تعنى الذبحة الصدرية باللغة اللاتينية "اعتصار الصدر" أي حدوث آلام في الصدر وعدم سهولة التنفس ويحدث ذلك نتيجة لعدم وصول كمية كافية من الدم (المحمل بالأكسجين) لمكان ما في عضلة القلب.
عندما تضيق الشرايين التاجية بنسبة تصل إلى أكثر من 50 - 70%، لا تتوفر لديها المقدرة حينذاك أن تمد عضلة القلب بما تحتاجه من الدم المحمل بالأكسجين خلال بذل أي مجهود ونقص هذا الأكسجين يسبب آلام الصدر وألا هي أعراض الإصابة بالذبحة الصدرية. تستمر نوبة الذبحة الصدرية من 1 - 15 دقيقة، ويتم علاجها بالراحة ووضع قرص من النيتروجليسيرن (Nitroglycerin) تحت اللسان. يساعد هذا القرص على ارتخاء الأوعية الدموية ويخفض ضغط الدم كما أنه يعمل على تهدئة عضلة القلب وبالتالي تقل الحاجة إلى الأكسجين.
* الذبحة الصدرية: الذبحة الصدرية هي آلام فى الصدر وإحساس بعدم الارتياح يحدث عندما لا تستطيع عضلة القلب الحصول على الكم الكافي من الدم. وتشبه آلام الصدر فى الذبحة الصدرية وجود ضغط أو اعتصار، ومن الممكن أن تمتد هذه الآلام إلى اكتفين أو الذراع أو الرقبة أو الظهر كما يشعر الإنسان لأعراض عُسر الهضم وآلام الصدر. المزيد عن الإسعافات الأولية لعسر الهضم .. المزيد عن التغذية الملائمة لعسر الهضم .. المزيد عن آلام الصدر .. والذبحة الصدرية هي عرض لأمراض الشرايين التاجية (CAD)، وهى من أكثر اضطرابات القلب شيوعاً. وتحدث أمراض الشرايين التاجية عندما تتراكم الترسبات والتي تُسمى بتصلب الشرايين، وبتراكمها تؤدى إلى ضيق فى الشرايين التاجية وتصلبها وعدم ليونتها، وعليه قصور الإمداد الدموي للقلب ونقص وصول الأكسجين لهذه العضلة الحيوية.
* أنواع الذبحة الصدرية: توجد ثلاثة أنواع من الذبحة الصدرية: 1- الذبحة الصدرية المستقرة (Stable angina): الذبحة الصدرية المستقرة هي من أكثر أنواع الذبحة الصدرية شيوعاً، وتحدث عندما يتعرض القلب لمجهود كبير. ويستطيع الشخص مع هذا النوع من الذبحة الصدرية أن يتنبأ بمقدماتها بعد المرور بنوبات متكررة منها. ومع الذبحة الصدرية المستقرة تزول الآلام بعد بضع دقائق بعد نيل قسطاً من الراحة أو بأخذ الدواء الموصوف للمريض. وتختلف الذبحة الصدرية عن الأزمة القلبية، لكنها قد تؤدى إلى حدوث الأزمات القلبية فى المستقبل. المزيد عن الأزمة القلبية ..
2- الذبحة الصدرية غير المستقرة (Unstable angina): وهنا تكون الذبحة الصدرية نوعاً خطيراً للغاية، وتحتاج إلى علاج طارىء وعلامة على حدوث الأزمة القلبية فى القريب. والذبحة الصدرية غير المستقرة على خلاف تلك المستقرة حيث لا يصاحبها نوبات روتينية متكررة وقد تحدث بشكل فجائي بدون مقدمات وبدون بذل نشاط بدني كبير، ولا تزول الأعراض بأخذ قسطاً من الراحة أو بالدواء.
3- الذبحة الصدرية المتغيرة (Variant angina): الذبحة الصدرية المتغيرة نادراً ما تحدث وعادة أثناء فترات الراحة. ويكون الألم حاداً يظهر أثناء الليل والساعات الأولى من الصباح الباكر وتزول الأعراض بمجرد أخذ الدواء. وليست كل آلام الصدر هي أعراض للذبحة الصدرية، فقد تكون إيماءة أيضاً للإصابة بالأزمة الصدرية أو مشاكل فى الرئة مثل وجود عدوى أو جلطة دموية، أو بسبب حرقان فم المعدة، ما هو؟ .. لكن ينبغي فحص الآلام مع الطبيب المختص.
* الأسماء الأخرى للذبحة الصدرية: (Angina, angina pectoris, stable or common angina, unstable angina, variant angina, prinzmetal angina, coronary artery spasms & acute coronary syndrome).
* أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية: يصاب الإنسان بالذبحة الصدرية عندما يقل وصول الدم لمنطقة القلب، وهذا غالباً ما يحدث نتيجة لأمراض الشرايين التاجية أو لأمراض أخرى متعلقة بالقلب، أو نتيجة لضغط الدم المرتفع الذي يصعب التحكم فيه. ونجد أنه فى أمرض الشرايين التاجية تضيق هذه الشرايين نتيجة لتراكم الترسبات من الدهون والكوليسترول (Plaque) والذي يُطلق عليه تصلب الشرايين التاجية. بعضاً من هذه الترسبات جامدة وتستقر وتؤدى إلى ضيق الشرايين وجمودها، والبعض الآخر منها يبقى ليناً ويتكون فيه التجلطات الدموية. وهذه الترسبات موجودة على الجدار الداخلي للشرايين وتسبب إصابة الشخص بالذبحة الصدرية بطريقتين: أ- بتضييق الشريان إلى الحد الذي يقل معه التدفق الدموي بشكل كبير. ب- بتكوين التجلطات الدموية التي تغلق الشريان جزئياً أو كلياً. 1- أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية المستقرة: - الجهود البدنى هو من أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بآلام الذبحة الصدرية المستقرة، فالشرايين التي تعرضت للضيق بسبب الترسبات تسمح بمرور الدم للقلب عندما تكون الحاجة للأكسجين قليلة مثل نشاط الجلوس عند الإنسان، لكن مع بذل مجهود عضلي مثل صعود السلالم فإن القلب يعمل بشكل أكثر ويحتاج المزيد من الأكسجين. - الضغوط النفسية. - التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة. - الوجبات الدسمة. - التدخين
2- أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية غي المستقرة: - الجلطات الدموية التي تسد الشريان بشكل كلى أو جزئي، وإذا حدثت فتحة فى هذه الترسبات تسمح للجلطات الدموية بالتكون وبالتالي مزيد من الانسداد. وقد تكبر الجلطة فى حجمها بالقدر الذي يسد الشريان كلية ويؤدى ذلك إلى الإصابة بالأزمات القلبية، وقد تذوب الجلطات من تلقاء نفسها لكنها تتكون مرة أخرى وتُحدث آلاماً فى الصدر فى كل مرة تتكون فيها وتسد الشريان.
3- أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية المتغيرة: - تشنج أو انقباض لاإرادي فى الشريان التاجي، ويؤدى ذلك إلى ضيق جدار الشرايين وتصلبها وبطء التدفق الدموي أو وقوفه كلية محدثاً أعراض الذبحة الصدرية المتغيرة، وقد يصاب بها الأشخاص التي تعانى أو لا تعانى من أمراض الشرايين التاجية. - والأسباب الأخرى التي تؤدى إلى تشنج الشرايين التي تمد القلب بالدم، هي: 1- التعرض للبرد. 2- الضغط النفسي. 3- تدخين السجائر. 4- الكوكايين. 5- الأدوية التي تعمل على ضيق الأوعية الدموية.
* من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية: - الأشخاص التي تعانى من أمراض الشرايين التاجية. - الأشخاص التي عانت من نوبات سابقة للأزمات القلبية. - تحدث نوبات الذبحة الصدرية غير المستقرة للكبار، والمتغيرة منها نادرة الحدوث وتمثل النسبة 2/100 حالة ذبحة صدرية وتكون فى الغالب من نصيب صغار السن وليس الكبار الذين يصابون بنسبة أكبر بالأنواع الأخرى من الذبحة الصدرية.
* أعراض الذبحة الصدرية: الآلام والإحساس بعدم الارتياح، هما الأعراض الأساسية لكل أنواع الذبحة الصدرية. وهذه الأعراض لها خصائص مشتركة: - غالباً ما توصف على أنها إحساس بوجود ضغط أو اعتصار أو ضيق فى الصدر أو احتراق. - عادة ما تبدأ فى الصدر خلف عظمة الثدي. - قد تمتد إلى الذراع، الكتف، الرقبة، الفك، الحلق أو الظهر. - يشعر الشخص وكان لديه عسر هضم. هناك بعض الأشخاص التي تقر بأن الإحساس بالذبحة الصدرية شيء لا يمكن وصفه، ولا يستطيعون الجزم من أين يأتي الألم، وقد تحدث أعراض أخرى من: - الغثيان. - الإرهاق. - قصر النفس. - العرق. - ضعف. - الإصابة بالدوار.
كما تعتمد الأعراض على نوع الذبحة الصدرية: أ- أعراض الذبحة الصدرية المستقرة: آلام وشعور بعدم ارتياح يصاحبهما: - تحدث عندما يبذل الإنسان مجهود بدني شاق. - توقع حدوث نوبات متكررة متشابهة. - استمرار النوبات لفترة قصيرة من الزمن تستمر لمدة خمس دقائق أو أقل من ذلك. - تزول الآلام بمجرد الارتياح وأخذ الدواء. - تبدو الأعراض وكأنها عسر هضم أو أعراض انتفاخ. المزيد عن علاج الانتفاخ بالطعام .. - الشعور بامتداد الآلام إلى الذراع أو الظهر أو أي عضو آخر بالجسم.
ب- أعراض الذبحة الصدرية غير المستقرة: آلام وشعور بعدم بالارتياح يصاحبهما: - تحدث غالباً فى فترات الراحة، وخاصة أثناء النوم ليلاً أو مع بذل مجهود بدني بسيط. - غير متوقعة الحدوث. - أكثر حدة وأطول استمراراً فى الوقت (قد تستمر لحوالى 30 دقيقة) من نوبات الذبحة الصدرية المستقرة. - لا تزول الأعراض بمجرد الراحة أو تناول دواء الذبحة الصدرية. - قد تسوء الأعراض. - قد تكون علامة لحدوث أزمة قلبية وشيكة الحدوث.
ج- أعراض الذبحة الصدرية المتغيرة: آلام وشعور بعدم الارتياح يصاحبهما: - تحدث عادة أثناء فترات الراحة أثناء الليل أو فى الصباح الباكر. - قد تكون أعراضها حادة. - تزول الأعراض بمجرد أخذ دواء الذبحة الصدرية. - استمرار الآلام لفترة أطول، ولا تزول بالراحة أو بأخذ دواء الذبحة الصدرية (يعنى أن الشخص قد يعانى أو سوف يعانى من أزمة قلبية).
* كيف يتم تشخيص الذبحة الصدرية: ليتم اكتشاف أن الشخص مصاب بالذبحة الصدرية من عدمه، سوف يقوم الطبيب بعمل التالى: أ- فحص جسدي. ب- سؤال المريض عن الأعراض التي تنتابه. ج- سؤال المريض عن التاريخ العائلي لأمراض الشرايين التاجية أو أمراض القلب الأخرى.
وفى بعض الأحيان، قد يُشخص الطبيب الذبحة الصدرية من ملاحظة الأعراض وكيف تحدث. كما يطلب من المريض عمل إجراء طبي أو أكثر للفحص من أجل تشخيص الحالة، وهذه الإجراءات تتمثل فى الاختبارات التالية: 1- رسم القلب: وفيه يُقاس معدل ضربات القلب وانتظامها، وقد تظهر نتائج رسم القلب مع الأشخاص المريضة فعلياً بالذبحة الصدرية رسم قلب طبيعي.
2- اختبار بالمجهود: هناك بعض اضطرابات القلب التي من السهل تشخيصها عندما يبذل القلب مجهود، ويكون معدل خفقانه أسرع عن تلك الفترات التي يكون فيها الإنسان فى حالة راحة أو استكانة. أثناء الاختبار بالمجهود يقوم الشخص بممارسة رياضة (وإن لم يكن الشخص قادراً على بذل النشاط الرياضي يتم حقنه بدواء من خلال الوريد ليحل محل المجهود الرياضي) وذلك من أجل تعريض القلب لمجهود أكثر وبالتالي نبض أسرع، وفيه يتم أخذ قراءة ضغط الدم.
3- الإكو (التخطيط بصدى الصوت): ويتم عمل "الإكو" من أجل الحصول على معلومات أكثر عن حالة عضلة القلب، وفى هذا الاختبار يتم استخدام الموجات الصوتية لخلق صور متحركة لعضلة القلب. كما يعطى "الإكو" معلومات عن حجم القلب وشكله وكيف تعمل حجراته وصماماته، ويحدد التخطيط أيضا المناطق التي ينقصها الإمداد الدموي والمناطق التي لا تنقبض فيها عضلة القلب بشكل طبيعي، وعما إذا كانت هناك إصابة لحقت بالقلب من جراء نقص الإمداد الدموي. توجد أنواع مختلفة من "الإكو": "الإكو" بالراحة، "الإكو" بالمجهود ويتم عقد المقارنة بين نتائج الاختبارين.
4- المسح الذرى: يُطلب المسح الذرى من قبل الطبيب أيضاً للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً عن حالة القلب. وفى هذا الاختبار يتم أخذ صور متحركة للدم الذي يمر من خلال حجرات القلب والشرايين ويعكس معدل التدفق الدموي لعضلة القلب حيث يتم حقن المريض بمادة إشعاعية عن طريق الوريد وعادة ما يكون فى الذراع. حيث تقوم هذه المادة الإشعاعية بتتبع مجرى الدم من خلال كاميرا توضع أمام الصدر لرؤية إضاءة هذه المادة الإشعاعية عند حركتها فى الدم. وإضاءة هذا المتتبع تشي إلى صحة عضلة القلب، وعدم الإضاءة تشير إلى الضمور أو إلى الانسداد فى الشرايين. توجد أنواع مختلفة للمسح الذرى، لكن غالبية أنواع المسح تتكون من مرحلتين: المرحلة الأولى لأخذ الصور أثناء راحة القلب، والثانية أثناء خفق القلب السريع (صور بالمجهود) على الرغم من أنه يتم إجراء المرحلة الأولى فقط فى بعض الأحيان ويُكتفى بها. تظهر العديد من اضطرابات القلب أثناء بذل المجهود وليس أثناء الراحة، حيث يقوم الطبيب آنذاك بعقد المقارنة بين حالة القلب أثناء الراحة وبعد تعريضه للمجهود لرؤية ما إذا كانت عضلة القلب تعمل أم لا.
5- أشعة الصدر السينية (أشعة اكس): يقوم الطبيب بواسطة أشعة اكس الصدرية بأخذ صور لما يوجد داخل الصدر من القلب والرئة والأوعية الدموية.
6- الحقن الوريدي: إذا لم يكن الإنسان قادراً على بذل النشاط الرياضي، يتم حقن دواء من خلال خط وريدي فى مجرى الدم لكي يجعل القلب فى حالة عمل ولكي يخفق بشكل أسرع، كما لو كان الشخص يقوم بمجهود بدني على العجلة الرياضية وعادة ما يخضع بعدها المريض إلى اختبارات "الإكو" والمسح الذرى.
7- الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعى بالانبعاث البوزيترونى (PET): قد يطلب الطبيب اختبارين آخرين مع اختبار المجهود فى حالة الاحتياج إلى مزيد من المعلومات، وهما: الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعى بالانبعاث البوزيترونى. ويعكس الرنين المغناطيسي صوراً مفصلة عن بناء القلب ومعدل خفقانه والتي تساعد الطبيب على التقييم الأفضل وعما إذا كانت عضلة القلب ضعيفة أو تعرضت للضمور. أما الاختبار الآخر فيعكس معدلات النشاط الكيميائي فى المناطق المختلفة من عضلة القلب حيث يساعد الطبيب أيضاً على تحديد ما إذا كان الدم يصل إلى القلب بشكل كافٍ، كما يظهر معه التدفق الدموي البسيط إذا كان هناك ضمور نتيجة لمرض ما والذي لا تكشفه طرق الفحص الأخرى. المزيد عن الرنين المغناطيسى ..
8- قسطرة القلب: هي أنبوب طويلة رفيعة ومرنة تمر من خلال الشريان الذي يوجد فى الفخذ بالرجل أو الذراع للوصول إلى الشرايين التاجية، حيث يقوم الطبيب بواسطتها بتحديد الضغط والتدفق الدموي لحجرات القلب مع جمع عينات من الدم. وعمل اختبار للشرايين بواسطة أشعة "اكس".
9- تصوير الأوعية: اختبار يتم عمله أثناء إجراء القسطرة القلبية، حيث يتم حقن المريض بصبغة فى الشرايين التاجية يتم رؤيتها بواسطة أشعة اكس. ويمكن للطبيب رؤية التدفق الدموي وأماكن الانسداد.
10- اختبارات الدم: كما يوصى الطبيب بإجراء بعض اختبارات للدم، مثل: 1- قياس معدلات الكوليسترول بالدم (Fasting lipoprotein profile). 2- قياس معلات سكر الدم (Fasting glucose test). 3- قياس البروتين فى الدم (CRP/C-reactive protein) الذي يعكس وجود التهاب فالالتهاب هو استجابة الجسم لوجود إصابة. والمعدلات العالية من (CRP) تشير إلى ازدياد مخاطر التعرض لأمراض الشرايين التاجية. 4- اختبار لقياس معدلات الهيموجلوبين المنخفضة فى الدم، والهيموجلوبين هو جزء من تركيب كرات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين لكافة أعضاء لجسم.
* كيف يتم علاج الذبحة الصدرية؟ يتضمن العلاج على خطوات عديدة، أولها تغيير نمط الحياة غير الصحي المتبع، العقاقير، إجراءات خاصة، وإعادة تأهيل القلب. ونجد أن الأهداف الأساسية من تقديم العلاج، هي: 1- تقليل تكرار حدوث الأعراض وتقليل حدتها. 2- منع أو تقليل احتمالية إصابة الشخص بالأزمات القلبية والموت. وتغيير نمط الحياة مع العقاقير قد يكون كافياً للعلاج إذا كانت الأعراض معتدلة وغير حادة ولا تزداد سوءاً فى نفس الوقت، أما الذبحة الصدرية غير المستقرة فهي حالة طارئة تستدعى العلاج الفوري فى المستشفى. المزيد عن المستشفى .. أ- تغيير نمط الحياة: أول شيء يحتاج إليه مريض الذبحة الصدرية أن يقوم بفعله، هو تغيير عادات الحياة لمنع تكرار النوبات المتكررة منها: - أخذ قسطاً من الراحة إذا كانت الذبحة نتيجة لبذل مجهود بدني. - تجنب الوجبات الدسمة الكبيرة، والأطعمة التي تُعطى شعور بالتخمة إذا أتت أزمة الذبحة بعد تناول وجبة. - تجنب المواقف التي تُعرض الإنسان للضغوط، إذا جاءت الأزمة عقب موقف أثار غضب الإنسان مع تعلم الأساليب التي تجنب الوقوع فريسة الضغوط أو تلك التي تُعلم كيفية التعامل معها لحتمية التعرض لها فى مختلف مواقف الحياة اليومية. - تناول الوجبات الصحية التي تمنع أو تقلل من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تؤدى إلى ارتفاع معدلات الكوليسترول أو السمنة. - الإقلاع عن التدخين ، إذا كان الإنسان مدخناً. - ممارسة النشاط البدنى، إذا كان الإنسان كسولاً وذلك حسب تعليمات الطبيب - إنقاص الوزن، إذا كانت هناك زيادة فى الوزن .. - إتباع نصائح الطبيب إذا كان هناك دواء محدد، وخاصة إذا كانت هناك إصابة بمرض .السكر أيضاً المزيد عن مرض السكرى ..
ب- العقاقير: 1- من أكثر أنواع الأدوية شيوعاً فى علاج الذبحة الصدرية النترات (Nitrates)، حيث تقوم بإرخاء وتوسيع الأوعية الدموية لمرور الدم إلى عضلة القلب وتقليل الحمل والإجهاد عليه. ويمكن استخدام أشكال مختلفة من النترات من أجل: - تخفيف النوبات عندما تبدأ الآلام. - منع حدوث النوبات عند التنبؤ بقدوم الآلام. - تقليل عدد مرات حدوث النوبات باستخدام الدواء بشكل منتظم وعلى فترة طويلة من الزمن.
والنيتروجلسرين (Nitroglycerin) من أكثر أنواع النترات شيوعاً فى الاستخدام، حيث يوضع القرص تحت اللسان أو بين الوجنة واللثة ويوجد منه اللاصقة التي توضع على الجلد. ويظهر مفعول النيتروجلسرين تدريجياً وببطء من أجل تخفيف الآلام أثناء حدوث أزمة الذبحة. 2- تقلل (Beta-blockers) من سرعة معدلات ضربات القلب، كما تخفض من الضغط الدموي، وتمنع أو تؤجل حدوث نوبات متكررة من الأزمة. 3- تُرخى (Calcium channel blockers) الأوعية الدموية وبالتالي مزيد من التدفق الدموي للقلب وتخفيف حدة الألم، كما تخفض من معدلات ضغط الدم. 4- تخفض (ACE inhibitors/angiotensin-converting) من معدلات ضغط الدم وتقلل من إجهاد القلب، كما تقلل من المخاطر المستقبلية لأزمات القلب والفشل التام فى وظائفه. 5- كما يلجأ المريض بالذبحة الصدرية إلى استخدام الأدوية التالية أيضاً: أ- أدوية لتقليل معدلات الكوليسترول. ب- أدوية لخفض ضغط الدم. ج- الأسبرين (أو أي دواء مضاد للصفائح الدموية الذي يؤخذ عن طريق الفم) لمنع تجلط الصفائح الدموية وحدوث التجلطات الدموية. والصفائح الدموية هي خلايا دموية صغيرة تدور فى الأوعية الدموية، وتساعد على وقف النزيف بالالتصاق سوياً لغلق الجروح والقطع الصغير فى الأوعية الدموية الصغيرة. قد تكون بعضاً من هذه الأدوية غير ملائمة لبعض الأشخاص لأنها ترفع من معدلات السيولة والنزيف لديهم، لذا ينبغي مناقشة ذلك مع الطبيب المختص قبل أخذها أو أخذ الأسبرين. د- مضادات التجلط (Anti-coagulants)، وهى تمنع تكون الجلطات الدموية فى الشرايين، لتجنب حدوث الانسداد فى مجرى التدفق الدموي. المزيد عن الجلطات الدموية .. هـ- أدوية مضادة للصفائح الدموية (Glycoprotein)، تمنع أيضاً حدوث التجلطات الدموية فى الشرايين. يتم إعطائها عن طريق الأوردة فى المستشفيات لعلاج الذبحة الصدرية أو أثناء وبعد إجراء تقويم الأوعية (Angioplasty).
ج- إجراءات خاصة: إذا لم تُجدى الأدوية وتغيير نمط الحياة فى علاج الذبحة الصدرية، يتم اللجوء إلى إجراءات خاصة للحصول على مزيد من المعلومات. 1- تقويم الأوعية (Angioplasty): وبها يتم توسيع الشرايين التاجية الضيقة أو فتح الشرايين المسدودة .. لمزيد من التدفق الدموى للقلب ولتجنب آلام الصدر، ومنع حدوث الأزمات القلبية فى مراحل لاحقة، فى بعض الأحيان يتم تركيب دعامة فى الشريان للبقاء عليه مفتوحاً بعد الانتهاء من هذا الإجراء.
2- الجراحة التحويلية (Bypass surgery): يتم استخدام شرايين وأوردة أخرى من مناطق مختلفة فى الجسم لتحويل التدفق الدموي من خلالها من الشرايين المسدودة. ولها نفس فوائد الإجراء السابق.
د- إعادة تأهيل القلب: قد يوصى الطبيب ببعض الإجراءات الخاصة بإعادة تأهيل القلب بعد الإصابة: بالذبحة الصدرية أو بعد إجراء الجراحة التحويلية، بعد تقويم الأوعية أو بعد الإصابة بالأزمة القلبية. ويتكون فريق إعادة التأهيل من الأطباء والمتخصصين التاليين: - متخصص القلب. - الجراح. - فريق التمريض. - متخصص رياضى. - متخصص تغذية. - متخصص نفسى. - متخصص علاج طبيعى.
وينقسم إعادة التأهيل إلى جزأين: الجزء الأول – ممارسة النشاط الرياضى: هنا يتعلم المريض كيف يمارس الرياضة بأمان، مع تقوية العضلات ورفع الحالة الصحية. ويعتمد البرنامج الرياضى على قدرة الشخص وعلى احتياجاته وعلى رغباته. الجزء الثانى – التعليم والاستشارة والتدريب: هذه الخطوات الثلاثة تساعد المريض على تفهم حالة قلبه، وإيجاد الوسائل التى تقل معها مخاطر التعرض لاضطرابات القلب المستقبلية. كما أن فريق التأهيل يعلم المريض كيف يتعامل مع الضغوط، كيف يغير من نمط حياته وكيف يتعامل مع المخاوف التى تساوره بخصوص مستقبل حالته الصحية.
* كيفية تجنب الإصابة بالذبحة الصدرية؟ يمكن منع أو تقليل مخاطر التعرض لأمراض القلب بشكل عام والذبحة الصدرية بشكل خاص، بإتباع نمط حياة جديد وبالحصول على العلاج الملائم لأية مشاكل صحية تظهر على الإنسان. أ- تغيير نمط الحياة: - تناول طعام صحى لمنع الإصابة بضغط الدم والكوليسترول والبدانة. - الإقلاع عن التدخين. - المداومة على ممارسة النشاط الرياضى. - فقد الوزن.
ب- علاج الاضطرابات الصحية الأخرى: - معدلات الكوليسترول المرتفعة. - ضغط الدم المرتفع. - مرض السكرى. - السمنة أو الزيادة فى الوزن.
* الحياة بالذبحة الصدرية: الذبحة الصدرية هى ليست الأزمة القلبية، لكنها عامل مساعد يؤدى إلى الإصابة بالأزمة القلبية وتزداد المخاطر فى حالة الذبحة غير المستقرة .. ولهذه الأسباب ينبغى أن يعرف الإنسان كيف يتعايش مع الذبحة الصدرية ويعيش بها من خلال معرفة الشخص بالعوامل الآتية: - معرفة النمط المعتاد عليه لأزمات الذبحة الصدرية إذا كانت من النوع المستقر. - معرفة الدواء. - معرفة السيطرة على نوبات الذبحة والتحكم فيها. - معرفة حدود قدراته لممارسة النشاط البدنى. - معرفة كيف ومتى يبحث عن المساعدة الطبية.