الورم هو نمو غير طبيعي يحدث فى الخلايا، الورم ليس مرادفا للسرطان .. ويمكن أن يكون الورم حميداً أو خبيثاً (سرطانياً). وبما أن الأورام حقل واسع للدراسة لذا دعت الحاجة إلى أن يكون هناك علم متخصص قائم بذاته يبحث فيها، فعلم الأورام هو ذلك الفرع من العلوم في مجال الطب وصحة الإنسان يختص بتشخيص الأورام ودراسة تطورها وكيفية تقديم العلاج المناسب لكل حالة على حدة.
* الورم الحميد (Benign tumor): يوجد نوعان من الأورام الحميدة تلك التى تصيب الأنسجة اللينة أو الأورام التى تصيب العظام، لكن النوع الأول من الأورام الحميدة هو الأكثر شيوعاً وانتشاراً.
من الممكن أن تظهر الأورام الحميدة فى أى مكان بالجسم بين وفى العضلات والأربطة والأعصاب والأوعية الدموية، والأورام الحميدة تختلف بشكل كبير فى مظهرها وطريقة تطورها، هناك البعض منها قد يكون شرساً يغزو الأنسجة القريبة مما يزيد من احتمالات عدم التخلص الكلى منها عند استئصالها ومعاودتها فى الظهور مرة أخرى، يلجأ جراح الأورام إلى استخدام أساليب متخصصة فى استئصالها بالإضافة إلى العلاج الإشعاعى للحد من احتمالات عودتها مرة أخرى.
- أسبابه: الأسباب على نحو دقيق غير معلومة، لكن هناك بعض العوامل التى قد تساهم أو ترتبط بشكل ما أو بآخر بتكون الأورام الحميدة فى جسم الإنسان ومن بين هذه العوامل: - السموم البيئية مثل التعرض للإشعاعات. - العوامل الوراثية الجينية. - النظام الغذائى غير الصحى. - التعرض للضغوط. المزيد عن الضغوط .. - إصابة موضعية. - الالتهابات أو العدوى.
- أعراضه: الأورام الحميدة بالأنسجة اللينة قد تسبب أو لا تسبب أية آلام، وتختلف فى شكلها على نطاق كبير، لكن إذا تطور الورم فى النمو أو سبب ألماً للمصاب عليه باستشارة الطبيب المتخصص. المزيد عن الأورام الحميدة ..
- علاجه: الغالبية العظمى من الأورام الحميدة يتم علاجها بإجراء جراحى واحد فقط بدون أن تتأثر الأوعية الدموية المجاورة أو الأعصاب أو العضلات أو العظام .. كما أن معاودة إصابة المريض بها يحدث فى حالات بسيطة. لابد أن يقوم جراح الأورام بتحليل النسيج قبل اللجوء إلى استئصاله بإجراء جراحى، وهناك حالات نادرة للغاية يتم فيها عمل الجراحة دون اللجوء إلى عمل تحليل لعينة من الأنسجة مسبقاً.
* الورم الخبيث (السرطان/Malignant tumor): يشير مرض السرطان إلى أياً من الأنواع المتعددة والكثيرة من الأمراض التي من سماتها النمو غير الطبيعي للخلايا (نمو الخلايا بشكل غير طبيعي)، والتي تنقسم بشكل انتشاري ولديها القدرة على تخلل أنسجة الجسم الطبيعية وتدميرها. أى أن هذا المرض له القدرة على الانتشار فى كافة أعضاء الجسم.
يحتل مرض السرطان المرتبة الثانية بين الأمراض الأكثر شيوعاً المسببة لحالات الوفاة البشرية بعد أمراض القلب الوعائية التى تحتل المرتبة الأولى، ومعدلات النجاة من هذا المرض الخبيث يكون من خلال الفحص الطبي المنتظم لاكتشافه فى مراحله المبكرة حتى ينجح العلاج المقدم له.
- أعراضه: أعراض مرض السرطان وعلاماته تختلف على نطاق واسع حسب المكان أو العضو المصاب فى الجسم، لكن ومع ذلك توجد بعض الأعراض والعلامات العامة التي ترتبط به – ليست مقصورة علي – ومنها: - الإحساس بالإرهاق. - ارتفاع درجة حرارة الجسم (السخونة). - آلام. - ورم أو تخانة يمكن الشعور به تحت الجلد. - تغيرات حادة فى الوزن، سواء بالنقصان أو الزيادة بدون سبب واضح. - صعوبة فى البلع. - عسر هضم مستمر، وعدم شعور بالراحة بعد تناول الطعام. - سعال متواجد باستمرار. - تغير فى عادات الإخراج والتبول. - تغيرات فى الجلد مثل الاصفرار، أو دكانة لونه أو احمراره، وجود تقرحات لا تلتئم أو تغيرات فى الوحمات الموجودة عند الإنسان (Moles). - بحة فى الصوت.
- أسبابه: السبب الرئيسي للإصابة بمرض السرطان هو التحور (الضمور) الذي يحدث للشريط الوراثى (DNA) داخل الخلايا، والشريط الوراثى لكل شخص يحتوى على مجموعة من التعليمات لهذه الخلايا كما يخبرنا بكيفية نموها وانقسامها، الخلايا الطبيعية غالباً ما يحدث لها تحور فى الشريط الوراثى ولكن لديها القدرة على استعادة وإصلاح غالبية هذه التغيرات، وفى حالة عدم الفشل فغالباً ما تموت. لكن ما يحدث مع مرض السرطان، أن التحور لا يتلاشى مسبباً نمو للخلايا بشكل غير طبيعي وتصبح مسرطنة، كما أن التحورات تجعل الخلايا تحيا إلى فترة أطول من فترة الحياة الطبيعية المقررة لها وبالتالى تراكم الخلايا السرطانية وانتشارها. فى بعض أنواع السرطانات لا تسبب هذه الخلايا المتراكمة ورم (ليس كل أنواع السرطان تسبب أوراماً)، على سبيل المثال سرطان الدم "اللوكيميا" السرطان الذي يحدث فى الدم ونخاع العظام والجهاز الليمفاوي والطحال لكنه لا يتكون معه أية كتل أو أورام. المزيد عن سرطان الدم ..
- علاجه: تتوافر علاجات مرض السرطان (العديد منها). وخيارات العلاج تعتمد على عدة عوامل: مرحلة المرض، الحالة الصحية للشخص، وما يفضله المريض. يستخدم علاج السرطان بطرق عدة: 1- علاج أولى للتخلص من الخلايا السرطانية: أى نوع من أنواع مرض السرطان من الممكن أن يُستخدم له هذا النوع من العلاج (العلاج الأولى)، وقد تكون الجراحة (Surgery) هى الأكثر فى الاستخدام، وإذا كانت الخلايا السرطانية عند الشخص حساسة تجاه العلاج الكيمائي (Chemotherapy) أو الإشعاعي (Radiotherapy) فيتم اللجوء إليه بالمثل. 2- علاج لقتل أية خلايا سرطانية متبقية: وهذه العلاج يوصف بالعلاج التكميلي للعلاج الأولى السابق، ويستخدم فى القضاء على أية خلايا سرطانية محتمل وجودها بعد تلقى العلاج الأولى. ومن أكثر أنواع العلاج استخداماً العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الهرموني (Hormonal therapy). 3- علاج للتعامل مع الآثار الجانبية لمرض السرطان ولعلاجه: وهو بهدف تحقيق جودة الحياة للشخص المريض بقدر الإمكان أو من أجل تخفيف الآثار الجانبية التي قد يتعرض لها من جراء أدوية علاج السرطان. المزيد عن مرض السرطان والأورام الخبيثة ..
* الفرق بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة: - الأورام الحميدة لا تنمو بشكل غير طبيعى كما أنها لا تؤذى الجسم مهما طالت بها المدة. - الأورام الخبيثة هى خلايا سرطانية غير طبيعية ونشطة فى حالة نمو مطرد. - الأورام الخبيثة تحتاج إلى الجمع بين أكثر من نمط علاجى، أما الورم الحميد فيكفى له التدخل الجراحى الذى يحول دون نموه مرة أخرى فى معظم الحالات باستثناء حالات نادرة منه. - الورم الذى يكون فى مرحلة ما قبل تحوله إلى ورم سرطانى من الممكن أن يتحول إلى ورم خبيث لذا فهو يحتاج إلى مراقبة ومتابعة مستمرة للتأكد من ثبات الورم على ما هو عليه أو تحوله.
* الورم الدهنى (Lipoma): الأورام الدهنية هى أورام بطيئة فى نموها، وفى الغالب تنمو بين الجلد وبين طبقة العضلات. من السهل تحديد هذه الأورام حيث أنها تتحرك سريعاً مع الضغط الخفيف عليها بالإصبع وملمسها لين مثل ملمس العجين. وعادة لا تكون مؤلمة، من الممكن أن ينمو أكثر من ورم دهني واحد، ومن الممكن أن يصاب به الشخص فى أى سن عمرية .. لكن أكثر المراحل العمرية التي تظهر معها هذه الأورام هو سن منتصف العمر. والأورام الدهنية هى أوراما ليست سرطانية، ولا تسبب أية أضرار لصحة الإنسان. والعلاج الطبي غير ضروري مع هذه الأورام، لكن إذا كانت فى مكان يعرض الشخص للضيق أو تسبب ألماً له أو تتزايد فى الحجم .. فقد تكون هناك حاجة لاستئصالها.
- أعراضه: - وجود ورم تحت الجلد، ومن أكثر الأماكن شيوعاً للإصابة به: - الرقبة. - أو الكتف. - أو الظهر. - أو البطن. - أو الذراع. - أو الفخذ. - ملمسها لين مثل العجين، كما أنها تتحرك عند الضغط عليها بالإصبع. - بوجه عام، صغيرة فى الحجم، الحجم النمطي لها أقل من 5 سم فى القطر لكنها من الممكن أن تنمو إلى أكبر من ذلك. - فى بعض الأحيان تكون مؤلمة إذا نمت بجانب الأعصاب وضغطت عليها، أو إذا احتوت على العديد من الأوعية الدموية.
- أسبابه: سبب الإصابة بالأورام الدهنية غير معلوم حتى الآن، لكن العامل الوراثى قد يكون له دخلاً حيث أنها تظهر بين أفراد العائلة الواحدة .. أى أن عامل الجينات يلعب دوراً كبيراً فى الإصابة.
- علاجه: - عادة لا تحتاج حالة الأورام الدهنية إلى علاج طبي، لكن إذا كانت فى مكان يضايق الشخص أو إذا كانت مؤلمة أو حجمها كبيراً فقد يوصى الطبيب باستئصالها عن طريق الجراحة، ومعاودة نموها بعد الاستئصال أمراً غير شائعاً. - أو يكون الاستئصال عن طريق حقنها بالأستيرويد لتقليص حجمها وهنا لا تختفي الأورام كلية. - أو عن طريق الشفط، وذلك بإدخال إبرة وسرنجة كبيرة لاستئصال الورم، ومن الصعب استئصال الورم الدهنى بأكمله مع هذا الإجراء أيضاً. المزيد عن الأورام الدهنية ..
* الورم الليفى (Fibroids): هذه الأورام هي عبارة عن مجموعة من خلايا عضلات ونسيج ليفي تنمو في جدار الرحم علي هيئة عنقود واحد أو أكثر تتراوح في حجمها من (1مم إلي 20سم) وقد تنمو هذه الأورام في جدار الرحم الداخلي وقد تمتد إلي داخل التجويف الرحمي يمكن أن تنمو الأورام الليفية في أى مكان بالرحم وبأحجام مختلفة جداً، فبعضها يكون صغير فى الحجم مثل حبة البسلة، والبعض الآخر قد يكون كبير فى الحجم مثل ثمرة البطيخ. الأنواع الرئيسية للأورام الليفية: - الأورام الليفية الجدارية/Intramural fibroids: هي النوع الأكثر شيوعاً من الأورام الليفية، حيث تظهر في الجدار العضلي للرحم. - الأورام الليفية تحت المصلية/Subserosal fibroids: هي أورام ليفية تظهر خارج جدار الرحم في الحوض، وقد تكون كبيرةً جداً. - الأورام الليفية تحت المخاطية/Submucosal fibroids: هي أورام ليفية تظهر في الطبقة العضلية تحت الغشاء المبطن للرحم، وتنمو في تجويف الرحم.
- أعراضه: - يحدث لبعض السيدات نزيف مع ألم في أثناء الدورة أو ما بين الدورتين. - عقم نتيجة انسداد الرحم بالأورام أو انسداد قناتي فالوب بها. - إحساس بالامتلاء في أسفل البطن وتبول متقطع وعلي فترات قصيرة نتيجة ضغط الورم علي المثانة البولية. - ألم أثناء اللقاءات الجنسية وألم أسفل الظهر. المزيد عن آلام أسفل الظهر .. - إجهاض مفاجئ للحمل. - عقم نتيجة انسداد الرحم بالأورام أو انسداد قناتي فالوب بها.
- علاجه: مع مرور الوقت غالباً ما تنكمش الأورام الليفية، وتختفي من دون علاج خاصة بعد سن انقطاع الدورة الشهرية. وإذا ظهرت الأعراض فغالباً ما توصف الأدوية من أجل تخفيف حدتها، بل وتعمل على تقليص الورم .. وإذا استمر الورم فى النمو فهنا يُستدعى التدخل الجراحى. المزيد عن الأورام الليفية الرحمية ..