* طبيب العائلة:
إن طبيب الأسرة أو طبيب العائلة (Family physician) يقدم خدمة الرعاية الطبية الأولية لكافة أفراد العائلة،
والعناية بكافة احتياجاتهم الطبية على مدار حياتهم.
أطباء الأسرة تشغل مكانة أساسية فى مجال الرعاية الصحية، فطبيب الأسرة هو ذلك الطبيب الذى يقدم الرعاية
الصحية الأولية الشاملة لجميع أفراد الأسرة بغض النظر
عن العمر أو الجنس، أو طبيعة المشكلة المرضية سواء
أكانت عضوية أم نفسية أم سلوكية فهو المستشار الطبى
الأول للعائلة فى جميع الحالات حيث يقضى فترة الامتياز (Intern) فى الفروع الطبية المختلفة بعد أن يتخرج من
كلية الطب.
ولابد أن نميز بين نوعين من أطباء الأسرة، الطبيب الذى
يتخصص فى طب الأسرة يُطلق عليه طبيب الأسرة وترجمتها
باللغة الإنجليزية (Family physician) حيث يخوض مزيد
من الدراسة المتخصصة "طب الأسرة" لمدة أربع سنوات بعد
حصوله على شهادة الطب العام، أما الطبيب الذى لم يدرس
طب الأسرة بعد انتهائه من دراسة الطب لكنه يغطى كافة
المشاكل الصحية التى تتعرض لها أفراد الأسرة بغض النظر
عن العمر فيطلق عليه طبيب الأسرة وهنا يكون ممارس عام (General practitioner) ويُطلق عليه (Family doctor).
وطب الأسرة (Family medicine) من التخصصات الطبية التى
لاقت اهتماماً كبيراً فى الفترة الأخيرة وخاصة لأن
طبيب الأسرة يساعد أفرادها فى الحصول على الرعاية
الطبية بشكل سلس وسهل، بالإضافة إلى علاجه الكثير من
المشاكل الشائعة التى قد يتعرض لها أعضاء العائلة بين
الحين والآخر سواء بشكل طارئ أو غير طارئ، كما يساهم
فى توجيه المريض إلى الطبيب المختص عند عدم الدراية بالعلة المرضية ولمزيد من
التشخيص السليم.
والسبب وراء انتشار طب الأسرة ونجاحه، أنه يرتكز على مبادئ تحمل فى طياتها المصداقية للمريض:
طب الأسرة يرفع شعار المريض أولاً حيث يعمل على تلبية احتياجات المرضى فى المقام الأول والعمل على راحتهم
طوال تواجدهم فى العيادة أو المستشفى أو قسم الطوارئ وهى أماكن تواجد طبيب الأسرة.
طب الأسرة يقدم تشخيصاً موثوقاً به ومن ثَّم تقديم العلاج الملائم.
يمارس طب الأسرة أخصائيين تتمتع بمهنية عالية وذلك لكسب ثقة المريض.
طب الأسرة لا يقف عند حد معين وإنما يطلع العاملين فى مجاله على كل ما هو جديد فى مجال الطب، بل ويسعون
دائماً إلى اكتساب المعارف الجديدة وتلقى التدريبات الملائمة.
* مهام طبيب الأسرة: طبيب
الأسرة هو أول من تتجه إليه العائلة عندما يواجهون
مشكلة صحية أو عندما يكونون بحاجة إلى إجراء فحص طبى
شامل وغيرها من الاحتياجات الصحية الأخرى، فطبيب
العائلة بوسعه تقييم وعلاج العديد من العلل والإصابات،
وبالمثل تقديم الإجراءات الوقائية لأفراد العائلة ومن
بينها التطعيمات الوقائية، كما يختص بطلب التحاليل
الطبية.
لكن إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بمرض خطير أو
علة تقع خارج نطاق تخصصه فتكون وظيفته هنا توجيه
المريض إلى متخصص فى الحالة الطبية الخطيرة التى يعانى
منها من أجل تقديم العلاج الطبى الصحيح له.
كما أنه من بين مهام طبيب الأسرة تفهم الحالة النفسية
للمريض والعوامل الخارجية التى قد تؤثر عليها.
طبيب الأسرة من صميم عمله الاكتشاف المبكر لأي مرض
خطير يهدد المجتمع الذى تنتمى إليه الأسرة، فيقوم
بتنظيم عمله على أساس ما يهدد المجتمع من هذه الأمراض
ويبحث عن العوامل المؤدية لها.
مسئولية الاحتفاظ بالسجلات الطبية لكل فرد والتى تدون فيها الحالة الصحية له
والتاريخ الطبى إذا كان قد سبق وأن أصيب بأية علل صحية. والسجلات الطبية هى من
أساسيات الرعاية الصحية فهى المرجع عند حدوث أى طارئ صحى، ومن خلالها تستطيع الجهات
المسئولة تكوين صورة عامة عن الحالة الصحية في المجتمع تكون أساس خطط الرعاية
الصحية.
طبيب الأسرة يقدم خدمته للعائلة وفق احتياجات المجتمع،
فهو يتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع احتياجات
المجتمع التى قد تتغير بين الحين والآخر.
كما يحافظ طبيب الأسرة على خصوصية مرضاه وعدم البوح
بها لأى شخص آخر.
لابد وأن يُظهر طبيب الأسرة الكفاءة فى المجالات التالية:
- العناية الطبية والصحية بكافة المراحل العمرية من سن الرضاعة وحتى الشيخوخة.
- العناية بالحالات الطبية المزمنة مثل مرض السكرى وأمراض الضغط والقلب وأزمة الربو...
الخ المزيد عن مرض السكرى .. المزيد عن أزمة الربو ..
- العناية بالأنف والأذن والحنجرة.
- العناية بالحالات الطبية الطارئة.
- القيام ببعض الإجراءات الجراحية البسيطة.
- العناية بالصحة العقلية والسلوكية.
- العناية بصحة العظام والمفاصل.
- العناية بالعين.
- إجراء الفحوصات الطبية.
- العناية بالجهاز البولى.
- التوليد.
- أمراض النساء.
كما يصف طبيب الأسرة العلاج للمريض ليتم صرفه من الصيدلية.
يقدم طبيب الأسرة المشورة الطبية للمرضى فى أى وقت، ومن خلال المحادثات الهاتفية بالمثل.
يقوم طبيب الأسرة بمتابعة حالة المريض ومدى تقدمه مع إعادة تقييم العلاج إن كانت هناك حاجة لذلك.
كما يقوم بشرح خطوات العلاج ومناقشة نتائج الاختبارات أو العلاج الموصوف مع المريض.
ومن بين مهامه أيضاً تقديم النصح لأفراد العائلة ولأعضاء المجتمع الخاص بإتباع نظام التغذية الصحى
وممارسة الحركة وإتباع خطوات النظافة وطرق الوقاية من الأمراض.
يمد الجهات الحكومية بالتقارير الخاصة بالميلاد أو الوفاة أو إحصائيات الأمراض والحالة الصحية للأفراد وتقييم القوى العاملة.
ينسق العمل مع هيئة التمريض وأخصائى العلاج الطبيعى والأطباء النفسانيين وغيرهم من مقدمى الرعاية الصحية.
لذا تتلخص مهام ومسئوليات طبيب الأسرة بشكل موجز على النحو التالى:
- تقديم العناية الصحية الشاملة.
- تقيم المتابعة المستمرة.
- تقديم الخدمة الطبية فى أى وقت
- تقدم الخدمة الطبية من خلال التأمين الصحى أو بأقل التكاليف.
- تقديم الخدمة الطبية الموثوق فيها سواء أكان هو من يقوم بتشخيص الحالة أو بإحالة المريض إلى التخصص الذى يقدم له التشخيص الصحيح.
* التعليم والتدريبات التى يتلقاها طبيب الأسرة:
كما الحال مع أى طبيب آخر لابد وأن يمر طبيب العائلة بمرحلة الدراسة الكاملة للطب قبل ممارسته له، ولكى
يصبح طبيباً لابد من الحصول على درجة علمية (درجة البكالوريوس) ثم يمر بمرحلة الامتياز أو مرحلة التدريب
والممارسة العملية للطب بالمرور على كل التخصصات، كما أن طبيب الأسرة لابد وأن يتوافر لديه كم كبير من
المعلومات أو المعرفة العامة لكافة الموضوعات الطبية التى سيواجهها مع أفراد العائلة بشكل شائع.
* بيئة العمل:
غالبية أطباء الأسرة تمارس عملها من خلال عيادة مريحة
أو مستشفى، ومن الممكن أن تمتد ساعات العمل حسب الحاجة
إليه، وهذه الحاجة تعتمد على طبيعة وحجم خبراته وحالات
الطوارئ الطبية قد تتطلب منهم البقاء فى العمل حتى فى
الأجازات وفى عطلات الراحة الأسبوعية.
* مهارات طبيب الأسرة:
لابد وأن يمتلك طبيب الأسرة رغبة قوية فى خدمة مرضاه ويساعدهم فى حل مشكلاتهم الصحية، وبما أن طبيب الأسرة
يعمل كمقدم للنصيحة الطبية الأولية فلابد وأن يتحلى بسلوكيات تفاعلية من حيث قدرته على التفاعل الإيجابى
مع مرضاه حتى مع الحالات الطبية الحرجة التى قد يكون الموت فى انتظارها، لابد وأن يكون طبيب الأسرة مستقر
نفسياً ولديه القدرة على تقديم النصح لمرضاه خاصة فيما يتعلق بأخذ القرارات والاختيارات التى تغير من أنماط حياتهم.