* غياب قيمة الذات مع الانحراف الجنسى:
الجنوح الجنسي لأي شخص قد يكون لمعاناته من الرفض الوالدى ووجود المنزل المفكك. يؤذي هذا النوع من الرفض إلى قصور فى تقدير الشخص، فيبدأ البحث عن بديل
يعيد ما ضاع في المنزل من حب وتقدير واحترام، أي قيمة الذات. ولا تجدي التربية القاسية بالنسبة إلى هؤلاء
الأشخاص، بل تزيدهم بحثاً عن البديل الذى يعطيهم الحب خارج المنزل، كما أنه يسقط الكلام الوالدي ككذب
محض وينظر إليه على أنه عاطفة أبوية كاذبة، ثم إن بعض ممن نشئوا في بيوت مفككة يتعرضون لمشاهدة نماذج تقليد
سلوكي سيىء.
وقد لا يتورع الوالد نفسه عن ارتكاب السلوك الشاذ أمام عيني الناشئ، ومع شعور الأبناء بأن الوالد ينهاه عن
أمر يأتيه هو نفسه، فلم لا يجريه؟ ويسعى هو نفسه إلى ممارسة الشىء ذاته الذي يمارسه الوالد. ويزيد الأصدقاء
الحال سوءاً.
إن الجنوح الجنسي بمعناه الصحيح تعبير عن صراع عاطفي، إنه استجابة عصبية لموقف الذات المشدودة بين العطش
المضني إلى الاعتراف والاحترام والتقدير، أي إلى القيمة، وبين الانتقام من الراشد الرافض الكاذب الذي
يحرم في الابن أو الابنة الأمر باعتباره منكرا ويمارسه هو باعتباره غير منكر. المزيد عن احترام الذات وتقديرها ..
* جذور انحراف المراهق البالغ:
إن جذور جريمة البالغ تساهم في جنوح المراهق، ولا ينقلب جميع الجانحين الأحداث مجرمين لدى بلوغهم، وقد
يتداخل إجرام البالغ في جنوح الحدث لكنه يبقى مشكلة شديدة التعقيد بذاتها، على أن الجرائم تحدث بدرجات
متفاوتة من حيث التكرار، فهي تتراوح بين فعل إجرامي يرتكب مرة واحدة في الحياة يتوقف بعدها المجرم، وبين
سلسلة لا تنتهي من الجرائم .. وهنا لا يتوافق النمط الإجرامي مع نمط الاضطراب النفسي. المزيد عن الجريمة ..
وينحدر المجرمون من مدمني المخدرات والمشروبات الكحولية والعصابيين والفصاميين ومتخلفي العقول، كما
تلعب الضغوط الشديدة المفاجئة دورا خطيرا في تهور الفرد ودفعه إلى الاجرام. قد يهدأ الفرد بعد الجريمة
الأولى ويندم ويتوقف عن الإجرام، ولا يعلم ما إذا كان توقه ناجما عن سجنه وإمساكه أم عن إحساسه بالإثم
واكتسابه لضرب من السيطرة على سلوكه. ويميز الباحثون النفسيون بين المجرم والمحترف والمجرم النفسي، إذ
يمارس المحترف الجريمة لجمع المال بصورة سريعة مأمونة، وهنا ينتمى الشخص إلى عصابة دربته ومكنته من أساليب
المجرم وأخلاقه ويتخصص هذا النوع من المجرمين في مهنته، فيسرق وينشل أو يقتل أو يغتصب من الجنس الآخر،
ولعملياته نمط مميز يسميه رجال الأمن طريقة المجرم. المزيد عن إدمان شرب الكحوليات ..
أما شخصية المجرم النفسي أو الحديث مختلفة تماماً عن شخصية المحترف، إذ أنه يهتم بالأموال ويأخذها لكنه
يبذرها بإسراف. ويبدو أن المجرم النفسي لا يندفع إلى الجريمة لحاجته إلى المال بل للسعي لتأكيد اعتبار
الذات وقيمتها. بينما لا ينتمي المجرم الحديث إلى عصابة إجرامية بل إلى عصابات العنف، وتحدث جريمة العنف
دون تخطيط من جانب المجرم، وليس بين المجرم والضحية أية علاقة. يشعر المراهق (المجرم) النفسي بالهدوء
والراحة بعد ضرب الضحية، ويحل به الأسى إن حيل بينه وبين القتل.
* الانحراف الجنسى بديل عن المنزل المفكك:
الجنوح الجنسي هو وسيلة للاعتراف بقيمة الذات ومثالاً على ذلك ما يحدث مع بعض الفتيات التى يغيب عنها دور
الأب وحنانه. وليس عجيباً أن تقع الفتاة في يدي رجل من عمر والدها، وليس عجيبا منها أن تتقبل الهدايا وأن
تتمزق غيظا بعد كل فعل. وعندما تقر الفتاة الجانحة بأنها لم تتمتع بالجنس، فإنها تعرف أنها لم تسعى إلى
الجنس وإنما إلى الوالد العطوف، أي إلى بديل. المزيد عن دور الأسرة فى التربية ..
والغالب أن يتحول الجنوح إلى البغاء، وهو علاقة جنسية مدفوعة الأجر، فتنتقل الفتاة بين عدد من الرجال لقاء
المال، ويقوم الحقد في الرغبة الدفينة للفتاة في أن تدمر الرجل وزوجته وأولاده، ويتمثل عدوانها في إخفائها
ما بها من مرض على ذلك الرجل. تتعقد صورة الجانحة مشيرة إلى الشذوذ الحاد لتكيف الشخصية وإلى تشوه منظومة القيم لديها.
ويزداد الأمر وضوحاً إن تحدثنا عن الخيانة الزوجية، يتحدث بعض الرجال والنساء عن الإثارة خارج البيت وعن
تحول من في المنزل إلى كتلة لا تثير الجنس. فلو تساءلنا من أولئك الرجال والنساء
الذين يصيبهم مثل هذا الإحساس؟
تبدأ الأعراض بأن تشعر الزوجة أو يشعر الزوج بأنه يتم ممارسة الجنس معه لأنه الأمر واجب بسبب عقد الزواج،
ويتم البحث عن الإثارة خارج المنزل، حيث يركز الرجل بحثه عن فتيات لم يبلغن عمر
طفلته.كما تبحث المرأة عن الرجال الذين يصغرونها فى السن؟ أليس هذا لكي
يؤكد المرء لنفسه أنه مازال شابا قادرا مثيرا، وأن شريكه يمارس الجنس معه لسبب غير سبب الواجب الزوجى.
ويعود الخائن إلى منزله نادماً ينزل على شريكه بكل ما يستطيعه من استجابة آلية ضدية تلغي السلوك الذي ارتكبه
وتخلصه من إثم يؤرقه.
يمكننا إذن إرجاع سلوك الجنوح الجنسى إلى صراع عاطفي واستجابة عصبية لأزمة الذات الخائنة. إنها
أزمة تشد الذات بين القيمة والخوف والإساءة ثم الانتقام ثم الاعتذار إليه بسبب الإثم الناجم عن
العدوان والخيانة.
وليفهم الشركاء أن إيقاف خيانة الشريك ليس بالمزيد من التهديد والوعيد الذي قد يزيد من
الخيانة، بل من خلال مساعدة الشريك ودفعه لإدراك ما يعانيه والتبصر به ومساعدته على أن تبقى
لديه مشاعر القيمة بحب هادئ لا يهدد ولا يشترط ولا يساوم. إنه ضرب من علاج نفسي اجتماعي ذاتي يمارسه
الشركيان مع أنفسهما بمعونة المحلل النفسى.
* المراجع:
"How Can I Improve My Self-Esteem?" - "teenshealth.org".
"Sexual Deviation" - "ncbi.nlm.nih.gov".
"The Role of the Family" - "payh.org".
"The Treatment of Sexual Deviation" - "jstor.org".