* اكتئاب ما بعد الولادة:
ولادة طفل جديد من الممكن أن تحفز على ظهور مجموعة من المشاعر القوية، والتي تتأرجح ما بين الدهشة والسعادة
والفرحة وصولاً إلى الخوف أو القلق .. أو قد تؤدى إلى
حالة غير متوقعة على الإطلاق ألا وهى إصابة المرأة بالاكتئاب. المزيد عن الاكتئاب ..
هناك البعض من الأمهات الجدد اللآتى يعانين من الاكتئاب بعد ولادة طفلهن، وأعراضه تتمثل فى التقلب المزاجي
ونوبات من البكاء ثم تختفي هذه الحالة (Baby blues).
إلا أن هناك البعض الآخر من الأمهات لا تظهر عليها هذه الأعراض فى صورتها البسيطة ويعانون من الأعراض الحادة
جداً والتي تستمر لفترة طويلة من الزمن وهناك ما يطلق عليها اكتئاب ما بعد الولادة (Post-partum
depression)، ومن النادر أن يظهر الشكل المتطرف من هذا الاكتئاب الذي يطلق عليه ذُهان ما بعد الولادة (Post-partum psychosis) وهو اضطراب عقلي يتسم باختلال
الصلة بالواقع أو انقطاعها. واكتئاب ما بعد الولادة لا
توصف المرأة فيه بالضعف أو بخلل فى شخصيتها، وبالعلاج يتم التحكم فى الأعراض وتستطيع الأم الاستمتاع بوليدها الجديد. المزيد عن الولادة .. المزيد عن المولود ..
* أعراض اكتئاب ما بعد الولادة:
تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وعلاماته حسب حدة الاكتئاب التي تصاب به الأم:
أ- الاكتئاب الذي يستمر لبضعة أيام أو أسابيع فقط (النمط البسيط/Baby blues) تتمثل أعراضه فى التالى:
- تقلبات المزاج.
- القلق.
- الحزن.
- الاستثارة.
- البكاء.
- قلة التركيز.
- عدم القدرة على النوم.
ب- أعراض اكتئاب ما بعد الولادة الحاد (Post-partum depression):
والذي يظهر فى البداية فى نمطه البسيط ثم تتطور الأعراض لتصبح أكثر حدة وتستمر لفترة أطول من الزمن،
وهنا تتأثر قدرة المرأة على العناية بوليدها والقيام بالأنشطة اليومية، ومن بين أعراض هذا النمط الحاد من
الاكتئاب:
- فقدان الشهية.
- الأرق. المزيد عن الأرق ..
استثارة حادة والغضب. المزيد عن الغضب ..
- إرهاق حاد.
- فقدان الرغبة فى ممارسة الجنس.
- افتقاد الاستمتاع بالحياة.
- الشعور بالذنب والخزي.
- تقلبات مزاجية حادة.
- صعوبة فى التواصل مع الطفل الرضيع.
- الانسحاب من التفاعل مع أفراد العائلة والأصدقاء.
- التفكير إيذاء النفس أو الطفل.
ج- النمط الثالث ذُهان ما بعد الولادة (Post-partum psychosis):
وهى حالة نادرة تظهر فى أول أسبوعين بعد الولادة، وتكون أكثر حدة من النمط الأول والثاني وتشتمل الأعراض
على التالى:
- الارتباك وعدم القدرة على التركيز.
- الهلاوس.
- انفصام الشخصية.
- التفكير فى إيذاء النفس أو إيذاء الطفل الرضيع. المزيد عن إيذاء النفس ..
* الأسباب:
لا يوجد سبب بعينه يحدد إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة، فالعوامل الجسدية والنفسية ونمط الحياة الذي
تسلكه المرأة كلها تلعب دوراً هاماً مجتمعة مع بعضها البعض:
- التغيرات الجسدية:
بعد ولادة المرأة لجنينها، يحدث انخفاض حاد فى معدلات
الهرمونات فى الجسم (الإستروجين والبروجيستيرون) والذي
يتم ربطه بحدوث اكتئاب ما بعد الولادة. كما أن هناك بعض الهرمونات الأخرى التي تفرزها
الغدة الدرقية قد تنخفض بحدة بالغة مما تترك المرأة فى حالة من التعب
والكسل والاكتئاب. كما أن التغير فى كم الدم وضغط الدم والجهاز المناعي وعملية التمثيل الغذائى من الممكن أن
تكون جميعها عوامل مضافة إلى الضغوط وإصابة المرأة بالإرهاق والتقلب المزاجي. المزيد عن الضغوط ..
- العوامل النفسية:
عدم مقدرة المرآة على النوم ومداهمة حالات الأرق لها يكون من الصعب عليها معالجة أبسط الأمور.
القلق الذى ينتابها حول كيفية الاعتناء بهذا الإنسان الجديد الذي أصبح ضمن أفراد العائلة بما له من متطلبات
ومسئوليات ينبغي على الأم القيام بها من أجل نموه الصحيح.
خشية المرأة من أن تُثقل بالأعباء وألا يكون هناك مساحة من الوقت لنفسها ولرغباتها، والإحساس بفقد
السيطرة على مجريات حياتها الخاصة .. كل هذه العوامل التي تدور بنفسها تساهم فى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- تأثير نمط الحياة الذي تسلكه المرأة:
العديد من العوامل التى تتصل بنمط الحياة التي تعيشه المرأة يتسبب فى إصابتها بالاكتئاب وخاصة بعد قدوم طفل جديد:
- متطلبات الطفل الجديد وأخواته الذين يكبرونه فى السن.
- صعوبة إطعام الطفل من الثدي (الفشل فى الرضاعة الطبيعية).
- الإرهاق.
- المصاعب المالية.
- افتقاد الدعم النفسي من الزوج أو ممن يحيطون بها.
- بالإضافة إلى أن الجينات قد يكون لها دخل فى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة .. والجينات التي تزيد من
احتمالية وراثة المرأة لاكتئاب ما بعد الولادة تختلف كلية عن العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية
إصابتها بالاكتئاب بوجه عام.
* عوامل الخطورة:
من العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة، العوامل التالية – ليس فقط
بعد الولادة الأولى وإنما مع أى ولادة:
- إذا كان هناك تاريخ سابق للمرأة بالإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل أو فى أى وقت آخر.
- إصابة سابقة للمرأة باكتئاب ما بعد الولادة.
- مرور المرأة بضغوط فى السنة الأخيرة: الإصابة بمرض أو مشاكل فى العمل أو مضاعفات الحمل.
- مشاكل فى العلاقة مع الزوج أو مع الأشخاص المقربين.
- وجود المشاكل المالية.
- حدوث الحمل بدون تخطيط.
وذُهان ما بعد الولادة يحدث بمعدلات أعلى بين الإناث التي تعانى من اضطراب الشخصية ثنائية القطب.
* المضاعفات:
عدم تقديم علاج اكتئاب ما بعد الولادة يسبب مشاكل فى العلاقة ما بين الطفل والأم ومن ثّم تطورها إلى
المشاكل العائلية، وبما أن الأم فى حالة خلل فبالطبع سيتأثر الأطفال الكبار وسيتطور الأمر لديهم ليعانوا من
الاضطرابات السلوكية لغياب الأم وعدم ممارستها لغريزة الأمومة الطبيعية معهم، ومن الاضطرابات التي يعانى
منها الأطفال:
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الطعام.
- فرط النشاط.
- التأخر فى الكلام.
تستمر أعراض الاكتئاب عند المرأة فى حالة عدم تقديم العلاج لها حتى عاماً. وبدون العلاج من الممكن أن
تتطور الحالة إلى اضطراب الاكتئاب المزمن، وعند علاجه فهناك احتمالية لإصابة المرأة بنوبات مستقبلية من
الاكتئاب العام. المزيد عن الأمومة ..
* الذهاب إلى الطبيب:
عندما تشعر المرأة بعدم قدرتها على الاستمتاع بطفلها الجديد فقد تكون غير راغبة فى الاعتراف فى ذلك .. لكنه
من الهام التعبير عن ذلك للطبيب إذا ظهرت المؤشرات التالية:
- عدم اختفاء الأعراض بعد انقضاء أسبوعين.
- ازدياد الأعراض سوءً.
- تجد المرأة صعوبة فى الاعتناء بطفلها.
- تجد المرأة صعوبة فى القيام بأعبائها اليومية.
- تفكيرها فى إلحاق الضرر بنفسها أو بطفلها الرضيع.
الحصول على العلاج المبكر لحالة اكتئاب ما بعد الولادة أمرا هاماً للتغلب على الأعراض سريعاً ولضمان عدم تعقدها.
على المرأة ألا تنتابها حالة من القلق أو الشعور بالخزي من طلب المساعدة من الطبيب، لأن حالة اكتئاب ما
بعد الولادة هى حالة شائعة الحدوث واللجوء إلى الطبيب ضرورة لا مفر منها لحماية الطفل ولحماية الأم.
التشخيص السليم والعلاج الصحيح يحدده طبيب الأمراض العصبية والنفسية.
نظراً لأن وقت الزيارة محدود، فلابد من إعداد المعلومات التي قد يطلبها الطبيب من المرأة: أ- ما الذي يمكن أن تفعله المرأة؟
- تدوين الأعراض، والفترة التي استمرت فيها وتكرارها.
- قائمة المعلومات الطبية، مثل وجود اضطرابات صحية نفسية ونوعية الأدوية.
- تدوين كافة المعلومات الشخصية التي قد يكون الشخص قد تعرض لها أو التغيير فى نمط الحياة.
- ملاحظة توقيت ظهور الأعراض.
- اصطحاب أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء.
- كتابة الأسئلة الهامة التي يرغب المريض فى سؤالها للطبيب، والتالي هى الأسئلة الشائع تداولها .. مع عدم
التردد فى إضافة المزيد إليها إذا لم يكن هناك شيئاً متضحاً أمام الشخص ويريد الاستفسار عنه:
1- ما السبب وراء ظهور هذه الأعراض؟
2- هل توجد أسباب أخرى محتملة لهذه الأعراض؟
3- كيف سيتم التشخيص؟
4- كيف سيتم التعامل مع الاكتئاب؟
5- هل هذه الحالة طارئة أم مزمنة؟
6- ما هى الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة به أو عودة الأعراض؟
7- إذا كانت هناك معاناة من حالة طبية أخرى فكيف يمكن التعامل معها بجانب اكتئاب ما بعد الولادة؟
8- هل هناك تحذيرات ينبغي عل المرأة إتباعها؟
9- ما الذي ساهم فى تحسن الأعراض أو ازديادها سوءً؟
10- ما هو نمط المتابعة الدورية مع الطبيب؟
11- هل هناك احتمالية للإصابة بأمراض عقلية أو نفسية أخرى؟
12- هل تحدث الأعراض مرة أخرى مع ولادة طفل جديد؟
13-هل توجد وسائل علاجية تمنع حدوث اكتئاب ما بعد
الولادة مع الطفل القادم؟
ب- ما الذي تتوقعه المرأة من الطبيب؟
سيقوم الطبيب بسؤالك عدداً من الأسئلة، لذلك لابد أن يكون الشخص على استعداد للإجابة عليها من أجل التشخيص السليم للحالة:
1- ما هى الأعراض التي ظهرت؟
2- متى بدأت هذه الأعراض فى الظهور؟
3- هل ازدادت الأعراض سوءاً أم تحسنت؟ وما السبب؟
4- هل ظهرت الأعراض بشكل مؤقت أم مستمر؟
5- هل تعانى المرأة من أى اضطراب صحي آخر؟
6- هل ظهرت أعراض مماثلة من قبل فى الماضي؟
7-هل هناك تاريخ وراثي فى العائلة بالإصابة بالاكتئاب؟
8- هل تؤثر الأعراض على قدرة المرأة على الاعتناء بطفلها الرضيع؟
9- كيف تشعر المرأة بوليدها الجديد؟
10- كيف يوصف نشاط المرأة؟
11- هل تستطيع المرأة الاستغراق فى النوم عندما يكون هناك فرصة لذلك، وبإمكانها الاستيقاظ عندما يحتاجها طفلها؟
12- هل حدث تغير فى شهية المرأة؟
13- كم مرة تتكرر نوبات القلق والغضب لديها؟
13- هل انتابت المرأة أفكار بإلحاق الضرر بطفلها أو بنفسها؟
14- ما هى نوعية الضغوط التي تتعرض لها المرأة: هل هى ضغوط مالية أم ضغوط فى علاقتها الزوجية؟
ج- ما الذي يمكن أن تفعله المرأة حتى يحين ميعاد ذهابها للطبيب؟
لابد من مصارحة من يحيطون بها بحاجتها للمساعدة، لا مانع من استعانتها بجليسة للطفل حتى التغلب على أعراض
الاكتئاب، اللجوء إلى النوم والراحة أو مشاهدة فيلم مسلٍ. الابتعاد عن الوحدة والاندماج مع الآخرين حيث أن
التفاعل يخفف من حدة أعراض الاكتئاب ويعيد المرأة إلى حياتها الطبيعية.
فى حالة التفكير فى إيذاء النفس أو الطفل لابد من الابتعاد فوراً عن الطفل وطلب المساعدة الفورية ممن
يحيطون بها.
* الاختبارات والتشخيص:
اكتئاب ما بعد الولادة يعتبر جزءً من مرض الاكتئاب الرئيسي، ويعتمد
التشخيص على الأعراض التي تتطور فى
خلال أربعة أسابيع من الولادة.
من المعايير المحددة لإصابة الشخص بمرض بالاكتئاب، العوامل التالية:
- المزاج المحبط طوال اليوم، وتقريباً يومياً.
- قلة أو فقد المتعة والاستمتاع بالأنشطة التي يقوم بها الشخص.
- تغير ملحوظ فى الشهية، وتغير غير متعمد فى الوزن.
- عدم القدرة على النوم (الأرق) أو الإفراط فى النوم.
- عدم الشعور بالراحة أو البطء فى أداء الحركات.
- الشعور بعدم قيمة الذات.
- الإرهاق وقلة الطاقة والحيوية بالجسم.
- عدم القدرة على التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرار.
- التفكير فى الموت وإنهاء الحياة بالانتحار.
وهناك فرق ما بين حالات الاكتئاب البسيطة ما بعد الولادة وتلك الحادة، وللتفريق يقوم الطبيب بسؤال
المرأة المزيد من الأسئلة التشخيصية المتخصصة الأخرى.
بالإضافة إلى أن الطبيب يوصى بعمل اختبار للدم لنفى حالة قلة نشاط الغدة الدرقية المسئولة عن علامات
وأعراض شبيهة بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
* العلاج والعقاقير:
العلاج والتماثل للشفاء يختلفان باختلاف حدة أعراض الاكتئاب وباحتياجات كل مرأة.
أ- الأعراض البسيطة:
الأعراض البسيطة من الاكتئاب تتلاشى بعد مرور بضعة أيام حتى بضعة أسابيع من تلقاء نفسها، ولكن للتغلب
عليها يجب على المرأة أن تحرص على تناول قدر وافر من الراحة، قبول المساعدة لها من الأصدقاء وأفراد
العائلة، الاتصال بأمهات جدد أخريات لمزيد من الدعم حتى لا تشعر بأنها وحيدة فى حالتها، عدم شرب الكحوليات
أو اللجوء إلى التدخين لأنها من العوامل التي تزيد من تقلب المزاج سوءً، إذا كانت المرأة تعانى من قلة نشاط
الغدة الدرقية يوصف الطبيب حينها أدوية لعلاج الحالة. المزيد عن شرب الكحوليات ..
ب- الأعراض الحادة:
يتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة بالمشورة النفسية والأدوية:
- المشورة النفسية، حيث تقوم المرأة بالتحدث إلى أخصائي أمراض نفسية، والتحدث يجعل للمرأة متنفساً
لإيجاد أفضل الطرق للتعايش مع مشاعرها، كما أنه يحل لها المشكلات ويضع لها الأهداف المنطقية .. وفى بعض
الأحيان، تكون العلاقة الزوجية والعلاقة مع أفراد العائلة بمثابة العلاج أيضاً لها.
- مضادات الاكتئاب، لابد من مناقشة الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب ومدى تأثيرها على الطفل إذا كانت
المرأة تقوم بإرضاع طفلها طبيعياً من ثديها.
- العلاج الهرموني، العلاج ببدائل الإستروجين يساعد على عودة هرمون الإستروجين فى جسم المرأة إلى معدلاته
الطبيعية بعد انخفاضها بسبب الولادة، كما أنها تخفف حدة الأعراض عند بعض السيدات التى تعانى من اكتئاب ما
بعد الولادة، لكن الأبحاث التى أجريت حول مدى فاعلية هذه البدائل فى علاج الاكتئاب محدودة .. ويتم التحدث
مع الطبيب لمقارنة فوائدها بآثارها الجانبية.
ج- ذُهان ما بعد الولادة:
يحتاج الذُهان إلى علاج فوري بالمستشفى:
حيث يعطى للمرأة مزيج من الأدوية تتضمن على مضادات الاكتئاب وأدوية الأمراض النفسية والأدوية التى تساعد
على استقرار المزاج. كما يتم اللجوء فى بعض الأحيان إلى العلاج الكهربائي، وفيه يتم توصيل كم ضئيل من
التيار الكهربائي إلى المخ من أجل إصدار موجات للمخ شبيهة بتلك التى تحدث أثناء التشنجات، والتغير
الكيميائي الذي يحدث فى المخ بفعل التيار الكهربائي يقلل من أعراض الاكتئاب وخاصة فى حالة فشل العلاجات
الأخرى أو إذا كانت المريضة بحاجة إلى نتيجة فورية.
ويكون علاج ذُهان ما بعد الولادة فيه تحدٍ كبير حيث يحول دون قام المرأة بإرضاع طفلها طبيعياً من الثدي،
كما أن هناك بعض الأدوية المستخدمة فى علاجه لا يوصى بها لمن تقوم بإرضاع طفلها من ثديها .. وهى من
الاعتبارات التى توضع فى الحسبان عند تقديم العلاج للمرأة.
* نمط الحياة والعلاج المنزلي:
الاكتئاب ليس بالحالة التي يمكن علاجها ذاتياً، لأنها مرض يصيب صحة الإنسان ويؤثر على جودة حياته .. لكن
يمكن إتباع بعض خطوات العناية الذاتية التي تعجل من الشفاء:
- خيارات من أنماط الحياة الصحية:
ومنها ممارسة النشاط الرياضي مثل المشي مع الطفل كروتين يومي، تناول الأطعمة الصحية، تجنب شرب
الكحوليات أو القيام بالتدخين. المزيد عن ممارسة الرياضة أثناء فترة الحمل ..
- التوقعات المنطقية:
لا تضغط المرأة على نفسها من أجل إنجاز كل شىء، والقيام فقط بما تستطيع أن تقوم به .. مع طلب المساعدة
لإنجاز المهام المتبقية.
- إيجاد وقت للنفس:
إذا وجدت المرأة أن العالم من حولها محبط لها، عليها بخلق المساحة من الوقت للاهتمام بنفسها، من ارتداء
الملابس التي تحبها والخروج للتنزه مع أحد أفراد العائلة.
- تجنب العزلة:
التحدث مع الزوج أو الأصدقاء أو أفراد العائلة، والتفاعل بأي شكل من الأشكال مما يجنبها الوحدة وزيادة
أعراض الاكتئاب لديها سوءً. المزيد عن العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين ..
على المرآة أن تتذكر دائماً من أجل عناية أفضل لطفلها لابد وأن تعتني فى المقام الأول بنفسها.
* الوقاية:
إذا كان للمرأة تاريخ سابق للإصابة بالاكتئاب أو اكتئاب ما بعد الولادة عليها بذكر ذلك للطبيب بمجرد
معرفتها بالحمل، لأن الطبيب هو الوحيد القادر على مراقبة أعراض الاكتئاب وعلاماته، هناك بعض الحالات
التي يكفيها المشورة النفسية وهناك البعض الآخر منهن يحتاجون إلى علاج بمضادات الاكتئاب حتى أثناء الحمل.
بعد الولادة يوصى الطبيب بفحص ما بعد الولادة الشامل للتوصل إلى أعراض الاكتئاب فى مرحلته المبكرة. إذا كان
للمرأة تاريخ سابق باكتئاب ما بعد الولادة فقد يوصى الطبيب بعلاج من مضادات الاكتئاب بعد الولادة مباشرة.