ينسوا أن يعلموهم تأثيرهم على بيئتهم وكيف يكون ذلك هام للغاية.
يتعلم الأطفال الكثير عن البيئة فى المدارس، لكن الدروس التى يتلقونها ليست كافية بالدرجة التى يستفيدون منها فى حياتهم اليومية .. لذا لابد وأن نربى أبناءنا على تحديد اختياراتهم التى تؤثر على البيئة بل وعلى العالم بأسره. المزيد عن يوم البيئة العالمى ..
ومن أجل حماية العالم الطبيعي من حولنا وغرس القيم الخضراء فإنه من المهم توجيه الاطفال فى سن مبكرة بدءً من الأسرة ثم المدرسة، وأن يكون هذا التوجيه ما بين التعليم والمعرفة وتشجيع المشاركة الفعلية لهم التى هي مفتاح التغيير على المدى الطويل لتنمية قدراتهم في نبذ العادات والسلوكيات البيئية السيئة. المزيد عن الأسرة ومسئولية التربية ..
* مفهوم التربية أو التعليم البيئى (Environmental education): "هى عملية تعلم تهدف إلى زيادة معرفة الناس ووعيهم حول البيئة والتحديات المرتبطة بها وتسهم في تطوير المهارات والخبرات اللازمة لمواجهة التحديات وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات على اتخاذ قرارات مسئولة". وكثيرا ما يستخدم هذا المصطلح ليعني التعليم في ضمن النظام المدرسي من المرحلة الابتدائية إلى مرحلة ما بعد الثانوية. ومع ذلك، يتم استخدامه في بعض الأحيان على نطاق أوسع لتشمل جميع الجهود لتثقيف الجماهير العامة وغيرها. تعريف التربية البيئية الذي حدده برنامج اليونسكو: "هي عملية تهدف الى توعية سكان العالم بالبيئة الكلية، وتقوية اهتمامهم بها، والمشكلات المتصلة بها، وتزودهم بالمعلومات والحوافز والمهارات التي تؤهلهم أفرداً وجماعات، والعمل على حل مشكلات البيئة والحيلولة دون ظهور مشكلات جديدة، وتكون هذه العمليات مستمرة ومتواصلة لبناء هذه البيئة". المزيد عن التلوث ..
* مراحل التعلم البيئى لطفل المدرسة: لكى يتعلم الطفل الصغير أهمية البيئة التى ينتمى إليها، وأن كافة تصرفاته تؤثر إما بالسلب أو الإيجاب عليها لابد وأن تتم تربيته بيئياً من خلال عدة مراحل تمر بها عملية التربية هذه لأن الطفل الصغير قد لا يستوعب ماهية البيئة والمفاهيم المتصلة بها لذا تُقدم له تدريجياً حتى يستوعبها. المرحلة الأولى – مرحلة التعرف على المشكلات التى تتصل بالبيئة (تنمية وعى الطفل بها) وهنا يقصد بها تنمية وعى الطفل بالبيئة وأن كل ما يقوم به من أنشطة قد تؤثر إما بطريقة إيجابية وتنفع البيئة أو سلبية تضر بها، وذلك من خلال ممارسته لبعض الأنشطة العملية التى تمكن الطفل التعلم.
المرحلة الثانية – مرحلة اكتساب المعرفة البيئية وهى المرحلة التى يتم من خلالها اكتساب الطفل لمختلف المعارف التى تتعلق بالبيئة من التعرف على: المشكلات البيئية، معرفة أسبابها، معرفة الأنماط المختلفة للاستخدام السىء لموارد البيئة ومعرفة الحلول من أجل حماية البيئة والمحافظة عليها.
المرحلة الثالثة – مرحلة تلقين القيم البيئية لتكوين الاتجاهات الإيجابية لدى الطفل تجاه بيئته، وهذه المرحلة يتم غرس القيم والاتجاهات التى تساعدهم على تحسين البيئة والحفاظ على مواردها، تنمية الإحساس بالمسئولية تجاه البيئة وبناء الأخلاق والقيم البيئية واحترام الملكيات الخاصة والعامة.
المرحلة الرابعة – تنمية المهارات البيئية من خلال تدريب الطفل على وضع خطة عمل لحل المشكلات البيئية أو صيانة الموارد الطبيعية وتنميتها، ترشيد استهلاكها وحمايتها من الاستنزاف، بحيث تتضمن هذه الخطة إجراءات العمل ونوعيتها مع وضع الجداول الزمنية والمكانية.
المرحلة الخامسة – المشاركة الفعلية للطفل فى الأنشطة البيئية هذه هى الخطوة الفعلية التى يشارك فيها الطفل للحفاظ على بيئته ويقوم بالتجربة الفعلية وذلك من خلال المشاركة في الأنشطة والمشاريع والحملات البيئية الوطنية والإقليمية والعالمية إن أمكن ذلك.
* مبادئ التربية البيئية وفق ما أقرته المؤتمرات الدولية: - للفرد الحق في التمتع بالحياة والحرية والتعليم والتمتع بالموارد البيئية التي يحتاجها في حياته. - التربية البيئية عملية مستمرة مدى الحياة من خلال النظام الرسمي و النظام غير الرسمي. - تدريس البيئة بجميع عناصرها الطبيعية والتقنية والثقافية والتاريخية والأخلاقية والجمالية من خلال المناهج التعليمية. - تحديد مناهج تعليمية للتربية البيئية تتفق وطبيعة المرحلة التعليمية والاهتمام ببيئة التعلم في المراحل الأولي. - اكتشاف المشكلات البيئية والتعرف علي أسبابها الحقيقية والعمل علي معالجتها باستعمال اساليب التربية البيئية. - استعمال وسائل تعليمية مختلفة وعدداً كبيراً من الطرق التدريسية الفاعلة في التعليم البيئي. - ربط الأبحاث العلمية ونتائجها بمناهج التربية البيئية. - التعاون المحلى والإقليمي والدولى فى معالجة المشكلات البيئية.
* وسائل مساعدة لتنمية الوعى البيئى لدى الطفل: إدارة النقاش مع الطفل فى سن مبكرة عن البيئة: إن إدارة النقاش مع الطفل الصغير عن البيئة بداية إيجابية .. لكن هناك العديد من الإجراءات الأخرى الأكثر فعالية لكى يعرف ويعى الطفل عن بيئته، لأن الطفل يتعلم أفضل من خلال التعليم التفاعلى. ويتمثل هذا التفاعل فى البدء فى مشروعات عملية صغيرة مثل زراعة حديقة صغيرة أو زراعة النباتات المفيدة فى أصيص فى البلكونة أو على شرفات النوافذ من الفاكهة والخضراوات والأعشاب وهى من الأفكار العملية التى تعلم الطفل.
وللمدرسة دور أيضاً فى الأنشطة العملية: للمدرسة دور آخر بجانب التربية البيئية يتعلق بتشجيع التلاميذ لقراءة القصص ذات التوجه البيئي ولا ننسى استغلال مادة الإنشاء والتعبير من أجل إعطاء واجبات للتلاميذ تحفز فيهم كتابة القصص حول الأرض ومدى اهتمام الانسان بالبيئة أو تقليل نسبة الملوثات من خلال الرفق بالبيئة وعدم الإساءة لها، ومن خلال إقامة مهرجانات ومسابقات داخل المدرسة أو فى مخيمات.
الانغماس فى أنشطة إعادة التدوير: من الأنشطة الفعالة جداً فى تعليم الطفل عن مدى تأثيره على البيئة "إعادة التدوير"، والتى تبدأ بشرح مفهوم إعادة التدوير للطفل وما الذى يحدث لهذه النفايات. المزيد عن إعادة التدوير .. وبيمكن تعليم الطفل إعادة التدوير على النطاق الأسرى بتخصيص سلات منفصلة للنفايات لمختلف المواد المراد فصلها ومساعدة الطفل على الحصول على المواد القابلة لإعادة التدوير وتصنيفها على هذا النحو بدلاً من التخلص منها.