العلاقة الزوجية والسبع مشاكل!

* العلاقة الزوجية: نادراً ما تسير العلاقة بين شريكي الحياة الزوجية بدون التعرض لبعض المشاكل، لكن الأهم هو معرفة كيفية التغلب على مثل هذه المشكلات فكل مشكلة ولها حل .. والصمود أمامها والعمل على حلها بشكل متعقل رغبة فى الحفاظ على هذه الرابطة الأبدية يجعلها وكأنها لم تكن.

هناك العديد من الخبراء فى مجال العلاقات الأُسرية والزوجية يشيرون إلى أن العلاقة الزوجية دائماً وأبداً ما تتأرجح بين أوقات الانسجام وأوقات أخرى من المشاحنات التى قد تهدد بفشلها .. لكن الأزواج المتعقلون بوسعهم تعلم كيفية التغلب على المشكلات التى تعكس الاختلاف فى وجهات النظر، الأمر الذى يضمن لهما استمرار الحب بينهما مدى الحياة.
المزيد عن الحب ..

ومن أجل إنجاح العلاقة الزوجية وتجنب أمور الحياة اليومية التى قد تكون معقدة بعض الشىء لابد من تعلم مناورة هذه المشكلات بدهاء وحكمة.
ووسائل التعلم قد تكون بالقراءة المستمرة عن العلاقات الزوجية، أو بحضور الندوات التى تناقش مختلف التجارب التى قد تنأى بالزواج عن أى مأزق، أو بالتعلم من النماذج الزوجية الناجحة .. وأخيراً التعلم عن طريق المحاولة والخطأ.

* المشاكل السبعة وحلولها:
المشكلة الأولى - التواصل بين شريكى الحياة
غالبية مشاكل الحياة الزوجية تنبع من افتقار الزوجين إلى مهارات التواصل والاتصال فيما بينهما، ومن معوقات التواصل انشغال أحد طرفى العلاقة الزوجية عن الطرف الآخر بشىء أثناء تواجدهما مع بعضهما البعض مثل الانشغال بالهاتف المحمول أو بمشاهدة التلفزيون .. وغيرها من الأنشطة الأخرى التى تجعل الصمت يسود بينهما.

استراتيجيات حله
- لابد وأن يكون هناك وقت مخصص لكما سوياً فقط، مع محاولة التغلب على أية عوائق قد تحول دون تحقق ذلك من إغلاق الهاتف الخلوى والحرص على نوم الأطفال مبكراً.
- إذا كان التواصل بينكما يسوده الصوت المرتفع، عليكما بالذهاب إلى مكان يجعلكما تتغلبا على هذه العادة التى تعمل على زيادة التوتر بينكما مثل الخروج إلى مطعم أو مكان عام أو حتى مكتبة يصعب فيها رفع نبرة الصوت لتعويد النفس على التحدث بهدوء.
- الانتباه والإنصات جيداً لحديث الآخر من خلال الاتصال العينى، وعدم الانشغال عنه بالنظر إلى شىء آخر مثل الساعة .. وذلك لإظهار الاحترام كما أن الإنصات يساهم فى مناقشة المشكلة بشكل أكثر إيجابية والتغلب على أى سوء تفاهم قد يكون موجود.

المشكلة الثانية - الجنس (العلاقة الجنسية)
قد تكون هناك علاقة حب رومانسى ربطت بين الزوجين، وبعد الزواج قد تكون العلاقة الجنسية ليست على ما يرام بين الزوجين أى فى حالة عدم توافق. توافق العلاقة الجنسية بين الزوجين من مقومات الزواج الناجح وغياب هذا التوافق يعنى عدم الارتياح وعدم حدوث التقارب بين الزوجين وزيادة الفجوة بينهما، فالجنس يساعد على حدوث التواصل والاتصال، فإفراز الهرمونات المصاحبة للعملية الجنسية تساعد على الارتقاء بالحالة الجسدية والعقلية لكلا الزوجين وتساعد على حدوث الاقتراب بينهما.

استراتيجيات حله
- التفكير فى الجنس وليس فقط ممارسته، إن التفكير فى الجنس والتخطيط له يزيد من استمتاع الزوجين به .. وليس شرطاً أن تتم ممارسته ليلاً بعد عناء يوم طويل وإصابة الزوجين بالإجهاد والتعب، ولا مانع من ابتكار الأفكار الجريئة والغريبة فى ممارسته التى تكسبه سمة التغيير .. وإذا لم يكن بوسع الزوجين معالجة عدم التوافق الجنسى بينهما فلا مانع من استشارة الطبيب المختص لعلاجه.

المشكلة الثالثة - المال
إن المشاكل المالية قد تكون سابقة على الزواج بداية من الإنفاق أيام الخطوبة، ثم الاتفاق على تفاصيل حفل الزواج وشراء الأثاث ومستلزمات المنزل .. لتتحول المناقشات المالية بعد الزواج إلى صراع بين الزوجين وحدوث الاختلافات التى تعمل على انفصالهما وتهدد الزواج بالفشل.

استراتيجيات حله
- التحدث بصراحة دائماً عن الموقف المالى، والمصارحة بعدم القدرة على إتباع نفس نمط الحياة إذا قلت الموارد المالية لأن ذلك سيتصف بعدم الواقعية وبالتالى مزيد من الصراعات والأزمات بين الزوجين.
- عدم الخوض فى مزيد من التفاصيل عندما يتحول النقاش إلى صراع واختلاف حاد فى وجهات النظر والأفضل الصمت حتى يهدأ كلا الطرفين حتى لا يتحول الأمر إلى طريق بلا عودة.
- الاعتراف دائماً بأن هناك طرف مقتصد وآخر مسرف .. ووجود كليهما يعمل على توازن العلاقة بينهما... فلكل منهما فائدة فى العلاقة الزوجية.
- عدم إخفاء الديون عن الطرف الآخر.
- عدم إلقاء اللوم على الطرف الآخر عند إدارة الحديث عن الأمور المالية.
- إقامة ميزانية مشتركة من الدخل، بما فيها جزء الادخار.
- تحديد المسئول عن عملية سداد الفواتير والالتزامات المطلوبة منكما.
- أن يخصص كل فرد جزءاً من الاعتمادات المالية لتصرفه الشخصى ليشعر بالحرية فى الحصول على ما يرغب فيه.
- تحديد خطط قصيرة المدى للاحتياجات الأساسية، وأخرى طويلة المدى للمتطلبات والاحتياجات التى تتطلب إنفاق قدر كبير من المال.
- الوضع فى الاعتبار أن الجزء الخاص بالإنفاق على الأب والأم (جدود الأبناء) إذا كان الابن أو الابنة مسئولاً عنهما.

المشكلة الرابعة - الأعمال المنزلية
الزوج والزوج يقضون غالبية الوقت خارج المنزل فى العمل، وتنتظر الزوجة بعد عناء اليوم بأكمله الأعباء المنزلية .. فهل المرأة هى من تقوم بهذا العبء بمفردها!!
هذه المسئوليات الداخلية والخارجية تعرضها لمزيد من الضغوط والتعب ولا يكون هناك متسع من الوقت لنفسها ولزوجها للاستمتاع بحياتهما سوياً؟!
المزيد عن الضغوط ..

استراتيجيات حله
- أهم شىء هو إتباع النظام فى كافة تفاصيل حياة المرأة وخاصة التى تعمل، وعليها الانتهاء من أولوياتها أولاً.
- الاستعانة بشخص آخر لمساعدتها فى الأعمال المنزلية إذا كانت الميزانية ستسمح بذلك، أو توزيع الأدوار بين الزوجين بأن يساهم الزوج فى بعض المهام المنزلية شفقة بها!
المزيد عن المهنة ربة منزل ..

المشكلة الخامسة - افتقاد متعة الزواج
افتقاد المتعة بالحياة الزوجية عندما تغيب أولوية العلاقة بين الزوجين والانشغال عنها بأمور أخرى بالإضافة إلى روتين الحياة اليومى.

استراتيجيات حله
- المداومة على فعل الأشياء التى كنت تقوم بها منذ بداية تعارفكما وأثناء فترة الخطوبة، التعبير دائماً عن الامتنان وكلمات الملاطفة بينكما، الاتصال ببعضكما البعض على مدار اليوم .. مع إظهار الاهتمام.
- الاحترام، هام جداً فى العلاقة بين الأزواج والتعبير عنه يكون بتوجيه كلمات الشكر والعرفان. هذه الكلمات البسيطة تحسس الطرف الآخر بقيمته عند شريكه أو شريكته.
- تخصيص وقت لكما سوياً بمفردكما لتجديد الرومانسية التى هى ركن هام فى الحياة الزوجية لضمان استمرار المتعة فيها.

المشكلة السادسة - الصراع
الاختلافات فى الحياة الزوجية وغيرها فى العلاقات المختلفة أمراً حتمياً لا مفر منه، لكن عندما ينقلب الاختلاف إلى صراع تكمن هنا المشكلة!
وسُم العلاقات هو الغضب عند إدارة مشكلة ما، فقد يقوضها كلية لذا لابد من النظر بعمق للأمور وليس بسطحية كما يفعل الكثير.
المزيد عن الغضب وكيفية إدراته ..
كما ينبغى على الأزواج تعلم المهارات التى تعلم كلا طرفى العلاقة الزوجية بما يسمى بـ"ثقافة الاختلاف"، أو تعلم كيفية إدارة النقاش بشكل بنّاء حتى لو كان الجدل يسوده.

استراتيجيات حله
- عدم اتخاذ موقف الضحية على الدوام .. وتعلم كيفية التصرف بشكل ملائم.
- ملاحظة النفس أثناء الجدل، هل يتجه رأيك إلى إصدار ملاحظات تبعث على اللوم وإيذاء الطرف الآخر بالكلمات الجارحة .. وحينها لابد من الصمت وأخذ أنفاس عميقة للتمكن من العودة إلى الموضوعية.
- إذا كانت استجابة الشخص المعتادة تسبب له الألم وعدم السعادة فى الماضى فلا يتوقع أنه سيجد نتيجة مختلفة عند حدوث أى خلاف من جديد .. فالتغيير مطلوب ولابد من الدفاع عن النفس قبل أن ينهى الطرف الآخر النقاش، هذا التغيير يحول دفة النقاش المحتد بينكما إلى مسار أكثر هدوءاً.
- القيام بالقليل للحصول على الكثير، والقليل هنا هو الاعتذار وسيجد الشريك أو الشريكة نتائج مذهلة تتعلق بهذا القليل .. فالاعتذار يمحو الصراع طالما أن هناك اعتراف بالخطأ من جانب أحد الطرفين .. فلا يمكنك السيطرة على سلوك الآخر ولكن يمكنك السيطرة على ذاتك.

المشكلة السابعة - الثقة
الثقة هى المحور الأساسى لعلاقة زوجية ناجحة، وهناك بعض التصرفات التى تجعلك لا تثق فى شريك أو شريكة، أو قد توجد بعض المشاكل التى أدت إلى فقدان هذه الثقة فى الطرف الآخر.

استراتيجيات حله
ولتنمية الثقة بين الزوجين، لابد من إتباع النصائح أو الاستراتيجيات التالية:
- الالتزام بفعل ما تقوله.
- أن تكون منصتاً جيداً.
- ألا تكون غيوراً.
المزيد عن الغيرة ..
- احترام حدود الشريك الآخر.
- عدم الخوض فيما يسبب الألم للطرف الآخر.
- عدم المغالاة فى إصدار ردود الفعل عندما يكون هناك خطئاً ما.
- مشاركة الطرف الآخر فى كافة الأعباء حتى تلك المنزلية.
- الاتصال إذا كنت ستتأخر فى العمل.
- الالتزام بالعدل حتى فى المناقشات الحادة.
- إظهار المشاعر تجاه الطرف الآخر وعدم الاستهزاء به.
- الالتزام بالمواعيد.
- عدم الكذب مطلقاً .. مع شريك الحياة أو مع الآخرين حتى لو كانت كذبة بيضاء.

لنجاح العلاقة الزوجية كن واقعياً وصريحاً بخصوص احتياجاتك من الطرف الآخر، مع التعود على التغاضى عن الأمور البسيطة وأن يستمتع كل طرف بالآخر .. وعدم التفكير مطلقاً بأن الأمور ستسير على ما يرام على طول الخط أو التفكير فى بديل، لابد من العمل على إنجاح العلاقة بينكما بشتى الطرق.
المزيد عن الزواج ..