* عدوى الدم:
عدوى الدم هى عدوى خطيرة تصيب الدم و يُطلق عليها تسمم أو تعفن الدم.
وتحدث هذه العدوى عندما تكون هناك عدوى أخرى بالجسم تصيب الرئة
أو الجلد ثم تدخل مجرى الدم، وهذا خطير للغاية لأن
البكتيريا وما تفرزه من سموم تتخلل أعضاء الجسم من خلال مجرى الدم وتصبح مهددة لحياة الإنسان. يجب علاج
عدوى الدم فى المستشفى، وإذا تُركت الحالة بدون علاج فقد تتطور لتصبح معقدة وتنتشر فى الجسم بأكمله.
ويوجد مرحلتان من عدوى الدم الأولى سبتيسيميا (Septicemia) وهى أقل فى الحدة والخطورة، أما الثانية سبسيس (Sepsis) وهى مضاعفات المرحلة
الأولى من العدوى وتنتقل إلى مجرى الدم، حيث يُصدر فيها الجهاز المناعى
استجابة حادة بل وتكون خطيرة حيث تسبب التهاب
بالجسم بأكمله. وتسبب الجلطات وتعوق من وصول الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية وبالتالى حدوث فشل فى الأعضاء وفى وظائفها الحيوية، كما
ينخفض ضغط الدم وتحدث الصدمة التى قد تسبب الوفاة فى العديد من الحالات المصابة بها. المزيد عن المستشفيات ..
* أسباب عدوى مجرى الدم: كما سبق وأن أشرنا أنها عدوى تحدث بسبب وجود عدوى أخرى فى عضو من أعضاء الجسم. وهى حالة خطيرة
وحادة، وتوجد العديد من أنواع البكتيريا التى تسبب عدوى الدم، لكن المصدر الأكيد لها غير معلوم حتى الآن،
ومن بين الأسباب التى تؤدى إلى عدوى الدم التالى:
- عدوى الجهاز البولى. المزيد عن عدوى الجهاز البولى ..
- عدوى الرئة مثل الالتهاب الرئوى. المزيد عن الالتهاب الرئوى ..
- عدوى الكلى.
- العدوى فى منطقة البطن.
تحدث عدوى الدم بسبب وجود عدوى أخرى فى عضو من أعضاء الجسم
والبكتيريا الناتجة عن هذه العدوى تدخل مجرى الدم وتتكاثر سريعاً مسببة أعراض
فورية. والأشخاص التى تتواجد فى المستشفيات لحالات علاجية أخرى تتزايد لديها مخاطر الإصابة بعدوى مجرى الدم (تسمم الدم)، حيث تحدث
العدوى الثانوية من التواجد فى المستشفيات. وهذه العدوى فى الغالب تكون أكثر خطورة لأن البكتيريا قد تكون مقاومة للمضادات الحيوية،
وقد يتعرض الشخص لعدوى الدم فى الحالات التالية:
- المعاناة من جرح أو حروق حادة. المزيد عن الحروق وأنواعها ..
- إذا كان الشخص صغير أو كبير فى السن.
- إذا كان يعانى من ضعف فى الجهاز المناعى، والذى يصاحب الحالات المرضية مثل الأيدز أو اللوكيميا (سرطان الدم) أو من العلاجات
الطبية مثل العلاج الكيميائى. المزيد عن الأيدز .. المزيد عن اللوكيميا (سرطان الدم) ..
- القسطرة البولية أو عن طريق الأوردة.
- الوضع على جهاز تنفس صناعى. المزيد عن الأجهزة المساعدة على التنفس ..
من أعراض الإصابة بعدوى الدم ارتفاع فى درجة حرارة الجسم
* أعراض عدوى الدم:
أعراض عدوى الدم تبدأ سريعاً، حتى لو فى المراحل الأولى يبدو الشخص وكأنه مريضاً بشدة، وقد تحدث عدوى الدم بعد الإصابة بعدوى ما أخرى
أو بعد الخضوع لجراحة ما أو عند الإصابة بالالتهاب الرئوى، ومن بين الأعراض المبدئية التى تظهر على الشخص:
- الرعشة.
- الحرارة.
- التنفس بسرعة.
- ضربات قلب سريعة.
أما الأعراض الأكثر تطوراً هى التى تظهر عندما تتقدم حالة العدوى بالدم بدون تقديم علاج لها ملائم، وتتضمن على التالى:
- التشوش أو عدم القدرة على التفكير.
- الغثيان والقىء. المزيد عن الغثيان ..
- بقع حمراء تظهر على الجلد.
- قلة كم البول.
- قلة التدفق الدموى.
- الصدمة.
لابد من التوجه إلى المستشفى طالما أنه هناك شك فى الإصابة بعدوى الدم ويجب عدم الانتظار وعلاج الحالة فى المنزل.
الجراحات قد تسبب الإصابة بعدوى الدم
* المضاعفات:
عدوى الدم لها العديد من المضاعفات، وهذه المضاعفات قد تكون مميتة إذا تُركت بدون علاج أو تأخر لفترة طويلة من الوقت، ومن أولى هذه
المضاعفات: - التسمم الدموى الحاد:
وهى استجابة حادة من الجهاز المناعى بالجسم تجاه عدوى الدم، والتى تؤدى إلى انتشار
الالتهابات فى الجسم بأكمله. ويطلق عليها التعفن أو التسمم الدموى الحاد ويؤدى إلى فشل فى أجهزة الجسم.
الأشخاص التى تعانى من أمراض مزمنة تزداد لديها مخاطر الإصابة بالتسمم الدموى وذلك لأن جهازها المناعى ضعيف ولا يستطيع التغلب
على العدوى بمفرده.
- الصدمة من التسمم الدموى:
من مضاعفات عدوى الدم هو حدوث صدمة بسبب الانخفاض الحاد فى ضغط الدم، حيث تفرز البكتيريا سمومها فى مجرى الدم مسببة هذا الانخفاض
الحاد فى ضغط الدم والذى يؤدى إلى ضمور فى الأعضاء والأنسجة. المزيد عن ضغط الدم المنخفض ومضاعفاته ..
والصدمة الناتجة عن التسمم الدموى حالة طبية طارئة، ويحتاج المريض دخول وحدة العناية المركزة فى المستشفى، وقد يتطلب الأمر وضع
المريض على جهاز التنفس الصناعى أو الأجهزة المساعدة على التنفس. المزيد عن وحدة العناية المركزة ..
- متلازمة ضيق التنفس الحاد:
من المضاعفات الأخرى لعدوى الدم هو متلازمة ضيق التنفس الحاد، وهى من الحالات المهددة لحياة الإنسان أيضاً، حيث تعوق من وصول
الأكسجين الكافى إلى الرئة والدم. وهذا فى الغالب ينتج عنه بعض الضمور الدائم فى أنسجة الرئة، كما يؤدى إلى ضمور
المخ، وإلى مشاكل متصلة بالذاكرة.
يتطلب تشخيص عدوى الدم إجراء العديد من الفحوصات والاختبارات
* التشخيص: تشخيص عدوى الدم ومضاعفاتها من التحديات التى تواجه الأطباء، لأنه من الصعب
تحديد السبب الفعلى للعدوى، ولذا قد يتطلب التشخيص إجراء المريض العديد من الفحوصات والاختبارات.
يقيم الطبيب الأعراض ثم يسأل المريض عن التاريخ الطبى والمرضى له، ثم يقوم بالفحص الجسدى وقياس الضغط وحرارة الجسم، كما يبحث الطبيب
عن أية علامات تظهر مع عدوى الدم، ومن بينها:
- الالتهاب الرئوى.
- الحمى الشوكية. المزيد عن الحمى الشوكية ..
ويقوم الطبيب بإجراء الفحوصات والاختبارات على سوائل الجسم المختلفة للتعرف على نوع العدوى البكتيرية، والتى قد تتضمن على
التالى:
- البول.
- إفرازات الجروح وبثرات الجلد.
- إفرازات الجهاز التنفسى.
- الدم.
كما يفحص الطبيب عدد الخلايا والصفائح الدموية فى الدم كما يطلب اختبارات للتعرف على وجود جلطات
دموية أم لا. المزيد عن الجلطة الدموية ..
ويفحص الطبيب نسبة الأكسجين وثانى
أكسيد الكربون فى الدم، وعما إذا كانت هناك مشاكل فى التنفس.
وإن لم تكن أعراض العدوى واضحة، فقد يوصى الطبيب بمزيد من الأشعة
التشخيصية على بعض الأنسجة والأعضاء لرؤيتها عن قرب مثل:
- الأشعة السينية (أشعة إكس).
- الرنين المغناطيسى. المزيد عن الرنين المغناطيسى ..
- الأشعة المقطعية. المزيد عن الأشعة المقطعية ..
- الموجات فوق الصوتية.
أدوية وسوائل عن طريق الوريد من أجل الحفاظ على معدلات ضغط دم المريض
* العلاج:
عدوى الدم التى بدأت تؤثر على وظائف الأعضاء والأنسجة حالة طبية طارئة تتطلب الدخول إلى المستشفى لتلقى الرعاية الطبية.
ويعتمد العلاج على العديد من العوامل متضمناً على:
- العمر.
- الحالة الصحية العامة.
- حالة المرض ودرجة العدوى.
- تحمل الشخص للأدوية.
والمضادات الحيوية هى العلاج المستخدم للعدوى البكتيرية التى تسبب عدوى الدم. وحيث لا يوجد وقت لتحديد ما هو نوع البكتيريا، ففى
العلاج المبدئى يتم استخدام مضادات حيوية لها مفعول يمتد على نطاق كبير - أى تعمل على نطاق كبير من أنواع البكتيريا فى آن واحد -
والمضاد الحيوى الذى يقاوم بكتيريا بعينها لا يوصف إلا عندما يتم تحديد نوعية البكتيريا. المزيد عن الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية ..
وقد يوصى الطبيب بأخذ أدوية وسوائل عن طريق الوريد من أجل الحفاظ على معدلات ضغط الدم أو لوقاية المريض من التجلطات الدموية، وقد
يزود المريض بالأكسجين إذا ظهرت مشاكل متصلة بالتنفس.
للوقاية من عدوى الدم لابد من الالتزام بنمط الحياة الصحى
* هل هناك طرق للوقاية من الإصابة بعدوى الدم؟
العدوى البكتيرية هى سبب لتسمم الدم أو عدوى الدم، لذا لابد من التوجه إلى الطبيب المتخصص لعلاج العدوى البكتيرية المصاب بها
الإنسان فى مراحلها المبكرة لعلاجها بالمضادات الحيوية لتجنب دخول البكتيريا إلى مجرى الدم .. ويمكن أن يضمن الآباء عدم إصابة
الأطفال بها من خلال الالتزام بجدول التطعيمات الوقائية. المزيد عن التطعيمات الوقائية للأطفال ..
وإذا كان الشخص يعانى من خلل بالجهاز المناعى أو ضعف به لابد من إتباع الإجراءات الوقائية التالية:
- تجنب التدخين.
- تجنب العقاقير الإدمانية.
- تناول الطعام الصحى.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- غسيل الأيدى بشكل منتظم. المزيد عن أهمية غسيل الأيدى بالماء والصابون ..
- الابتعاد عن الأشخاص المريضة قدر الإمكان.
وإجمالاً، فإنه عند تشخيص عدوى الدم فى مرحلة مبكرة يمكن علاجها بالمضادات الحيوية. وتركز الأبحاث على إيجاد طرق أفضل لتشخيص
الحالة فى مرحلة مبكرة فإذا ظهرت أعراض عدوى الدم بعد الخضوع لجراحة ما أو نتيجة لعدوى أخرى لابد من التوجه وطلب المساعدة
الطبية المتخصصة على الفور.
وحتى مع تقديم العلاج فقد يُصاب عضو بضمور دائم، وخاصة مع الأشخاص التى تعانى من حالات مرضية سابقة تؤثر على جهازهم المناعى.
كما أن تشخيص المبكر والعلاج والمتابعة تقلل من مخاطر حدوث الصدمة المرتبطة بعدوى الدم والوفاة حيث قلت أعداد الوفيات الوفيات فعلياً
بنسبة ملحوظة فى السنوات الأخيرة.
* المراجع:
"Septicemia" - "hopkinsmedicine.org".
"Blood poisoning: When to see a doctor" - "mayoclinic.org".