* المعاملة بالمثل (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك): تُعد المعاملة بالمثل أحد العوامل المحددة القوية للسلوك البشري. وتختلف أفعال المعاملة بالمثل عن أفعال الإيثار، إذ إن المعاملة بالمثل لا تنتج سوى من أفعال إيجابية أخرى.
فينصب التركيز في المعاملة بالمثل على تبادل المعروف. وفي المعاملة بالمثل، يمكن لمعروف صغير أن يتسبب في التزام بمعروف بمقابل أكبر. وهذا الالتزام يسمح بمقابلة الفعل بفعل مماثل. ونظرًا للشعور بالالتزام المستقبلي مع المعاملة بالمثل، يمكن أن تساعد هذه المعاملة في إقامة علاقات مع الناس والاستمرار فيها. وترجع فكرة المعاملة بالمثل إلى أن الناس يتعلمون منذ صغر سنهم رد المعروف، وأن التخلي عن هذا الخلُق سيلحق بهم ما يُسمى بنكران الجميل.
* مع من يتعامل الإنسان؟ تتعدد أنماط تعامل الإنسان: أولاً - التعامل مع الذات: يقصد به اتصال الإنسان مع نفسه، ويميل البعض إلى اعتباره نوعا من التفكير الذاتي وليس اتصالا. ولكن في الحقيقة انه كي يتصل الإنسان مع الآخرين فان هناك اتصالا ذاتيا يحدث متزامنا معه يتم من خلاله استرجاع الفرد لما لديه من معلومات وخبرات سابقة، يتم بها اتخاذ قرار بصدد التجاوب معها من خلال العوامل التي تشكل ذات الفرد.
ثانياً - التعامل الثنائي: أي اتصال ذو اتجاهين يحدث وجها لوجه بين فردين.وهذا الاتصال يتأثر بحالات الشعور والحب والود والألفة والكراهية،وكذلك الغضب الذي نقيمه مع الشخص الأخر. المزيد عن الغضب .. المزيد عن الكراهية ..
ثالثاً - التعامل مع المجموعات الصغيرة: تلزم طبيعة الحياة الاجتماعية تفاعل الفرد مع الناس، وتفاعل الناس مع بعضهم البعض سواء كان هذا التفاعل فيه تقارب أو تنافر. وفى نفس الوقت نسعى للقبول من الناس والصحبة والانتماء إلى الجماعات المختلفة داخل المجتمع. المزيد عن الفرد و التفاعل الاجتماعى مع الآخرين ..
رايعاً – التعامل داخل المؤسسات: ويقصد به الاتصال الذي يتم بين الأفراد داخل أي مؤسسة.
* لماذا يتصل الإنسان بغيره؟ إن الإنسان يتصل بالآخرين كي يلبى حاجاته .. فما هي هذه الحاجات وما علاقتها بالاتصال؟ ولكي نشبع هذه الحاجات لا بد للإنسان أن يتفاعل مع الآخرين .. ولا بد من وجود الآخرين في حياة الإنسان لتبادل المصلحة والمنفعة وبذلك يصبح الاتصال أمر حتمي. واحتياجات الإنسان الأساسية تتمثل فى: - الاحتياج إلى تحقيق الذات (Self-actualization). - الاحتياج إلى التقدير (Esteem needs). المزيد عن تقدير الذات (الاعتداد بالنفس) .. - الاحتياجات الاجتماعية (Social Needs). - احتياجات الأمان (Safety needs). - الاحتياجات الأساسية (الفسيولوجية) (Basic needs). والنموذج الهرمى الذى يتضمن على خمس فئات من الاحتياجات يمكن تقسيمها إلى احتياجات أساسية من الاحتياجات النفسية والأمان والحب وتقدير الذات، واحتياجات نمائية ومنها تحقيق الذات. ماسلو .. والتدرج فى الاحتياجات الإنسانية
* فنون التعامل والاتصال البشرى: من بين مهارات التنمية البشرية التى يكتسبها الفرد أهمية فنون التعامل في الحياة وفي المنظومة العملية، ولتعلم فنون التعامل مع الآخر لابد من الفهم العام للسلوك الإنساني وصفاته ودوافعه ونتائجه. وتحليل السلوك الإنساني وسيكولوجياته. وكيفية السيطرة على العقلية في التعامل ومهارات الاتصال ( التعبير ـ الإنصات ـ التغذية العكسية )، وإدراك ماهية الانطباع الأول.
يشير مفهوم الاتصال إلى العملية أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار والمعلومات بين الناس داخل نسق اجتماعي معين يختلف من حيث الحجم ومن حيث محتوى العلاقات المتضمنة فيه.بمعنى أن هذا النسق الاجتماعي قد يكون مجرد علاقة ثنائية نمطية بين شخصين أو جماعة صغيرة أو مجتمع محلى أو مجتمع قومي أو حتى المجتمع الانسانى ككل.
والتعامل مع الآخر تشتمل على أشياء عدة لا تتمثل فقط فى اللغة المنطوقة فهناك لغة الإشارات مثل بعض الحركات الجسمية للتعبير بها بدلا عن الكلام سواء الرأس أو اليدين أو الأصابع للتعبير عن الأرقام أو للتهديد. وهناك اللغة الحركية التى يقوم بها الإنسان ليعبر به عن مغزى يُراد إيصاله إلى الآخرين، مثل الجري من شيء يعبر عن شيء مخيف أو خطر ما .. أما لغة الأشياء المادية فتتمثل فى إرسال ورد للآخرين، أو هدية في مناسبة ما.
* غياب الاحترام فى التعامل مع الآخر: والمتأمل في واقع أفراد المجتمعات المعاصرة باختلاف جنسياتها وأماكنها وفئاتها يلمس مدى الابتعاد عن القيم التي كانت تميز المجتمعات السابقة، ومن ذلك: انتشار الكذب والخيانة وندرة الصادقين والمخلصين، وزيادة الابتعاد عن خلق الحياء، وانتشار التهور والانحراف بين كثير من الشباب والفتيات، وغياب التوقير والاحترام داخل الأسر واحتقار الآخرين ...الخ. المزيد عن الحدود فى العلاقات الإنسانية .. إن الإنسان الذي يعيش في المجتمع الملوث أخلاقياً يكاد يفقد علاقاته بمن حوله، ويصبح غير مبال لما يحدث من حوله، بل ويصبح متواكلاً على غيره في تصريف أموره وتدبير شؤونه، ولا يراعي ظروفه وظروف الآخرين ويصبح أنانياً لا يهمه غير مصلحته فقط ولا يعمل بجدية ويدخر عافيته وجهده ويقبل أن يعيش على نفقات وجهود الآخرين، فالتلوث الأخلاقي الذي بدأ يسود المجتمعات واكبه تحول واضح في شخصية الأفراد لا تختص طبقة دون أخرى.
* وسائل تدعيم فن التعامل مع الآخر: 1- البيئة الاجتماعية: حيث تبني العلاقات بين الأفراد تعلى أساس من السلوك الحسن والاحترام والمتبادل، والتعود على الفضائل سلوكاً وتعبداً، مثل: الإخلاص والأمانة، والمحبة والجد، والنظام والتعاون، والإخاء، والمودة، والاحترام، والاعتماد على النفس، والرحمة، والشفقة...الخ. 2- الأسرة: فالأسرة هي التي تغذي أفرادها بالصفات الخلقية الحسنة عن طريق الممارسة اليومية، والسلوك الخلقي الحسن للوالدين، وترجمتهما لمعاني المسئولية والصدق والأمانة، ليعرف الأبناء الأخلاق سلوكاً طبيعياً عملياً بقبل أن يعرفوه في معانيه المجردة. المزيد عن الأسرة ومسئولية التربية .. 3- المدرسة: لأن الجو المدرسي يتبادل فيه الطلاب التجارب الحسنة، والخبرات الطيبة، ويتدربون فيها عملياً على ممارسة السلوك الإيجابى فى بيئة اجتماعية موجهة، من خلال المنهج الدراسي ووسائله المباشرة وغير المباشرة. 4- توحيد جهود الوسائل التربوية المتمثلة في المنزل والمدرسة ووسائل الإعلام والأندية الثقافية والرياضية والشبابية على اختلاف نشاطاتها، فإذا كانت المدرسة أو كان المنزل قائماً بالتربية الخلقية، والمؤسسات الأخرى تقوم بعكس ذلك فلا قيمة لذلك الجهد.فالأخلاق السيئة هي السموم القاتلة ..
* معوقات التعامل البشرى: هناك مجموعة من المعوقات التي تفقد التعامل بين الأفراد فاعليته: فقدان الإحساس بالمسئولية. وجود عوائق مشاعرية مثل الضغط، والإجهاد، والغضب، والتحيز. اللامبالاة وعدم الاهتمام بالطرف الآخر. السلوك النقدي المتشدد ضد الطرف الآخر. الاتجاه السلبي ضد الفرد أو مجموعة الأفراد أو عدم قبوله، أو عدم الارتياح له. محاولة السيطرة على الطرف الأخر. وتلعب القدرة على التعبير ومهارة التفاوض دورا كبيرا في ذلك. غياب مهارة الحديث كاتصال لفظى، فالمحادثة عملية اجتماعية لا ترتبط فقط بالمواقف الاجتماعية فقط ولكنها تتواجد في العديد من التفاعلات الإنسانية، ويعرف الحديث أيضا بأنه " الكلام الذي يستطيع أن يعبر المتحدث من خلاله عما بداخله من مشاعر وخواطر وإحساسات وأفكار ومعلومات في طلاقة وبصوت معبر ووقفات مناسبة وأفكار واضحة ونطق سليم" .. فالحديث من المهارات الهامة التى يرتكز عليها الاتصال بين البشر.
* المراجع:
"Social Communication Disorders" - "asha.org".
"Ways To Manage People Who Bother You" - "lifehack.org".
"Relationships - tips for success" - "betterhealth.vic.gov.au".
"Fixing Relationship Problems with Humor" - "helpguide.org".