المدرسة الشعبية فى الفن التشكيلى | ||
إن الفنون التشكيلية فى العصر الحديث بدأت فى مصر متأثرة بالتعاليم
والمناهج الأوروبية على يد الأساتذة الإيطاليين والفرنسيين فى كلية
الفنون الجميلة فى بدايتها فى القاهرة. وكذلك من خلال البعثات
الخارجية وبسبب هذا التأثير الأوروبى على الفنون التشكيلية فى مصر
بداية من الحملة الفرنسية والبعثات الأوروبية فى عهد محمد على باشا
ثم أساتذة الفنون الجميلة ... وهى تقاليد فنية ينفرد بها الشرق على مدى التاريخ بالمقارنة بالرسوم الغربية. وأتاحت هذه الطريقة لفنانى المدرسة الشعبية الإكثار من العناصر المرسومة فى المساحة الضيقة التى تتيحها اللوحة، وتعتبر هذه الملامح من معالم غالبية أعمال الفنانين الشعبيين.
ويتضح من هذا أن المدرسة الشعبية فى الفن التشكيلى لديها الإحساس
العميق بالتراث والبعد عن التبعية والتأثيرات الغربية. وينتمى معرضى (تصاوير وأمثال شعبية) إلى هذه المدرسة الشعبية فى التعبير، حيث يجد المتلقى فى لوحات المعرض عنصر الروح المصرية الصميمة كما تبدو فى جانبها الشعبى المتوجه إلى قاع المجتمع بأسلوب تعبيرى ربما يتسم بالسخرية أحياناً وبالبعد عن الفلسفة والتعالى والنظرة الأكاديمية الباردة. وقد توجهت فى لوحات هذا المعرض إلى البيئة من حولى بعين فطرية وتحدثت بلهجة دارجة يفهمها الجميع وبقلب مفتوح، وبخطوط طفولية بها بعض المبالغة أحياناً تشكلت أبجدية لغوية بسيطة ومباشرة. وتتميز الخطوط فى اللوحات بالقوة والتحديد باللون الأسود مبتعدة عن النعومة المرفهة والتفاصيل غير الضرورية شأنها فى ذلك شأن الرسوم الشعبية عبر التاريخ.
* وقد استوحيت فى بعض لوحات المعرض بعض الأمثال الشعبية الدارجة مثل:
- لاقينى ولا تغدينى. ونجد دائماً أن كل شىء تصل بالتراث الشعبى فى أى مجال من مجالات الفنون فى كل زمان وفى كل مكان، ولأنه ينبع من أعماق تقاليد الشعوب وعاداتها يون دائماً سهلاً ويسيراً فى فهمه واستيعابه وخاصة من العامة لأنه قريب منهم يتحدث بلغتهم، وهذا يقودنا إلى أن نطلق عن الفنون التشكيلية الشعبية ما يمكن أن نسميه بـ "فنون العامة". |
تابعنا من خلال