زراعة حديقتك: البطاطس

زراعة حديقتك: البطاطس
البطاطس إحدى المحاصيل الغذائية الرئيسية فى العالم، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد الغلال فى الأهمية. تعتمد الكثير من شعوب العالم عليها فى نظامها الغذائي للحصول على الطاقة الحرارية كبديل للأرز أو الخبز.

وتعتبر البطاطس من إحدى محاصيل الحقل (محصول الحقل هو الذي يُزرع على نطاق واسع).
البطاطس عشب ذو مجموع هوائي حولي ومجموع درني معمر، ويُشترط فى الصنف الجيد منها توافر الميزات التالية:

أ- مقاومة المحصول للأمراض الفيروسية والفطرية.
ب- وفرة المحصول وزيادة عدد الدرنات.
ج- نعومة القشرة وقلة عدد العيون مع عدم تعمقها، وابيضاض الثمرة على أن تكون الدرنات مستطيلة مبططة.

وتتمثل القيمة الغذائية لثمار البطاطس فى أنها غذاء للإنسان وللحيوان، ويحتوى كل 100 جرام من درنات البطاطس على حوالي 72-80 جرام من الماء، 12-17 جرام من النشا، 1-2 جرام من النيتروجين، 6 جرام من السكر، 0.4-1 جرام ألياف و0.96 جرام رماد. كما أن درنات البطاطس غنية فى البوتاسيوم والفوسفور والحديد وفيتامين ج، لكنه فقيرة فى الكالسيوم وفيتامين ب.

زراعة حديقتك: البطاطس

ملحوظة: تحتوى درنات البطاطس على مادة "السولانين" التي تتراوح نسبتها ما بين 20-30 ملجم/كجم التي يزداد تركيزها بالدرنات المخضرة والصغيرة وفى منطقة البراعم فى الدرنات الكبيرة (وهى مادة سامة للإنسان)، لذا يُنصح بعدم التغذية على الدرنات الخضراء.

أما الأغراض التي تُستخدم من أجلها درنات البطاطس فهي متعددة:
1- تقاوي.
2- غذاء الماشية.
3- غذاء للإنسان، فى شكل استخدام مباشر لها أو فى صورة تحويلات غذائية مثل استخلاص النشا منها.
4- فى أغراض الصناعة: التخمر (حامض اللكتيك والأسيتون)، الكحول (إيثانول وبيوتانول) والنشا لصناعة الدكسترين والنسيج والبلاستيك.

* الظروف الملائمة لنمو وزراعة ثمار البطاطس:
1- النمو:
تتراوح فترة حياة نبات البطاطس من 100-120 يوماً، ويمكن تقسيم طور النمو إلى ثلاث فترات هامة. الفترة الأولى تمتد من التجهيز للزراعة وبدء نمو الدرنات ويبلغ طول هذه الفترة حوالي ستة أسابيع حيث تُستنفذ المواد الكربوهيدراتية فى هذه الفترة لتكوين الجذور والسيقان والأوراق، ثم تأتى الفترة الثانية التي تمتد لمدة أسبوعين حيث تضع النباتات درناتها خلال هذه الفترة وأخيراً الفترة الثالثة والتي تُسمى فترة تكوين الدرنات والتي تستمر من نهاية فترة وضع الدرنات حتى نهاية حياة النبات ككل.

2- الاحتياجات الجوية التي تتمثل فى الحرارة والإضاءة: تختلف احتياجات البطاطس من الحرارة الملائمة لها حسب طور النمو الذي تمر به. وبوجه عام نجد أن الحرارة المرتفعة تلاءم نبات البطاطس فى طور النمو الأول لها ليساعدها على تكوين مجموع خضري قوى وكبير، أما درجات الحرارة المنخفضة فهي تلاءم الأطوار الأخرى لانتقال المواد الكربوهيدراتية من المجموع الخضري إلى الدرنات حيث تختزن بها.
أما الإضاءة، يزداد المجموع الخضري لنبات البطاطس وتطول فترة النمو الخضري ويتأخر النضج بإطالة الفترة الضوئية التي تنمو فيها النباتات مما يؤدى إلى زيادة كمية المحصول. ويعتقد البعض أن احتياج نبات البطاطس لنهار قصير أثناء تكوين الدرنات إذا نما فى درجات حرارة 23 درجة مئوية أثناء الليل. كما يمكن لنبات البطاطس إعطاء محصول كبير فى ظروف النهار الطويل إذا نمت النباتات فى درجات حرارة منخفضة.

3- مواعيد زراعة ثمار البطاطس: يمكن زراعة درنات البطاطس فى مواعيد متعددة من أشهر السنة: مارس وأبريل ومايو وكذلك أكتوبر ونوفمبر وديسمبر.

4- التربة الملائمة: تجود زراعة البطاطس فى الأراضي الصفراء الخفيفة أو الثقيلة الخصبة الحسنة التهوية والبعيدة عن مستوى الماء الأرضي. لكنه لا تجود زراعة البطاطس فى الأراضي الرملية لقلة احتفاظها بالرطوبة وفقرها فى العناصر الغذائية وبالمثل لا تجود زراعتها فى الأراضي السوداء إذا تنتج هذه الأرض درنات صغيرة رديئة اللون.
تؤثر حموضة التربة على نمو نبات البطاطس وعلى نسبة إصابة الدرنات بمرض الجرب. تكاد تنعدم الإصابة بالجرب فى رقم حموضة 4.4-4.8، وتزداد نسبة الإصابة بارتفاع رقم الحموضة. ولما كان نمو النباتات ضعيفاً فى رقم الحموضة المنخفضة لهذا يعتبر رقم حموضة 5.2 ملائماً لإنتاج البطاطس حيث تنمو الثمار فى هذه الدرجة نمواً جيداً وتكون الإصابة بالجرب منخفضة.

زراعة حديقتك: البطاطس

* زراعة البطاطس:
1- التقاوي (الدرنات): وتتميز التقاوي الجيدة بأن تكون سليمة غير مصابة بالأمراض ولاسيما الأمراض الفيروسية. ويمكن تمييز خلو الدرنات من الأمراض بعلامات ظاهرية وعلامات داخلية على النحو التالى:
أولاً - العلامات الظاهرية
- خلو الدرنات من الشقوق ومماثلتها فى الشكل ولون القشرة الخارجية.
- سلامة العيون، سمك البراعم وقصرها.
- عدم تجعد السطح والخلو من البقع والمناطق الغائرة.
ثانياً – العلامات الداخلية
- خلو اللحم من الرائحة الشاذة.
- خلو الدرنة من الأجزاء العفنة.
- عدم وجود بقع أو دوائر أو عروق بنية أو سوداء على السطح المقطوع.
- عدم اسوداد الأجزاء المقطوعة من الدرنة بتعريضها للهواء.

أما عن تحضير التقاوي، فتتبع هذه الطريقة بأوربا حيث يتم تعريض الدرنات لضوء الشمس غير المباشر لمدة أسبوعين قبل الزراعة ويؤدى تدفئة المكان الذي توجد به الدرنات نفس الغرض. وينجم عنها تكون البراعم القوية القصيرة مما يؤدى على تبكير ظهور النباتات فوق سطح الأرض وزيادة عدد السوق الأرضية وقلة عدد السوق الهوائية وزيادة كمية المحصول الجيد من الدرنات.
حجم التقاوي، يزداد عدد درنات النبات وكمية المحصول بزيادة حجم قطعة التقاوي. يعتمد نبات البطاطس الجديد فى غذائه على المواد المختزنة بالدرنات لمدة ستة أسابيع، وحينئذ تصبح النباتات الجديدة قادرة على الاعتماد على المواد الغذائية التي تقوم بتجهيزها من الوسط الذي تعيش فيه.
وعموماً يُنصح باستخدام التقاوي التي يبلغ قطرها حوالي 4 سم وتزن ما لا يقل عن 42 جرام، ويجب أن تحتوى كل قطعة على برعم واحد على الأقل.
كمية التقاوي، تتوقف كمية التقاوي على حجم قطعة التقاوي ومسافات الزراعة وغيرها من العوامل الأخرى.

زراعة حديقتك: البطاطس

تجزئة الدرنات، تعطى الدرنات محصولاً أكبر من القطع فى حالة تساوى حجم القطعة مع حجم الدرنة، إذ أن الدرنات الكاملة أقل تعرضاً للتعفن بالأرض وأقل تعرضاً لفقد الحيوية نتيجة للجفاف.
وتُجزأ الدرنات إلى قطع مكعبة على أن تكون مساحة أسطح القطع قليلة بقدر الإمكان حتى يقل احتمال جفاف قطع التقاوي وتشققها ويقل احتمال تعفن الدرنات.
يتبخر الماء من الخلايا المقطوعة ومن المسافات البينية الموجودة بين الخلايا تحت سطح القطع. وتترسب مادة دهنية تشبه "السوبرين" فى 3-3 طبقات تحت سطح القطع بمجرد تبخير الماء، وتصبح طبقة "السوبرين" المترسبة كطلاء يعيق فقد الماء ويؤخر حركة الغازات خلال السطح المجروح. وفى أثناء ذلك تنقسم الخلايا التي تلي طبقة "السوبرين" وتتكون طبقة "الكامبيوم" الفليني من 3-8 طبقات من خلايا طويلة مبططة ويتكون "فلودرم" من الطبقة السطحية "للكامبيوم" الفليني وحينئذ يتم التئام الجرح، وتسمى الطبقة المتكونة من "الكامبيوم" الفليني "ببريدرم" الجروح. ويلائم التئام الجروح درجة حرارة مرتفعة نوعاً ما 15 - 20 درجة مئوية، ورطوبة جوية مرتفعة أكثر من 90% بالإضافة إلى التهوية الجيدة. ولذا يُنصح بزراعة التقاوي بعد قطعها مباشرة.

2- دورة زراعة البطاطس: يجب عدم زراعة البطاطس بالأرض أكثر من مرة كل ثلاث سنوات خوفاً من انتشار الأمراض والحشرات، وتُفضل زراعتها عقب زراعة البقول.

3- عمق التربة: يتوقف عمق زراعة الدرنات على نوع الأرض ودرجة حرارتها وطريقة الزراعة والوسائل المستخدمة فيها. وبوجه عام يُنصح بزراعة التقاوي على عمق 17 - 30 سم من سطح الأرض. ويجب تغطية الدرنات جيداً فى الزراعة السطحية حتى لا تتكون درنات خضراء بمقدار كبير مما يعمل على خفض جودة المحصول.

زراعة حديقتك: البطاطس

4- العزق: تُعزق الأرض من 2-3 مرات لإزالة الحشائش وسد الشقوق وفتح الخطوط للري. يجب أن يكون العزق سطحياً وان يكون سن الفأس بعيداً عن النبات ولاسيما فى الأطوار المتقدمة من حياة النبات حتى لا تتقطع الجذور. ويجب عدم إجراء عزق الأرض للمرة الثالثة ما لم يكن هناك حشائش بالأرض حيث لا توجد فائدة لها آنذاك.

5- ري الأرض: تختلف نباتات البطاطس فى احتياجاتها من الماء أثناء النمو، حيث تزداد الاحتياج للماء فى فترة وضع الدرنات أي فى الأسبوع السابع والثامن من الزراعة. ثم يلي هذه الفترة فى احتياجات النبات من الماء فترة تكوين الدرنات وهى الفترة الممتدة من نهاية الأسبوع الثامن إلى نضج نباتات البطاطس. أما أقل احتياج للماء يكون فى فترة النمو الأولى الذي يمتد من بدء زراعة البطاطس حتى بداية وضع الدرنات.
يجب منع ري النباتات فى هذه المدة فى الأراضي الرملية وفى حالة جفاف الأرض، كما يجب منع ري النباتات بمجرد ابتداء نضجها. تحتاج البطاطس من 4-10 ريات، ويتوقف ذلك على نوع الأرض ودرجة الحرارة وغيرها من العوامل الأخرى.

6- التسميد: تستجيب نباتات البطاطس للأسمدة الآزوتية والبوتاسية والفوسفاتية أكثر بكثير من المحاصيل الأخرى، يُنصح بإضافة 20 م3 من السماد البلدي للفدان بالأراضي الخفيفة وقت إعداد الأرض للزراعة، كما يضاف للفدان من 300-400 كجم من تترات الكالسيوم و300-400 من سوبر فوسفات الكالسيوم و100-150 كجم من كبريتات البوتاسيوم.
تقل كمية الأسمدة الآزوتية إلى 200-250 كجم بالأراضي الصفراء، وتوضع الأسمدة الكيميائية على 2-3 دفعات.

7- حصاد ثمار البطاطس: تنضج ثمار البطاطس بعد مرور 3.5-4 أشهر من الزراعة، ويُعرف النضج بجفاف المجموع الخضري وتمام تكون القشرة على الدرنات. يتم تقليع المجموع الخضري أولاً باليد أو بالماكينات الخاصة ثم الدرنات بعد ذلك بالفأس أو المحراث، وعند استخدام المحراث تشقق الخطو فتظهر الدرنات فوق سطح الأرض فيجمعها العمال ثم تشقق الخطوط مرة ثانية متعامدة مع الخطوط السابقة وتجمع الدرنات.

زراعة حديقتك: البطاطس

تترك الدرنات بعد تقليعها معرضة للهواء بالحقل لمدة ساعة إلى ساعتين لتجف القشرة الخارجية، تنظف من الطين الذي قد يكون عالقاً بها، ثم تعبأ فى صناديق ذات مواصفات خاصة. وقد تحدث لدرنات البطاطس أضررا أثناء تخزينها وذلك حسب الأسمدة المضافة إليها حيث وجد أن الأسمدة الآزوتية تؤدى إلى سرعة تنفس الدرنات أثناء التخزين، ومن ناحية أخرى نجد أن الأسمدة البوتاسية تحافظ على النبات من تعرضه للضرر أثناء التخزين حيث تؤدى إلى تحسن صفات احتفاظ الدرنات بجودتها.

8- كمية المحصول: تتراوح كمية المحصول بين 8-10 أطنان، أو ما بين 5-6 أطنان حسب طريقة الزراعة المتبعة.

9- الأمراض والحشرات التي تصيب محصول البطاطس: تصاب البطاطس بكثير من الأمراض وأهمها "الرايزوكتونيا"، الذبول البكتيري، الذبول الفيوزاريومى، الندوة البدرية، الموازيك، الاصفرار، التفاف الأوراق، الجرب العادي، الجرب المسحوقى ومرض الجرب الأسود.

زراعة حديقتك: البطاطس

كما تصاب بكثير من الحشرات، ومنها: الدودة القارضة، دودة ورق القطن، الحفار، ساق الباذنجان وفراش درنات البطاطس.

* الطرق المختلفة لزراعة البطاطس:
تتبع طرق مختلفة لزراعة ثمار البطاطس، ومن أهمها ما يلي:
1- الزراعة بالترديم: تحرث الأرض 2-3 مرات على أن تزحف عقب كل حرثة ثم تقسم الأرض إلى أحواض تتراوح مساحة كل منها 1-2 قيراط ثم تروى الأرض. عند حرث الأرض يكون عرض الخط 60-70 سم وتلقط التقاوي خلف المحراث ثم تعدل بحيث تكون البراعم لأعلى وسطح القطع لأسفل. وتكون المسافة بين الدرنة والأخرى 20 سم، ثم تشقق الخطوط بمحراث آخر أو بنفس المحراث حتى تغطى الدرنات، تزحف الأرض خفيفاً وتفتح الخطوط ثانياً بعد الإنبات ثم تمسح بالفأس.

2- الزراعة الحراثى: تحرث الأرض 2-3 مرات وتزحف عقب كل حرثة ثم تخطط الأرض بمعدل 10-12 خطاً فى القصبتين. تمسح الريشة البحرية أو الغربية وتروى الأرض. توضع الدرنات بالثلث العلوي من الخط عند حرث الأرض على عمق 10 سم، وتكون المسافة بين الدرنة والأخرى 10 سم. يجب مراعاة اتجاه البراعم لأعلى وسطح القطع لأسفل وتغطى الدرنات بالثرى الرطب ثم بالجاف. تفتح الخطوط بعد إنبات الدرنات تمهيداً لريها.

3- الزراعة العفير: تحرث الأرض 2-3 مرات وتزحف عقب كل حرثة وتخطط الأرض بمعدل 12 خطاً فى القصبتين وتمسح الخطوط وتزرع الدرنات على عمق 15 سم، وعلى أبعاد 20 سم ثم تروى الأرض بعد الزراعة مباشرة.

معلومة هامة: طور الراحة ونبات البطاطس، يقصد به عدم إنبات الدرنات مع توافر الظروف الضرورية اللازمة للإنبات من حرارة ورطوبة وأكسجين. ويقصد بكسر طور الراحة هو إجبار النباتات على الإنبات بمعاملات خاصة وبالمواد الكيميائية وأهم المواد المستخدمة "إيثلين الكلوروهيدرين" و"ثيوسيانات الصوديوم أو البوتاسيوم". وكان اكتشاف ذلك على يد "دنى 1926" حيث قام بتقطيع الدرنات وغمسها فى محلول "كلوروهيدرين" بتركيز 30 سم3 لكل لتر من الماء، أو بغمسها فى المادة الكيميائية الثانية بتركيز 1.5% مع زراعة الدرنات بعد معالجتها مباشرة.

زراعة حديقتك: البطاطس

* وجبات البطاطس الشهية:
بطاطس بيوريه بالثوم
طريقة عمل بطاطس بالكراث
بطاطس باللبن
طريقة عمل بطاطس بالبقدونس
طريقة عمل بطاطس محشوة بالكافيار
طريقة عمل بطاطس محشوة بالقرع والجزر
طريقة عمل بطاطس بصوص الزبد
طريقة عمل بطاطس بالثوم والروزماري

* القيم الغذائية لثمرة البطاطس:
- الاسم العلمي للبطاطس: "سولايتم تيبيروسم - ."Solanum Tuberosum
- ثمرة بطاطس متوسطة الحجم = 122 جرام.
المزيد عن مكونات الأطعمة الغذائية: البطاطس ..

* المراجع:
  • "Potatoes Growing Guide General Advice" - "seedsavers.org".
  • "How to grow potatoes" - "rhs.org.uk".
  • "Potato" - "britannica.com".
  • "Potatoes" - "potatoes.ahdb.org.uk".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة لشركة الحاسبات المصرية
Designed & Developed by EBM Co. صمم وطور بواسطة شركة الحاسبات المصرية