غالبية حالات الحمى الشوكية تسببها عدوى فيروسية، لكنه من الممكن أيضاً أن تسبب العدوى البكتيرية والفطرية
الإصابة بالحمى الشوكية. واعتماداً على سبب العدوى، فإن الحمى الشوكية قد تختفي من تلقاء نفسها فى حوالي
أسبوعين .. أو قد تتحول إلى حالة خطيرة تهدد حياة الإنسان حيث توصف بأنها حالة طارئة تتطلب العلاج
الفوري.
وإذا كان هناك شك فى إصابة أحد أفراد العائلة بالحمى الشوكية لابد من الذهاب إلى الطبيب على الفور، فالعلاج
المبكر يمنع العديد من المضاعفات الخطيرة.
* أعراض الحمى الشوكية:
من السهل الخلط بين الأنفلونزا الموسمية وأعراض الحمى الشوكية، لكن أعراض الحمى الشوكية تتطور فى خلال يوم
أو يومين ويكون الشكل النمطي لأعراضها التالى:
- سخونة عالية. المزيد عن السخونة
- صداع حاد.
- قيء أو
غثيان مع صداع.
- تشوش أو صعوبة فى التركيز، عند صغار السن قد يكون هناك عدم مقدرة فى الحفاظ على الاتصال العيني.
- تشنجات.
- الاستغراق فى النوم أو الصعوبة فى الاستيقاظ.
- تيبس الرقبة.
- حساسية من الضوء.
- فقدان الرغبة فى الطعام أو الشراب.
- طفح جلدي فى بعض الحالات مثل الحمى الشوكية الفيروسية. المزيد عن الأنفلونزا الموسمية.. الفرق بين الأنفلونزا ونزلات البرد ..
قد تشير العلامات والأعراض المبكرة إلى وجود عدوى خطيرة- وقد لا تكن بالضرورة حمى شوكية – حيث تتضمن على:
- ألم بالرجل.
- برودة الأيدي أو القدم. المزيد عن برودة الأطراف
- شحوب الجلد بشكل غير طبيعي.
الأعراض عند الأطفال حديثي الولادة:
قد لا تظهر الأعراض التقليدية للحمى الشوكية على الأطفال حديثي الولادة أو الرضع من الصداع أو تيبس
الرقبة، وبدلاً منها تظهر العلامات التالية لهذه المجموعة العمرية:
- البكاء المستمر. المزيد عن البكاء عند الطفل
- النوم المفرط أو الاستثارة.
- التغذية الضعيفة.
- تيبس فى جسم الطفل أو الرقبة.
- بروز فى المكان اللين فى الجمجمة أعلى رأس الطفل (Fontanel).
والأطفال المرضى بالحمى الشوكية قد يجدون صعوبة فى الشعور بالارتياح بل ويصرخون أكثر عند حملهم لمحاولة تهدئتهم.
إذا كان الطفل يعانى من العدوى البكتيرية للحمى الشوكية، فإن تأخير العلاج يزيد من احتمالات التلف
الدائم للمخ. بالإضافة إلى إن العدوى البكتيرية قد تكون مميتة فى خلال أيام قليلة.. لذا لابد من اللجوء
الفوري إلى الطبيب إذا ظهرت أعراض الحمى الشوكية.
* أسباب الحمى الشوكية:
عادة ما تنتج الحمى الشوكية من عدوى فيروسية، لكنها قد تسببها العدوى البكتيرية والأقل فى الشيوع العدوى
الفطرية، والعدوى البكتيرية هى أكثر أنواع العدوى خطورة فلابد التعرف على مصدرها لوضع خطة العلاج
للمريض. 1- الحمى الشوكية البكتيرية:
الحمى الشوكية البكتيرية الحادة عادة ما تحدث عندما تدخل البكتيريا مجرى الدم وتسير إلى المخ والحبل
الشوكى، لكنها قد تحدث أيضاً عندما تغزو البكتيريا الغشاء المحيط بالمخ مباشرة نتيجة لعدوى بالأذن أو
الجيوب الأنفية أو نتيجة لكسور بالجمجمة، وتوجد العديد
من سلالات البكتيريا التي تسبب الحمى الشوكية البكتيرية، ومن أكثرها شيوعاً:
أ- نيموكوكاس (Pneumococcus):
هذه البكتيريا هى أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً فى إصابة الإنسان بالحمى الشوكية البكتيرية عند الأطفال
الرضع والأطفال الصغار، كما أنها من الممكن أن تسبب الالتهاب الرئوي وعدوى الأذن والجيوب الأنفية. وعندما
تتصل بالبكتريا بعدوى الأذن فدائما لا يكون الأمر واضحاً أياً من الإصابتين كانت سابقة على الأخرى..
وعادة ما يتزامن حدوثهما سوياً. المزيد عن الالتهاب الرئوي..
ب- ميننجوكوكاس (Meningococcus):
هذا النوع من البكتريا شائع الحدوث أيضاً، ويكون بسبب غزو البكتريا الموجودة فى الجهاز التنفسي العلوي لمجرى
الدم، وهذه البكتريا معدية بدرجة كبيرة ومن الممكن أن تسبب انتشار وبائي وخاصة فى المدارس وأماكن التجمع.
ج- هيموفيللس (Haemophilus):
قبل التسعينات، كانت أنفلونزا "الهيب/Hib" أو أنفلونزا "ب" أو أنفلونزا الهيموفيللس (كلها مرادفات واحدة)
مسئولة عن إصابة العديد بالحمى الشوكية البكتيرية، لكن اللقاح الجديد أصبح متاحاً كجزء من برنامج التطعيم
الوقائي الروتيني للطفل وقلل من الأعداد المصابة بمرض الحمى الشوكية المتصل بها، وعندما تحدث الإصابة يكون
ذلك فى الجهاز النفسي العلوي أو لوجود عدوى بالأذن (التهب الأذن الوسطي) أو التهاب بالجيوب الأنفية.
د- الليستريا (Listeria):
هذه البكتريا تتواجد فى التربة، بالأتربة وفى الأغذية الملوثة وخاصة الجبن اللين أو الهوت دوج أو لحم
اللانشون، كما أن العديد من الحيوانات المنزلية أو البرية تحمل هذه البكتريا. ولحسن الحظ فإن غالبية
الأشخاص الأصحاء الذين يتعرضون لبكتيريا الليستريا لا يصابون بالمرض، لكن السيدات الحوامل وحديثي الولادة
والأشخاص الكبار فى السن يكونون أكثر عرضة للإصابة. من الممكن أن تخترق الليستريا حاجز
المشيمة، والعدوى فى المرحلة المتأخرة من الحمل قد تسبب موت الطفل قبل
الولادة أو موته بفترة قصيرة بعد الولادة. المزيد عن مراحل الحمل..
2- الحمى الشوكية الفيروسية:
الفيروسات تسبب العدد الأعظم من حالات الحمى الشوكية كل عام أكثر من العدوى البكتيرية، وعادة ما تكون الحمى
الفيروسية بسيطة وغالباً ما تختفي من تلقاء نفسها فى خلال أسبوعين. وهناك مجموعة شائعة من الفيروسات تسمى (Enteroviruses) مسئولة عن ما يقرب من 90% من حالات
العدوى الفيروسية للحمى الشوكية.
ومن العلامات والأعراض الشائعة لهذه المجموعة من الفيروسات: الطفح الجلدي، احتقان الحلق، آلام
المفاصل والصداع. والعديد من الأطفال الصغار أو البالغين
المصابين بالحمى الشوكية يصفون صداعها بأنه أسوأ صداع صادفهم فى حياتهم ولا يوجد أسوأ منه على الإطلاق!
وهذه الفيروسات تنتشر فى أواخر فصل الصيف وبدايات الخريف، والفيروسات المتصلة بالغدة النكفية وعدوى
الهربس وفيروس غرب النيل وغيرها من الأمراض الأخرى قد تسبب الحمى الشوكية الفيروسية. المزيد الغدة النكفية ..
3- الحمى الشوكية المزمنة:
الحمى الشوكية المزمنة تحدث عندما يكون هناك ميكروب بطيء النمو يغزو الغشاء والسوائل المحيطة بالمخ. وعلى
الرغم من أن الحمى الشوكية الحادة يصاب بها الشخص على نحو مفاجئ، فإن النوع المزمن منها يتطور على مدار
أربعة أسابيع أو أكثر.
ومن أعراض المرض المزمن: صداع، سخونة، قيء، تشوش ذهني.. وهى أعراض شبيهة بالحمى الحادة ونادرة الحدوث فى
الوقت ذاته.
4- الحمى الشوكية الفطرية:
غير شائعة الحدوث، وتؤثر على من لديهم خلل فى الجهاز المناعي مثل مرضى الأيدز وتكون حالة مهددة للحياة إذا
لم يتم علاجها بأدوية مضادة للفطريات. المزيد عن مرض الأيدز..
5- أسباب أخرى للحمى الشوكية:
قد يصاب الشخص بالحمى الشوكية لأسباب أخرى غير العدوى (أى غياب سبب العدوى):
- الحساسية من دواء ما.
- مرض من أمراض السرطانات.
- الذئبة الحمراء.
* عوامل الخطورة:
عدم استكمال البرنامج الوقائي من اللقاحات للطفل يزيد من مخاطر إصابته بالحمى الشوكية، لكن هناك عوامل
أخرى تزيد من هذه الخطورة:
1- العمر: غالبية حالات الحمى الشوكية الفيروسية تحدث عند الأطفال أصغر من خمس سنوات. فى الماضي كانت العدوى
البكتيرية عادة ما تؤثر على الأطفال الصغار، لكن منذ انتصاف الثمانينات وكنتيجة للحماية التي تم تقديمها بالتطعيمات الوقائية فإن عمر الإصابة تحول من 15 شهراً
على 25 عاماً. المزيد عن التطعيمات الوقائية..
2- الحمل: إذا كانت المرأة حاملاً فإنها عرضة للإصابة بالليستريا، وقد تضر
بالجنين أيضاً.
3- التعامل مع الحيوانات: الأشخاص التي تتعامل مع الحيوانات فى المزارع أو ممن يعملون فى مجال تربية
الماشية هم أكثر عرضة للإصابة ببكتريا الليستريا وبالتالى احتمالية الإصابة بالحمى الشوكية.
4- الجهاز المناعي الضعيف: الإصابة بالأيدز، مرض السكر، استخدام الأدوية التي تثبط جهاز المناعة،
استئصال الطحال أو زرع عضو كلها عوامل تزيد من مخاطر إصابة الشخص بالحمى الشوكية. المزيد عن مرض السكرى ..
- التجمعات: مثل المدارس، بيوت الطلبة، الثكنات العسكرية. حيث تنتشر العدوى فى وجود التجمعات البشرية
والأعداد الكبيرة.
* المضاعفات:
مضاعفات الحمى الشوكية خطيرة، وطول فترة المرض بدون تقديم علاج يزيد من مخاطر التعرض:
- للتشنجات.
- حدوث تلف أو ضمور دائم بالجهاز العصبي: فقدان السمع والعمى وعدم القدرة على الكلام وصعوبات فى التعلم.
- اضطرابات فى السلوك.
- ضمور بالمخ.
- أو الإصابة بالشلل.
أما المضاعفات غير المتصلة بالجهاز العصبي فتتمثل فى:
- الفشل الكلوي.
- قصور فى وظيفة غدة الأدرينالين التي تفرز العديد من الهرمونات الهامة بما فيها
الكورتيزول الذي يساعد الجسم التعامل مع الضغوط. المزيد عن الضغوط..
العدوى البكتيرية للجهاز العصبى المركزي تتطور بسرعة، وفى غضون أيام قد يؤدى المرض إلى حدوث الصدمة والموت.
* الذهاب إلى الطبيب:
إذا ظهرت علامات على أحد أفراد العائلة مثل: الحمى أو الصداع الحاد، تشوش، قيء، تيبس فى الرقبة لابد من
اللجوء الفوري إلى الطبيب. لا توجد أية طريقة تُعرف الإنسان بنوع الحمى الشوكية المصاب بها بدون الذهاب
إلى الطبيب والخضوع للاختبار.
الحمى الشوكية الفيروسية قد تتحسن بدون أى علاج خلال بضعة أيام، لكن العدوى البكتيرية خطيرة وتتطور سريعاً،
وكلما تم البدء فى العلاج سريعاً كلما كانت فرص الشفاء أفضل بدون حدوث مضاعفات خطيرة.
التحدث إلى الطبيب إذا كان هناك اتصال بشخص مريض بالحمى الشوكية فى المنزل أو فى مكان العمل لأن الشخص
السليم الملامس للشخص المريض لابد وأن يوصف له دواء لكى يحميه من المرض لأن الحمى الشوكية معدية.
اعتماداً على السبب فإن الحمى الشوكية قد تهدد حياة الإنسان، وإذا علم الشخص باتصاله بشخص آخر مريض بالحمى
الشوكية فعليه بعدم الانتظار حتى تظهر عليه أعراض واللجوء إلى المشورة الطبية الفورية.. وفى حالة ظهور
الأعراض وفى بداياتها عليه باعتبار حالته بأنها حالة طارئة. أ- إعداد النفس لزيارة الطبيب:
- الالتزام بقائمة المحظورات قبل زيارة الطبيب، مثل إتباع نظام غذائي محدد، السؤال عن طبيعة الاختبارات
التي من المحتمل أن يخضع لها الشخص عند زيارة الطبيب والتي تتطلب منه احتياطات معينة.
- تدوين كافة الأعراض التي ظهرت على الشخص، من: تغير الحالة المزاجية أو التفكير أو السلوك، كتابة بدء ظهور
الأعراض، كما أن الطبيب بحاجة إلى معرفة ما إذا ظهرت أعراض شبيهة بالبرد أو الأنفلونزا أدت إلى ظهور
الأعراض الحالية. المزيد عن نزلات البرد الشائعة..
- تدوين المعلومات الأساسية الخاصة بالشخص، مثل: الانتقال من سكن إلى آخر، القيام بأجازات فى أماكن
بعينها، الاتصال عن قرب بالحيوانات. وإذا كان الشخص المصاب طالب فسوف يسأله الطبيب عن وجود أعراض شبيهة
بين الطلاب المتصلين به، كما سيسأله عن تاريخ التطعيمات الوقائية.
- تدوين قائمة الأدوية والفيتامينات والمكملات التي يأخذها الشخص.
- اصطحاب أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء للمساعدة وتقديم العون لاحتمالية بقاء المرض فى المستشفى أو
عيادة الطبيب لتلقيه العلاج الفوري الطارىء.
- كتابة الأسئلة التي يود المريض سؤال الطبيب عنها:
1- ما هى الأسباب المحتملة التي أدت إلى ظهور مثل هذه الأعراض؟
2- ما هى نوعية الاختبارات التي سيتم الاحتياج إلى إجرائها؟
3- ما هو نوع العلاج؟
4- ما هى احتمالية الإصابة بالمضاعفات؟
5- إذا لم تكن هناك حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية، فما هى الخطوات الوقائية التي تتبع من أجل مساعدة
الجسم على التماثل للشفاء؟
6- هل الحالة معدية، وهل هناك احتياج للعزل؟
7- ما هى احتمالات الخطورة لنقل المرض بين أفراد العائلة، وهل هناك أدوية وقائية لتجنب إصابتهم بالمرض؟
8- ماذا عن العلاج بالطب البدل؟ المزيد عن الطب البديل ..
وغيرها من الأسئلة التي رغب الشخص سؤال الطبيب عنها.
ب- ما الذي يتوقعه الشخص من الطبيب؟
سوف يقوم الطبيب بدوره بتوجيه الأسئلة التالية:
1- متى بدأت الأعراض فى الظهور؟
2- ما هى مدى حدة الأعراض؟ وهل تزداد سوءاً؟
3- هل تحسنت الأعراض بعد إجراء ما، أم ازدادت سوءً؟
4- هل كان هناك اتصال بشخص آخر مريض بالحمى الشوكية؟
5- هل يوجد شخص آخر بين أفراد العائلة يعانى من أعراض مشابهة؟
6- ما هو تاريخ اللقاحات الوقائية؟
7- هل أخذ الشخص أدوية مثبطة لجهاز المناعة؟
8- هل يوجد تاريخ مرضى للإصابة بالحساسية، وهل تم أخذ أدوية لأي حالة مرضية؟
ج- ما الذي يمكن أن يفعله الشخص؟
لابد وأن يشرح الشخص للطبيب مدى حدة الأعراض ونوعها بوضوح، وإذا لم تكن هناك ضرورة للتوجه الفوري إلى
المستشفى أو عيادة الطبيب حسب التعليمات لابد من الحصول على القدر الوافر من الراحة مع شرب الوفير من
السوائل وأخذ المسكنات مثل "الأسيتامينوفين" للحد من السخونة وآلام الجسد. مع تجنب الأدوية المضادة
للالتهابات اللاستيرويد بما فيها الأسبرين لأنها لا تمثل أمانا للفرد الذي لم يتلق علاج للحمى الشوكية، مع
تجنب كافة الأدوية التي تقلل من وعى الشخص.
- عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة حتى
التشخيص والانتهاء من العلاج الموصوف من قبل الطبيب المتخصص.
* الاختبارات والتشخيص:
طبيب الأطفال يُشخص الحمى الشوكية بناءً على التاريخ الطبي للطفل والفحص الجسدي وغيرها من الاختبارات
التشخيصية الأخرى. أثناء الفحص الجسدي يقوم الطبيب برؤية علامات
العدوى حول الرأس والأذن والحلق والجلد
بطول العمود الفقري.
ومر الشخص بالاختبارات التالية: - مزرعة حلق:
والمزرعة تحدد البكتريا المسببة
لآلام الحلق وآلام الرقبة والصداع.. لكنها لا تستطيع تحديد نوع الميكروب
الذي يوجد فى السائل الشوكى.
- الأشعة: أشعة "إكس" والأشعة المقطعية للصدر والجمجمة والجيوب
الأنفية تعكس بوضوح أى تورم أو التهاب. هذه الاختبارات تساعد الطبيب رؤية العدوى فى مناطق الجسم المرتبطة
بالحمى الشوكية. المزيد عن الأشعة المقطعية..
- عينة من سوائل النخاع الشوكى:
يتم أخذ عينة من السائل المحيط بالمخ والحبل الشوكى،
والأشخاص التي تعانى من الحمى الشوكية فعينة السائل لديهم تعكس معدلات منخفضة من سكر الدم "الجلوكوز" مع
تزايد فى عدد كرات الدم البيضاء وتزايد البروتينات.
كما أن تحليل هذا السائل يساعد الطبيب معلى معرفة نوع البكتريا المسببة للمرض. المدة النمطية للحصول على
نتائج هذه الفحوصات يمتد إلى أسبوعين، لكنه فى مارس عام 2007 فإن "إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية"
اعتمدت اختبار (Xpert Ev test) والذي تستغرق نتائجه من ساعة ونصف إلى ساعتين فقط، حيث يتم فيه تحديد نوع
المادة الجينية من مجموعة الفيروسات المسئولة عن ما يقرب من 90% من حالات الإصابات الفيروسية للحمى
الشوكية. والاختبار الإيجابي يخبر الطبيب بوجود العدوى الفيروسية، أما الاختبار السلبي فينفى وجودها وبالتالى
عدم تناول الأدوية غير الضرورية من المضادات الحيوية.
عندما يشك الطبيب فى الإصابة بالحمى الشوكية، فسوف يطلب إجراء اختبار يعتمد على الشريط الوراثى (DNA)
والمعروف باسم (Polymerase chain reaction analysis).
وإذا كان الشخص يعانى من حمى شوكية مزمنة بسبب مرض السرطان فقد يكون هناك احتياج إلى أنواع أخرى من
الاختبارات.
* العلاج والعقاقير: أ- الحمى الشوكية البكتيرية:
الحمى الشوكية الحادة تتطلب علاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد لضمان الشفاء وتقليل مخاطر التعرض
للمضاعفات. والمضاد الحيوي الذي يختاره الطبيب أو المزيج منها يعتمد على نوع البكتريا المسببة للعدوى،
وفى الغالب التحليل الذي يُجرى للسوائل المحيطة بالمخ يُحدد نوع البكتريا.. وإذا كان الشخص يعانى من الحمى الشوكية البكتيرية فسوف يوصى له بمضادات حيوية على
نطاق واسع حتى يستطيع تحديد سبب الإصابة.
كما سيوصى الطبيب بعلاج لتورم المخ أو الصدمة أو التشنجات أو الجفاف، والجيوب الأنفية المصابة
بالالتهاب أو العظام التي توجد خلف الأذن الخارجية والتي تتصل بالأذن الوسطى قد تحتاج إلى تصريف للسوائل.
وأية سوائل تراكمت بين المخ والأغشية التي تحيط به قد تكون بحاجة إلى تصريف السوائل أو بزلها جراحياً.
ب- الحمى الشوكية الفيروسية:
المضادات الحيوية لا تعالج الحمى الفيروسية، ومعظم الحالات تُشفى من تلقاء نفسها فى خلال أسبوع إلى
اثنين بدون علاج. والعلاج للحالات البسيطة الفيروسية عادة ما تكون بالراحة فى الفراش مع تناول السوائل وأخذ
مسكنات للألم وخافضة للحرارة. وإذا كان السبب وراء الإصابة بالحمى الشوكية الفيروسية الهربس فسوف يوصى
الطبيب بأدوية مضادة للفيروسات لعلاج فيروس الهربس.
* الوقاية:
الحمى الشوكية مرض معدِ ينتقل من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس أو التقبيل أو مشاركة الشخص المريض فى
أدواته مثل فرشاة الأسنان وأدوات الطعام أو حتى السيجارة. المزيد عن العطس..
كما أن الشخص تتزايد لديه مخاطر الإصابة إذا كان يعيش أو يعمل مع شخص آخر يعانى من أعراض الحمى الشوكية.
خطوات هامة للوقاية من مرض الحمى الشوكية، وتجنب الإصابة بها بقدر الإمكان:
1- غسيل الأيدي، الغسيل الجيد للأيدي هام من أجل تجنب التعرض لعوامل العدوى. تعليم الأطفال كيفية غسل أيديهم
جيداً ودائماً وخاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض أو بعد قضاء وقتاً فى الأماكن العامة المزدحمة
أو عند التعامل مع الحيوانات الأليفة أمراً هاماً للغاية ويجنبهم ليس فقط الإصابة بالحمى الشوكية ولكن
أيضاً يجنبهم العدوى بالعديد من الأمراض الأخرى.
توجيه الأطفال لغسيل يديه بالطريقة العملية من رؤيته الكبار وذلك بتغطية اليدين من الأمام والخلف برغاوى
الصابون ثم غسيلها تحت الماء الجاري.
2- المداومة على إتباع كل ما هو صحي، لابد من المداومة على صحة الجهاز المناعي بأن يبقى فى حالة صحية سليمة
مثل تناول قسط وافر من الراحة أو الحرص على ممارسة النشاط الرياضي، تناول الطعام الصحي ومزيد من
الفاكهة
الطازجة والخضراوات والحبوب الخالصة.
3- تغطية الفم والأنف عند السعال، عند العطس أو السعال لابد من ضمان تغطية الأنف والفم سوياً.
4- إذا كانت المرأة حاملاً، لابد من الانتباه جيداً إلى أنواع الأطعمة التي تتناولها فاحتمالية الإصابة
ببكتريا الليستريا قائمة.. لذا لابد من طهي اللحوم جيداً مع تجنب الجبن والألبان غير المبسترة. المزيد عن اللبن ..
5- البرنامج الوقائي من التطعيمات، هناك بعض أنواع الحمى الشوكية البكتيرية يمكن تجنبها عن طريق
اللقاحات الوقائية، ومنها:
أ- لقاح الهيب: وهذا اللقاح يوصى به للكبار بما فيهم مرضى أنيميا الخلايا المنجلية أو الأيدز أم ممن
قاموا باستئصال الطحال.
ب- لقاح (PCV7): للأطفال اقل من عامين، وللأطفال ما بين عامين حتى خمس سنوات وخاصة للأطفال الذين يعانون
من أمراض قلب أو رئة مزمنة أو مرضى السرطان.
ج- لقاح (PPV): للأطفال الأكبر من سن عامين أو للأطفال الكبار والذي يحتاجون إلى الحماية من مرض "نيموكوكال"، كما يوصى به لكبار السن فوق 65 عاماً،
والأطفال والشباب الذين يعانون من ضعف بجهاز المناعة
أو يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو مرض السكر أو أنيميا الخلايا المنجلية أو ممن قاموا
باستئصال الطحال.
د- لقاح (MCV4): يوصى بجرعة واحدة من هذا اللقاح للأطفال من سن 11 – 12 سنة، أو لأي طفل ما بين 11 – 18
عاماً ولم يتلق أية تطعيمات وقائية من قبل لمرض الحمى الشوكية. ومن الممكن إعطائه للأطفال الصغار الذين
تتزايد لديهم مخاطر الإصابة بالعدوى البكتيرية أو إذا حدث اتصال بأشخاص أخرى مصابة .. فهو معتمد استخدامه
للأطفال أقل من عامين.