اضطراب القلق (نوبات الهلع/الفزع) - الأسباب، الأعراض، العلاج
اضطراب القلق هو حالة مرضية تتصف بالخوف أو القلق من موقف لا يستدعي ذلك القلق، أو حالة قلق أكثر مما يحتمل الموقف تستمر لفترة أطول من الطبيعي، وهو من أكثر الحالات انتشاراً في الاضطرابات العقلية. المزيد عن اضطراب الخوف ..
القلق هو رد فعلي نفسي وجسدي طبيعي للشد العصبي والمواقف غير المريحة. ولكن القلق المفرط الذى لا يجد الشخص مخرجاً منه للوصول إلى راحته يمكن أن يسبب له العديد من المشاكل الصحية.
فاضطراب القلق يمثل مشكلة صحية نفسية خطيرة لا يُستهان بها على الإطلاق وهو إحدى اضطرابات القلق العام (Generalized anxiety disorders)، فهناك الملايين من البشر في مختلف بلدان العالم يعانون من أعراضه المرضية في مرحلة ما من مراحل حياتهم. ونسب إصابة الإناث به تفوق نسب إصابة الرجال إلى الضعفين تقريباً.
إذا كان القلق أو التوتر يجعلك غير قادر علي النوم أو القيام بالأنشطة اليومية المختلفة أو أنك تواجه مشاكل في التركيز، فعليك استشارة طبيبك.
يمكن أن يتمثل اضطراب القلق في شخص يعاني من التوتر الزائد عن الحد ولا يستطيع التحكم في المشاكل اليومية التي تواجهه لمدة لا تقل علي 6 أشهر.
أما السن العمرية الأكثر شيوعاً التي قد يصاب فيها الإنسان بهذا الاضطراب يكون ما بين عمر 15 – 19 عاماً أي في مرحلة المراهقة، كما أن الأعراض قد تظهر فجأة بدون أية مقدمات، وهى أعراض معيقة للشخص لا تمكنه من ممارسة حياته بشكل طبيعي. فإذا أصيب الشخص بنوبة من نوبات اضطراب الفزع أثناء القيادة على سبيل المثال أو أثناء التسوق في المحال التجارية المزدحمة أو عند استخدامه للمصعد الكهربائي فستبدو عليه الأعراض التي تتمثل في الخوف المرضى وليس الطبيعي الذي يتميز بالفزع والهلع. يحاول مريض اضطراب القلق دائماً أن يتجنب المواقف التي تثير مخاوفه المرضية، بل وأن هناك البعض يعملون على تجنب الأنشطة التي تسبق الموقف الذي يسبب الهلع أو تلك التي تنبؤ بحدوثه وهذا يعتمد على مستوى الخوف الذي يعانى منه الشخص. ومع اضطراب القلق لا يستطيع الشخص قيادة سيارته أو حتى يخرج من منزله للتسوق أو أن يركب المصعد .. وعند هذه المرحلة يوصف اضطراب القلق بأنه اضطراب مصحوب خوف مرضى (رُهاب) من الأماكن العامة أو المفتوحة (Agoraphobia)، وعليه يصنف اضطراب القلق إلى نوعين قلق مصحوب بخوف مرضى من الخلاء أو نوبات من القلق غير مصحوبة بهذا النوع من الخوف المرضى.
والشخص المريض باضطراب القلق، لا يمكنه ممارسة روتين حياته بشكل طبيعي ولا يعود إلى حياته الروتينية إلا بعد أن يتلقى العلاج.
* أعراض اضطراب القلق: الأعراض التالية هي علامات تظهر على الطفل أو على المراهق أو على الشخص البالغ بدون سابق إنذار أو أسباب تنذر بظهورها، من بين هذه الأعراض الفجائية: - خفقان سريع في القلب. المزيد عن الخفقان السريع للقلب .. - آلام بالصدر. - تقلصات بالمعدة. - دوار وشعور بالغثيان. - صعوبة في التنفس. - تنميل بالأيدي. - رجفة. - سخونة بالوجه.
- تشوش إدراكي، الإحساس وشعوره بأنه في حلم طويل. - الرعب والفزع بالتخيل بأن شيء رهيب سيحدث، وأن الشخص مسلوب الإرادة لن يستطيع منعه. - الشعور بالحاجة إلى الهروب. - عصبية تتولد من احتمالية فقد السيطرة أو عمل شيء تجاه الموقف الذي يتنبأ الشخص بالتعرض له. - الخوف من الموت.
وعن مدة استمرار هذه الأعراض لا يمكن الجزم بها على وجه الدقة فهي تختلف باختلاف المواقف وباختلاف مدى حدة المرض الذي يعانى منه الشخص، لكن المدة النمطية لنوبة اضطراب القلق قد تزيد على العشرة دقائق – من أقصى اللحظات التي من الممكن أن يمر بها الشخص لذا فهو يشعر بها وكأنها ساعات طويلة. وعندما تظهر الأعراض تبدو وكأنها أعراض لنوبة قلبية. المزيد عن الأزمة القلبية .. والشخص الذي يصاب بنوبة واحدة من اضطراب الهلع أو الفزع عرضة للإصابة بنوبة أخرى، أما الشخص الذي تعرض لنوبات متكررة لعدم وجود سبب واضح جسدي أو نفسي أدى إلى ظهور الأعراض مجتمعة يتم وصفه حينها بأنه مريض باضطراب القلق. هناك بعض الاضطرابات النفسية التي تظهر معها أعراض الخوف والفزع (وهنا تكون إحدى أعراض الاضطراب النفسي) كما في: - كرب ما بعد المآسي. المزيد عن أسباب كرب ما بعد المآسي .. - الشيزوفرنيا. المزيد عن الشيزوفرنيا .. - الانسحاب من عادة إدمانية وتخليص الجسم من سمومها. المزيد عن أنواع الإدمان .. - هناك بعض الاضطرابات الصحية الأخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الأنيميا. المزيد عن الأنيميا ..
- أو أخذ دواء بعينه لعلاج حالة مرضية قد تكون سبباً مباشراً لظهور القلق الحاد مثل أدوية مرض السكرى والأنسولين، الأدوية المضادة لمرض الملاريا. المزيد عن مرض السكرى .. المزيد عن الأنسولين .. المزيد عن الملاريا .. - الشخص الذي يعانى من نوبات متكررة من اضطراب القلق من الممكن أن يكون مصاباً بتشوه (ارتخاء) في صمامات القلب والتي تعرف باسم "ارتخاء الصمام الميترالى/Mitral valve prolapse". - كما أن البعض يشيرون إلى دور المواد التي تضاف على الأطعمة مثل الأسبرتام (Aspartame) سواء بمفردها أو مع الصبغات قد تؤدى إلى إصابة الشخص بهذا الاضطراب .. إلا أنه مازالت هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث للتأكد من تأثير هذه المواد من عدمه.
من الممكن أن يصاب الشخص بنوبات من اضطراب القلق أثناء النوم (Nocturnal panic disorder) أي الفزع ليلاً، لكنها تحدث بنسب أقل من تلك التي تحدث أثناء استيقاظه، وما يقرب من 40 – 70% من مرضى اضطراب القلق يعانون من هذه النوبات الليلة. ينبغي توخي الحذر مع هذه النوبات التي تحدث أثناء النوم لما يعانيه المرضى من نوبات حادة من ضيق التنفس أو من حالات اكتئاب واضطرابات نفسية بنسب أعلى ممن يعانون من النوبات النهارية. ومن أعراض اضطراب القلق الليلي هو استيقاظ المريض فجأة من النوم في حالة خوف فجائي بدون أي سبب واضح أدى إلى هذا الرعب الذي يبدو عليه. المزيد عن الرعب الليلي .. وهنا اضطراب الخوف الذي يحدث أثناء النوم يختلف كلية عن انقطاع النفس أثناء النوم وعن باقي الاضطرابات المتصلة بالنوم، حيث أن مريض اضطراب القلق تظهر عليه كافة أعراض اضطراب القلق الأخرى. المزيد عن المشي أثناء النوم .. تستمر أعراض اضطراب القلق أثناء النوم لمدة تقل عن العشرة دقائق، لكن الوقت الذي يتم استغراقه في تهدئة المريض يكون أطول بكثير من ذلك حتى يعود إلى حالته الطبيعية التي كان عليها قبل نومه.
ونجد أن الأعراض متشابهة عند المراهقين والبالغين، أما الأطفال وصغار السن فيغيب عنهم الأعراض التي تتضمن على عامل الإدراك أو التفكير فيما سيحدث. نوبات اضطراب القلق قد تزيد أو تقل أو تظل بمعدلات ثابتة كما هي أثناء فترة الحمل عند المرأة. نجد أن السيدات يحاولن تجنب المواقف التي تحفز نوبات القلق لديهن، لذا يلجأن إلى المساعدة الطبية أكثر من الرجال.
- اضطراب القلق .. هل هو اضطراب خطير؟ اضطراب القلق أو الفزع أو الهلع هو اضطراب نفسي خطير لأنه يعيق الشخص عن التفكير والتصرف. والجانب المشرق مع هذا الاضطراب هو أنه يمكن التغلب عليه بالعلاج لكنه من الهام الخضوع لفحص دقيق لتجنب الخلط بينه وبين الأزمة القلبية التي تُشخص لاضطراب القلق في نسبة كبيرة من المرضى وخاصة مع آلام الصدر. وبما أن اضطراب القلق ليس مرض عضوي، فإن العلاج ينبع من داخل الذات بجانب ما يقدمه المحيطين وقت النوبة من طمأنة المريض وتهدئة نفسيته بأنه لا يوجد شيء يهدد حياته.
* أسباب الإصابة باضطراب القلق: لم يتوصل العلماء إلى سبب بعينه مسئول عن إصابة الشخص باضطراب القلق أو الفزع، إلا أنه توجد عوامل تزيد من احتمالية تعرض الشخص لمخاطره. وتتمثل في عوامل وراثية أو اجتماعية أو إدراكية أو نفسية. أسباب الإصابة باضطراب القلق: - يشير العلماء إلى دور الجينات والوراثة في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تتوارثه الأجيال في العائلة الواحدة. المزيد عن دور الجينات في توارث الصفات وانتقالها بين الأجيال .. إلا انه على الجانب الآخر توجد بعض العائلات التي لا تضم بين أفراد عائلتها شخصاً مصاباً باضطراب القلق لكن المرض يظهر فيها.. أي أن الوراثة ليست سبباً أساسياً في الإصابة.
- توافر العامل النفسي "الحساسية المفرطة من الخوف" كخوف الشخص من أن يتوقف قلبه فجأة، وبتراكم الخبرات الحياتية وما يتعرض إليه الإنسان من ضغوط تتحول هذه الحساسية المفرطة إلى اضطراب نفسي يكون الشخص معه بحاجة إلى تلقى العلاج.
- ما يواجهه الشخص من ضغوط وأعباء اجتماعية قد يساهم بقدر كبير في إصابته بمختلف الاضطرابات النفسية ومن بينها اضطراب القلق. المزيد عن الضغوط .. والعامل الاجتماعي الآخر بخلاف الضغوط، هو أن يكون الشخص قد تعرض في طفولته أو مرحلة المراهقة إلى إساءة مهما كان نوعها سواء أكانت إساءة جسدية أم نفسية أو حتى جنسية. المزيد عن الإساءة إلى الطفل ..
- وقد يرجع العلماء سبب الإصابة باضطراب القلق أخذ الإنسان لأدوية معينة لعلاج خلل ما بأعضاء الجسم .. وهذه الأدوية قد تزيد من نشاط الجزء المسئول عن الخوف في المخ الذي يترجم في النهاية إلى تصرفات تتسم بالفزع المفرط.
* مضاعفات اضطراب القلق: بدون تقديم العلاج لاضطراب القلق، فإن النوبات ستستمر في الحدوث على مدار أشهر عديدة بل وعلى مدار سنوات. ومريض اضطراب القلق لا يُشفى من تلقاء نفسه لذا لابد من تقديم المساعدة الطبية المتخصصة بالإضافة إلى دعم الآخرين المحيطين به. وإذا لم يتلق مريض اضطراب القلق العلاج النفسي فسوف تزداد حالته النفسية سوءً وتتطور الأعراض لتتحول إلى أكثر من نمط للمخاوف المرضية. من بين المضاعفات التي تصيب مريض اضطراب القلق في حالة عدم تلقيه العلاج: - تحول الخوف النفسي إلى مرض عقلي مثل حالات الخوف المرضية وخاصة عدم القدرة على الخروج من المنزل. - تفضيل العزلة، وعدم التفاعل مع الآخرين. المزيد عن العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين .. - الإصابة بالاكتئاب. - ضعف الأداء في العمل والفشل في الاستمرار فيه. - مشاكل في التحصيل الدراسي. - مشاكل عائلية. - الأزمات المالية. - التفكير أو الإقدام الفعلي على الانتحار ووضع نهاية لحياة الشخص بيديه. - إدمان الكحوليات أو المواد الإدمانية الأخرى. المزيد عن إدمان الكحوليات .. - احتمالية تطور الأعراض وتأثيرها على القلب.
* العلاج: أعراض حالات القلق العام أو حالات القلق المشابهة تكون مماثلة لكثير من الحالات الطبية الأخرى. لذلك قبل بداية العلاج يجب علي المريض القيام بفحص طبي عام. يجب أن يكون الطبيب علي وعي تام بالأعراض النفسية للمريض لتشخيص الحالة. لذلك من المهم جداً إخبار طبيبك عن الوضع النفسي والعقلي الذي يصاحب الأعراض الجسدية التي تشعر بها.
- بعض أنواع العلاجات: - رد الفعل الجسدي - وهو أسلوب يستخدم لزيادة السيطرة علي حالة القلق وذلك عن طريق قياس رد الفعل الجسدي مثل الشد العصبي للعضلات أو قياس سرعة ضربات القلب (تسجل سرعة ضربات القلب مقياس أعلى إذا كنت تعاني من القلق). - العلاج عن طريق إدراك السلوك - وذلك عن طريق إدراك المريض لأسباب قلقه والأشياء التي يفكر فيها ويحاول تغيير طريقه ونظام تفكيره وعدم التركيز علي مثل هذه الأشياء لتقليل أسباب القلق والخوف. - العلاج النفسي - يقوم الطبيب لمساعدة المريض لإدراك مصادر قلقه وخوفه التي يعاني منها وذلك من أجل التعامل معها بشكل أفضل. - العلاج المركب - وهو تركيبة من العلاجات المختلفة من طب ونفسي وإدراك للسلوك.
يجب إخبار الطبيب عن أية عقاقير أخرى تتناولها أو أي علاج بالأعشاب في حالة علاج حالتك عن طريق العقاقير الطبية وذلك لتجنب أية تفاعلات بين العقاقير. المزيد عن الأعشاب ..
* اضطراب القلق في إيجاز: - تبدأ أعراض اضطراب القلق بشكل مفاجئ وتتضمن على خفقان سريع في القلب وآلام في الصدر، وقصر في التنفس ودوار وتنميل في الأطراف. - على الرغم من خطورة اضطراب القلق، إلا أنه اضطراب لا يؤثر على أعضاء الجسد أو يصيب وظائفها بالخلل (يحدث الخلل بتكرار النوبات وتعرض الشخص لها على المدى الطويل حيث تصاب عضلة القلب باضطرابات عدة). - يمكن علاج اضطراب القلق بالأدوية الطبية أو من خلال تقديم المساعدة النفسية المتخصصة. - من الممكن أن يساعد مريض اضطراب القلق نفسه بمحاولة تغيير نمط حياته الذي يسلكه من المداومة على ممارسة نشاط رياضي منتظم، تجنب شرب الكحوليات والكافيين أو المواد المخدرة. المزيد عن الكافيين والقهوة .. - إتباع وسائل الاسترخاء المتنوعة التي تتحكم وتقلل من حدة التوتر والقلق في حياتنا اليومية. المزيد عن أساليب الاسترخاء المتنوعة ..
* المراجع:
"Panic Disorder" - "nimh.nih.gov".
"Panic Attacks and Panic Disorder" - "helpguide.org".
"Panic Disorder and Agoraphobia" - "adaa.org".
"Panic Disorder: When Fear Overwhelms" - "nimh.nih.gov".