الطلاق
الطلاق
* الطلاق:
يأتى الإنسان فى هذه الدنيا لكى تكون له بداية ونهاية، فالبداية تتمثل فى مولده والنهاية تكون بمماته .. وحياة الإنسان وما يجرى فيها من أحداث تبدأ ثم تتعاظم ثم تنتهي وتتلاشى.

وبما أننا نتحدث عن الزواج الذي يشكل اتحاد بين طرفين فى كافة الجوانب الفكرية والعاطفية والجسدية .. فهو بداية الرباط بين شخصين من الجنسين، هل من الممكن أن يحدث له نهاية؟!
ما هو الزواج؟

أجل، والنهاية متمثلة فى حدوث طلاق وعدم توافق بين شريكي الحياة الزوجية. ولكي نتعرف على معنى الطلاق وما هى أسبابه وما هى مساوئه أو ميزاته يجب أن يجيب كل شخص مقبل على الشركة الاجتماعية الجديدة المتمثلة فى الزواج على الأسئلة التالية – وأن تكون الإجابات صريحة للغاية:
1- هل تعرفت عن قرب على شريك/شريكة الحياة المقبل/المقبلة بشكل كافٍ؟
2- هل أنت/أنتِ مستعد/مستعدة لتحمل المسئولية وتفهم معناها؟
3- هل تستطيع تحقيق معادلة الأخذ والعطاء مع الشريك الآخر؟
4- هل أنت على قناعة تامة بأن راحتك ستجدها فى راحة الشريك الآخر؟
5- هل تتقبل شريك/شريكة حياتك بما فيها من عيوب وحسنات؟
6- هل تتقبل فكرة المشاركة مع طرف ثانٍ؟
إذا كانت الإجابات بنعم فسيتم الزواج بل سينجح ويستمر، أما إذا كانت الإجابات بلا فليس من الصواب أن تدخل فى شركة قد تتعرض فيها للخسارة. فإن كان الزواج ليس بالصورة القاتمة التي قد يتخيلها البعض فهو أيضا ليس بالشيء الهين، ومن واجب الطرفين تهيئة كل الظروف الطيبة التي تقوده إلى النجاح.

الطلاق هو إنهاء للعلاقة الزوجية.

فالزواج لا يسير على نهج واحد من بداية إلى نهاية محددة، ولا هو نظام جامد ذو قواعد ثابتة. فالرجل أو المرأة لا يبدأن حياتهما الزوجية وهما ملمان بكل ما يحتاجا معرفته عن الزواج – سواء أكان الزواج عن حب أو عن غير حب – وذلك أن هناك حقائق كثيرة لا يتعلمها المرء إلا من خلال التجربة الزوجية، ومن الصحيح أننا قد ندرك بعض هذه الحقائق بالدراسة أو بملاحظة غيرنا من المتزوجين .. ولكنه من الناحية العملية لا يستطيع أى شخص التعلم إلا بالخبرة والتجربة اليومية التي تدور فى الحياة الزوجية.
بعد الزواج قد يكتشف الطرفان فوارق عاطفية وعقلية قد لا تكون واضحة عدة قبل إتمام الزيجة، لكنها تكشف عن نفسها فى التصرفات والأفعال لذا لا نجد زواج يشبه الآخر تماماً، فضلاً على أن قدرة كل من الزوجين على التكيف تختلف كل الاختلاف. وبسبب هذه الحاجة إلى التكيف أو الانسجام يعتبر الزواج فن العلاقات الإنسانية .. وعليه فإن معنى التكيف والانسجام يكون "تعديل السلوك بحيث يتحدا الزوجان طرفي العلاقة مما يؤدى إلى تعاون حقيقي فى كل النواحي: الجسدية والعقلية والعاطفية والروحية .."
وإذا لم يحدث الانسجام تنشأ المشاكل والصراعات أو الطلاق! فالطلاق تجربة من تجارب الحياة التي قد يمر بها البعض من الأفراد، وتتباين الآراء عما إذا كان الطلاق تجربة مؤلمة أم تجربة طيبة وسبيل إلى الخلاص للتغلب على المشكلات التي تعترض سعادة الشريكين.

* ما هو الطلاق؟
الطلاقالطلاق هو عملية حل لرباط الزواج، وافتقاد الشريك الآخر فى كافة تفاصيل الحياة السلبية منها والإيجابية. والطلاق هو الإخفاق فى تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وضمان وجودها واستمرارها وتطورها.
وهو شبيه إلى حد كبير يفقد الإنسان لجزء من أجزاء جسده الحيوي. ويمر الوقت ويحدث التكيف .. وكلما كان الشخص قادراً على المواجهة كلما كان قادراً على إيجاد السعادة فى حياته.
وأكثر اللحظات تعاسة فى حياة الشخص الذي تعرض للطلاق هى تلك الفترة التي تكون ما بين حدوث الطلاق وبين العثور على السعادة، وتمر هذه الفترة وكأنها حلم مفزع، لكنها مرحلة طبيعية - بضغوطها العصبية والنفسية - وهى التي تساعد الشخص الذي تعرض للطلاق الشفاء من آلامه والاستيقاظ من أحلامه.
وأثناء مرور الإنسان بهذه الخبرة الشعورية، فلا يكون لديه القابلية الاستمتاع بالحياة أو الخوض فى تجربة حب جديدة إلا إذا نسى هذه الآلام.
فالطلاق مثل الجرح الغائر فى الجسد، يتعرض معه صاحب التجربة إلى النزف والآلام لكنه مع العناية والعلاج الصحيح على مدار الأيام سوف تلتئم هذه الجراح.

* أسباب الطلاق:
أسباب الطلاقالطلاق إن كان نقمة، فهو على الجانب الآخر وسيلة للتفاهم من أجل التغلب على المشكلات التي تدب بين الزوجين على نحو مستمر والتي قد تهدد أمان الأطفال أو الحياة فى هدوء نفسي، كما أنه بمثابة المنقذ لحياة شخصين أخفقا فى أن يأتلفا وشفاء للنفسية المصابة بالمرض.
ومن أهم أسباب اللجوء إلى الطلاق:
- عدم التوافق.
- الخيانة.
- الملل الزوجي.
- العجز الجنسي .. المزيد
- العقم.
- عدم التكافؤ بين الطرفين والاختلاف الذي لا يكون فى إطار التكامل.
- الأزمات المالية.
- القسوة.
- غياب الاحترام المتبادل والثقة بين الطرفين.
- الإخفاق فى تلبية أو القيام بالالتزامات الزوجية.
- البحث عن الذات.
- الأفكار المثالية التي تؤدى إلى عدم الرضاء.
- عدم القدرة على التفاهم واحتواء المشكلات.
- عدم تحديد الأدوار والمسئوليات.
- وراثة الطلاق من الأهل، وهى ليست وراثة متصلة بالجينات وإنما بالسلوك المكتسب من الأهل حيث يجد الأبناء أن فكرة الطلاق سهلة إذا حثت بين أفراد العائلة ولا غضاضة من تكرارها.
- تدخل الآخرين.
وغيرها من الأسباب الأخرى التي تتعدد، لكننا إذا نظرنا إليها سنجدها أسباب قوية تبرر الطلاق والانسحاب من هذه الشركة. وجميع الأسباب المؤدية إلى الطلاق سواء من العقم أو القسوة أو الخيانة تعتبر أعراضا لمرض يصيب الجسم أو النفس أو كليهما، لكنه مرض قابل للعلاج ودوائه الحكمة، وإذا لم يستطع الإنسان رسم خطة العلاج لنفسه فمن الأفضل أن يلجأ إلى أخصائي .. إذ غالباً لا يفطن كل من الزوجين إلى أن وراء شخصيته عوامل تساعد على إفساد الحياة الزوجية وهى نفسها التي توسوس له بأن شريكه فى هذه الحياة هو وحده الملوم، إلا أنه هناك عوامل كامنة مستترة خلف شخصية الطرفين وفى تصرفاتهما تكون السبب وراء قطع حبل الزوجية، وهذه العوامل الكامنة سترافقهما فى أية زيجات جديدة مع شركاء آخرين لأنهم يغفلونها.

أصل كلمة طلاق: حل القيد أو الإطلاق.

وعلى الرغم من أن المجتمع يقر الطلاق، إلا أن تأثيره على النفس قاسٍ فيتولد معه الشعور بالشقاء والفشل والمعاناة وخاصة إذا كان هناك أطفال، حيث تنشا مشكلات من نوع آخر بخصوص حضانة الأطفال والإنفاق عليهم أو حدوث زيجة ثانية قد يتمزق الطفل معها. فكثيراً ما يؤدى الطلاق إلى زعزعة التعاون فى مشاعر الأطفال، إذ يحسون بعدم الاستقرار فيكون هذا مدعاة لانحرافهم، بل أن الآباء هم أنفسهم كثيراً ما يدفعون بأبنائهم إلى هوة الانحدار.

وعلى الرغم من نجاح الزيجة الثانية للمطلق أو المطلقة إلا أنها تفشل فى كثير من الحالات مع المطلقين، لأن زواج المطلق سواء أكان ذكراً أم أنثى يحمل معه إلى حياته الزوجية الجديدة مسببات المرض الذي أدى إلى الطلاق من الزواج السابق. ومن الأفضل ألا يتم الزواج مرة أخرى إلا بعد دراسة نفسية طرفي الرباط وتحليل العوامل التي أدت إلى حدوثه.

* التفكك الأسرى وتأثيره على نفسية الطفل:
الطلاق والأطفالغذاء الحب الذي يمنحه الأب والأم للطفل فى السنوات الأولى من عمره لا يقل عن الغذاء الجسدي الذي يحتاجه لكى ينمو ويكبر .. فهو يحتاج غذاء الحب والرعاية والراحة والأمان من أجل نموه نفسياً. ونجد أن الطفل يرث أبويه سيكولوجياً أى أن الأعراض المرضية النفسية عند الأطفال تكون بسبب رد الفعل الطبيعي لما سلكه الآباء من أساليب فى التربية أو نتيجة لتصرفات حرمته من حنانهم مما أدت إلى تعطيل نموه الجسدي والذهني والاجتماعي والنفسي ودخوله فى دائرة الاضطرابات.
الطلاق أو التفكك الأسرى أو غياب أحد الوالدين أو الخلافات المستمرة .. كلها مرادفات تصيب الطفل بالألم والتعاسة والقلق وضعف ثقته فى أسرته وفقدانه للانتماء، مما يولد لديه الشعور بالقسوة فى تعامله مع الآخرين وانحرافه سلوكياً ونفسياً.
تظهر على الطفل بعض الاضطرابات التالية داخل الجو الأسرى غير المستقر:
- الإصابة بالاكتئاب والرغبة فى الانتحار.
- الميول إلى النزعة العدوانية.
- اضطرابات فى الكلام.
- الخجل.
- القلق.
- التأخر فى النمو.
- تكون مفهوم الذات السلبي.
- عدم الكفاءة فى الحياة العملية.
- ضعف الثقة بالنفس وبالآخرين.
- انخفاض الطموح.
- ضعف التحصيل الدراسي.
- عدم الرغبة فى الإنجاز.
- الإدمان.
- التبول اللإرادى .. المزيد
- الهروب من المدرسة، وعدم تقبل العملية التعليمية.
- الانغماس فى الجريمة.
- النشاط الزائد العدواني.
- مص الإصبع.
- الخوف.
- ممارسة الرذيلة والإصابة بالأمراض الوبائية مثل الأيدز.
أى أن تفكك الأسرة يساهم فى إصابة الطفل بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، والاضطرابات السلوكية مثل مص الإصبع أو الاضطرابات المعرفية مثل التأخر فى التحصيل الدراسي.
فالدفء والتقبل للأطفال من قبل الوالدين شىء هام لتحقيق السعادة والأمان لهم، وبالتالى عدم الفشل والإخفاق فى سلوكياتهم المعرفية والنفسية والاجتماعية.

- ردود الأفعال للأطفال عند حدوث الطلاق تختلف باختلاف السن:
- الرضع:
دائماًً ما يتأثر الأطفال حديثى الولادة بالحالات المزاجية لآبائهم وقد ينعكس عليهم بعدم النوم، والبطء في اكتساب المهارات التعليمية الجديدة.
- الأطفال في سن ما قبل المدرسة:
غالباًً ما يلومون أنفسهم أنهم سبب الانفصال وقد تنعكس مخاوفهم من ترك الآباء لهم وشعورهم بالوحدة آنذاك إلي نوعين: نوع عدوانى منهم سريع الغضب والانفعال، والنوع الآخر ينمو لديه الإحساس بالعوز العاطفى والأمان لذلك فهى يلجأ للاحتماء ببعض العناصر التى تعوضه عن ذلك مثل: البطانية، أو اللجوء للعبة ما.
- الأطفال من سن 6-8:
ينمو لديهم الشعور بالحيرة والارتباك، وهذا الصراع الداخلى ينشأ نتيجة للانتماء للعائلة، وفي نفس الوقت الأمل في أن يتصالحا مرة أخرى.
- الأطفال من سن 9-12:
يعانون دائماً بما نسميه بالضياع وتنعكس بعد ذلك علي الشكوى الجسمانية.
- المراهقون:
يشعرون بالوحدة، كما أن كل تصرفاتهم تتسم بالعنف، أو الانسحاب والبعد عن المواقف التى تتطلب مواجهة. وعندما يحدث الطلاق تزعزع الثقة ويتولد لديهم الشعور بالخيانة وتزعزع الثقة في الزواج والرغبة في الاستقلال بعيداًً عن العائلة وفي بعض الأحيان الانحراف وسلوك الطرق الخاطئة.

والنسيان هو الأفضل لأى شئ ولكل شئ، فالكره والغضب بمثابة الأحماض التى تعمل علي تآكل القلب. الكره يؤذى صاحبه ويؤلمه وليس الطرف الآخر كما يعتقد البعض حاول أن تتعلم كيف تتجنب المواقف التى تعرضك لذلك، فالتسامح هو أقصر الطرق لحياة بلا مرض أو مشاكل .. فكر فى الانفصال علي أنه قرار سليم توصلت إليه بعد تفكير عميق.

- كيفية مساعدة الطفل فى التغلب على الطلاق:
طلاقالطفل هو الذي يقف فى حيرة أمام تجربة الطلاق والتفكك الأسرى الذي يحدث بين أفراد العائلة، لذا لابد من مساعدته لاجتياز هذه الأزمة وعدم إصابته بمختلف الاضطرابات سواء النفسية أو المعرفية أو الاجتماعية .. فالطفل يشعر وكأنه يفتقد إلى الأمان الذي كان يجده فى تواجد الأب والأم سوياً أمامه .. لكن الوضع لم يعد كذلك بعد الطلاق.
- نصائح لمساعدة الطفل:
- حب الوالدين وعدم التأثر بما حدث.
- عدم تخبئة الأمر على الطفل، فالطفل مخلوق ذكى للغاية يفطن كل شىء يدور من حوله .. فهو ليس ساذجاً كما يتصور الكثير من الآباء، لكن الأهم من ذلك هو مصارحته بأمر الطلاق وأن يكون ذلك بأسلوب مبسط مع عدم جرح لمشاعره.
- عدم الإساءة للطرف الثاني أمام الطفل، والأفضل هو تغذية نفسيته بالحب وعدم إظهار مشاعر الاستياء من الطرف الآخر. لأن هذه السلوكيات بمرور الوقت ينجم عنها مشاعر داخلية عند الطفل تدفعه إلى الانكماش والبعد عن الأم والأب لأنهما لم يعد يجد الحب والراحة معهم.
- عدم الطلب منهم اتخاذ قرارات أكبر من سنهم (يتم الاستعانة بهم للمشاركة فقط).
- جعل الطفل يشعر بوجود الأب والأم سوياً فى حياته، وأن المسافة مازالت قريبة بينهما، وأنه يمكنه اللجوء والاستعانة بهما سوياً كما كان يحدث من قبل عند الحاجة إليهم .. وهذا بالطبع يولد لديه الشعور بالاطمئنان.
- الاستماع إلى الطفل دائماً لمعرفة ما يجول بذهنه، والإجابة على أية أسئلة تحيره أو أمور تختلط عليه. والإنصات للطفل يساعد الآباء التعرف على مخاوفه بعد الطلاق وإتاحة الفرصة لتوضيح كل الأفكار الخاطئة التي تعلق بذهنه.
- إبعاد الأطفال عن أية مشاكل قد تحدث بين الأب والأم بعد الطلاق أو بسبب الطلاق، فالطفل إذا شعر بوجود مشكلة سيوجه الاتهام لنفسه بأنه المسئول عن حدوث الطلاق أو المشاكل.
- قضاء أوقاتاً أطول مع الطفل وعدم الابتعاد عنه لفترات طويلة من الزمن، وإحاطته بالأصدقاء والأقارب حتى لا يشعر بالوحدة. فالطفل يعتريه شعور قوى بعد حدوث الطلاق بأن والديه سيعودان إلى بعضهما البعض لأنه لا يستطيع الحياة بعيداً عن أحدهما.

* حياة ما بعد الطلاق:
أالطلاق ثناء الاحتفال بمراسم الزواج، يقسم كل طرف للآخر بأنه سيكون هناك: الاحترام المتبادل بينهما .. وأنهما يظلان فى رباط أبدى فى الأوقات الحلوة والصعبة .. وأن يتخطوا جميع المشكلات التي تواجههما .. وأنه لن يكون هناك ما يفرق بينهما طيلة العمر.
لكن فى بعض الزيجات، للأسف لا تسير الأمور هكذا ويحدث الاختلاف الذي لا اتفاق له وبالتالى الفشل. طرفي الزواج هما الوحيدان المسئولان عن نجاح الزواج أو فشله، لكن من أين يأتى الفشل؟ يأتى الفشل عندما يكون هناك اختلاف بين طرفي العلاقة، ولا يحدث اتفاق بينهما مما يترتب عليه ظهور المشاكل والاضطرابات ومن بعدها النزاع على الحياة ونوع العلاقة التي تربط بينهما. وعندما يحدث الطلاق ويتم إعلانه يتساءل المطلق أو المطلقة كيف تكون الحياة بعد الطلاق؟ وكيف يتكيف الرجل والمرأة مع هذه الحياة التي أصبح بها شرخ.
أجل هناك حياة بعد الطلاق يمكن التكيف معها والتي تسمى بـ"الحياة ما بعد الطلاق" وقوامها أن يتفهم الرجل أو المرأة حقيقة أن "لا يوجد شخص كامل، وأن السعادة فى الحياة هى كيفية التعلم من أخطائها".
فهذا ترياق الطلاق أو الحياة ما بعد الطلاق ..
المزيد عن السعادة ..
والمرأة تُجرح أكثر من الرجل بعد الطلاق، ويصيبها ألم بالغ لطبيعتها الرقيقة الحساسة على الرغم من إدراك كلاً من الرجل والمرأة بأن هذا سيحدث لوجود إنذارات سابقة على استحالة الحياة بينهما لوجود الخلافات .. لكن كل هذا لا يمنع أن الطلاق فى حين حدوثه يكون بمثابة القنبلة التي انفجرت.
ومن الصعب على المطلق أو المطلقة المعايشة مع حقيقة أن الشخص الذي وقع عليه الاختيار لمشاركته فى جميع الأحاسيس والمواقف لفترة طويلة من السنوات بأنه لم يعد يريدك أو يحبك، فالإحساس بعدم الرغبة أو الاحتياج يجعلك تنظر إلى هذا الشخص بأنه أصبح وحشاً وليس ملاكاً كما كان، كما أنه يتولد إحساس وشعور بالاكتئاب والإحباط لأنه لم يكن كما تصوره.

الزواج والطلاقيكون الطلاق بسبب اختلاف الطباع وفشل الزوجين فى حل أى نزاع أو شقاق يحدث بينهما، مما يسبب تعقد مسيرة الحياة وتعذر التفاهم.
فإذا كان للزواج أهداف من:
- قضاء لشهوة الإنسان.
- وسيلة لبقاء الجنس البشرى.
- تقوية أواصر الائتلاف بين البشر والتعاون من خلال اتساع دائرة الأقارب.
إلا أن الطلاق يكون هدفه:
تقديم الحل والخلاص من هذه الشركة التي تدب فى أرجائها الصراعات.

- وقع كلمة الطلاق تمر بمراحل متعددة لكى يستوعبها الشخص:
- إنكار ما حدث من فعل المتمثل فى الطلاق.
- الشعور بالضغط النفسي والعصبي وكأن الأمر حلم.
- شعور بالذنب، وأنه كان لا ينبغي السماح بحدوث ذلك من خلال التغيير فى سلبيات الشخصية.
- الاعتراف بتحمل المسئولية لأسباب حدوث الطلاق.
- ثم الشعور بالألم والجرح الذي يستمر لفترة من الزمن.
فعند سماع كلمة الطلاق يبدو وقعها للوهلة الأولى وكأنه شىء يصعب تصديقه وأنه غير حقيقي، ويتبعها الإنكار الذاتي من الشخص الذي يسمعها ويستغرق وقتاً لكى يستوعبها. وعندما يحدث الإدراك بواسطة المخ تدخل هذه الكلمة الصورة الأخرى لإنكارها بظهور كافة المشاعر السلبية تجاهها من إحساس بالخيانة أو الذنب أو الغضب العارم وربما الثورة .. وكل هذه المشاعر ما هى إلا مشاعر طبيعية عند التعرض لموقف يثير الإنسان، لكنه من المهم ألا تحطم حياة الشخص بالاستسلام لها.

- تقبل الطلاق والتغلب عليه:
- أول شىء للتغلب على الطلاق هو تفهم أن الطلاق ما هو إلا تجربة عامة وشائعة الحدوث.
- ولتقبل فكرة الطلاق لابد من تقبل فكرة انتهاء الزواج، والوصول إلى ذلك ينبغي أن ينشغل تفكير الفرد بأشياء أخرى بالانغماس فى الأنشطة والمسئوليات المختلفة التي لا تسمح له بأن تكون هناك مساحة من الوقت للتفكير فى أحداث الماضي أى الانطلاق إلى آفاق جديدة – فانتهاء الزواج ليس معناه انتهاء حياة الشخص.
- التعبير عن الغضب، بالتأكيد سيكون هناك غضب من الزوج أو الزوجة السابقة .. لابد من حينها من التعبير عن هذا الغضب والفضفضة حتى لا يسبب تأثير مدمر للصحة لأن الغضب ما هو إلا سُم يدب فى الجسد، ولابد من التخلص منه بكتابة المذكرات أو بالحديث مع النفس بصوت عالٍ.
المزيد عن الغضب ..
- التحدث مع الآخرين، سواء صديق أو أحد من أفراد العائلة الموثوق بهم لطلب المشورة التي تمكنه من العثور على السعادة فى حياته مرة أخرى.
- البحث عن السعادة، إذا نسى الشخص التفكير فى تجربة الطلاق أو فى الشريك الذي انفصل عنه فإنه بذلك يطرق سبل أخرى للسعادة. مع التذكر دائماً بأن الكرة الأرضية مليئة ببلايين البشر الذين من الممكن أن تبحث عنهم بل تجدهم أمامك لكى يكونون شركة جديدة معك، فبمرور الوقت سيكتشف الشخص بأن الطلاق كان هو الأفضل ويستغرب من أنه كان حزيناً عليه.
- استعادة الاتزان النفسي، بعدم النظر إلى النفس على أنها ضحية أو آثمة وإقناع النفس بدلاً من ذلك بأن الأمر ببساطة شديدة ما هو إلا سوء اختيار وعدم فهم للطرف الآخر قبل الزواج.
- اللجوء إلى المشورة الطبية النفسية، إذا كان للطلاق تداعيات نفسية تؤثر على حياة الفرد.
- البحث عن المرح والبهجة فى كل تفاصيل الحياة.
- الابتعاد عن الشعور بالعداء والكره أو الانشغال بتفاصيل حياة الطرف الآخر، فهذه الأحاسيس السلبية لا تحقق جودة حياة الشخص.

إن علاج أية مشكلة تهدد سعادة العلاقات الإنسانية يجب أن تكون شبيهة بعلاجنا لأي مرض يصيب أجسامنا. فانفعالات الشخص العاطفية لا تدوم على حال بعينه، وصحيح أن الشخص الذي مر بهذه التجربة لا يستطيع أن ينساها سريعاً .. لكن عليه أن يفكر سريعاً لكى يخلق لنفسه المخرج من أجل أن يعيش حياته مرة أخرى وينجو بنفسه من الآلام.

* المراجع:
  • "DivorceCare" - "divorcecare.org".
  • "Children and Divorce" - "helpguide.org".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني