الخوف المرضى من الماء – Aqua phobia
(فوبيا الماء)
الخوف المرضى من الماء
* الخوف من الماء (فوبيا الماء):
الخوف شعور طبيعي لدى الإنسان، لكن هناك أنماط منه تصل إلى حد المرض ويوصف بأنه اضطراب نفسي حينها.
المزيد عن الخوف ..

وتتعدد أشكال الخوف المرضى: فهناك خوف من الوحدة .. وهناك خوف من الالتزام .. وهناك خوف آخر من الأماكن العامة ... وهناك خوف من الماء/فوبيا الماء (Fear of water, hydrophobia or aqua phobia).
المزيد عن الخوف من الأماكن العامة أو المفتوحة ..

وهذا النمط المرضى الأخير من الخوف قد يكون منتشراً بعض الشيء عند البعض منا، وخاصة الخوف من مياه البحر وعدم القدرة على النزول فيها والاستمتاع بمياهها أثناء حرارة فصل الصيف!
توجد العديد من العوامل التي تساهم في إصابة الإنسان بالخوف من المياه منذ مراحل عمره المبكرة، ففي بعض الأحيان قد فوبيا الماءتكون هناك حادثة تعرض لها الطفل تسببت في خوفه من المياه مثل الغرق .. تاركة ذكريات مؤلمه في نفسه.
المزيد عن الإسعافات الأولية للغرق ..
وأفضل حل للتغلب على أية مشكلة أو مأزق يقع فيه الإنسان هو مواجهته.

هناك البعض من الأشخاص التي برؤيتها للماء يساورها وجود خطر ما قد تتعرض له وهذا بخلاف عدم معرفة الشخص بالسباحة، لا أحد منا لا يخشى الماء بقدر ما، لكن عندما تنحرف أعراض الخوف عن ما هو طبيعي فهذا معناه التأثير على جودة حياة الشخص.
المزيد عن مقومات جودة حياة الشخص ..
ومن الأنماط التي تشير إلى الخوف غير الطبيعي من الماء عند الإنسان، هي:
1- خشية القيادة فوق الكباري المنشأة فوق المياه.
2- الخوف من السباحة في حمامات السباحة أو في البحار.
الوقاية من أمراض حمام السباحة ..
3- الخوف من ركوب المراكب.
4- الخوف من التواجد بالقرب من الماء.

* أسباب الخوف المرضى من الماء:
هناك بعضاً من الأسباب المحتملة وراء الإصابة بالخوف المرضى من الماء، ومن بينها:
- وقوع الشخص نفسه في مأزق ما مرتبط بالماء عرض حياته للخطر مثل الغرق.
- الوقوع في الماء في سن صغيرة، بحيث لا يمكن الطفل التصرف وإدراك ما يحدث له.
- سماع الشخص لمثل هذه الأحداث (لم يمر هو نفسه بالحدث).
- يمكن إصابة الشخص بمخاوف الماء عند مشاهدة فيلم سينمائي أو قراءة كتاب، كان من بين أحداثه تعرض أبطال العمل إلى مخاطر الماء.
المزيد عن السينما ..
المزيد عن القراءة ..
- وقد تكون ثقافة الشخص التي تربى عليها لها دخل كبير في الجهل بالأشياء وعدم المقدرة على التكيف معها بشكل طبيعي، مثل الأشخاص التي في الصحارى ولم تتعود على رؤية المياه والأجسام المتحركة فيها، يصيبها خوف عدم التكيف.
المزيد عن اضطراب التكيف ..
وهناك البعض الآخر الذي يقعون تحت سيطرة الخوف من الماء لكن بنمط غير مُدرك من جانبهم، حيث يتجنبون المواقف التي تكون المياه طرفاً فيها بدون أن يدركون أن الخوف هو الذي يقف وراء هذا التجنب، وهناك البعض الآخر ممن يدركون هذا الخوف ويتجنبون الخوف عن عمد حتى لا يصابوا بالضغط العصبي والنفسي.
ومثل باقي المخاوف الاجتماعية الأخرى، فإنه يمكن علاج اضطراب الخوف من الماء بواسطة العلاج النفسي.

* أعراض الخوف المرضى من الماء:
هناك البعض ممن يخافون من الماء يدركون في بعض الأحيان أن مخاوفهم هذه غير مبررة بشكل كلى، ويدركون بأنه خوف خارج نطاق السيطرة والتحكم. وطالما أن الشخص لم يتعرض إلى تهديد حقيقي للحياة مرتبط بالماء وتظهر عليه الأعراض التالية فهذا معناه أنه يخضع لحالة الخوف المرضى من المياه – إلا أن الفارق بين الخوف الطبيعي من الماء وذلك الخوف المرضى الأعراض الجسدية التي تظهر على الشخص كالنحو التالي:
- ازدياد خفقان القلب.
- الإحساس بالغرق.
- إفراز العرق.
- الغثيان.
- تغميض العين.
- جفاف الفم.
المزيد عن جفاف الفم ..
- الرعشة والارتجاف.
- الإحساس بعدم القدرة على التنفس.
- فقدان السيطرة على النفس من الشعور بالاحتضار.
- نوبات القلق البالغ.
المزيد عن القلق ..
والشخص المصاب بهذه الأعراض لا يمكنه التغلب عليها، كما أنه يصدر استجابة مفرطة عند تعامله مع المياه.

* علاج اضطراب الخوف من الماء:
علاج فوبيا الماءتعتمد كافة أنواع العلاج على التحرر من الحساسية تجاه الماء، حيث يُقدم مصدر الخوف للشخص تدريجياً حتى تتلاشى المخاوف لديه .. وهذا التقديم يبدأ بعرض صور الماء ثم رسومات الماء .. ثم الاستحمام بملء حوض الاستحمام في المنزل (البانيو) إلى أن يقوم بزيارة الأماكن المتواجد فيها الماء مثل حمامات السباحة أو شواطئ البحر.
الكثير من البالغين لا يسعون إلى تلقى العلاج النفسي للتخلص من المخاوف التي تساورهم عند التعرض للماء! وهكذا الحال مع بقية المخاوف الاجتماعية الأخرى ويفضلون البقاء بمعزل عن مصدر الخوف.
أما الأطفال الصغار فيكون الدافع وراء علاجهم أقوى من جانب الآباء، ويكون العلاج معتمداً في المقام الأول على مخاطبة عقل الطفل الذي تكمن بداخله المخاوف .. وهنا يعمل المتخصصين على تغيير إدراك الطفل للمقف المرتبطة بالماء وإحلال تلك المخاوف باستجابات إيجابية.
ومن بين وسائل علاج الخوف المرضى من الماء:
- أول شيء للتغلب على الخوف من المياه هو شحذ العقل والنفس بالتصميم على التغلب على المخاوف أياً كانت نوعها .. مع إعداد النفس لأي شيء غير متوقع (أي تهيئة النفس للتغلب على الموقف الذي يواجهه مع الماء).

- بمجرد وضع النفس في حالة الرغبة في مواجهة الخوف الذي ينتابها من الماء، تأتى الخطو ة الثانية في البحث عن صديق أو مدرب سباحة يتفهم الحالة التي تصيب الشخص لكي يقدم المساعدة له.

- يمكن أن تكون البداية في حمام السباحة، وذلك بالنزول في أقل الأماكن عمقاً ثم المشي تدريجياً إلى المستويات الأعمق حتى الوصول إلى المستوى الذي يغطى منطقة الصدر. وإذا وجد الشخص أن نبضات قلبه تخفق بسرعة كبيرة عليه بأخذ نفس عميق .. ولا يخشى من أي شيء لأن هذه استجابة طبيعية.

- بمجرد أن يطمئن الشخص ويبتعد عن الشد العصبي الذي كان فيه عند نزوله الماء، عليه بإمالة الجسم للأمام لغمس الرأس في الماء مع غلق العينين مع إيقاف النفس وطرد الهواء من الأنف، ثم رفع الوجه قليلاً من ناحية الجانب ومحاولة التنفس من خلال الفم، المداومة على ممارسة هذا التمرين تكراراً قدر المستطاع.

- بعد ذلك إمالة الجسم للخلف حتى تغطى المياه الأذن، مع الاستمرار في التنفس بهدوء. هذه الطريقة تتيح لشخص التعود على وجود المياه حول الأنف والفم والأذن .. ومن أجل أن يُمتع الشخص نفسه بهذه التمارين التي تحببه في المياه من جديد عليه بمحاولة التركيز في الهدوء الذي يأتي من التفاف الماء حول الأذن والمقدرة على سماع ضربات القلب .. وهذا في حد ذاته يمكن الشخص من الاسترخاء.
المزيد عن أساليب الاسترخاء المتنوعة ..

- الخطوة التالية تتمثل في الغوص في الماء، وذلك بأخذ نفسي عميق والإمساك بفتحتي الأنف لسدهما والنزول بالجسم تحت الماء ثم الخروج إلى السطح على الفور. قد يكون التمرين غير هيناً في بادئ الأمر لكن من الأفضل الإصرار على ممارسته مع زيادة الفترة التي يمكث فيها الشخص تحت سطح الماء.

- ولمزيد من الراحة عند التعامل مع المياه فمن الهام تعلم كيف تعمل أجسادنا فيها. عندما تمتلئ الرئة ودهون الجسم بالهواء يطفو الجسد بشكل تلقائي على سطح الماء وبدون أي مجهود من جانب الشخص، ولكي يتأكد الشخص من ذلك يمكنه طلب مساعدة المدرب وأي شخص آخر يجيد السباحة برفعه على سطح الماء، ثم القيام بأخذ نفس عميق مع الاسترخاء وبمجرد أن يترك المدرب يديه سيجد الشخص نفسه طافياً تلقائياً على سطح الماء.
بمجرد أن يشعر الإنسان بالراحة والاستمتاع يبدأ بالتحرك والعوم في الماء بحيث يكون الوجه في الماء مع حبس النفس وعند رفع الوجه عن سطح الماء يقوم بأخذ نفسه من الجانب.
وهناك معلومة هامة جداً ينبغي أن يعرفها الشخص، أنه كلما تعرض جسده للتوتر كلما قل كم الأكسجين الذي يصل إليه .. لذا لابد من الاسترخاء والاستمتاع بالماء المنعش.

* الخوف من مياه البحر:
الخوف من مياه البحر لا ينبغي الخلط بينه وبين خوف الشخص من الماء:
(The fear of the sea or thalassophobia)
ومن الأعراض التي تظهر على الشخص الذي تنتابه حالات الخوف المرضى من ماء البحر، التالي:
- خفقان سريع في ضربات القلب.
- غثيان.
- عرق متزايد.
المزيد عن العرق ..
- فقدان السيطرة على النفس من الشعور بالاحتضار.
- نوبات القلق البالغ.
هناك العديد من أنواع العلاجات المتاحة للتغلب على الخوف المرضى من ماء البحر.

الوسائل الفعالة للتغلب على حالة الخوف من مياه البحر:
- العلاج السلوكي والنفسي والإدراكي .. وغيرها من أنواع العلاجات الأخرى التي تستخدم للتغلب على الخوف المرضى من مياه البحر. تعتمد هذه العلاجات في المقام الأول على النماذج السلوكية والإدراكية لتحديد تأثير العواطف والمشاعر السلبية على الإنسان عندما يكون هناك موقفاً تعامل معه الشخص بشيء من الاستثارة وعدم المقدرة على ضبط النفس.

- من الأساليب الأخرى والفعالة بدرجة سريعة اللجوء إلى العلاج بالتنويم المغناطيسي (Hypnotherapy)، حيث يتم إعادة برمجة العقل الباطن للشخص الذي يحث على الأفكار السلبية التي تعمل على استثارته، وهذا يقلل بشكل ملحوظ الأسباب المؤدية إلى الخوف. إلا أن هذا العلاج على الجانب الآخر لا يجد تشجيعاً من جانب الكثير من الأشخاص لعدم رغبتهم في أن يقوم شخص غريب عنهم القيام بالسيطرة على عضو هام مثل العقل الذي يعد ملكاً خالصاً للإنسان.

- العلاج بالبرمجة العصبية اللغوية، وتعتمد هذه البرمجة بالإشارة إلى أن أي نوع من أنواع المخاوف المرضية ما هي إلا من خلق الذات البشرية مما أدى إلى حدوث الخلل بالبرمجة الطبيعية المعتاد عليها. ومن خلال هذا العلاج يتم دراسة الطريقة التي تبناها الإنسان لنفسه لخلق الواقع الذي يعيش داخل حدوده والتي يمكن اكتشافها من خلال موصلاته العصبية واللغوية، وبتحديد الخلل وإعادة برمجة ما خلقه الإنسان عن واقعه يمكن تعديل سلوك الخوف.

- من وسائل العلاج الفعالة بدرجة كبيرة والتي يطول مفعولها في إزالة المخاوف المرضية من حياة الإنسان لعدة أعوام "علم نفس الطاقة"، هذا العلم شبيه بعلم الوخز بالإبر إلا أنه لا ينطوي على استخدام الإبر الصينية.
المزيد عن الوخز بالإبر الصينية ..
وهنا يتم وخز المشاعر والعاطفة بدون إبرة، فهو يخاطب المشاعر معتمداً على إحداث التأثير الإيجابي والسريع على السلوك والتفكير، كما أنه يركز على تنمية المهارات ليتم استخدامها في المواقف المستقبلية التي قد يتعرض لها الإنسان.
وهذه هي أفضل العلاجات لأنواع الخوف المرضية المتعددة – كما يقر الباحثون.

* أنواع الخوف الأخرى:
فوبيا الالتزامفوبيا الالتزام
فوبيا الالتزام هي تلك المخاوف غير الواقعية التي تنتاب شخص ما من أن يقوم بالوفاء بوعد أو عهد أخذه على عاتقه تجاه طرف أو أطراف آخرين، ولا تتوافر لديه المقدرة على تنفيذه .. المزيد

فوبيا الوحدة
الخوف من الوحدةالخوف من الوحدة هو ليس بالفوبيا التي تنطبق على الإنسان الذي يعيش وحيداً بدون عائلة أسرية، لكن خوفه هذا يمتد إلى ما هو أعم وأشمل من ذلك .. المزيد

الصحة النفسية والعقلية والعصبية على صفحات فيدو

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني