* النظام الغذائى النباتى مفيد للبيئة: إن استهلاك البشر للحوم له تأثير سلبى على البيئة، فحقول تربية الماشية لأغراض الاستهلاك والصناعات القائمة عليها تسبب أضراراً بالغة بالبيئة .. أولها لأنها تمثل استنزاف هائل للموارد البيئية إلى جانب ما تسببه من تلوث للبيئة وزيادة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى.
* أنواع الأنظمة الغذائية النباتية: وبالرغم من انتشار التغذية النباتية في الكثير من المجتمعات، إلا أن تعريف الشخص النباتي النموذجي ما زال غير معلوماً، فهناك من يأكل الدجاج والأسماك ومنتجات الألبان، لكنه يمتنع عن تناول اللحوم الحمراء. وهناك نباتيون يأكلون البيض ومشتقات الألبان، لكنهم يبتعدون عن تناول جميع أنواع اللحوم حتى السمك والدواجن. أما المجموعة الأخيرة فهم الذين يمتنعون عن تناول جميع أنواع اللحوم والمشتقات الحيوانية ويعتمدون في غذائهم على الفواكه والخضروات والأرز والفول. لكن هل يمكن للإنسان أن يغير عاداته الغذائية التي نشأ عليها ويتخلى عن تناول المنتجات الحيوانية من أجل صحته وبيئته؟ المزيد عن أضرار اللحوم الحمراء .. المزيد عن أنواع أنظمة الغذاء النباتى ..
* كيف يساهم النظام الغذائى النباتى فى الحفاظ على الصحة والبيئة؟ إذا اعتمد الإنسان على النظام الغذائى النباتى فى أسلوب حياته سيجنى العديد من الفوائد لصحته ولبيئته وذلك بخلاف الاعتماد على النظام الغذائى الحيوانى، حيث أظهرت دراسة أخيرة أن الحياة النباتية والابتعاد عن اللحوم تكون أكثر صحية .. لأن استهلاك الكوليسترول
المتواجد في اللحوم والمنتجات الحيوانية يسبب أمراض القلب والشرايين مما يؤدي الى الوفاة في أكثر الأحيان. وفي المقابل فإن تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف يُعتبر مفيداً للصحة. ويعزز النظام النباتي مناعة النساء ضد سرطان الثدي. وتبين الدراسة أن الذين لا يتناولون اللحوم أقل عرضة للإصابة
بمرض النسيان (الزهايمر) 3 مرات أقل مقارنةً بهؤلاء الذين يتناولون اللحوم. المزيد عن سرطان الثدى .. الشهر العالمى للتوعية بسرطان الثدى .. المزيد عن مرض النسيان (الزهايمر) .. وبخلاف الأضرار الصحية التى يقدمها النظام الغذائى الحيوانى للصحة، فهو بالمثل يضر بالبيئة من خلال تربية الحيوانات والصناعات الغذائية القائمة عليها .. مما يدعم أهمية التحول إلى النظام الغذائى النباتى الذى يتسم بكونه أكثر صحية للإنسان وللبيئة التى يعيش فيها.
* فوائد النظام النباتى للبيئة: - تخفيف النفقات العلاجية: الاعتماد على النظام الغذائى النباتى سيقلل من الفواتير الطبية والنفقات العلاجية للأشخاص الذين يعانون من أمراض بسبب تناول المنتجات الحيوانية .. الأمر الذى يشكل عبءً على اقتصاديات الدول، بالإضافة إلى وجود أشخاص أصحاء يمكنهم المساهمة فى الإنتاج فى مختلف القطاعات بشكل أكثر فعالية.
- الحد من التغيرات المناخية: أشارت "منظمة الصحة العالمية" أنه بالاعتماد على النظام الغذائى النباتى سيخفض انبعاثات غاز الدفيئة (الصوب) المتسببة فى الاحتباس الحرارى بنسب كبيرة تصل إلى 30%، الأمر الذى يساهم فى الحفاظ على معدلات درجات الحرارة قدر الإمكان فى مختلف أنحاء العالم وخاصة فى ظل ارتفاعها المتزايد فى الآونة الأخيرة مما يلحق الضرر بحياة الكائنات الحية على الأرض. المزيد عن التغيرات المناخية ..
يحد من الأضرار التى تلحق بالبيئة من جراء تناول اللحوم الحمراء: فالضرر ليس مقتصراً على المخلفات الناتجة من طعام الإنسان الذى يحتوى علي المنتجات الحيوانية، وإنما الأخطار التى تصل إلى البيئة السابقة على تناوله إياها بدءً من تربية الماشية والدواجن انتهاءً بذبحها ثم تناول الإنسان لها.
* أخطار التحول إلى النظام الغذاء النباتى كلية: إذا كنا نتحدث عن الاستهلاك الضخم للمنتجات الحيوانية، فإن أعداد الأشخاص التى تعتمد على النظام الغذائى النباتى فى تزايد مستمر بشكل ملحوظ، حيث يكون الاعتماد على هذا النظام الغذائى انطلاقاً من ثلاثة أسباب: فهناك رأى يقول أنه بإتباعه النظام الغذائى النباتى ما هو إلا حرص على تخفيف معاناة الحيوانات والتخفيف من الضغط على منتجاتها. والرأى الآخر يكون للرغبة للحفاظ على الصحة بإتباع غذاء يبعد عن الدهون التى تسبب العديد من المشاكل الصحية. أما الرأى الثالث والأخير فهو من أجل الحفاظ على البيئة وما تسببه المنتجات الحيوانية من أضرار بالغة لها.
وعن افتراضات الخبراء لما قد يحدث إذا استغنى العالم عن اللحوم من قوائم الطعام: - مخاطر الشحن وتدمير البيئة: إن التحول إلى النمط النباتى فى الغذاء واستهلاك المزيد من الخضراوات والفاكهة معناه زيادة الاستهلاك، وهناك بعض الدول لا تستطيع الوفاء بكافة احتياجاتها من هذه المواد الغذائية سواء للأحوال المناخية التى لا تمكنها من زراعة مختلف الأنواع أو لأسباب أخرى ..والاستيراد معناه الشحن عن طريق وسائل النقل المتنوعة التى تضر بالبيئة نتيجة لاحتراق الوقود وتلويثه للهواء والماء .. وهذا معناه ضرورة تحسين الإنتاج المحلى الخاص بكل دولة والتى تجد البعض منها صعوبة فى القيام بذلك. المزيد عن أهمية تناول الخضراوات والفاكهة ..
- تهديد اقتصاد الدول ومزيد من الفقر: يشير الخبراء أن التحول إلى النظام النباتي في الدول المتقدمة لا خوف منه إلى حد ما، أما في الدول النامية فسوف تكون هناك آثار سلبية وعلى رأسها مزيد من الفقر. المزيد عن الفقر ..
قد يؤدى زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلى في الدول المتقدمة لتجنب
الشحن من الدول الأخرى حفاظاً على البيئة إلى مزيد من الفقر للدول
الفقيرة التى تعتمد على صادرات المنتجات النباتية وهى في أمس الحاجة إلى تنشيط اقتصادها وتحسينه. المزيد عن مؤشرات الفقر .. المزيد عن اليوم العالمى للقضاء على الفقر ..
- نقص المواد الغذائية النباتية فى البلدان المًصدرة: وبعيداً عن مخاطر الشحن المصاحبة لعملية التصدير وما تسببه من أضرار للبيئة، فإن الأمر لا يتوقف على ذلك، فزيادة الطلب على الصادرات من الأغذية النباتية يؤدى إلى حدوث نقص بها فى البلدان المنتجة لها مما ينجم عن ذلك عدم توافرها وارتفاع أسعارها وصعوبة الحصول عليها فى نهاية الأمر.
- زيادة استخدام المبيدات الحشرية والمخصبات: من الطبيعى لمجابهة زيادة استهلاك الخضراوات والفاكهة هو زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، وهذا يؤدى إلى زيادة استخدام المبيدات الحشرية والمخصبات المضرة بالبيئة، بالإضافة إلى التلاعب فى الجينات لإنتاج أصناف مهجنة تفى بالاحتياجات الغذائية .. ولتفادى ذلك يُنصح بالاتجاه إلى الزراعة العضوية حتى تكفى الاحتياجات البشرية وهو الأمر المكلف مالياً للغاية على الجانب الآخر. المزيد عن مخاطر استخدام المبيدات الحشرية ..
- ظهور البطالة والاضطرابات الاجتماعية المختلفة المرتبطة بها: وخاصة فى المناطق الريفية التى يعتمد سكانها على تربية الماشية، وهنا يتطلب تحول فرص عملهم إلى قطاع الزراعة لمواجهة الطلب المتنامى للنباتات الغذائية التى تحل محل المنتجات الحيوانية.
- غياب التنوع البيولوجى: الاعتماد على النباتات فى التغذية يؤدى إلى خلل بين الإنتاج الحيوانى وبين ما يُزرع منها وحدوث عدم توازن فى السلسة الغذائية التى تقوم عليها حياة الكائنات الحية .. الذى يُترجم فى النهاية إلى حدوث خلل فى الاقتصاد العالمى لا يُستهان به. المزيد عن التنوع البيولوجى ..
- عدم وجود الأراضى الزراعية الكافية: حيث أن ثلث اليابسة الموجودة في العالم تتكون من المراعي القاحلة وشبه القاحلة والتي لا تصلح سوى للزراعة الحيوانية فقط.
ويعتقد البعض أنه بالتحول إلى النظام الغذائى النباتى هو حل أمثل للتخلص من المشكلات الصحية والبيئية التى ترتبط بإنتاج اللحوم، بل وإنه سيحافظ على حياة الكثير من الحيوانات، وسيوفر الكثير من الأموال التي ينفقها الشخص على المنتجات الحيوانية ولكن هذا خطأ، فسوف تكون هناك مشكلات خطيرة لملايين الأشخاص. والإشكالية التى تطرح نفسها .. هل من الممكن أن تتحول البشرية إلى النمط الغذائى النباتى؟ فهذا لا يتسم بالواقعية على الإطلاق، والأكثر واقعية من ذلك هو محاولة تحقيق التوازن بين النمط الغذائى النباتى وذلك الحيوانى بالحد من تناول منتجات النمط الأخير وهذا ينطبق على اللحوم ومنتجات الألبان بكافة أنواعها.