تشير إحصاءات جديدة صادرة عن اليونيسف إلى أن هناك أكثر من ألف طفل دون سن الخامسة يموتون يومياً من جراء الإصابة بأمراض الإسهال الناجمة عن عدم توافر المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي والنظافة الصحية الأساسية.
إن غسل اليدين قبل الأكل وبعد الإخراج يقلل بشكل كبير من انتشار أمراض الإسهال التي لها تأثيرات بعيدة المدى على صحة الأطفال والمجتمعات. كما أن غسل اليدين بالصابون هو أحد أبسط طرق منع حدوث العدوى وأقلها تكلفة.
فى الحياة اليومية تلامس أيدينا الكثير من الأشياء، إذ تستخدم لمصافحة الآخرين، فضلا عن استخدامهم للقيام بالكثير من الأعمال اليومية. فبواسطتها نثبت أنفسنا في القطارات والحافلات وذلك بمسك المساند التي غالبا ما تم مسكها من قبل آلاف الركاب. وبأيدينا نفتح الأبواب ونأكل أيضا وهذا ما يجعل أيدينا عرضة لجمع آلاف الجراثيم.
مفهوم غسل اليدين من ناحية النظافة اليدوية هو القيام بفعل تنظيف اليدين مع أو بدون استخدام المياه أو غيرها من السوائل، أو مع استخدام الصابون، وذلك بهدف إزالة كل من التراب والغبار و/أو الكائنات الحية الدقيقة ومسببات الأمراض.
* بعض المخاطر التى يتعرض لها الإنسان مع عدم غسيل اليدين: أولاً - الإسهال تعد الإلتهابات الناتجة عن الإسهال هي السبب الثاني لحالات الوفيات عند الأطفال دون الخامسة من عمرهم. وقد أظهر تقرير يشمل 30 دراسة أن غسل اليدين بالصابون يحد من الإصابة بالإسهال بنسبة 50%. فالعوامل المتسببة في الأمراض تصيب الأشخاص بالأمراض حين تدخل إلى الفم عن طريق اليد التى لامست مياه الشرب الملوثة أو الأطعمة الغير مطبوخة أو الأطباق التى لم يتم غسلها أو البقع على الملابس. لذا غسل اليدين بالصابون يحد من تناقل البكتريا والأمراض. المزيد عن البكتريا والفيروسات ..
ثانياً - الالتهابات التنفسية الحادة تعد الالتهابات التنفسية الحادة مثل الالتهاب الرئوي من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال. ويقلل غسل اليدين من معدل الإصابات بالالتهابات التنفسية بطريقتين: الأولى تكمن بإزالة العوامل الناقلة للأمراض التنفسية والتى تتواجد على اليدين والأسطح، والثانية هي إزالة العوامل المعدية الأخرى وبوجه التحديد الفيروسات المتعلقة بالأمعاء والتى تبين أنها تتسبب بالإسهال والأمراض التنفسية أيضاً. المزيد عن الالتهاب الرئوى ..
ثالثاً - الديدان الطفيلية والتهابات العين والجلد بالرغم من أن الدراسات حول الديدان الطفيلية والتهابات العين والجلد لم تكن مكثفة وقوية على غرار الدراسات المتعلقة بأمراض الإسهال والالتهابات التنفسية، إلا أنها أظهرت ان غسل اليدين بالصابون يقلل من الإصابة بأمراض الجلد والتهابات العين مثل "التراكوما/Trachoma" - أو الرَمَد الحُبَيْبي مرض معد فى العين ويمكن أن يؤدي الاحتكاك الدائم للرموش بالقرنية بعد مرور الوقت إلى العمى - والديدان الطفيلية خاصة "دودة الاسكارس/Ascariasis" - هو مرض يصيب الإنسان وينتج عن الديدان المستديرة الطفيلية وهي ما تعرف باسم ديدان الاسكارس، وتحدث عدوى الاسكارس عن طريق تناول طعام ملوث يحتوي على براز تختبئ به بويضات دودة الاسكارس. ويتطلب الأمر المزيد من الإثباتات ولكن الأبحاث الموجودة حالياً تشير إلى فعالية غسل اليدين في التقليل من الإصابة بهذا المرض.
* كيف نغسل أيدينا؟ يتم غسيل الأيدى على النحو التالى، كما هو موضح فى الصورة:
* بعض الوسائط التى تحمل التلوث لأيدينا: من المعروف أن "الليجونيلا/Legionella" تنتشر كثيرا في الحمامات العامة وحمامات البخار - مرض الليجيونيرز ينعكس بالتهاب الرئتين، ومسببه هي بكتيريا من عائلة الليجيونيلا (Legionella)، بصورة عامة بكتيريا الـ Legionella Pneumophlia. هذه البكتيريا موجودة في بيئة المياه، وهي تتكاثر بشكل متسارع في شبكات مياه ساكنة بدرجات حرارة تتراوح بين 25 – 45 درجة مئوية. والإصابة بها تؤدي إلى التهاب رئوي، كما تنتشر هذه البكتيريا في الهواء النقي أيضا.
يحتوي كل 9 سنتمتر مربع من مساحة مقعد المرحاض على نحو 60 جرثومة.
وبالنسبة لأماكن العمل فهو الوسيط الأكثر ملئاً بالجراثيم، إذ يبلغ معدل الجراثيم الموجودة على سطح المكتب أكثر بـ400 مرة من عدد الجراثيم الموجودة على غطاء المرحاض. وتعد لوحة مفاتيح الكمبيوتر هي الأكثر تلوثا على سطح المكتب، إذ تنتشر الجراثيم على المفاتيح، وقد تصل إلى 60 ألف جرثومة في كل 9 سنتمتر مربع.
من المفترض أن تكون الثلاجة نظيفة، ورغم ذلك فإنها تحتوي على كميات هائلة من الجراثيم، فالمناخ الرطب والدهون الموجودة في الثلاجة، هي جميعها عوامل تجعلها بيئة ملائمة لجميع أنواع البكتريا حتى ولو تم تعقيمها جيدا، فالجراثيم قادرة على الوصول إلى الثلاجة رغم المطاط العازل الموجود على الباب.
المستشفيات والعاملين فيها، من الممكن أن يتسببوا في انتشار بكتيريا مميتة. لذا ينصح باستعمال المعقم بعد غسل اليدين بالماء والصابون قبل زيارة المرضى وبعد زيارته. المزيد عن المستشفيات ..
* هل الماء يكفى لنظافة اليدين؟ الصابون والمياه من المتعارف عليه أنه من الضروري استخدام الصابون والمياه الدافئة الجارية وغسيل جميع الأسطح بشكل كامل، بما فيها غسل تحت الأظافر - المياه الدافئة التي يستخدم معها الصابون تكون فعالة بشكل أكبر من المياه الباردة مع الصابون في إزالة الزيوت الطبيعية عن اليدين التى تحمل البكتريا. وعلى المرء أن يفرك اليدين المبللتين بالصابون سوية بعيدا عن مجرى تدفق المياه لعشرين ثانية على الأقل، وذلك قبل شطفهما بشكل كامل ثم تجفيفهما بواسطة منشفة نظيفة ومعدة للاستخدام.وقد أثبت أن استخدما المنشفة يعد جزءا ضروريا لإزالة التلوث بشكل فعال، حيث أن القيام بفعل الغسيل يفصل الملوثات عن البشرة لكنه لا يزيلها عنها بشكل كلي – وإن إزالة المياه المتبقية على اليدين (بواسطة المنشفة) يزيل معه أيضا الملوثات المنفصلة. وبعد التجفيف، يجب استخدام منشفة تجفيف ورقية لإغلاق المياه وفتح باب الخروج إن كان الشخص موجودا في حمام عام.
المطهرات يجب استخدام مقدار كاف من مطهر اليدين أو فرك الكحول بحيث يجعل اليدين رطبتين بشكل كامل ويغطيهما كليا. كما يجب فرك الوجهين الأمامي والخلفي لليدين وما بينهما إضافة إلى نهايات الأصابع لثلاثين ثانية تقريبا إلى أن يجف السائل أو الرغوة. هذا ويعد استخدام مطهرات اليدين أو فرك الكحول أكثر سرعة وفاعلية من غسل اليدين بواسطة الصابون والمياه. كما أن مطهرات اليدين ومستحضرات فرك الكحول المحتوية على المرطبات لن تجفف بشرة اليدين بقدر ما يفعله الصابون والماء.
المنشفة أم المجففات إن تجفيف اليدين بشكل فعال يعتبر جزءا جوهريا من عملية تنظيف اليدين، إلا أن هناك بعض الجدل حول الطريقة الأكثر جدوى للتجفيف في الحمام. حيث يقترح الكم الأكبر من الأبحاث أن المناشف الورقية أكثر صحة بكثير من مجففات اليدين الكهربائية التي تتواجد في معظم دورات المياه.
حيث قامت جامعة "ويست مينستر" في لندن بدراسة قارنت من خلالها مستويات النظافة التي تؤمنها كل من المناشف الورقية ومجففات اليدين التي تصدر الهواء الدافئ إضافة إلى مجففات اليدين الهوائية النفاثة الحديثة، وقد كانت النتائج الأساسية كالتالي: - بعد غسيل اليدين وتجفيفهما بواسطة مجفف الهواء الدافئ، وجد أن متوسط الرقم الإجمالي للبكتريا يزداد في باطن الأصابع بمقدار 194 بالمائة وفي راحة اليد بمقدار 254 بالمائة. - عقب الغسل والتجفيف باستخدام المناشف الورقية، قل متوسط العدد الإجمالي للبكتريا على باطن الأصابع إلى نسبة 76 بالمائة كما وصل على راحة اليد إلى 77 بالمائة. - استخدام مجفف الهواء الدافئ ينشر الكائنات الحية المجهرية إلى بعد يصل حتى 0.25 مترا من المجفف. أما المناشف الوريقة فلم تظهر انتشارا ملحوظا للكائنات الحية المجهرية.
* المراجع:
"Show Me the Science - Why Wash Your Hands" - "cdc.gov".
"Why Do I Need to Wash My Hands?" - "kidshealth.org".
"Hand-washing: Do's and don'ts" - "mayoclinic.org".