* التفكير الإيجابى: التفكير الإيجابى يلعب دوراً هاماً فى سعادة الإنسان وفى إنجازاته التى يحققها فى حياته العملية، فقد توصلت نتائج الأبحاث إلى أن التفكير الإيجابى يساعد على إدارة الضغوط وبالتالى حياة وصحة أفضل للإنسان الذى يمارسه ..
فهل لديك نظرة إيجابية أم سلبية تجاه الحياة التى تعيشها؟
إذن ما هو التفكير الإيجابى؟ التعريف الشائع عن ماهية التفكير الإيجابى هو: "رؤية العالم بمنظور وردى مملوء بالتفاؤل والسعادة مع تجاهل الجوانب السلبية". لكن التفكير الإيجابى فى واقع الأمر هو التعامل مع تحديات الحياة بنظرة إيجابية أو كيفية التغلب عليها بشكل يبنى ولا يهدم الإنسان، والإيجابية فى التفكير لا تعنى تجنب أو تجاهل الأشياء التى لا تروق للشخص أو تلك التى تعكر صفوه .. بل على العكس فهى تقتضى التعامل مع المواقف السلبية فى المقام الأول والتعامل مع الأشخاص التى لا تجلب لنا السعادة لكن بمحاولة التعامل مع الجوانب الإيجابية التى توجد فيهم، بالإضافة إلى تكوين نظرة إيجابية عن الذات وعن قدراتها، وبهذا يمكننا ان نصف فكر الإنسان حينها بأنه إيجابى. المزيد عن مصادر الإحساس بالذات ..
أنماط التفكير المختلفة للأشخاص
هناك البعض من الباحثين النفسيين وضعوا إطاراً تفسيرياً لمفهوم التفكير الإيجابى، وذلك بتفسير لماذا تحدث لنا مواقف بعينها تختلف من شخص لآخر، فالأشخاص التى تتملكها النظرة التفاؤلية غالباً ما ينسبون خبرات السعادة بأنهم هم من قاموا بتحقيقها أما المواقف السلبية أو التى تبعث على التشاؤم فغالباً ما ينسبوها إلى قوى خارجة عنهم أى لا دخل لهم فيما حدث .. كما يرون المواقف السلبية على أنها مواقف مؤقتة ونمطية. على الجانب الآخر، فإن الأشخاص التى تحمل نظرة تشاؤمية فى التفسير دائماً ما تلوم نفسها على النتائج السلبية، كما تفشل فى أن تعطى لنفسها رصيد فى النتائج الإيجابية، ويرون أن المواقف السلبية دائمة ومتوقع حدوثها من جانبهم. والتفكير بهذه الطريقة بلوم النفس على النتائج التى لا يكون للإنسان دخل فيها لأنها خارج عن نطاق سيطرته، بالإضافة إلى النظر إلى كافة المواقف على أنها جزء من حياتهم التى يعيشونها له تأثير سيئ على الحالة المزاجية والعقلية لديهم .. فهم يتأثرون نفسياً وعقلياً بهذه النظرة السلبية أو التشاؤمية!!
* الفوائد التى تعود على الإنسان من ممارسته التفكير الإيجابى: إن التفكير الإيجابى له قوة ساحرة على نفس وعقل وجسد الإنسان، فالأشخاص التى تميل إلى التفكير الإيجابى وتأخذ المواقف بشكل يبعث على التفاؤل فهى تفيد صحتها بشكل كبير .. أى أن التفكير الإيجابى له فوائده الصحية للجسد. ومن بين الفوائد الصحية التى يحملها التفكير الإيجابى للإنسان الذى يتخذه مبدءاً فى حياته وفى مواقفه تجاهها، تتمثل فى التالى: - التفكير الإيجابى يطيل من عمر الإنسان.
- التفكير الإيجابى يقلل من حدة الضغوط، ومن تأثيرها الضار على صحة الإنسان وعلى نفسيته. المزيد عن الضغوط ..
- التفكير الإيجابى يقلل من مخاطر إصابة الإنسان بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- التفكير الإيجابى يساهم فى جسد رشيق وجميل.
- التفكير الإيجابى يرتقى بالصحة النفسية للإنسان.
- التفكير الإيجابى يؤجل من أعراض الضعف والوهن التى تصيب الإنسان فى مرحلة العمر المتقدم.
- بجانب التفكير الإيجابى، لكى تجنى أعظم الفوائد الصحية للجسم لابد وأن تمارس الحركة، وأن تتناول الغذاء الصحى المتوازن وأن تتجنب كافة السلوكيات الخاطئة.
* كيف يمكن أن تمارس مهارة التفكير الإيجابي؟ "التفكير الإيجابي" هو أحد أنواع الاسترخاء والعلاج النفسي لمن يواجه الضغوط. يبدو في بادئ الأمر القيام بذلك هو شيء بسيط للغاية، لكن الكثير منا يجد صعوبة في القيام به، بل وأن الخبراء أنفسهم الذين توصلوا إلي هذا المفهوم يجدون أيضاً صعوبة بالغة في الالتزام بهذا النوع من التفكير وخاصة عندما تواجههم مشكلة ما. المزيد عن التغيير فى حياتنا .. لابد من النظر إلي هذا المفهوم بشكل عملى رغبة في تغيير مجريات الأمور في حياتك. أنظر إلي نفسك بعمق أكثر، وموقفك تجاه الحياة هو الذي يحدد نظرتك إليها. وعلي الرغم من أن "التفكير الإيجابي" ليس بالأمر السهل أو الهين لكنه توجد أخبار سارة لك فهذا النوع من التفكير يشجعك علي إخلاء الذهن من أية متاعب أو ضغوط تسكن بداخله وبالتالى يعطيك علي مزيدا من الثقة بالنفس ويحقق لك السعادة. المزيد عن السعادة ..
إذن كيف تستطيع ممارسة هذه المهارة لتصبح عادة لديك؟
النصيحة الأساسية التى تمكنك من ممارسة هواية التفكير الإيجابى هو التركيز على الحوار الذى يدور بينك وبين نفسك مع الإنصات جيداً إلى حديثك الذاتى. ما هى الوسائل التى تمكنك من التفكير الإيجابى، أو ما هى الأساليب التى تجعلك أكثر سعادة؟ - إذا كان الإنسان يعانى من أية علل نفسية مثل الاكتئاب او القلق أو الانفصام أو الشيزوفرنيا وغيرها من العلل الصحية الأخرى عليه باللجوء إلى المساعدة الطبية. المزيد عن اضطراب القلق .. المزيد عن الشيزوفرنيا ..
- تطوير مهارات وعادات الشخصية الانبساطية، ولكى يصبح الإنسان منبسطاً فى حالة تفاعل مع الآخرين وأن يبتعد عن انطوائيته عليه بممارسة هذه الخطوات وإن كانت لا تبدو بدايتها منطقية من تعلم مهارات ارتداء الملابس وذلك بقراءة كتب الموضة أو بقراءة الموضوعات الخاصة بها على الشبكة البينية، تليها المهارات الاجتماعية بما فيها لغة الجسد، ثم تعلم قضاء بعض الوقت مع أشخاص آخرين تتجاذب أطراف الحديث معهم وتشاركهم فى بعض الأنشطة حتى تتعلم كيف تستمتع بوجودك وسط جماعة .. ثم عَلٍم نفسك كيف تصبح مرحاً وكيف تمارسه أيضاً. المزيد عن إدارة الوقت بطريقة فعالة .. المزيد عن الشخصية الانبساطية والانطوائية .. حب الموضة .. الفوائد والأضرار ..
- تنمية تقدير الذات والتفاؤلية، وإحرازهما ليس بالأمر الهين فعلى الشخص أن يقدر ذاته لكن بدون أن يصاب بالنرجسية والتركيز على أنه لا يوجد من هو أهم منه بل ويحقر دور أى شخص آخر. المزيد عن النرجسية ..
- تدريب الذات على قبول الخبرات والمواقف التى تمر بها مهما كنت نتائجها أو عواقبها، وذلك بتدريب النفس على رؤية الأشياء ليس من منظور سطحى وإنما رؤيتها من الوجه الآخر لها.
- تنمية عادة العرفان بالجميل، فكل يوم يمر على الإنسان يكون به مواقف تبعث على سعادته ومواقف أخرى تبعث على الضغوط. فعليك بقضاء بعض الوقت فى التفكير فى الذكريات السعيدة التى مرت بك على مدرا اليوم الذى تكون فيه.
- لابد وأن يكون هناك هدف واحد على الأقل فى حياة الإنسان يريد أن يحققه ويعيش من أجله، فالهدف هو أكثر المواقف الشارحة للفكر الإيجابى.
- نقب عن مهام تحب أن تقوم بإنجازها، تكون النتيجة الإيجابية مضاعفة إذا كان الشخص يعمل بوظيفة من اختياره ويحبها لكن هذا لا يتوفر إلا للقليل منا، فعلى كل واحد أن ينقب ضمن وظيفته عن مهام يقوم بها تبعث على السرور فى نفسه ويجد نفسه فيها والتى تُعد حينها وسيلة مؤقتة تعويضية عن الوظيفة التى يحلم بها الشخص وتراود تفكيره.
- الاحتفاء مع الزملاء والشركاء حتى بأبسط وأصغر الإنجازات، فكل هدف نسعى لتحقيقه يمر بمراحل تراكمية ومتتالية والاحتفاء بإنجاز كل مرحلة يمثل دافع إيجابي لتحقيق باقى المراحل ويعزز الشعور بالنجاح وتحقيق الذات.
- ابحث عن الحركة وعن الأماكن المفتوحة حيث الهواء الطلق المتجدد، فممارسة الحركة مع الهواء ترتقى بقدرتك على التركيز والانتباه وعلى شعورك بالوجود الجيد لك فى هذه الحياة.
* نصائح إيجابية التفكير بإيجاز: - كن متفائلاً في كل الأوقات، فلن تصل إلي أي شيء من المحاسبة القاسية للنفس باستمرار وخاصة علي الأمور التافهة.
- كن واقعياً، وفكر فى قراراتك قبل اتخاذها، وابحث جيداً الخيارات المطروحة أمامك.
- تحدث بإيجابية عن نفسك، ركز علي صفاتك الحميدة، وحاول الاستفادة من قدراتك الإبداعية.
- اضحك علي كل موقف تقابله وعلي نفسك أيضاً بدلاً من أن تنتابك حالة القلق أو الارتباك.
- أن تؤمن بأن كل شيء يحدث في هذه الحياة لسبب ما، وشغلنا الشاغل في الدنيا هو معرفة هذا السبب.
- ارسم الابتسامة علي شفتيك إذا تعرضت لموقف ما يحبطك.
- توقف عن التفكير ولو للحظة واحدة في اليوم الواحد.
فالحياة حلوة تستحق أن تحيا وتعيش فيها، والإنسان هو الوحيد القادر علي أن يعطي لها هذه الصورة الجميلة إذا فهمها بطريقة إيجابية. المزيد عن الإيجابية فى حياتنا ..
* المراجع:
"Reduce stress by eliminating negative self-talk" - "MayoClinic".
"TenTips To Make Positive Thinking Easy" - "lifehack.org".
"Open Hearts Build Lives" - "ncbi.nlm.nih.gov".
"The Problem With Positive Thinking " - "science.slashdot.org".