طب المسنين أو طب الشيخوخة (Geriatric medicine) هو فرع من فروع الطب الذي يهتم بصحة كبار السن والمسنين، ويقدم علاج للأمراض الشائعة في هذه السن المتقدمة وعلاج الإعاقات المترتبة عليها. كانت أمراض الشيخوخة تندرج تحت الأمراض الباطنية في بداية الأمر، ثم أصبح فرعاً قائماً بذاته.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن كلمة مسن تطلق لكل من هو أعلى من 60 عاماً. المزيد عن كبر السن .. وطب المسنين يهتم بالمحور الصحى والخدمات الصحية المراد تقديمها للمسنين والحقوق والتشريعات الصحية التى تضمن لهم حقوقهم، لتقديم رعاية صحية متكاملة لكبار السن.
* لماذا طب المسنين؟ - جاء فصل طب المسنين عن طب الأمراض الباطنية وذلك للتركيز بشكل أعمق على مشاكل المسن وتوجيه الاهتمام الخاص به، ونشر وتشجيع مفهوم الشيخوخة النشطة وذلك بتغيير الفكر المجتمعى والذى يعتمد فى تعامله مع كبار السن على أن دورهم قد انتهى فى المجتمع وهذا خطأ كبير. - زيادة معدلات العمر، بل وهناك توقعات لزيادة معدلاتها أكثر بفضل الطب الحديث والاكتشافات العلمية المرتبطة به. - تغير مفهوم الحياة ما بعد التقاعد عن ذى قبل، واعتبارها مرحلة جديدة في حياة الإنسان مليئة بالنشاط والحيوية والإنجاز. - وجود احتياجات خاصة للمسن، فكبار السن لهم مشاكل واضطرابات صحية تخصهم مثل الحالات المرضية المزمنة وتداخل الأدوية لتعدد المشاكل المرضية فى هذه السن المتقدمة.
* المهام التى تقدم من خلال هذا التخصص: - التقييم الشامل للمسن (Comprehensive Geriatric Assessment)، ينطوي التقييم الشامل للمسن على تقييم شامل للفرد متعدد الأبعاد من قبل عدد من المتخصصين في العديد من التخصصات في صحة كبار السن. وعادة ما ينتج عن ذلك وضع قائمة بالاحتياجات والقضايا التي ينبغي معالجتها، جنبا إلى جنب مع خطة رعاية ودعم فردية مصممة خصيصا لاحتياجات الفرد ورغباته وأولوياته. ومن المعتاد وصف المجالات التي تشمل "التقييم المتعدد الأبعاد" على النحو التالي:
الأعراض الجسدية (التي يجب أن تشمل الألم) والأمراض الكامنة.
أعراض الصحة العقلية (بما في ذلك الذاكرة والمزاج وسوء التنظيم).
مستوى النشاط اليومي، سواء للعناية الشخصية (خلع الملابس، والتنقل) ووظائف الحياة (الاتصالات والطهي والتسوق .. الخ).
شبكات الدعم الاجتماعي المتاحة، سواء غير الرسمية (العائلة والأصدقاء والجيران) والرسمية (مقدمي الرعاية الاجتماعية).
البيئة المعيشية - حالة السكن والمرافق والراحة، القدرة على استخدام التكنولوجيا وعلى استخدام وسائل التنقل.
مستوى المشاركة الفردية، أي الدرجة التي يكون للشخص أدواراً نشطة، وتشمل أيضا مخاوف خاصة، مثال: الخوف من "السرطان" أو "الخرف" .. وتساعد معرفة هذه الأمور وضع خطة الرعاية والدعم المتطورة.
الآليات التعويضية التي يستخدمها الفرد للتغلب على الضعف. ومعرفة ذلك يسمح لخطة الرعاية والدعم بدمج استراتيجيات لتعزيز هذه القدرة على الصمود.
- تقديم المتابعة المباشرة والإشراف على برنامج رعاية المسنين (يمكن في بعض المهام أن ينيب عنه بعض أعضاء الفريق ذوي التدريب المتخصص في رعاية المسنين). - تقديم التثقيف الطبي للمريض وعائلته ومقدمي الرعاية.
* الفرق بين الشيخوخة المريضة والشيخوخة السليمة: أولاً - الشيخوخة السليمة إن وصف البعض بأنهم يعيشون شيخوخة سليمة خالية من وجود حالات مرضية جسمية أو عقلية واضحة، لا ينفي التغيّر في عضو أو آخر من أعضاء الجسم. فهذا التغيّر هو أمر طبيعي ومنتظر في مرحلة الكبر والشيخوخة، وإن كان يتفاوت درجة بين مسنّ وآخر تبعاً لاستعدادات الفرد الطبيعية وتبعاً للمؤثرات الإيجابية أو السلبية التي رافقت مسيرته الحياتية. فهذه التغيّرات تزداد سلبية كلما أسرف الفرد في استخدام طاقاته الجسمية والنفسية، وكلما كثر تعرّضه لمصادر الشدة والإجهاد في مراحل حياته السابقة. المزيد عن الشيخوخة الصحية ..
ثانياً - الشيخوخة المريضة العلل والأمراض الجسمية التي تصيب المسنين كثيرة، منها ما هو طارئ، أو ما قد يأتي نتيجة حتمية ونهائية لعملية تدريجية من التغيرات العضوية المرضية، كأمراض القلب والشرايين والكلى والكبد والأمراض السرطانية... ومهما كانت الحالة المرضية فإنها تؤدي الى اختلال في توازن المسنّ مع ظروف حياته، فالمرض يجلب له شعوراً بالعجز والقلق والاكتئاب، وقد يكون بداية تحوّل جذري في سلوكه وتصرفاته وانفعالاته وعلاقاته مع الغير. ولعل من أهم خصائص الأمراض الجسمية في الشيخوخة ارتباطها المباشر وغير المباشر بالعلل النفسية والعصبية والعقلية، وقد يكون هذا الارتباط وثيقاً بحيث يصعب التفريق بين ما هو جسمي من الأعراض المرضية، وبين ما هو عارض من أعراض الشيخوخة في حد ذاتها.
* الشيخوخة والتغيرات التى يمر بها الإنسان: من أعراض الشيخوخة تدهور تدريجي في القدرات العقلية على مدى سنوات طويلة لدرجة تؤثر على كفاءة المسن الاجتماعية والعمل. كما تتدهور القدرة على التذكر، والقدرة على التفكير المجرد، والحكم واللغة، كما تتدهور الشخصية، وصعوبة تذكر الأشياء هي العرض الرئيسي للشيخوخة، فمثلا قد ينسى المسن استكمال شيء بدأ في عمله، بعد أن يكون قد تركه لشيء آخر لفترة قصيرة، فالشخص الذي بدأ يملأ يراد الشاي بالماء يمكن أن يترك الماء يسقط دون انقطاع لتركه لأي سبب طارئ، وقد ينسى الأب اسم ابنه أو ابنته، وقد لا يتذكر الآباء أن لهم أطفالاً أصلاً، وتبدأ النظافة تسوء والمظهر يختل، عندما ينسى المسن آخر مرة دخل فيها الحمام، كما قد يفقد القدرة على ارتداء ملابسه. وهناك العديد من الاضطرابات المرضية التى قد تصاحب تدهور وظائف أعضاء جسده، والتى تتطلب رعاية طبية بجانب رعاية المنزل. ما هى أمراض الشيخوخة؟
* إشكاليات يواجهها طب المسنين فى بعض المجتمعات: إن الرعاية التى تقدم فى بعض المراكز الطبية المتخصصة للمسنين لا تتم بالشكل المفترض أن تكون عليه، فالمسن بحاجة إلى رعاية نفسية وصحية واجتماعية. ومن أهم إشكاليات طب الشيخوخة التى تتواجد فى بعض المجتمعات: - عدم فهم المسن وحاجته المرضية. - لا يوجد تأهيل كافى للمسنين يجعلهم يواجهون الحياة من جديد عند إصابتهم باضطرابات مزمنة. - لا يوجد مسار مهني محدد وعدم إقبال الأطباء على هذا التخصص. - غياب خدمة الرعاية الممتدة. - لا يوجد تمريض متخصص. - العائد المادي للأطباء غير مجدي مقابل المجهود المبذول. - لا يوجد فارق بين المسنين والفئات الأخرى فى تقديم الرعاية بكافة جوانبها. - عبء صرف الأدوية لهم. - معاناة المسن في التنقل بين الأطباء لمتابعة حالته الصحية.
* المراجع:
"Geriatrics" - "programmed-aging.org".
"Geriatrics" - "americangeriatrics.org".
"Geriatric Medicine and Gerontology" - "hopkinsmedicine.org".
"Geriatric Medicine & Care" - "my.clevelandclinic.org".