بداية ممارسة الطفل للحركة (المقاييس الدالة على النمو الطبيعي)
* الحركة عند الطفل الصغير:
تشير المقاييس الدالة على التطور الطبيعي، بصفة عامة، إلى
كيفية تطور
الطفل في المراحل الأولى المختلفة من عمره. على أنه ينبغي ألا
يغيب عن بالنا أن هذه المقاييس تقريبية بحتة.
ونجد أن الطفل فى مراحل مبكرة من عمره يبدأ بالحركة قبل بدايته
لتعلم الكلام أو غيرها من المهارات الدالة على النمو التى
يكتسبها كلما مرت عليه الأيام والشهور. المزيد عن نمو الطفل من شهر - 36 شهراً ..
فقد يحدث خلاف مدته عدة شهور من ناحية النقص أو الزيادة في الأعمال
التي يتمها الطفل دون أن يجعله ذلك بعيدا عن أن يكون طفلا عاديا.
وهذه الصور التوضيحية للرضيع والطفل في مختلف أعمارهم ليست بأي حال
من الأحوال محددة تماماً، بيد أنها تقدم لنا صورة لما ينبغي أن
يكون عليه تطور الطفل العادي في ثلاث نواح، هي: تعلم ضبط اتزان
الحركة، واللغة، والسلوك الاجتماعي.
وينبغي أيضاً ألا يغيب عن بالنا أن هناك اختلافات كبيرة بين
الأطفال من ناحية النمو، لأن ذلك يجنبنا الضيق بأطفالنا إذا عجزوا
عن مجاراة المقاييس التي تكون قد تصورناها من قبل. ومن الناحية
الأخرى فإنه يجوز أن يكون علمنا بالنمو العقلي الطبيعي من الضآلة
بحيث لا تتوقع من الأطفال ما يتفق مع المقاييس العادية. ولهذا فإن
خير مسلك نسلكه مع الطفل هو أن نكفل له البيئة البسيطة الحرة التي
يستطيع أن يجد فيها فرصة كافية للتصرف بما يلائم تطوره وحاجاته.
ويجب الإقلال من إثارة المواقف التي تحتم تدخل الكبار في أمر
الطفل.
ولقد أعربت أم شابة عما يخالجها – وسيظل يخالج الأمهات اللائي تكون
هذه المشكلة جديدة عليهن – فقالت : "لقد حاولت كل شىء. ولكني فشلت
في أن أجعل طفلي يكف عن محاولة الوقوف فوق مقعد مرتفع". وهذه الأم
مخطئة ولا شك. فلو أنها وضعت للطفل مقعدا منخفضا، بدلا من المقعد
المرتفع، لأرضت رغبة الطفل من ناحية، ولجنبته التعرض للخطر من
ناحية أخرى.
مثل هذه الأم قد استقر في ذهنها أنها ترعي طفلا في الأشهر الأولى
من حياته. وأنه سيبقى في هذه المرحلة من مراحل العمر لا يغادرها .
أما إذا أدركت أن الطفل الذي كان يستقر به المقام حيث تضعه أمه وهو
في الأشهر الأولى، سيأتي عليه الوقت يصبح فيه ذا رغبة في
الإتيان ببعض الأمور التي تروقه هو – لو أدركت الأم ذلك وتأهبت له،
لغيرت من مسلكها معه، واختارت من الأمور ما هو أدنى لتلبية حاجات
نموه وتطوره.
* الاختلافات الفردية:
إننا نميل إلى تناسي الخلاف الموجود في أعمال الأطفال من حيث الصفة
والكمية، ولذا فإنه من الأهمية بمكان أن يقدر الأشخاص المسئولين عن
تدريب الأطفال الفوارق الفردية بين هؤلاء الأطفال في تركيبهم
العقلي والعاطفي.
فمع أن أطفال الأسرة الواحدة قد يكونون متساوين ومتشابهين في كثير
من النواحي إذا تمت مقارنتهم بالأطفال الغرباء عنهم، إلا أن هناك
كثيرا من المؤثرات تجعلهم يختلفون اختلافا بينا أحدهم عن الآخر.
وكما أن الاختلافات تبدو في لون العين والشعر وتركيب الجسم
والوزن.. كذلك دلت الأبحاث على أن الأطفال الذين ينحدرون من أسرة
واحدة يختلفون اختلافاً كبيراً من ناحية قوة الانتباه، وسرعة
الاستجابة للمؤثرات، وقوة الذاكرة، والقدرة على ضبط العواطف.
وكلما بكرنا بمعرفة الاختلافات الفردية في الكفاءة والمقدرة في
نواح معينة، زادت فرصة نجاح الطفل في هذه النواحي. ومع أن الأبوين
قد يدركان أن هناك اختلافات كبيرة في الشخصية بين أطفالهما، فإننا
لا نتوقع من الملاحظين غير المدربين أن يدركوا أن طفلا يتمتع مثلا
بقدرة فائقة على تعلم شىء ما بمجرد السماع، في حين أنه يلاقي صعوبة
كبيرة في تكوين صور عقلية للكلمات أو الأشكال.
وفي كثير من الأحيان لا يدرك الأبوان الخطر الناجم عن اجتذاب
الأنظار إلى تفوق أحد الأطفال على طفل آخر في ناحية معينة، ونراهم
يفاخرون بأن هذا الطفل سريع الاستذكار والفهم، فيثيرون بذلك الحقد
في قلب طفل آخر.
* مقاييس الحركة الطبيعية عند الطفل حتى سن خمس سنوات:
إن المقاييس العامة الدالة على النمو الطبيعى للطفل منذ ولادته
وحتى يبلغ من العمر خمسة أعوام فيما يتصل باتزان الحركة تتمثل فى
التالى:
مميزات اتزان الحركة
السلوك الشخصي الاجتماعي
عندما يكون عمر الطفل شهرين:
يرفع صدره فوق سطح الفراش عندما يكون منبطحاً على بطنه
يحول رأسه استجابة أصوات متكلم
عندما يكون عمره أربعة أشهر:
يحتفظ برأسه منتصبا إذا حمل
يحاول أن ينهض بنفسه برفع الرأس والكتفين
يستطيع أن ينقلب من جنبه إلى ظهره، أو من ظهره إلى جنبه
لا يتأثر كثيرا بالأشخاص الغرباء أو المناظر الجديدة
يلعب بيديه و "بالشخشيخة"
عندما يكون عمره ستة أشهر:
يفضل الجلوس مستندا
يجلس لحظات بغير مسند
يستطيع أن ينقلب من على بطنه على ظهره وبالعكس
يستعمل يديه للوصول إلى الأشياء وإمساكها وتحطيمها أو
القائها فوق الأرض أو بعثرتها
يعبر عن معرفته للأشخاص المألوفين له
قد يبدي ألفة نحو الغرباء
يتجاوب مع الأطفال الآخرين
عندما يكون عمره ثمانية أشهر:
يجلس وحده.
يهم بالخطو عندما تلمس قدماه الأرض
يصر على بلوغ غايات معينة
يلوح بيديه عند التحية
يستطيع الاحتفاظ بزجاجة اللبن في فمه
عندما يكون عمره اثنى عشر شهراً:
يقف معتمدا على شىء
يمشي إذا مدت له يد المساعدة
يأتي بأعمال بسيطة إذا طلبت منه
يتعاون مع من يلبسه ثيابه
يستطيع رفع قدح للشرب، وقد يستعمل ملعقة
عندما يكون عمره خمسة عشر شهراً:
يمشي وحده
يستعمل الملعقة
عندما يكون عمره ثمانية عشر شهراً:
يتسلق المقعد أو السلم
يلقي كرة في صندوق
يستعمل الملعقة دون أن يسكب كثيرا مما بها
تتأصل فيه عادة التحكم في افراغ أمعائه
يستطيع الاتيان ببعض الحركات بتأمل الصور
عندما يكون عمره عامين:
يستطيع الدوران حول كرسي بعجلة المشي
يستطيع طي الورق
يستطيع الركض
تتأصل فيه عادة التحكم في تبوله
يستعلم عن أسماء أدوات المائدة
عندما يكون عمره ثلاثة أعوام:
يستطيع أن يبني منزلاً
يستطيع أن يرسم دائرة من صورة أمامه
يستطيع أن يميز بين الخطوط القصيرة والطويلة
يذهب في جولة خارج المنزل
يغتسل وينظف أسنانه وحده
عندما يكون عمره خمسة أعوام:
يرسم مثلنا من صورة
يستطيع رسم شجرة أو رجل يعقد رباط حذائه
يرتدي معطفه وحده
يحدد عمره وعمر غيره
يميز بعض الألوان بأسمائها
* الاختلاف بين النمو العقلى والبدنى عند الطفل:
وهناك فرق واضح بين تطور الطفل العقلي والبدني. فالحكم على الطفل
من سنه أو حجمه أو منظره قد يؤدي إلى نتائج وخيمة العاقبة.
والتهذيب الذي يقوم على مثل هذه الاعتبارات قد يكون مجحفاً وضاراً.
وقد حدث في احدى الأسر أن نما الطفل الثاني نموا يعادل نمو أخته
التي تكبره بعامين. ولما كان الأبوان يجهلان الاختلاف في درجات
النمو العقلي والبدني، فقد حاسبوا الغلام حسابا عسيرا على الأخطاء
التي كان يقع فيها بدعوى أنه ينبغي ألا يقع في أخطاء تزيد على
الأخطاء التي تقع فيها أخته التي تساويه في الحجم. فلما استعصت
مشاكل التهذيب، وأصبح فحص الغلام الذي لا يتجاوز عمره العام السابع
أمرا لا مفر منه، اتضح أن قوى هذا الغلام العقلية توازي قوي غلام في
الخامسة من عمره، في حين أن أسرته كانت تتوقع منه أن يفهم ويفكر
ويتصرف مثلما يفعل غلام في التاسعة من عمره.
ومن هذا يتضح أن خطأ الأبوين في التقدير الصحيح. وعدم تشجيعهما
للطفل، قد يؤدي إلى نتائج عاطفية يؤسف لها، وأقلها إثارة عاطفة
الحقد في نفس الطفل.
ومع أننا لا نستطيع قياس الاختلافات في العواطف بدقة مثلما ندرك
الاختلافات في الجهاز العقلي، إلا أنه مما يساعد كثيراً عند تدريب
الطفل على ضبط النفس، أو نهيه عن عاطفة معينة، أن تتوافر لنا كل
المعلومات المستطاعة عن ذلك الطفل.
والقدرة على التعلم ذخر كبير. ولكن القدرة على تمالك العواطف
وضبطها بسرعة، لا تقل أهمية عن التعلم، إلا أنهما قابلة للتأثر
الكبير بالبيئة الأولى. وبعض الأطفال – كما أسلفنا – يحبطون في
التعليم المنهجي إذا أرغموا عليه إرغاما، في حين أن التعليم الصحيح
الذي يتفق مع استعدادهم يمدهم بالثقة والتجارب، حتى إذا كانت طبيعة
استعدادهم مختلفة عن قابلية السواد الأعظم من زملائهم، والفرد
الناجح ليس بالضرورة ذكياً، فقد يكون نجاحه رهناً – إلى حد ما –
بالحظ أو المصادفة، ومع ذلك فإن الشخص الذي يستطيع التعبير عن
عواطفه أصدق تعبير، ويتمتع بصحة الحكم، ويكيف تفكيره تبعاً لكل
موقف جديد طارئ، ويستطيع المقاومة في قوة ومثابرة، تتهيأ له فرص
النجاح أكثر من أي شخص آخر.
ولقد دلت الاختبارات الكثيرة على أنه من المستحيل تحديد قوة عقل
الفرد أو قدرته تحديداً دقيقاً، إلا أنه يمكن معرفة الاحتمالات
الفطرية في الطفل بقدر غير قليل من الدقة. وهناك اختبارات مختلفة تصلح
لتحديد مدى صلاحية الطفل في كثير من النواحي المختلفة، كذلك تحديد
التجاوب العاطفي.
أننا نعلم أن الطفل قد لا يستفيد إلا قليلاً إذا توفر له الذكاء
الحاد وانعدمت فيه القدرة على الاستمرار في أي عمل يضطلع به إلى
النهاية، في حين أن الطفل المتوسط الذكاء الذي يقابل الفشل بصدر
رحب ويجابه الصعاب بثغر باسم ، قد يصل إلى ذروة النجاح الذي ما كان
ليبلغه لو لم يتوافر له هذا التكوين العاطفي الخاص.
والاختلافات الطفيفة بين أبناء الشعوب المختلفة كثيرا ما تؤثر فيها
البيئة فتزيدها وضوحاً. فقد يستطيع طفل من الأطفال تكييف نفسه
بسهولة بالنسبة لمختلف المواقف الاجتماعية، في حين يظهر طفل آخر
مظهر الجبان الوجل. وقد تكون شخصية الاثنين متماثلة تماماً عند
المولد، وقد لا تكون كذلك. وإذا انفرد الطفل الأكبر بوالديه كثيراً،
ورأى عدداً قليلاً من الزائرين في سنواته الأولى، في حين أن الطفل
الأصغر قد شهد نشاطاً اجتماعياً أكثر في المنزل لتغير الظروف،
وتعلم كثيراً من القواعد الاجتماعية، فإن هذه البيئة تلعب دوراً
رئيسيا في حياة الطفل الثاني.
وفي كثير من الأحوال تتوافر لأحد الأطفال في الأسرة جميع الفرص
للإفادة من التجارب، أما لأنه أظهر كفاءة خاصة، وأما لأنه أكبر
أولاد أبويه، أو لأنه وهب شخصية قوية. ومع هذا فإن مثل هذه
المعاملة قد تؤدي – وقد لا تؤدي – إلى نفع الفرد. وفي الأسر التي
تعهد دائماً إلى أكبر أطفالهما القيام ببعض مهام معينة (لأنه
يستطيع أن ينجزها على وجه أحسن كثيراً ... كيف يمكن للطفل الأصغر
أن يكتسب قدرة وكفاية لكي ينهض بمثل هذه المهام؟
وقد يحدث في بعض الأحيان أن يضطلع أحد الأطفال بعمل معين بصفة
دائمة حتى يمل هذا العمل وينفر منه مستقبلاً.
وإذا لاحظنا اختلافاً بين أطفال أسرة واحدة، فيجب أن نعني بتهيئة
الفرص التي تتيح لكل طفل إبراز كفاءته، بصرف النظر عن الاتجاهات
المختلفة التي قد تؤدي إليها هذه الكفاءات، إذ لاشك أن قصر نظر بعض
الآباء والأمهات هو الذي يؤدي بالأطفال إلى التعاسة الحقة، لأنهم
يرغمون هؤلاء الأطفال على إتباع وسائل غير محببة إلى نفوسهم.
* المراجع:
"Movement, Coordination, and Your 1- to 3-Month-Old" - "kidshealth.org".