الخلافات الزوجية والحسد
الخلافات الزوجية والحسد
* الخلافات الزوجية والحسد:
هناك اعتقاد سائد فى الكثير من المجتمعات أن الحسد له تأثير بالغ على استقرار الحياة الزوجية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتم الاعتقاد بأن للحسد مزيد من الإسهامات بعيداً عن العلاقات الزوجية فى مختلف النواحي الطبية والنفسية والأحداث اليومية الاعتيادية. ويؤدي ذلك إلى فهم خاطئ لأسباب المشكلات المتنوعة وبالتالي ازدياد تعقيد المشكلات وتطورها وعدم السير في طريق الحل الصحيح!

والمشكلات الزوجية لها أسبابها التى تتعدد ، لكن هناك البعض ممن يربطون مثل هذه الخلافات بما يسمى بـ"العين" أو الحسد كما هو معروف، لكن هذا الربط بحاجة إلى مزيد من الفهم الواعى له وذلك بالوقوف على أسباب الخلافات الزوجية والعمل على حلها بدلاً من ربطها بالحسد.
المزيد عن الزواج ..

* أسباب الخلافات الزوجية:
وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى اعتبار المشكلات الزوجية بسبب العين والحسد، ومنها:
1- الفهم الخاطئ لطبيعة المشكلة التى تواجه الأزواج وللأسباب التي تؤدى لها، فيفقد المرء بالتّالي قدرته على الحل الصحيح لها .. وهناك اهتمام علمي كبير في هذا الميدان الذي يتطور باستمرار ويضيف لفهمنا للمرأة والرجل والعلاقة بينهما ويعطينا فوائد نظرية وعلاجية هامة.

2- استخدام الحيل الدفاعية من جانب الزوج أو الزوجة، إن النفس البشرية بوجه عام تبحث عن السعادة وتحاول تجنب الألم بأى طريقة من الطرق. والفرد إذا عجز عن مواجهة مشكلة من المشكلات فهو يبحث عن طريقة للتكيف من أجل تخفيف حدة التوتر والقلق .. هذا التكيف يجعله يستخدم ما يسمى بالحيل الدفاعية (اللاشعورية)ن وتُصنف هذه الحيل الدفاعية التى يلجأ إليها:
أ- حيل خداعية: كالكبت، التبرير، الإسقاط، التكوين العكسى، العزل.
ب- حيل هروبية: كأحلام اليقظة، النكوص.
ج- حيل استبدالية: كالتعويض، التحويل، التوحد.
واللجوء إلى الحسد كسبب من أسباب الخلافات الزوجية يتم اللجوء من خلاله إلى الحيلة الدفاعية "الإسقاط" حيث يتم نسب المشكلة إلى عامل خارجى بعيد عن الذات وهو ما لا يتناسب مع الأسباب الحقيقية وراء المشكلات الزوجية.
المزيد عن السعادة ..

الخلافات الزوجية والحسد

3- الشخصية التى تتوافر لكل من الزوج والزوجة، الشخصية المتوازنة هى الشخصية الأكثر تحملاً لمواقف الحياة المختلفة وليس فقط فى مجال العلاقات الزوجية، كما انها الشخصية الأكثر تعقلاً فى حل المشكلات التى تواجهها .. فهى بعيدة كل البعد عن سمات الشخصية المندفعة التى تصدر أحكاماً متسرعة أو تلك الشخصية النرجسية التى لا ترى إلا نفسها وتقنع نفسها بالكمال الزائف.
فتوازن النفس مع العقل يتيح للشخص مراجعة النفس ومحاولة الإصلاح منها .. أما الشخصية المضطربة الأقل توازناً وتحملاً للمسئولية تهرب من المشكلات بإلقاء اللوم على أسباب واهية ومنها العين والحسد كما هو سائد فى العلاقات الزوجية.
المزيد عن الشخصية النرجسية ..

4- التهرب من مسئولية النقد الذاتى وتبرير التقصير والأخطاء التي يقوم بها أحد الزوجين بأن يرمي المشكلة إلى العين والحسد. دائماً ما يتم النظر إلى النقد الذاتي كأحد علامات الضعف والوهن، رغم أنه يعد من أهم الأدوات الفعالة في تحصين أية علاقات وخاصة العلاقة بين الزوجين من الأخطاء والأخطار، وكون الفرد مسئولاً فهو لا يهرب من الأخطاء بالتماس الأعذار والحجج الواهية كما يحدث مع الخلافات الزوجية بأن ينسبها إلى الحسد.
والمسئولية الذاتية نجدها تجمع بين ثلاثة عناصر أساسية، إذا توافرت توافرت معها العلاقة الزوجية التى تقوم على أساس التفاهم وتبعد بخلافاتها عن المبررات غير الواعية:
- الاهتمام.
- الفهم.
- المشاركة.

* وما هو الحسد؟
الحسد يحتل مكانة واضحة فى المجتمعات العربية، وانطلاقاً من الإيمان بوجوده والاقتناع به فهو يؤثر على حياة الأفراد وعلى أحوالهم.
وتعريف الحسد ببساطة شديدة هو النظر لشىء يمتلكه شخص آخر لا يمتلكه الشخص الحسود وينظر بشهوة إليه رغبة فى تملكه لأنه يرى نفسه محروماً منه.
ومن بين علامات الحسد:
- الامتلاء بمشاعر البغض والكراهية للغير.
المزيد عن مشاعر الكراهية ..
- حب المال والشهوات.
- امتلاء النفس بالتعالى والتكبر.
- الميل إلى ممارسة الظلم.
- عدم الرضا النفسى عن ما أتيح للفرد.
المزيد عن سر السلامة النفسية ..

الخلافات الزوجية والحسد

* ما هى الأخطاء التى يرتكبها المتزوجون؟
مفهوم الزواج مبهم لمعظم المتزوجين قبل وبعد الإقدام عليه، وهذا الغموض تختلط فيه مشاعر الحب والرغبة الجنسية، والحاجة إلى شريك خوفاً من الوحدة فى مواجهة الحياة، والأمل فى معيشة أفضل من تلك السابقة التي مر بها الإنسان .. وللأسف فإن المعنى الحقيقي للحياة الزوجية يضيع وسط هذا الغموض.
لكن هناك أشواك فى طريق الحياة الزوجية، فالحياة الزوجية بعد مرور السنوات الأولى لها تقوم على أساس غير الميول والرغبات، حيث تتحول إلى مسار آخر مختلف تماماً بالتحول إلى عوامل أخرى وهى عوامل أهم لنجاح الحياة الزوجية بين الشريكين وبقائها فى حالة متجددة، هو اشتراك الزوجين فى الأهداف والاهتمامات التى تتبلور من خلال "التآلف والامتزاج" وهو ما يبدأ مع مرحلة الاختيار سابقة على الزواج، هذا التآلف يمكن الزوجين من مواجهة مسئوليات الزواج وأعبائه وأن يتحملا الصدمات بالمثل .. والبعض من هذه الأهداف يكون واضحاً أما البعض الآخر فيظل خفياً يُعلن عنه من خلال مواقف الحياة التي تتغير يتغير شركاء هذه الشركة .. المزيد

* هل مبرر "الحسد مقبول فى الخلافات الزوجية؟!
تتعارض فكرة ربط الخلافات الزوجية بالحسد والعين مع "التفكير السببي العلمي، حيث يجب التعرف على الأسباب والمسببات والقوانين التي وضعها الخالق في الأرض وفي خلقه ومن ثَّم العمل بمقتضاها .. ولا يمكن القفز مسافات هائلة حتى وإن توافرت الوسائل المساعدة.

لابد من التأكيد على أن الانحراف عن الخلق القويم وارتكاب الأخطاء المتنوعة يهيئ للمشكلات الزوجية والجنسية ولابد من مراجعة النفس وأخطائها وسلوكياتها باستمرار والالتزام بالأخلاق والمبادئ التي تجعل الإنسان قويا في مواجهة المشكلات والخلافات، هذا وبلا منازع يساهم في تحسين وإصلاح العلاقة الزوجية.

كما لابد من دراسة المشكلات الزوجية بالتفصيل ومعرفة أسبابها الحقيقية والمحتملة والسير في طريق التغيير والتعديل والإصلاح والاستفادة من الطرق العلاجية النفسية والتي تساعد على التخفيف من حدة المشكلات الزوجية وتعديل أساليب التفاهم الزوجي والسير في طريق علاج المشكلات وحلها باستمرار.

* المراجع:
  • "Relationships and Marriage"- "goodtherapy.org".
  • "Marriage relationship"- "lovelastchance.org".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة لشركة الحاسبات المصرية
Designed & Developed by EBM Co. صمم وطور بواسطة شركة الحاسبات المصرية