* مضادات الفيروسات (Antiviral):
مضادات الفيروسات هى تلك الأدوية التى تقدم العلاج للعدوى بالفيروسات وتندرج تحت
فئة مضادات الميكروبات التى تضم أنواع متعددة من الأدوية ضد الأنواع المختلفة من الجراثيم. المزيد عن أنواع الجراثيم (الميكروبات) ..
وهذه المضادات تختلف باختلاف أنواع الفيروسات، فى حين أن المضادات الحيوية تقضى على البكتريا
فمضادات الفيروسات تقدم العلاج للفيروسات .. وتختلف مضادات الفيروسات عن المضادات الحيوية أنها لا تدمر مسبب المرض (Pathogen) وإنما توقف نموه.
لكن فى الوقت ذاته لابد من التفريق بين مضادات الفيروسات وقاتل الفيروسات (viricide) والذى لا يندرج
تحت فئة الأدوية ويقوم بالقضاء على الفيروس خارج الجسم. المزيد عن البكتريا والفيروسات .. المزيد عن كيفية الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية ..
فمضادات الفيروسات هى العوامل التى تساعد على القضاء على الفيروسات حيث تكبح قدرتها على التكاثر، وتحد من
أعراض المرض الذى يصيب الإنسان وخاصة للفئات التى
تتزايد لديها مخاطر الإصابة بالمرض وبمضاعفاته مثل، من يعانون من ضعف فى
الجهاز المناعى أو من يقيمون على رعاية المرضى.
والفكرة من وراء هذا العلاج هو وضع النسخة الصحيحة والسليمة من الجين الذي يوجد به خلل حيث افتقاد الخلية
لوظيفتها الطبيعية .. ومن هنا يكون جسد المريض قادراً على إنتاج البروتينات التي يحتاجها في هذه الخلايا
المزروع فيها الجين السليم الذي حل محل الجين المشوه.
الأدوية المضادة للفيروسات تقلل من أعراض المرض المتسبب فيه الفيروس من تخفيف حدة الحمى، وتقليل مدة استمرار المرض، كما
تقلل من مخاطر حدوث المضاعفات .. أى أن أعراض المرض تكون أقل حدة ولا تتطلب اللجوء إلى المستشفى أو الإقامة بها، كما أنها من الممكن
أن تقلل من خطر الوفاة عند الإصابة بمضاعفات المرض.
والفيروسات لديها القدرة على التكاثر بشكل سريع وتنتج نسخ منها بسرقة الخلية والسيطرة عليها والتحكم فيها كلية، لذا فمن الصعب قتل
الفيروس بدون قتل الخلية. كما أن هناك بعض الفيروسات التى تظل ساكنة (فى حالة عدم نشاط) فى الجسم بدون أن تتكاثر لذا من الهام
تجنب العلاجات التى تساعد على تكاثرها.
إن الوصول لأدوية من مضادات الفيروسات الفعالة ليس من السهل وتستغرق فترة طويلة لأن عملية إنتاج
أجسام مضادة تعتمد على أسلوب المحاولة والخطأ إلى أن يتم إنتاج مادة فعالة مناسب، كما
تأتى صعوبة التوصل إلى مضادات الفيروسات أن الفيروسات تحتاج إلى عائل لكى تتكاثر فيه لذا من الصعب القضاء على الفيروسات بدون
الإضرار بالعائل (أى الخلية الحية الذى يعيش بداخلها).
كما أنه من الممكن ان تتعرض أدوية مضادات الفيروسات لمقاومة الجسم للدواء أو لا تتوافر فيها الكفاءة العالية وذلك نتيجة لتحور
الفيروسات بمرور الوقت وينتج نسخة جديدة منه مما يجعله يقاوم الدواء الذى تم التوصل إليه، وبالنسبة
للعدوى الفيروسية التى تنتشر سريعاً مثل الأنفلونزا ونزلات
البرد لابد وأن يكون العلاج قوياً من أجل الحد من انتشار الفيروس والوصول إلى نمط قاتل منه مثل فيروس
كورونا. وللتغلب على مقاومة الفيروس لمضاد الفيروسات يتم استخدام مجموعة من مضادات الفيروسات معاً لمكافحة الفيروس
للتغلب على مقاومته للدواء الذى تم التوصل إليه. المزيد عن نزلة البرد الشائعة .. المزيد عن الأنفلونزا .. المزيد عن فيروس كورونا .. المزيد عن فيروس سارس ..
كما تتمثل الصعوبة المرتبطة بالتوصل إلى أدوية مضادات الفيروسات فى غياب المعرفة بالفيروس وطريقة عمله وتركيبه الأمر الذى يجعل من
الصعب التوصل إلى دواء فعال، بالإضافة إلى تكلفة التوصل إلى أدوية مضادة للفيروسات عالية للغاية.
والأدوية من مضادات الفيروسات لابد وأن يقوم الطبيب بوصفها، ويوصى الأطباء دائمأً بأخذ علاج ضد العدوى
الفيروسية أو المشكوك فى إصابتهم بعدوى فيروسية أو ممن لديهم مخاطر عالية للإصابة بمضاعفاتها مثل مرضى الربو والسكر أو مرضى القلب.
وتتوافر مضادات الفيروسات فى صورة أقراص أو دواء شرب أو محلول عن طريق
الوريد لمهاجمة الفيروس الذى يصيب الجسم. المزيد عن مرضى الربو .. المزيد عن مرضى السكرى ..
* تاريخ اكتشاف الأدوية الفعالة من مضادات الفيروسات:
بدأت محاولات التوصل إلى أدوية مضادة للفيروسات من منتصف القرن العشرين والتى كانت من خلال التوصل إلى أدوية فعالة من اللقاحات
والمطهرات حتى التوصل إلى المضادات الحيوية .. لكن مع كل هذه الاكتشافات لم يتم التوصل إلى أدوية مضادة للفيروسات بعينها ..
وعلى الرغم من ان اللقاحات أثبتت فاعليتها فى الوقاية من العديد من الفيروسات لكنها لم تتمكن من القضاء على العدوى الفيروسية، وقبل
ظهور الأدوية المضادة للفيروسات كان يتم علاج الأعراض ويمر المريض بدورة المرض كاملة حتى الانتهاء منها. المزيد عن المطهرات والمعقمات .. ضرورة صحية ..
كان أول توصل للأدوية المضادة للفيروسات فى القرن العشرين فى منتصف الستينات وكانت البداية مع ادوية مضادة لفيروس
الهربس. وكان اكتشاف الأدوية المضادة للفيروسات يأتى بطريق المحاولة والخطأ حيث يقوم
الباحثون بعمل مزارع من الخلايا ويتم حقن الفيروس بها ويستخدمون بعض المواد الكيميائية التى كانوا يعتقدون بفعاليتها فى وقف نشاط
الفيروس وذلك من خلال ملاحظة مدى نشاط الفيروس فى المزرعة، والمواد الكيميائية التى تظهر تأثير إيجابى على نشاط الفيروس من انخفاض
نشاطه هى التى يتم اختيارها لدراستها. وكانت تستغرق هذه الطريقة فترة طويلة حيث كانت الاختيارات عشوائية للمواد الكيميائية التى
يتم تجربتها لتثبيط فعالية الفيروس بجانب أن المعرفة بآليات الفيروس كانت غير متوافرة فى ذلك الحين.
وبحلول الثمانينات ومع معرفة التسلسل الجينى الكامل للفيروسات توافرت المعرفة الأفضل للباحثين بآلية وطريقة عمل الفيروس،
وبالتالى الاختيار الأكثر دقة للمواد التى تعوق نمو الفيروس وتكاثره .. وأصبحت مضادات الفيروسات لبعض الفيروسات متوافرة عن ذى
قبل، ومازال العمل جارى للتوصل إلى كل ما هو جديد عن مضادات الفيروسات حيث توافر التقنيات الحديثة للاكتشافات والتى تواكب تحور
الفيروسات بالمثل.
* ما هو الفيروس وما هى دورة حياته؟
فالفيروس هو مادة جينية (يتركب من جينوم) ويتواجد معها القليل من الإنزيمات ومحاطة
بغطاء من البروتينات، وفى بعض الأحيان يكون له غلاف دهنى. المزيد عن الجينوم البشرى ..
والفيروس لا يستطيع التكاثر بمفرده ولكن من خلال عائل له يسمح له بالتكاثر. يوجد لكل فيروس دورة حياة خاصة به، لكن هناك نمط عام
لدورة حياة الفيروس تتمثل فى التالى:
- التواجد بخلية (عائل)
- إفراز جينات أو إنزيمات فيروسية داخل العائل.
- ثم تكوين جسيمات فيروسية كاملة.
- خروج هذه الفيروسات الكاملة من العائل الذى تكونت به لتصيب عائل أو خلايا جديدة وهكذا.
* دور اللقاحات المحدود مع الفيروسات:
إن اللقاحات تعمل على تقوية جهاز المناعة الذى يساعد الجسم على مقاومة أفضل للفيروس فى حالة إصابة الإنسان
به - وتركيب اللقاحات إما يكون من نسخة نشطة أو غير نشطة من الفيروس حيث يستجيب جهاز المناعة لمسبب المرض
ويوقف عمله - وقد تسبب اللقاحات فى حالات نادرة ظهور أعراض المرض على الشخص.
ونجد أن اللقاحات المتوافرة ضد الفيروسات لها مفعول إيجابى على الفيروسات التى لا تتحور، فى حين أنها لا
تنجح فى تقديم الوقاية من الفيروسات المتحورة مثل مرض الأنفلونزا لذا لابد من تحديثها كل عام.
كما أن اللقاحات لا تساهم فى علاج المرض إذا أصيب الشخص بالفيروس.
* ما هو المستهدف فى الأدوية المضادة للفيروسات؟
إن الهدف من استخدام الأدوية المضادة للفيروسات هو تحديد بروتينات الفيروس أى المستهدف هنا هو "بروتين الفيروس"
أو أجزاء منه حيث تقوم الأدوية المضادة للفيروسات بتعطيل عمل هذا البروتين .. ويهدف العلماء بالدواء
الواحد المضاد للفيروسات أن يكون له تأثير واسع النطاق على الأنواع المختلفة من الفيروسات التى تنتمى لعائلة
واحدة.
وبمجرد التوصل إلى البروتين يتم الاختيار بين أكثر من نوع من الدواء الذى يتم اقتراحهم لاحتمالية وجود
الفاعلية لهم للقضاء على الفيروس .. أو التوصل إلى دواء جديد يقضى على الفيروس وعلى سلالته المتنوعة.
بل ويمكن تصنيع البروتينات فى معامل الاختبار لاختيار أنواع العلاج المختلفة عليها، ثم يتم زرعها فى أنواع
من الخلايا وعمل المزارع التى تساعد على إنتاج البروتينات بكميات كبيرة ومن بعدها اختبار أنواع
الأدوية المختلفة عليها لتقيم مفعولها وهو ما يُعرف "بالفحص السريع".
* مضادات الفيروسات تبعاً لدورة حياة الفيروس:
توجد العديد من الأدوية المضادة للفيروسات والتى تستخدم حسب دورة حياة الفيروس.
- مضادات الفيروسات التى تثبط الفيروس قبل دخول الخلية والتصاقه بالعائل من خلال إنتاج أجسام مضادة لكن هذه
العملية تسير ببطء.
- تثبيط الفيروس بمجرد دخوله الخلية، وهنا تبدأ مضادات الفيروسات فى مرحلة مبكرة جداً من إصابة الإنسان
بالعدوى بمجرد التصاق الفيروس بالخلية العائلة، لكن مازالت هذه المثبطات فى طور التجريب حتى تحقق فاعلية
أكثر فى القضاء على الفيروس قبل تكاثره.
- مضادات الفيروسات لإزالة الغطاء المغلف للمادة الوراثية للفيروس.
- مثبطات الفيروس التى تستهدف العمليات التى تؤدى إلى نموه داخل الخلية أى بعد دخوله جسم العائل، ومن بينها:
- الاستنساخ العكس (Reverse transcription) تتمثل إحدى طرق تثبيط الاستنساخ العكسي في إنتاج نظائر مماثلة
لتركيب المواد الوراثية (DNA or RNA) حيث
توقف نشاط الإنزيمات المسئولة عن تكوين هذه المواد الوراثية بمجرد استخدامها.
- استهداف الإنتيجريز (Integrase) حيث تستهدف مضادات الفيروسات إنزيم "الإنتيجريز"، ذلك الإنزيم الذي
يقوم بنقل الـ (DNA) المتكون إلى جينوم الخلية العائلة.
- مضادات الفيروسات التى تعتمد على جزيئات مضادة للاستنساخ (Antisense molecules). وهي تتمثل في أجزاء
من الـ DNA أو الـ RNA بحيث تكون مكملة للأجزاء المهمة من جينوم الفيروس، و بارتباط هذه الأجزاء المضادة
للانتساخ بالأجزاء المستهدفة في تعطيل عمل جينوم الفيروس.
- الريبوزيمات (Ribozymes)، هي إنزيمات تقوم بتقسيم الـ RNA أو الـ DNA الفيروسي أثناء عملها الطبيعي، لكن
هذه الريبوزيمات المصنعة تقوم بتكسير RNA والـ DNA التي من شأنها أن توقف نشاطها.
- مضادات الفيروسات التى تعمل على القضاء على (Protease)، فالفيروسات تحتوى على إنزيم "البروتيز"
وقد تم التوصل إلى هذه المثبطات في التسعينيات من القرن العشرين، وثبتت فاعليتها، ولكن لها آثار جانبية
غير معتادة، منها تكون الدهون في أماكن غير معتاد تكونها بها.
- وهناك مضادات الفيروسات التى تعمل فى طور تجمع مكونات الفيروس.
- مهاجمة الفيروس عند الخروج من العائل (الخلية)، عندما يكتمل نمو الفيروس يخرج من الخلية العائلة حيث
يعمل الباحثون على استهداف الفيروس فى هذه المرحلة حيث تعمل مضادات الفيروسات على منع خروج الجسيمات
الفيروسية عن طريق إعاقة جزئ يحمل اسم "النيورأمينيديز/ neuraminidase" والذي يوجد على سطح
الفيروس كما الحال مع فيروس الأنفلونزا.
- مضادات الفيروسات التى تعمل على تحفيز جهاز المناعة، وهنا لا تستهدف مضادات الفيروس مسبب المرض (الفيروس)للقضاء عليه وإنما تستهدف جهاز المناعة التى
تحفزه من أجل مهاجمة الفيروس والقضاء عليه.
- مضادات الفيروسات باستخدام الأجسام المضادة من الشخص المصاب (وهى عبارة عن جزيئات من البروتين ترتبط بمسبب
المرض) لمهاجمته من قبل جهاز المناعة.
* ما هى الفئات المسموح لهم بأخذ مضادات الفيروسات؟
من الهام أخذ مضادات الفيروسات على الفور لمن يعانون من الأعراض الحادة للفيروس الذى تمت الإصابة به، ولا يقتصر الأمر على الأعراض
الحادة، وإنما تشمل لتضم الأشخاص التى تتزايد لديها مخاطر الإصابة بمضاعفات الفيروسات وذلك اعتماداً على السن وعلى حالتهم الصحية
التى يكونون عليها، وحسبما يقرر الطبيب المختص وحسب نوعية الفيروس ومدى خطورته .. أما الأشخاص التى تتمتع بصحة جيدة ولا تعانى من
الأعراض الحادة فهى ليست بحاجة إلى أخذ مضادات الفيروسات. ومن بين الفئات التى تتعرض لمضاعفات الفيروسات، وتتزايد لديها مخاطر التعرض للمضاعفات الفئات التالية:
- مرضى أزمة الربو.
- من يعانون من أمراض الدم مثل أنيميا الخلايا المنجلية.
- أمراض الرئة المزمنة.
- أمراض الغدد الصماء مثل مرض السكرى.
- أمراض القلب مثل أمراض القلب المرتبطة بالتشوهات الخلقية
وأمراض الشرايين التاجية.
- أمراض الكلى. المزيد عن أمراض الكلى ..
- أمراض الكبد.
- اضطرابات التمثيل الغذائى.
- الأشخاص التى تعانى من السمنة ومؤشر كتلة الجسم لديها 40 أو أعلى. المزيد عن السمنة .. المزيد عن مؤشر كتلة الجسم ..
- الأشخاص أقل من 19 سنة ويعتمدون على الأسبرين على المدى الطويل.
- الأشخاص التى تعانى من ضعف فى جهاز المناعة بسبب مرض ما مثل مرض الأيدز، أنواع السرطانات مثل اللوكيميا أو الأشخاص التى تتلقى علاج
ضد مرض السرطان مثل العلاج الكيميائى او الإشعاعى، أو الأشخاص التى تعانى من أمراض مناعية وتأخذ أدوية مثبطة لجهاز المناعة. المزيد عن الأيدز .. المزيد عن مرض السرطان .. المزيد عن اللوكيميا ..
- الشخص المسن فوق 65 عاماً أو أكبر.
- الأطفال أقل من عامين.
- المرأة الحامل.
- الأشخاص التى تقدم الرعاية الصحية فى مجال الطب.
* متى يتم أخذ مضادات الفيروسات؟
من الأفضل أن تؤخذ مضادات الفيروسات بمجرد ظهور أعراض المرض، وعلى سبيل المثال يُفضل البدء بمضادات فيروس الأنفلونزا فى خلال يومين
من ظهور الأعراض، وبعد مرور هذه المدة قد يجدى العلاج بالمثل وخاصة إذا كان الشخص عُرضة للمضاعفات. وعن مدة استمرار الشخص فى أخذها:
تختلف مدة العلاج اعتماداً على مضاد الفيروس الذى سيتم وصفه من قبل الطبيب، فهناك أدوية يتم وصفها على جرعتين فى اليوم على مدار خمسة
أيام، أما الأشخاص التى تحتاج الدخول إلى المستشفى فقد تحتاج فترة أطول من العلاج (أكثر من خمسة أيام)، وهناك أدوية تكون على جرعة
واحدة فى اليوم على مدار خمسة أيام، وهناك جرعات تُعطى عن طريق الوريد إذا كانت الحالة حادة .. وكل حالة يُحدد لها الطبيب نوعية
الدواء المضاد للفيروس وجرعته كل حسب حالته الصحية ومدى شدة الأعراض. المزيد عن المستشفيات .. المزيد عن إشكالية العدوى فى المستشفيات ..
* الآثار الجانبية المحتملة مع مضادات الفيروسات:
هى أعراض جانبية خاصة بكل دواء على حدة، لكنها فى العام قد تتراوح ما بين الغثيان والقىء
أو الإسهال أو تشنجات تصيب الشعب
الهوائية.