ميلاد الفن التشكيلي من المنشأ إلى المأزق |
||
وقد عبرت الرسوم التى تم اكتشافها في كهوف الصين عن هذه الرغبة الأزلية عند الإنسان في نقل الانطباعات والأفكار فوق الحجر عن طريق النقش والنحت. ومن هذه الساعة ولد أول عمل فني تشكيلي. ومن بين هذه الأعمال كان ذلك النحت المعبر عن خوف الإنسان من قسوة الطبيعة وضراوة الوحوش ورغبته في الانتصار عليها ... فنقش علي جدران الكهوف شكل بدائي للثور الوحشي وهو يتهاوى أمام ضربات الصياد.
كانت أيام ثقيلة ويملؤها الغموض .. ولكن إذا به يكتشف الإنسان في
داخله الوسيلة السلمية والذكية لتفريغ الشحنات والانفعالات التي
تعتريه من غضب وخوف ورغبة في السرد والقصص والتواصل مع الآخرين.
وكانت الألوان الأساسية الأولي هي الأقرب إلي الطبيعة من حوله فوضع
الإنسان يده علي اللون الأخضر (لون النبات) واللون الأزرق (لون
السماء والبحر) واللون الأحمر (لون الشمس) واللون الأصفر (لون
الرمال) . وقد تكونت بذلك أول (باليت) في التاريخ.
وانطلقت مسيرة الرسم وتحولت تدريجياً عبر مئات الألوف من السنين من
وسيلة تعبيرية أساسية للتواصل بين الأجيال والحضارات ونقل الواقع
من جيل إلي جيل إلي أداة تعبير عن رؤى الإنسان لأفكاره الأكثر
عمقاً ولمنحنيات أكثر تعقيداً في دهاليز النفس البشرية وبحث مضنى
لاكتشاف مواطن الجمال والانسجام في الكون والإنسان والطبيعة.
وقد لا يرى المفسرون لهذه الظاهرة أية غرابة أو تناقض ... وحجتهم
في ذلك هو اختلاف مظاهر الكون نفسه فكما أن الله الخالق والمبدع
الأعظم وضع في الكون عدد لا حصر له من ألوان وأشكال وإيقاعات وخطوط
في الورود والجبال والبحار والرمال والحيوانات والنجوم والكواكب
تنطق كلها بالوفرة والكثرة العددية من التباين والاختلاف. وكما لكل
إنسان بصمة وملامح مختلفة كذلك كانت إبداعات الفنانين لها أبجدية
وملامح وطعم مختلف. |
تابعنا من خلال