* اللياقة ومرض السرطان: إن الرياضة تبنى الجسد للشخص السليم وتحافظ على جودة حياة الشخص الذى يعانى من بعض العلل الصحية وخاصة المزمنة منها.
فممارسة مريض السرطان بعد تلقيه العلاج للنشاط الرياضى والحركة ترفع من معدلات لياقة جسده، والتى تساهم بالطبع فى مزيد من الإيجابية لوظائف مختلف الأعضاء وهنا يكون العلاج مع الرياضة لهما أثر مُضاعف – هذا ما توصلت إليه نتائج العديد من الدراسات فى الآونة الأخيرة بأن ممارسة مريض السرطان للرياضة والعمل على رفع معدلات لياقته تساهم بالإيجاب فى تحسن حالته الصحية بل وعدم معاودة المرض فى الظهور من جديد. المزيد عن مؤشرات جودة الحياة ..
اللياقة بعد العلاج = حياة أطول وعدم ظهور المرض من جديد هناك العديد من الدلائل الكثيرة التى تشير إلى أن ممارسة الرياضة وتناول النظام الغذائى الصحى يحول دون إصابة الشخص بأنواع امراض السرطان المختلفة، كما أفادت الدراسات الحديثة بأن حرص المريض على لياقته بعد تلقى العلاج المخصص يقلل من احتمالات معاودة ظهور الخلايا السرطانية فى جسده من جديد. المزيد عن مرض السرطان .. المزيد عن الشهر العالمى للتوعية بسرطان الثدى .. وقد أشارت الدراسات الحديثة بأن ممارسة المعدلات العالية غير المجهدة من النشاط البدنى الرياضى تزيد من فرص الشفاء النهائى من مرض السرطان بعد تشخصيه وبعد تلقى العلاج. كما أن هناك العديد من نتائج الدراسات التى تم إجراؤها على أنواع مختلفة من السرطان مازال مرضاها يعانون من زيادة فى الوزن بعد تلقى العلاج أشارت إلى انخفاض معدلات الشفاء النهائى لدى هذه الفئة من المرضى بل وعاودتهم أعراض المرض فى الظهور من جديد.
الإناث الذين يحرصون على ممارسة التمارين الرياضية بعد إجراء جراحة استئصال الأورام السرطانية بالثدى تقل لديهم احتمالات ظهور المرض فى أماكن أخرى بالجسم وبالتالى فترة حياة أطول .. ونفس الشىء ينطبق على مرضى سرطان القولون. المزيد عن سرطان الثدى .. المزيد عن سرطان القولون .. وبالطبع وكما يقول الخبراء: أن مريض السرطان يبذل قصارى جهده ومستعد لأن يفعل أى شىء يجعله يتغلب على هذا المرض الصعب حتى لا يعاوده مرة أخرى، ومن بين هذه الطرق الفعالة الحفاظ على الوزن وممارسة النشاط الرياضى.
اللياقة بعد العلاج – ما الذى تقدمه من فوائد لمريض السرطان؟ إن فوائد النشاط الرياضى معروفة للعامة، لكن ما هى جدوى النشاط الرياضى مع مرضى السرطان، وما هى الفوائد التى تعود عليهم من تحسن حالتهم بعد تلقى العلاج؟ الفوائد التى تعود على مرضى السرطان من ممارسة الأنشطة والتى ترتبط برفع معدلات لياقتهم هى نفس الفوائد التى تعود على الشخص السليم. ومن بين هذه الفوائد: - ارتفاع مستويات اللياقة لديهم. - اكتساب عضلات الجسم مزيد من القوة. - خفة الجسم ورشاقته. وبالتالى - عدم اكتساب المزيد من الكيلوجرامات أو المعاناة من السمنة والاضطرابات المتصلة بها. المزيد عن السمنة ..
وبمعنى آخر، فإن الرياضة للشخص المريض تجعله يتمتع بلياقة عالية كما يكون أقوى وأخف فى الوزن بالضبط مثل أى شخص آخر يداوم على ممارسة النشاط البدنى الرياضى. لكن الرياضة تقدم لمريض السرطان المزيد من الفوائد التى يكون فى حاجة إليها والتى تتضمن على: - رفع المزاج. - تدعيم الثقة بالنفس. - تخفيف أعراض الإرهاق التى قد تداومه بين الحين والآخر. المزيد عن متلازمة الإرهاق المزمن .. - كما أنها تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السكرى. المزيد عن مرض السكرى..
اللياقة بعد العلاج – متى يتم البدء فى خطواتها؟ ما هو التوقيت المسموح به لمريض السرطان لكى يبدأ فى تنفيذ برنامج اللياقة الخاص به بعد تشخيص المرض وبعد تلقيه للعلاج؟ الإجابة، بأسرع وقت ممكن. أظهرت الدراسات أنه بعد تشخيص مرض السرطان، يصاب الشخص بالإحباط والضغوط، كما أنه يفقد الاستمتاع بكافة اهتماماته فى الحياة .. بل أن أعراض المرض تظهر عليه بوضوح من الشعور بالتعب والإجهاد وخاصة مع تلقى العلاج .. كل هذه العوامل النفسية والعلاجية تجعل حركته أقل وبالتالى معدلات للياقة ضعيفة للغاية. وتكمن المشكلة فى بقاء المرضى فى حالة سكون وخمول بعد تلقى العلاج الذى يصيبهم بحالات من الإجهاد والتعب!! من الهام الرجوع إلى الرياضة وإلى النشاط والحركة لأنها تعمل على إكمال فعالية العلاج ودوام أثره لدى المريض. وإذا كان المريض فى حالة نفسية سيئة لا تجعله يفكر فى أية اهتمامات مع تشخيص مرض السرطان .. فقد حان الوقت بعد العلاج على أن يعود إلى سابق عهده قبل معرفته بحقيقة المرض.
اللياقة بعد العلاج – ما هى أنماط الأنشطة الرياضية التى يمكن ممارستها؟ أنواع الأمراض السرطانية متعددة ومختلفة، كما أن مراحلها متعددة بالمثل .. فقبل أن يبدأ الشخص فى ممارسة أى نشاط سواء المعتدل أو الذى يتطلب بذل مجهود عليه بسؤال الطبيب أولاً لأن كل حالة تختلف عن الأخرى. والأنشطة التالية هى من الخيارات التى تقدم المساعدة الفعالة لمريض السرطان ولغيره من الأصحاء: 1- تمارين المرونة، يمكن لأى شخص ممارسة هذه التمارين. وممارسة الإطالة هامة جداً لكى يبقى الشخص فى حالة لياقة دائمة، وإذا لم يكن بوسعه أداء التمارين التى تتطلب مجهود عليه أن يكون مرناً على الأقل.
2- تمارين الأيروبيك (التمارين الهوائية) مثل: المشى والسباحة، هى تمارين تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية وبالتالى فقد الوزن الزائد. كما أن التمارين الهوائية تبنى عضلة القلب وتقويها وتقلل من مخاطر التعرض للإصابة بالأزمة القلبية أو السكتة الدماغية أو مرض السكرى. المزيد عن الأزمة القلبية .. المزيد عن السكتة الدماغية ..
3- تدريبات المقاومة والتى تتضمن على تمارين رفع الأحمال الثقيلة لأنها تبنى العضلات، فالعديد منا يفقد من كتلة عضلاته وتصبح ضعيفة لا تقوى على تحمل الأنشطة التى تتطلب قوة الشخص والتى يحل محلها فى الوقت ذاته الدهون .. ومرضى السرطان الذين يعانون من ضعف فى كتلة العضلات مقارنة بالنسب العالية من الدهون فى الجسد، فإن ممارسة تمارين المقاومة هذه تساعدهم على بناء عضلاتهم وإكسابها قوة التحمل.
ومن الأفضل الرجوع إلى أخصائيين فى اللياقة لمساعدة مريض السرطان فى رسم البرنامج العلاجى من اللياقة ليجمع بين تمارين المقاومة والتمارين الهوائية .. لأنها من أفضل الخيارات بالنسبة لهم وتعمل على الارتقاء بالصحة العامة لديهم ككل.
اللياقة بعد العلاج – كم مرة مسموح بها للمريض ممارسة الرياضة وما هو مستوى حدة النشاط المطلوب؟ النمط المتعارف عليه لتبنى برنامج رياضى فعال للشخص السليم يكون على النحو التالى كقاعدة عامة: - المدة: من 30 - 60 دقيقة. - مستوى النشاط: نشاط معتدل إلى نشاط حاد. - تكرار ممارسته: على مدار 5 أيام فى الأسبوع الواحد. هذا الكم من النشاط الرياضى ثبت فعاليته فى الحد من مخاطر الإصابة بأمراض السرطان وأمراض القلب ومرض السكرى .. ونفس الفائدة تنطبق على المصاب فعلياً بمرض السرطان. فإذا كان الشخص نشيطاً بطبعه وممارساً للرياضة عليه بالمداومة على نشاطه هذا، وإن لم يكن كذلك عليه بالبدء التدريجى، فليس من المعقول أن يحرز الفرد تقدماً منذ البداية. فمفتاح النجاح مع ممارسة برنامج اللياقة هو البدء بالقليل من النشاط الذى يمكن إنجازه وبالتدريج سينجز الشخص الكثير، فالأهم هو أن يبدأ الشخص فى الرياضة ولا يهم ما إذا كان القدر بسيطاً منها المهم هو الانغماس فى الحركة. ويجب البدء بالنشاط المحبب للشخص والذى يشعر مع ممارسته بالمتعة، ولا مانع من اختيار رفيق بنفس المستوى من اللياقة .. فكل واحد سيعزز الدافع لدى الآخر لممارسة الحركة وعدم التخاذل عنها. ففعل شىء بسيط أفضل من لا شىء على الإطلاق، والقليل من التمارين الرياضية يبنى طاقة جسدك بمرور الوقت التى تعين الجسد على ممارسة الكثير من الأنشطة فيما بعد.
ليس شرطاً أنه لكى تصبح نشيطاً أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية (الجيم) وتتكبد عناء مغادرة المنزل والتحرر من التزاماتك الداخلية لكى تلتزم بمواعيدك الخارجية من ممارسة النشاط الرياضى، فيمكنك أن تبنى نشاطك من خلال روتينك اليومى وأنت فى مكانك، ومن بين هذه الاقتراحات: - صعود بعض من درجات السلم بدلاً من استخدام المصعد الكهربائى. - أخذ فترات للراحة متكررة على مدار اليوم من القيام بإطالة العضلات أو الوقوف أو التمشية القصيرة. - عليك برفع بعض الأحمال المنزلية من عبوة مسحوق غسالة الملابس أو غيرها من الأحمال المتاحة أمامك لبناء العضلات وتقويتها، عليك بممارسة هذا التمرين على ثلاث مجموعات كل مجموعة يتم فيها رفع الحمل 10 مرات حتى تشعر بتعب العضلات وحينها يمكنك التوقف على الفور. فإذا اصابك الإجهاد والتعب من ممارسة النشاط الذى تقوم بأدائه عليك بالتوقف وأخذ قسطاً من الراحة، لتعاود نشاطك مرة أخرى ببطء وتدريجيا حتى تقوى طاقتك.
اللياقة بعد العلاج – ما هى المخاطر؟ هل توجد مخاطر مع ممارسة مرضى السرطان لبرامج اللياقة؟ نفس التحذيرات أو المخاطر التى تكون للعامة هى نفس التحذيرات التى تكون لمريض السرطان، ومن بينها: - إصابات الهيكل العظمى. - احتقان العضلات. - الإجهاد. - التمزق العضلى. وهى من أشهر الإصابات المرتبطة بممارسة أى نشاط رياضى. أما الشىء المختلف، أن ممارسة الرياضة مع الإصابة بمرض السرطان قد تحمل فى طياتها بعض المخاطر البسيطة من إصابة الشخص بمشاكل فى القلب، لذا من الهام خضوع المريض إلى فحص جسدى شامل، والحصول على موافقة من أخصائى علاج الأورام يوضح فيها مدى استعداد جسده لتقبل النشاط الرياضى بمختلف مستوياته.