الاغتصاب يُسمى أيضاً بالاعتداء الجنسى، ومن الممكن أن يحدث لكل من الإناث والذكور فى أية مرحلة عمرية.
والاغتصاب يُعد جريمة من الجرائم البشعة التى يُنتهك فيها جسد الضحية، حيث يتم عن طريق القهر والإجبار، وهو ليس بغرض الاستمتاع بممارسة الجنس ولكن الرغبة فى ممارسة القوة على طرف أضعف من المغتصب لوجود علة نفسية قد يعانى منها أو لأسباب أخرى. ويستخدم المغتصب القوة، العنف أو التهديد من أجل السيطرة على فرد آخر، وهناك بعض المغتصبين يلجئون إلى إعطاء الضحية بعض العقاقير لتجنب المقاومة. المزيد عن مفهوم الجريمة والعقاب ..
من الممكن أن يكون المغتصب شخص غريب، أحد أفراد العائلة، او صديق أو أحد المعارف. الاغتصاب جريمة مرعبة - إن جاز القول - وتسبب عدم أمان نفسى للضحية وتكون بحاجة إلى العناية والراحة والعلاج، وتجنب حدوثه ليس من مسئولية الضحايا، لكنها مسئولية الشخص الذى قام به. لكن هناك بعض الاحتياطات الوقائية التى تجعل الفتاة أو المرأة أو الفتى أو الرجل أكثر أماناً بدون أن تعوق حياتهم الطبيعية.
* حقائق هامة عن الاغتصاب: - المغتصب ليس بالضرورة ان يكون شخص غريب أو بعيد عن الضحية أو له شكل غير مألوف، فهو من الممكن أن يكون صديق أو زوج أو أحد من أفراد العائلة. - المغتصب من الممكن أن يكون امرأة وليس رجل فقط. - الملابس أو كيفية تصفيف الشعر أو السلوكيات ليس لها علاقة بعملية الاغتصاب .. لكنها تتصل بنفسية المغتصب. – قد تحدث رعشة أو هزة الاتصال الحنسى (Orgasm) وبلوغ ذروة الاستمتاع الجنسى مع الاغتصاب، فهذا لا يعنى أن الضحية استجابت لعملية الاغتصاب .. فهذا يحدث بشكل طبيعى عندما يتعرض الجسد لمحفز ما .. فالجسم لا يتحكم الشخص فيه كلية. - لا يحدث الاغتصاب فى الشوارع أو الأماكن المظلمة فى العراء كما يتخيل البعض، ولكنه يحدث فى الأماكن المغلقة حتى يكون الجانى فى أمان.
- المقاومة مطلوبة مع الجانى المغتصب، لأنها قد تحمى الضحية وقد يعزف الجانى عن استكمال فعلته، لكنه من الممكن أن يكون بحوزة الجانى سلاح مما قد يعرض حياة الضحية للخطر .. فإن قاومت علىها الهروب بأسرع ما يمكن حتى لا تتعرض للأذى الجسدى. - ممارسة الجانى للاغتصاب ليس لرغبته فى ممارسة الجنس، وإنما رغبة منه فى إظهار القوة، أو رغبته فى إظهار السيطرة التى قد يفتقدها، لذا فالمغتصب فى غالبية الأحوال يتسم بالغضب أو يعانى من الإحباط أو من خلل فى قواه العقلية. - اللجوء إلى المساعدة الطبية قدر الإمكان مثل الذهاب إلى المستشفى أو عيادة طبية متخصصة لتلقى العلاج .. حتى لو لم تتعرض الضحية لأية إصابات فلابد من توقيع الكشف الجسدى للتأكد من عدم انتقال أمراض الاتصال الجنسى أو حدوث حمل، ولاحتفاظ الضحية بحقوقها الخاصة بالتعرض للاعتداء الجسدى. المزيد عن أمراض الاتصال الجنسى ..
- إذا كان هناك شك فى إعطاء الضحية أية عقاقير قبل الاغتصاب، عليها بسؤال الطبيب أو من يقدم المساعدة لها بأخذ عينة من البول لأنه يمكن اكتشافها فى عينة البول. - كتابة كافة الأحداث التى مرت بها الضحية أثناء حدوث حالة الاغتصاب بما فيها وصف المغتصب. - محاولة العثور على استشارى نفسى لأنه هو الوحيد القادر على أن يجعل الضحية قادرة على مواكبة الآثار النفسية والعضوية التى تمر بها بعد حادثة الاغتصاب أو الاعتداء الجنسى.
* الاغتصاب للرجال أيضاً من الشائع ربط الاغتصاب بكون الفتاة هي الضحية والرجل هو الجاني، ولكن الرجل ايضاً يتعرض للاعتداء، مثل أن يتم إدخال العضو في فم أو شرج المعتدى عليه. فهذا يُعد اغتصاب أيضاً - لكن لعدم تسليط وسائل الإعلام عن حالات الاغتصاب التى تحدث للذكور فالاهتمام منصب فقط على حالات اغتصاب الإناث. المزيد عن الإعلام والمجتمع .. وهنا كثيراً ما يكون الضحية رجل والجاني إما رجل أو امرأة. أجل هناك نساء أيضاً يرتكبن التحرش الجنسي ويغتصبن رجال باستخدام أدوات أو ألعاب جنسية أو غير ذلك. يتكتم بعض الشباب والرجال على موضوع تعرضهم للاغتصاب، حيث يصعب عليهم الافصاح بذلك. ونتيجة لذلك، لا تتوفر لدى الباحثين والشرطة بيانات كافية حول أعداد الشباب والرجال الذين تعرضوا للاغتصاب.
* كيفية التصرف عند حدوث الاغتصاب: - اللجوء إلى مكان آمن. - اللجوء إلى الشرطة، للإبلاغ عن حادثة الاغتصاب، وهذا يحسن من نفسية الضحية ويشعرها بالقوة نوعاً ما.
- الاتصال بأحد الأصدقاء أو أياً من أفراد العائلة لتقديم المساعدة. - الاحتفاظ بكافة الدلائل أو البراهين الجسدية التى تثبت حدوث الاغتصاب حتى يتم الكشف الطبى: أ- عدم أخذ حمام أو الاغتسال. ب- عدم تناول طعام أو شراب. ج- عدم غسيل اليدين. د- عدم غسيل الأسنان. هـ- وضع الملابس فى كيس ورقى منفصل وليس أكياس بلاستيكية، عدم تنظيف المكان الذى حدث به الاغتصاب أو التخلص من أية آثار به.
* ماذا يحدث أثناء الفحص الطبى؟ - عندما تذهب الضحية للمستشفى بعد حدوث الاغتصاب، أول من يقوم بالاستماع إليها هو الأخصائى النفسى للتعرف على ما حدث، وذلك لكى تتحرر الضحية من الضغط النفسى .. وحتى تبدأ الشعور بالهدوء وأنها آمنة لم تعد فى خطر.
- وسوف يتحدث الأخصائى النفسى مع الضحية عما سيحدث أثناء الفحص الطبى لها .. حتى لا تتعرض لمزيد من الضغط النفسى.
- يقوم الطبيب الذى يفحص الضحية بالتوصية بعمل الاختبارات الخاصة بأمراض الاتصال الجنسى والأيدز، وسوف يتم أخذ عينة من اللعاب أو الدم. المزيد عن الأيدز .. - إذا كانت الضحية أثنى سوف يتم الكشف عن حدوث حمل. - كما سيقوم الطبيب بالفحص الجسدى عما إذا كانت هناك أية إصابات لحقت بالضحية. - سوف يقوم الطبيب بالبحث عن أية عينات خاصة بشعر الجانى أو جلده أو أظافره أو سوائل جسده على الملابس أو على جسد الضحية. - إذا تم إجبار الضحية على أخذ عقاقير، يتم تحليل البول لديها أو يُجرى لها اختبار السموم لاكتشاف أية مواد غير قانونية. - ومن حق الضحية أن تمتنع عن بعض الاختبارات إذا كان ذلك سيعرضها لمزيد من الضغط النفسى، فالغرض من هذه الفحوصات هو مساعدة الضحية.
* التعامل مع الحالة النفسية للضحية (الآثار النفسية): الضحية قد تتعرض فى الاغتصاب للضرر الجسدى، لكن الضرر النفسى هو أقسى وأصعب، لذا فهى تحتاج إلى العناية والرعاية والمساعدة من جانب المحيطين ومن الأطباء المتخصصين من أجل تجنب الاضطرابات النفسية التى تقع فيها من الضغوط وعدم الاتزان من جراء جريمة الاغتصاب التى تعرضت لها. - الشخص الذى وقع فريسة الاغتصاب قد يعانى من المشاعر التالية: - الغضب. - الرغبة فى العزلة. - الخوف. - الارتباك. - الشعور بالإثم والخزى. - العصبية .. وهذه مشاعر طبيعية تحدث ما بعد الاغتصاب.
- وهناك البعض الآخر ممن ينسحبون من التواجد الاجتماعى مع أفراد العائلة أو مع الأصدقاء.
إذا تُرك الشخص الذى تعرض للاغتصاب بدون علاج فسوف تكون آثاره مدمرة لنفسيته .. وقد تنتج حالات من الوفيات فى حالة عدم تقديم العلاج المناسب حيث ينجم عن الاغتصاب حالات من الانتحار أو جرائم قتل أو العدوى بفيروسات أمراض الاتصال الجنسى. المزيد عن الانتحار .. المزيد عن الفيروسات والبكتريا .. وجرائم القتل قد تقترفها عائلة الضحية وخاصة مع حدوث حمل للفتاة/ المرأة. كما أنه من الممكن أن يتسبب الاغتصاب فى الكوابيس أثناء النوم، استرجاع الحوادث، تغير فى أنماط النوم والشهية. او قد ينجم عنها اضطرابات نفسية أكثر تعقيداً من ذلك ومن بينها كرب ما بعد المآسى، الاكتئاب، الإدمان. المزيد عن كرب ما بعد المآسى .. المزيد عن الإدمان ..
* اضطرابات الاغتصاب الصحية: الحمل ولتجنب حدوث الحمل قدر الإمكان يتم إتباع الوسائل الطارئة لمنع الحمل من أجل تجنبه، فى خلال 3 أيام (72 ساعة) بعد الاغتصاب. وقد يعد الإجهاض في بعض الدول قانونياً بعد الاغتصاب. المزيد عن وسائل منع الحمل الطارئة ..
الأمراض التى تُنقل بالاتصال الجنسى تتزايد مخاطر انتقال أمراض الاتصال الجنسى في الجنس العنيف بسبب احتمال تمزق أغشية المهبل مما يسهل انتقال العدوى إلى جسم المرأة. وقد تصاب بالعدوى إذا كان الشخص المعتدي مصاباً. ولابد من تقديم العلاج للضحية فى كافة الأحوال ضد هذه الأمراض لوقايتها فى المقام الأول ولتجنب نقل المرض للآخرين، حيث يوصف للمرأة أو الفتاة التى تعرضت لاعتداء بأخذ أدوية لمعالجة السيلان والزُهري والكلاميديا. المزيد عن السيلان .. المزيد عن الزُهرى .. المزيد عن الكلاميديا .. لابد أيضاً من فحص الأيدز بعد 6 أشهر. وحتى انتهاء هذه المدة، يفضل استعمال الواقي الذكري أثناء الجنس لحماية الزوج من عدوى محتملة.
التمزق والجروح قد ينتج من الاغتصاب تمزق وجروح في الأعضاء الجنسية، وألم يزول مع الوقت، قد تحتاج المرأة أو الفتاة لاستشارة طبيب إذا حدث نزيف شديد. أما إذا حدث جرح أو تمزق بسيط، فلابد من: - دش مهبلى 3 مرات في اليوم في مياه فاترة. - استخدام الماء الفاتر على منطقة الفرج أثناء التبول للتخفيف من آلام الالتهاب وحرقة البول. المزيد عن حرقة البول .. - وينصح بالإكثار من شرب السوائل التي تخفف تركيز البول وتقلل احتمال حدوث الحرقة أثناء التبول . - مراقبة علامات الإصابة بالتهاب: السخونة والسائل الأصفر (الصديد في المنطقة المتمزقة أو التى بها الجروح) والرائحة الكريهة، وازدياد حدة الألم. - كثيراً ما تصاب النساء بعد الجنس العنيف بالتهاب فى المثانة أو الكلية . المزيد عن الكلى ..
* كيفية تجنب حدوث الاغتصاب؟ النصائح التى تجعلك بمنأى قدر الإمكان عن الوقوع فريسة للاغتصاب: أولاً - فى حالة عدم وجود اعتداء فعلى: أى امرأة أو فتاة قد تكون عرضة للاعتداء الجنسي، إذ لا يتوقف ذلك على سلوكها الشخصي، ولكن هناك عدة احتياطات من شأنها تقليل فرص التعرض له، قد يكون من المفيد التعرف عليها، هي: - تعلم الثقة بالمشاعر، والتعبير عنها بصراحة إذا شعرت المرأة أو الفتاة بعدم الارتياح تجاه شخص ما، أو شعرت بالخوف أو بالرغبة في مغادرة المكان. - التواجد دائماً ضمن مجموعة في الأماكن غير الآمنة أثناء العمل أو السفر أو التجول في أي وقت من أوقات اليوم. - عدم التواجد فى الشارع فى ساعات متأخرة من الليل، إذا اضطرت المرأة أو الفتاة لذلك، عليها بالمشى مرفوعة الرأس والتصرف بثقة، لأن معظم المعتدين يبحثون عن امرأة يسهل إخافتها. - إذا لاحظت المرأة أو الفتاة أن شخص ما يقوم بملاحقتها، عليها بمحاولة السير باتجاه آخر أو التوجه لشخص آخر أو إلى أحد المحال أو المقاهي لطلب المساعدة. - الاحتفاظ بأداة تدافع بها المرأة أو الفتاة بها عن نفسها- إن أمكن- مثل عصا أو بخاخ يرش على العينين، أو حتى مسحوق بهارات حارة مثل الفلفل الحار أو مسحوق الفلفل الأحمر الحار أو ما شابه لقذفها في عيني المعتدي دفاعاً عن النفس. - تجنب استقبال أي شخص في المنزل مهما كانت درجة قربه من المرأة أو الفتاة (ويتضمن ذلك الأقارب أيضاً)، إذا كانت الفتاة أو المرأة بمفردها في المنزل. - إذا كان الشخص الذي يزعج المرأة أو الفتاة له سلطة عليها، أي المدير في العمل أو أو شخص مرموق في المجتمع، يتم فعل التالى: طلب الفتاة أو المرأة منه التوقف في أول مرة يبادر فيها إلى أمر يزعجها، فهذا يقلل من احتمالات إقدامه على معاملة الفتاة أو المرأة بشكل سيء مع تحذير الآخرين بطريقة ملائمة إذا كان هناك شخصاً متحرشاً أو تصدر منه سلوكيات غير ملائمة. - قد يكون من المفيد تعلم بعض حركات الدفاع عن النفس، للاستعانة بها في هذه المواقف. - إعداد الأطفال بالمثل لتجنب الاعتداء الجنسي عن طريق توعيتهم حول خصوصية أجسادهم، وأن من حقهم رفض أي ملامسة أو تقرب من شخص كان دون إبداء مبرر، مع الإنصات لهم جيداً عند شكواهم من تصرفات غريبة ممن يحيطون بهم وعدم الاستهانة بها.
ثانياً - أثناء محاولة الاعتداء: - الصراخ بصوت عالى لمحاولة إخافة الجانى للابتعاد عنك، ومحاولة إبعاده بقوه أو ضربه فى رأسه أو خصيتيه أو فى ركبته لمحاولة إسقاطه. - البقاء فى حالة يقظة ومراقبة المعتدى، فقد يفقد السيطرة فى لحظة ما وتستطيعين الفرار منه. - عدم التوسل أو البكاء لأن هذا يجعلك فى موقف ضعف ولن يمكنك من مقاومته، الأمر الذى قد يعرضك ي لضرر أكبر. - التعبير عن مشاعرك باشمئزاز مما يقوم بفعله .. لأنه قد يتخيل لوهلة ما أنك ترحبين بذلك. - محاولة حفظ ملامح وجه الجانى للتعرف عليه لاحقاً.
* ما الفرق بين الاغتصاب والتحرش الجنسى؟ هناك العديد ممن يخلطون بين مفهوم التحرش الجنسى والاعتداء الجنسى الجسدى، إلا أن هناك تباين بين المفهومين فالتحرش يتضمن مجموعة واسعة من السلوكيات التى يصعب وصفها وهذا بخلاف ما يحدث فى حالات الاعتداء الجسدى.
لا يمكن وضع تعريف محدد للتحرش الجنسى إلا أنه فى المجمل هو تلك الألفاظ غير المرحب بها و/أو الأفعال ذات الطبيعة الجنسية التى تمثل انتهاكاً للجسد وللمشاعر ولخصوصية الضحية، والتى تشعر معها الضحية بعدم الراحة والأمان والخوف والإساءة والإهانة وغيرها من المشاعر السلبية الأخرى.
يرجع علماء النفس جذور هذا الاضطراب الجنسى لدى الشخص إلى ضعف النشأة الاجتماعية للفرد منذ صغره أى منذ طفولته وخاصة من تلقيه المفاهيم الخاطئة التى تصله عن الجنس الآخر، بالإضافة إلى عوامل تتصل بقصور فى الشخصية والرغبة فى التفاخر والتباهى لتعويض هذا القصور، وهناك عامل آخر هام فى إصابة الفرد بهذا الاضطراب هو عدم الاستقرار النفسى والعائلى. المزيد عن التحرش الجنسى ..
* موقف المجتمعات إزاء جريمة الاغتصاب: الضحية التى تعرضت للاغتصاب لا تتوقف معاناتها لحظة وقوع الاعتداء عليها وإنما تمتد هذه المعاناة لما بعد الاغتصاب وحياة ما بعد الاغتصاب فى المجتمع الذى تعيش فيه، ومدى تقبل المجتمع للضحية سواء من الأهل أو الأصدقاء أو أى شخص تتعامل معه عن قرب أو بعد ويكون على علم بالجريمة التى تعرضت لها.
كما تتمثل معاناة ما بعد الاغتصاب فى معاناة الضحية النفسية التى تمر بها من شعورها بالذنب ولوم النفس لما حدث لها وهو ما نطلق عليه "كرب ما بعد المآسى" هذا الاضطراب يحتاج إلى دعم ومساندة من جانب المحيطين الأمر الذى يحول دون ممارستها لحياتها بشكل طبيعى وخاصة إذا لم تنل الدعم من جانب المحيطين بها.
فهذه الضحية الذى قد لا يدركه الكثير أنها بحاجة ماسة إلى تلقى الرعاية النفسية والاجتماعية والروحية بدلاً من نبذ المجتمع لها كما يحدث فى بعضها.
وعن موقف المجتمعات إزاء من تعرضوا للاغتصاب فهو يتوقف على الثقافة السائدة: فهناك من يشير إلبهم على أنهم ضحايا لجريمة بشعة ومجتمعات أخرى تشير إليهم على أنهم مذنبون.
فالمجتمعات التى تنتشر فيها ثقافة الدعم للمغتصبين الذى ينظرون إليهم كضحايا فهى لا تفرق بين المغتصبين هل هم ذكور أم إناث؟ بل ينظرون إلى الجريمة فى حد ذاتها، وتنظر هذه المجتمعات أيضاً إلى تأثير جريمة الاغتصاب التى لا تقع فقط على الضحية وإنما تمتد إلى الآباء وأفراد العائلة، وعلى المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الضحايا فيتأثر المجتمع بأسره. وأولى خطوات الدعم المطلوبة للضحية والتى تقدمها المجتمعات الداعمة لضحايا الاغتصاب توفير الأمان بمجرد تعرضهم لجريمة الاغتصاب، فالطمأنة فى اللحظات الأولى وتقديم الدعم يساهم كثيراً فى تخفيف الصدمة النفسية التى تعرضت لها. ثم يأتى دور كافة المحيطين بهم بتشجيعهم على أن تنفس عما بداخلها لأفراد أسرتها، وتقديم الخدمة النفسية بواسطة فريق طبي نفسي، بالإضافة إلى تقديم المساعدة القانونية التى تمكن الضحايا من نيل حقوقهم.
أما المجتمعات التى تغيب فيها ثقافة الدعم تتمثل فى المجتمعات العربية والمجتمعات الفقيرة، حيث ينظرون إلى ضحية الاغتصاب وخاصة الفتيات على أنهن مذنبات، وتلجأ الضحية إلى تكتم الأمر داخل النفس وذلك للخوف من بعض المعتقدات الخاطئة فى المجتمع مثل النظرة السلبية، والتشهير، فينتج عن ذلك أعراض نفسية مثل القلق والخوف والاكتئاب واضطراب النوم والأكل، وقد تزداد الأعراض سوءً بلجوء الضحية إلى أخذ بعض العقاقير المهدئة أو المخدرات والكحوليات، مما يؤدى إلى زيادة حالتها النفسية سوءً ولجوئها إلى الانتحار فى بعض الأحيان. ونجد أن مثل المجتمعات التى تغيب فيها ثقافة التعامل مع الاغتصاب على أنه جريمة لا توجد بها مراكز إعادة تأهيل المغتصب أو المغتصبة .. كما أن خوف الأهل "من الفضيحة" قد يضيف عاملاً آخر للضغط النفسى الذى تمر به الضحية، حيث لا يوجد تفهم واعٍ بأن من وقع عليه فعل الاغتصاب هو تعرض لجريمة بشعة بحاجة إلى استرداد حقه القانونى بدلاً من تعرضه للانهيار العصبى ورفض المجتمع والمحيطين لها.