الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر
* ما هو الفن الشعبى؟
الفنون الشعبية هى كافة أشكال الفنون التى تعكس تراث الشعوب أو كما يطلق عليه الكثير "الفولكلور/Folklore".

هذا التراث الشعبى ينقل عادات المجتمعات وتقاليد أفرادها الذين ينتمون إليها وآرائهم ومشاعرهم بل وعقائدهم الدينية ويتناقلها جيل بعد جيل. وهذا التراث الشعبى قد يكون شفهياً أو مكتوباً، كما أن وجوده قائم منذ وجود الإنسان وبداية حياته على سطح الأرض فالتراث هو تاريخ الشعوب وهو حضارتها.

إن الإنسان بطبيعته محب للجمال ويعشق إضافته لكافة تفاصيل حياته، وبما أن الفنون هى شكل من أشكال التعبير عن الجمال فنجد تواجد الفنون الشعبية منذ قديم الأزل حيث تعبير الفنان المصرى القديم فى عهد الفراعنة عن كافة تفاصيل حياته من خلال الرسومات المنقوشة على جدران المعابد، ولم تكن أيضاً مجرد رسومات ونقوشات ولكن كان لها طابع فنى حيث الألوان الساحرة التى تجذب النظر إليها والوقوف على تفاصيلها لمعرفة القصة التى تدور عنها.
المزيد عن فلسفة الجمال ..

وكانت تتميز محاولات الفن الشعبى التى تعكس إرث الإنسان من عاداته وتقاليده بالعفوية التى كانت عليها المجتمعات البدائية، واستمرت هذه المحاولات على مر العصور فالفنون الشعبية هى فنون تتسم بالقدم وبالحداثة فى الوقت ذاته، وتتنوع أنماط وأشكال القطع الفنية الشعبية وذلك بحسب البيئة التى يعيش فيها الفنان الشعبى فنجد صناعة السجاد والكليم وغزل الصوف فى البيئة الرعوية حيث رعاية الأغنام والماعز، فى البيئة الريفية نجد صناعة الفخار لتوافر الطين بالإضافة إلى أعمال النسيج اليدوية لزراعة القطن، أما فى البيئة الصحراوية فنجد النشاط الشعبى تسوده أعمال الجريد لزراعة النخيل التى تُصنع منه قطع أثاث كاملة مثل الكراسى والموائد.
ولا تتوقف الأعمال الفنية الشعبية عند هذا الحد بل تمتد لتشمل اللوحات وأعمال التطريز والحلى والموسيقى والرقص وكافة الأعمال الأدبية والفنية الأخرى.

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

ومن هو الفنان الشعبى؟
الفنان الشعبى هو النحات أو الرسام أو الحرفى الذى لم يتلق أى تدريب، وإنما هم مبدعون يقدمون أعمالاً فنية من واقع الحياة اليومية.

* التراث الشعبى والفنون الشعبية:
والتراث هو ما ينتقل من جيل إلى جيل من فنون وعلوم وآداب وتقاليد وعادات، ونجد أن كلمة التراث يُشار إليها باسم "فولكلور/Folklore"حيث يعنى الشق الأول (Folk) شعب أو قوم أو جماعة من الناس أما الشق الثانى (Lore) فيعنى معرفة أو تقاليد.
فالتراث الشعبى هو الفولكلور (Folklore)، أما الفنون الشعبية فهى (Pop or popular arts) والفنون الشعبية نمط من أنماط التراث الشعبى الذى يتضمن على:
- المعتقدات.
- الطقوس الدينية.
- التقاليد.
- الأدب الشعبى الذى يتمثل فى الأساطير والقصص والشعر والأمثال والألغاز.
- الألعاب.
- الفنون.
- بالإضافة إلى الموروثات المادية من الملابس والحُلى والأدوات المنزلية وقطع الأثاث والأدوات المستخدمة فى مختلف الأغراض.
التراث الشعبى للمجتمعات لا يقف إلى حد معين، وإنما يكون دائماً فى حالة تطور ويضاف إليه ما يستجد من تجارب.
لكن دراسة الآثار والموروثات الشعبية لمجتمع ما لابد وأن يكون الدارس على دراية ببعض الأمور الهامة مثل الإلمام بثقافة المجتمع وبتاريخه القديم والحديث .. بالإضافة إلى المعرفة الصحيحة والكاملة للغة المجتمع ولمعانى الكلمات المستخدمة التى قد يخطأ العديد فى فهمها أو فهم مدلولاتها.
المزيد عن اليوم العالمى للغة العربية ..
وعلى الرغم من وجود آثار فى المجتمعات تعكس تراثها الشعبى وخاصة الفنون، إلا أنه مازالت هناك صعوبات تواجه العديد من المعنيين والمتخصصين فى مجال دراسته بل ويعتمد جمع هذا الإرث على المستشرق وليس أبناء المجتمع الذين يكونون على دراية أفضل به.
المزيد عن مفهوم الاستشراق ..

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

أولها قلة الموارد المالية التى تتيح الحفاظ على هذه الموروثات بمختلف أنواعها أو تمكن الدارسين القيام بأبحاثهم فى هذا المجال.
اعتماد البحث إلى حد كبير على التاريخ الشفوى من جانب كبار السن ممن عاصروا الأحداث والمواقف الشعبية وهذا ما يزيد من صعوبة الاحتفاظ الدقيق بالتراث الشعبى.
مازال الكثير من تاريخ التراث الشعبى فى صورة مخطوطات يدوية (مكتوبة باليد) تحتاج إلى تسجيل وصيانة حتى لا يتعرض تاريخ الشعوب إلى الاندثار.
وأخيرا قلة المهتمين أو الدارسين فى هذا المجال.

ومن أهم القضايا التى تتصل بالتراث الشعبى "التباينات" أو بمعنى آخر الاختلافات، فمع انتقال القصة أو كلمات الأغنية أو لحنها من جيل إلى جيل يحدث تغيير فيها.

* ظهور الفن الشعبى:
الفن الشعبى من أكثر الحركات الفنية تميزاً فى العصر الحديث، وقد ظهرت حركة الفن الشعبى كإحدى صور التمرد ضد التعبيرات التجريدية التى كانت مبالغاً فيها بشكل كبير.
الفن الشعبى هو مرآة تعكس الحياة المادية الواقعية لحياة الأفراد اليومية، وهذا الفن مستمد أسلوبه من الأنشطة المرئية مثل التلفزيون، المجلات والأعمال الكوميدية .. أى من وسائل الإعلام المتعددة، بالإضافة إلى الأنشطة التى يمارسها الأفراد والتى تمثل متعة بالنسبة لهم.
نشأة حركة الفنون الشعبية كانت فى بريطانيا فى منتصف الخمسينات لكتها انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى نهاية هذه الحقبة. وكان الهدف من وراء ظهور مثل هذا الفن هو تحدى وسائل الإعلام لتفردها بتقديم التراث الشعبى، بحيث شكلاً من أشكال الفن الجميل المرئى من خلال وسيلة أخرى بخلافها.
الفن الشعبى يعتمد على استخلاص المادة من موضعها عزلها أو ربطها بموضوعات أخرى لمزيد من التأمل.

كان ميلاد الفن الشعبى فى بريطانيا فى منتصف الخمسينات، وكان أول استخدام لكلمة الفن الشعبى (Pop art/Popular arts) فى نقاش قد دار بين مجموعة من الفنانين أطلقوا على أنفسهم "مجموعة الفنانين المستقلين" حيث كانت تنتمى هذه المجموعة إلى مؤسسة الفنون المعاصرة بلندن التى بدأت نشاطاتها ما بين 1952 – 1953.
الفنون الشعبية تقدر التراث الشعبى للبلد وتركز على الحضارة المادية لها، ولم تقدم منذ ظهورها أى نقد لتبعات المادية أو الاستهلاكية التى شهدها العالم .. فهى ببساطة شديدة فرضت وجودها كواقع طبيعيى يعكس الثقافات المحلية للشعوب.

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

والحاجة الأخرى التى دعت إلى ظهور الفنون الشعبية، هو رغبة علماء القرن التاسع عشر فى الغرب فى الحفاظ على التراث الشعبى وخاصة بعد انتقال الكثير من الأُسر من المجتمعات الريفية إلى المدينة (أي الفلاحين غير المتعلمين الذين لم يتغير أسلوب حياتهم لمئات السنين إلا قليلاً والذين يمثلون مصدر الحفاظ على التقاليد والمعارف القديمة) .. هذا الانتقال فقد معه الأفراد الاتصال بالتقاليد الشعبية الأصيلة التى كانت مشتركة بين كل أفراده، حيث يعرف العلماء الشعب بأنه مجموعة من الإناس يشتركون فى عامل واحد على الأقل يضمن لهم التواصل سواء أكان هذا العامل عامل جغرافى أم دينى أم مهنى.

* سمات الفنون الشعبية وخصائصها:
- إن الألوان المستخدمة فى إخراج القطع الفنية الشعبية هى ألوان زاهية.

- تتميز الفنون الشعبية بالبساطة.

- الفنون الشعبية تعكس ثقافة شعب بعينه.

- تستخدم الفنون الشعبية الرموز للإشارة إلى الأشخاص أو الأشياء، ومن أكثر الرموز انتشاراً التى لها إيحاءات محددة رمز العين الزرقاء "درءاً الحسد" السمكة "رغبة فى التكاثر" وتفاحة حواء رمزاً للإغراء أما الطاووس فرمزاً للحظ السعيد.

- تُستخدم الخامات المحلية البسيطة فى كافة أشكال الفن الشعبى – حسب ما هو متاح منها.

- الفن الشعبى فن جماعى لا يعرف الفردية، فالفنان يعكس موروثات مجتمعه التى يشاركوه فيها باقى أفراد مجتمعه، فالفن الشعبى ليس ترجمة لتجربة خاصة مر بها الفنان بل هى تجارب وخبرات مجتمع بأسره تعكس ثقافته.

- الفنون الشعبية بوصفها إحدى الموروثات الشعبية فمن بين سماتها أيضاً أنها تعلم وتحقق الشعور بالانتماء إلى الجماعة والإحساس بالتجانس معها، مما يجعل أفراد المجتمع الواحد يشعرون بالألفة والأمان.

* أشكال الفنون الشعبية:
أولاً - الأدب الشعبى:
إن الأدب الشعبى يعكس لنا قيم المجتمع واهتماماته الثقافية على مر تاريخه، والأدب الشعبى مادة ثرية لدارسة الجذور الفكرية والقيم الاجتماعية والروحية لشعب ما إذا أردنا التعرف عليه عن قرب. ومن سمات الأدب الشعبى وجود علاقة أزلية بينه وبين اللغة العامية فهذا النوع من الأدب ارتبط باللغة قبل أن يتعلم الإنسان الكتابة، الأدب الشعبى أدب يرتبط بالمضامين الفكرية لشعب بأكمله وليس لفرد بعينه، الأدب الشعبى لا ينُسب إلى مؤلف بعينه فمؤلفه فى أغلب الأحوال مجهول ومواضيع الأدب الشعبى متنوعة لا تقف على سياق واحد لذا فهى تتميز بالمرونة وتتعامل مع كافة الأحداث والظروف سواء أكانت اجتماعية أم سياسية أم ثقافية ... الخ
ومن بين فروع الأدب الشعبى:
أ- الحكايات الشعبية:
هى نوع من القصص الخيالية أو الخرافية التى لا تحدث فى الواقع وتدور حول إنسان أو حيوان، و غالباً ما تدور الحكايات الشعبية على لسان حيوان لتنتهى القصة نهاية سعيدة من انتصار الخير على الشرير أو من نجاح من يعمل بكد وتفوقه على الكسول وذلك من خلال شخوص للقصة متمثلة فى حيوانات يدور بينها الصراع. وتهدف القصص الشعبية إلى تعليم النشء الصغير القيم الفاضلة والأخلاق الحسنة.
ومثالاً على ذلك قصة العنكبوت "أننسى" الشهيرة التى تدور فى غرب إفريقيا (Anansi spider)، فهو عنكبوت لكنه دائماً ما يظهر فى صورة شخص فى القصص.

ب- الأساطير:
الأساطير هى قصص خيالية بطولية لا تحدث فى حياة البشر.

ج- القصص البطولية:
القصص البطولية تسرد حكاية يكون طرف فيها الإنسان والطرف الآخر يكون مخلوق من المخلوقات الخارقة مثل الأشباح أو العفاريت، هذه القصص تختلف نهايتها عن نهايات الأساطير والقصص الشعبية فليس لها نهاية محددة أو تكون نهاية لا يتم استخلاص نتيجة محددة منها، فالبطل يواجه القوى الخارقة ويعبر المصاعب والتحديات لكن بدون أن يصل إلى شىء فى النهاية.

د- السير الشعبية:
يتم فيها تناول حياة فرد أو جماعة لعب/لعبت دوراً فى توجبه الأحداث فى عصره/عصرها مثل قصص عنترة بن شداد.

ثانياً - فنون التعبيرات المادية:
أ- الرسم:
يقوم الرسام الشعبى بتقديم موضوعات لوحاته من وحى خياله أو من واقع أحداث يومية حقيقية تمثل مظاهر الحياة فى المجتمع الذى ينتمى إليه، وقد يستخدم الرموز فى لوحاته الفنية والألوان الزاهية والرسومات الكبيرة لجذب الأنظار إليها. وتتنوع موضوعات الرسم الشعبى ما بين رسم الفنان لصور شخصيات بعينها أو لبيوت أو لمناظر من الطبيعة أو لأنشطة الحياة اليومية السائدة فى مجتمعه.

- النحت وأدوات المنزل:
من الفنون الشعبية القديمة وتتمثل فى منحوتات من الخشب أو الحجارة، ونجد أن للمنزل وأدواته وأثاثه نصيباً فى الفنون الشعبية وخاصة فى فن النحت، فلم ينساه الفنان الشعبى الذى حرص على أن يذكر أفراد العائلة من الكبار والصغار بموروثهم الحضارى عندما يرون الأوانى أو الأطباق المسخدمة فى أغراض الطعام أو تلك التى يتم تعليقها على الجدران بغرض الديكور، بالإضافة إلى القطع الفنبة الأخرى غير المنحوتة مثل السجاد المصنع يدوياً والموائد والكراسى التى من الممكن أن يستعين بها الإنسان فى تزيين منزله ولكن بتكلفة بسيطة للغاية.

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

- التصوير التشكيلى:
ويتم فيه استخدام ألوان الماء والزيت على أسطح مختلفة من الورق والقماش والخشب، والتصوير التشكيلى الشعبى يغلب عليه الوضوح كما أن معظم الرسومات مستوحاه من البيئة.

- فنون الخزف والفخار:
وهى من الفنون الشعبية التى تميز بها العرب، وهو كيفية تشكيل الصلصال أو الطينة المستخدمة في إعداد القطع الفنية لتخرج لنا بهذه الصورة البارعة حيث تجمع القطع الفنية بين لونين أساسيين وهما الأزرق والأبيض، وهناك نوع آخر من الخزف وهو الخزف ذو البريق المعدنى.
دعونا نتعرف علي هذا خطوات النوع من الفن الراقي:
1- التشكيل:
إن الشخص الذي يقوم بعمل الأشكال الفنية يطلق عليه اسم الخزاف وأدواته التي يستخدمها إما "عجلة الآنية" كجهاز أساسي في تشكيل خامة الطين، وفي بعض الأحيان الأخرى تعتمد فكرة التشكيل علي اليد البشرية باستخدام الأحجار المستديرة الشكل. لكن باستخدام "عجلة الآنية" سهل علي الخزاف القيام بعمله كما أتيحت له الفرصة بتنفيذ مجموعة كبيرة من الأشكال، حيث توضع الطينة وهي لينة علي عجلة تدور في الاتجاه الأفقي ثم يضغط باليد علي الطينة أو الصلصال أو تستخدم عصا خشبية يوجهها الخزاف في عمل أي شكل من الأشكال يرغب فيه أثناء دوران كتلة الطين، وتتشكل بذلك الطينة وتتفتح كالزهرة في أشكال لا حصر لها ويحدد الشكل النهائي يدوياً أو الاستعانة بالقالب الآلي الدائري فنجاح الشكل يعتمد علي بداية العملية وليس معالجته النهائية.
2- الحرق:
وبعد الانتهاء من التشكيل يقوم الخزاف بالمرحلة الثانية مرحلة الحرق بتعريض القطعة الفنية للحرارة في الفرن المخصص لذلك لتصبح صلبه. ثم تستعمل عملية الحرق مرة ثانية في درجة حرارة أعلي عن المرة التي تسبقها بعد عملية الطلاء الزجاجي الذي يطبق علي معظم المشغولات الخزفية حيث تجعل شكلها كالزجاج تماماً ووظيفة هذا الطلاء الزجاجي:
1- لمنع وجود مسام بالقطعة الفنية.
2- يستخدم كلون جمالي ينعكس علي لمعان القطعة الفنية.
3- إكساب سطح القطعة الفنية ملمساً ناعماً.
3- الزخرفة:
وهي الأساليب التي يضيفها الخزاف لقطعته الفنية من نحت أو تفريغ لبعض المساحات بحيث تكسبها الجمال والجاذبية وهذه المرحلة السابقة علي عملية الحرق لأن الخامة مازالت لينة يسهل التعامل معها قبل حرقها. وسواء أكانت هناك مشغولات زخرفية علي القطعة الفنية أما لا، فالقطع الخزفية لها رونقها وجاذبيتها بل أصبح الإنسان يستخدمها في العديد من أغراض الزينة، كأدوات للمطبخ .... الخ.

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

- فنون المعادن:
من أشهر المعادن التى تعبر الفنون الشعبية المادية هما معدنى البرونز والنحاس الأصفر والتى يتم منهما صناعة الأوانى والتحف المعدنية والإكسسورات، وقد برع الفنان الشعبى فى تطويع المعادن بعدة طرق بالحفر باستخدام الإزميل لعمل الزخارف والنقوشات على سطحها أو بالتطعيم وهو إدخال عنصر آخر فى المعدن سواء من الذهب أو الفضة أو النحاس الأحمر.

- صناعة الأقمشة والتطريز اليدوى:
إنتاج الأقمشة الجميلة من أهم مميزات الفنون الشعبية وتُعد أهم مراكز إنتاج المنسوجات الحريرية وزخرفتها بالرسوم الجميلة في مصر والشام وإيران وآسيا الصغرى.
وتختلف أنواع التطريز: فهناك التطريز الكامل لرسم معين، وهناك التطريز لجزء من الرسم، بالإضافة إلى التطريز الآلى الذى يُنفذ عن طريق ماكينات خاصة ويغيب فيها الإبداع اليدوى للإنسان.

- صناعة السجاد:
وتختلف الاستعمالات لهذا النوع من السجاد فمنه ما يستعمل كسجاد على الأرضيات ومنه ما يعلق على الجدران كقطعة فنية، ومنه ما يوضع على أثاث المنزل.
والأشكال التى تُنفذ على السجاد هى لموضوعات من واقع الحياة ومن طبيعة المجتمع الذى تنتمى إليه، فمن موضوعات السجاد التى تُرسم عليه: الأشجار والحيوانات والطيور والقصص الشعبية وبعض المشاهد من الحياة اليومية بالإضافة إلى رسم الوجوه.
- فنون العمارة والزخرفة المعمارية:
فنون العمارة والبناء من الموروثات الشعبية البصرية، كما يرتبط بهذا الفن الزخرفة أو النقش وتكون فى المبانى أو فى الأبواب أو فى التكسيات الخارجية والداخلية.
وتتنوع الزخرفة ما بين النقش الجداري ويستخدم فيه الجص ويتم التعامل معه وهو طري بالمباشرة بالتفريغ والكشط بالأدوات الحادة والمصنعة خصيصا لهذا المجال، أو بالقوالب المعدة من الخشب واخذ نسخ مكررة من الشكل الواحد.
بالإضافة إلى فن الزخرفة بالفسيفساء، وهو فن زخرفي يتمثل في قطع صغيرة الحجم تصاغ ضمن قوالب معينة، قد تكون من الزجاج الملون ومن الصدف أو البلور الملون بألوان مختلفة، ثم تجمع القطع التي يتكون منها الشكل، بعضها إلى بعض، وتثبت بواسطة الجص.

الفنون الشعبية .. إبداع مستمر

ثالثاً- الموسيقى والرقص الشعبى:
الموسيقى والرقص يعبران عن خبرات وتجارب الإنسان من خلال اللحن والحركة، فهما يرتبطان بالمواقف والظروف المحيطة بكل مجتمع على حدة، فتراث الشعوب من الموسيقى أو الرقص متنوع فى تفصيلاته وله مدلولات اجتماعية كثيرة.
أ- الرقص الشعبى:
الرقص الشعبى هى الحركات الإيقاعية والعروض المميزة لشعب ما، والفرق التى تؤدى حركاتها تسمى بفرق الفنون الشعبية. وكان فى الماضى الرقصات الشعبية لها مدلولها الاجتماعي التى تعبر عن خصائص الأفراد فى مجتمعاتهم من قوتهم عند الدق على الأرض بقوة بالأرجل كما يحدث فى رقصات الدول العربية وعن أنشطتهم المختلفة التى تميزهم، وبمرور الوقت فقد الرقص الشعبى مدلوله وأصبح مقترناً بكونه أداة للتسلية أكثر من تقديمه للعمق الاجتماعى.غاني والموسيقى الشعبية: تشكل فنون الأداء الشعبي (الفنون الشعبية) احد أبرز مجالات التراث الشعبي ال
ب- الأغانى الشعبية:
ترتبط الأغانى الشعبية بكافة الأنشطة الإنسانية اليومية، فنجد ارتباط الأغنية الشعبية بمختلف المناسبات الاجتماعية مثل ميلاد طفل أو زواج، وهناك أغانٍ للبحارة عند اصطيادهم السمك وأغانٍ أخرى للزراعة بالإضافة إلى الأغانى الدينية .. وغيرها من الأغانى المرتبطة بكافة الأنشطة البشرية.

ج- الموال:
الموال هو بيت من الشعر المقفى الموزون، وهو على أربعة أشطر وخمسة وسبعة وتسعة وهو نوع من أنواع الغناء الارتجالى غير سابق التحضير . وقد ذكر المؤرخون أن الموال نشأ في مدينة مع غناء العمّال والمزارعين الجماعي، الذين كانون ينهون غنائهم بكلمة موجهة إلى سادتهم هي (يا موليا) التي تغيرت بانتقالها بين الأجيال لتكون موال أو مواليا، ولا يشترط أن تكون كلماته كلها فصيحة، بل يدخل فيه بعض الألفاظ العامية. وتنطق أكثر كلماته ساكنة غير معرَّبة، ويستخدم فيه التنوين مع الكسر والفتح.

إن رؤية الفن بصورة عامة والفن الشعبى بصورة خاصة، هى رؤية لا تأتى من منظور فردى وإنما هى رؤية جماعية التكوين تعكس جماليات المجتمع وذوقه الخاص. فدراسة المادة الشعبية خدمت الفنون بشكلها العام وفتحت الطريق نحو ازدهار الإرث الشعبى ليكون متماشياً مع واقع المجتمعات التى هى فى حالة تغير باستمرار ومعبراً فى الوقت ذاته عن جذور الشعب القديمة والعميقة.

المزيد عن المسرح ..
المزيد عن اليوم العالمى للمسرح ..

* المراجع:
  • "Popular art" - "britannica.com".
  • "Popular Categories" - "mfa.org".
  • "What Is Art?" - "brainpickings.org"

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة لشركة الحاسبات المصرية
Designed & Developed by EBM Co. صمم وطور بواسطة شركة الحاسبات المصرية