* مخاطر شبكات التواصل الاجتماعى:
باتت الشبكة البينية (الإنترنت) وشبكات التواصل الاجتماعة أداة محتملة لتعرض الأجيال الصغيرة لمخاطر
يومية لا حدود لها ولا يجيد أحد التعرف عليها .. وبات تعليم أبناءنا الاستخدام والتعامل الصحيح مع هذه
الشبكات لكى يبقوا فى أمان أمراً أكثر أهمية.
ومن بين المخاطر التى قد يتعرض لها الصغار والمراهقين من خلال شبكات التواصل الاجتماعى .. المخاطر التالية:
- غياب الخصوصية (مشاركة الأمور الخاصة مع الآخرين):
إن المراهقين وصغار السن مولعون بمشاركة صورهم وأخبارهم الخاصة فى حياتهم اليومية من خلال شبكات التواصل الاجتماعى مع الأصدقاء
وأفراد العائلة بل ولأعدائهم ورؤسائهم فى العمل مستقبلاً .. وهذا ما لا يعرفه الكثير. فالمراهق أو الصغير قد لا يفكر فى أمور قد لا
تتضح لهم ولا يدركونها، فكل ما يهمه هو جذب اهتمام الآخرين ولفت النظر إليه، لكن إذا وجه المراهق أو الطفل الثلاثة أسئلة التالية
لنفسه والحصول على إجابة لها هل سيراجع نفسه قبل نشر أى أمور خاصة به:
- هل سيشعر براحة عندما يرى مدير المدرسة أو رئيس العمل المستقبلى هذه الصور؟
- هل يرى شيئاً طبيعياً أن يرى الجدود أو الكبار مثل هذه الصور ولا يجد حرجاً معها؟
- هل يفكر أنه من الممكن أن يستخدمها شخص لا يحبه فى يوم من الأيام بشكل يعرضه للضرر؟
- المحتوى غير الملائم:
إن شبكات التواصل الاجتماعى مليئة ببعض المحتوى غير الملائم بالنسبة للنشء الصغير .. وهذا أمر خطير للغاية فمن الوارد أن يقوم
الطفل أو المراهق بالتعرف على أشياء قد لا تكون ملائمة لسنه العمرية .. فهذه الشبكات تقدم له معلومات بدون أن يبذل مجهود فى
البحث عن العنف أو الجنس أو المخدرات أو الأسلحة التى تضر. المزيد عن ظاهرة العنف .. المزيد عن أسباب إدمان المخدرات ..
ومن أجل أن يضمن الآباء أن الطفل لا يبحث عن مثل هذا المحتوى، لابد من التحدث إلى الأبناء دائماً وبشكل مباشر عن المحتوى الذى يُقدم
من خلال شبكات التواصل الاجتماعى وأنه يوجد بعض المحتوى غير المخصص لهم، وعند ملاحظة أى محتوى غير ملائم لابد من توجيه الابن له بشكل
مباشر وليس سراً، ويمكن للآباء تحميل بعض البرامج التى تغلق الصفحات غير الملائمة على شبكات التواصل الاجتماعى.
- المخاطر العضوية:
إن التطبيقات الإلكترونية المتعددة التى بات الأطفال والمراهقين أسرى لها من أولى مخاطرها الإصابات العضوية من ضعف البصر والصداع
النصفي والإرهاق والتأثير على القدرات الاستيعابية والتفكير للمراهق.
وفى مقدمة المخاطر العضوية الإصابة بالسمنة الناجم عن الإفراط فى الجلوس أمام الشاشات باختلاف أنواعها حتى التلفزيون .. والمراهق
الذي يشاهد التلفزيون أكثر من خمس ساعات فى اليوم الواحد تتزايد لديه مخاطر الإصابة بالسمنة خمس مرات عن المراهقين الذين يشاهدونه
حتى ساعتين .. أما الأطفال مابين أعمار 4 – 9 سنوات ويشاهدون التلفزيون أكثر من ساعة ونصف فهم عرضة بالمثل للإصابة بالسمنة. المزيد عن سمنة الطفل .. المزيد عن السمنة .. المزيد عن مشاكل (اضطراب) صورة الجسد والمراهقة ..
- المخاطر النفسية والعاطفية:
شبكات التواصل الاجتماعى تفرض على الأطفال والمراهقين نظرتهم لأنفسهم،
فالصور التى تُنشر على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى تثير إعجاب صغار السن كثيراً والتى تمثل لهم نوعاً من القبول الاجتماعى إلا
أنها على الجانب الآخر تُعطى لهم شعور متزايد بالقلق إزاء مظهرهم
على الشبكة البينية، وهذا القلق يتزايد أيضاً كلما تابع الطفل أو المراهق صور المشاهير أو الأصدقاء أو أفراد العائلة الأمر الذى
يجعلهم يفقدون الثقة بمظهرهم وشكلهم عند عقد المقارنة مع الآخرين، وهذه من بين المخاطر العاطفية التى يتعرض لها الأبناء وهم مازالوا
فى سن صغيرة. وكل هذا فى النهاية يؤدى إلى الإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية متلازمة مع بعضها البعض مثل الخوف من الاختلاط
بالآخرين، عدم الثقة بالنفس، وسهولة الانخداع بالمظاهر، والخجل في التعبير عن الذات. المزيد عن بناء الثقة عند الطفل .. المزيد عن كيفية بناء الثقة لدى الشخص الكبير ..
- التأثير على القيم الأخلاقية لدى الطفل والمراهق:
الطفل والمراهق مازالوا فى مرحلة تعلم القيم والسلوكيات الصحيحة من المحيط الذى يعيشون فيه، فأى وسيلة يحتك بها تمثل بالنسبة له أداة
تلقى تؤثر على معتقداته وتفكيره، وعليه فإن شبكات التواصل الاجتماعى أصبحت أداة تساهم فى تربية النشء بجانب الأسرة. فالطفل
والمراهق يستخدمون الألفاظ المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، والتعرف على عادات وثقافات مختلفة من خلال شبكات التواصل الاجتماعى
يندرج تحت الانفتاح الإلكتروني .. وبعض من هذه الثقافات تجعل المراهق عرضة للكثير من الثقافة الإباحية مما تشوه طفولته ويزعزع ثقته
بنفسه وبالتالي ينشأ على تربية غير سليمة تؤثر على سلوكياته مع الآخرين بل ومع نفسه. المزيد عن إدمان الإباحية ..
- العزلة وسرقة البراءة:
كلما قضى الطفل أو المراهق وقتاً أطول على مواقع شبكات التواصل الاجتماعى يعانى نقصاً فى الشعور بالانتماء الاجتماعى لأن قضاء
الوقت الطويل يعنى العزلة وعدم التفاعل مع الآخرين المحيطين به وبالتالى عدم الاستمتاع بالمرحلة التى يكون عليها وسرقة طفولته
بدون أن يشعر .. كما أن هذا التراجع الاجتماعى يفرض الوحدة عليه وتغيب عنه العلاقات الاجتماعية المتعددة التى تنمو معه بنمو شخصيته. المزيد عن العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين
- الابتزاز والخداع:
الابتزاز من أكثر التأثيرات السلبية لانغماس الأطفال والمراهقين فى شبكات التواصل الاجتماعى وخاصة فى غياب الرقابة من جانب الآباء،
فالطفل أو المراهق من السهل خداعه من خلال تعرفه على أشخاص بأسماء وحسابات مزيفة لاستدراجه وإلحاق الضرر به. وفي غياب القوانين
يستخدم الطفل أو المراهق هذه المواقع .. مما يجعله أكثر عرضة لخطر القرصنة الإلكترونية لجهازه وأجهزة عائلته ولانتهاك خصوصيته.
- المقارنة: من القسوة أن نقارن حياتنا بحياة الآخرين من خلال ما يتم رؤيته من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، بالنسبة للمراهقين والصغار سرعان ما
تصبح شبكات التواصل الاجتماعى أداة للتباهى ومكان لعرض حياتهم بصورة أكثر إثارة من الآخرين .. ويكون الأمر كله بناء صورة قد تكون
خالية من الحقيقة بعض الشىء لأن هناك ممن يقدم نفسه بصورة مبالغة مخالفة للحقيقة التى يكون عليها من أجل المقارنة والفوز بالاستحسان
الأكثر من الآخرين، وطالما كذب الإنسان فإن ثقته بنفسه تهتز.
وتظهر آثار المقارنات على النحو التالى وطبقاً للدراسات الحديثة فإن شبكات التواصل الاجتماعى تدمر الصحة العقلية لدى الصغار
والمراهقين، لما تسببه من القلق والشعور بالاكتئاب. المزيد عن الاكتئاب ..
فعندما يرى الصغار الصور والفيديوهات التى تُنشر عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعى لما يفعله الآخرون من التنزه أو الذهاب لمكان ما فهذا
يثير غيرة المراهق أو الصغير بأنه لا يستمتع مثل الآخرين وأنه لا يرى مثل هذه الأماكن وهذا النوع يسبب المقارنة والإحباط حيث النظر
لما يفعله الآخرون وهو لا يفعل نفس الشىء وخاصة إذا كان لا يملك الأدوات الكافية للتعامل مع مطالب وسائل التواصل
الاجتماعي السريعة، ويوصى الخبراء بعدم زيارة شبكات التواصل الاجتماعى أول شىء فى الصباح لأن عليها تتحدد الحالة المزاجية لباقى اليوم.
ومن المفترض أن شبكات التواصل الاجتماعى كان الغرض من وراء إنشائها هو أن تكون بمثابة الأداة الإيجابية التى تُسهل حياة الإنسان وليس
لتعقيدها وللتعبير عن النفس بالمثل، لكنها أصبحت أداة نشر السلبية بين البشر .. فإذا أرسل شخص حتى مجرد تعليق لا يتفق مع رأى الآخرين
تصبح هناك موجة من العنف الكلامى والنقد الشديد. المزيد عن الإيجابية فى حياتنا ..
- ذم الآخرين وتشويه صورتهم والإساءة إلى السمعة:
وهذه ليست فقط مشكلة تربط المراهق بشبكات التواصل الاجتماعى لكنها مشكلة جميع الفئات العمرية عند التعامل مع الآخرين من خلال شبكات
التواصل الاجتماعى والتى تخرج عن نطاق آداب استخدامها. المزيد عن إتيكيت استخدام شبكات التواصل الاجتماعى ..
أما عن تشويه السمعة فقد لا تظهر للمراهق فى حينها لكن بعد عرض الصور ومشاركة تفاصيل الحياة على شبكات التواصل الاجتماعى قد
يستغلها البعض لاحقاً ضده عندما يكبر سواء فى مجال العمل أو فى الحياة الشخصية بما يضر بسمعته وسمعة أسرته.
- العبء المالى على الأهل:
فى بداية الأمر كانت شبكات التواصل الاجتماعى موجهة إلى الكبار البالغين، إلا أن مصممى برامجها جعلوها مليئة بالإعلانات عن اللعب
والملابس وأشياء أخرى كثيرة مما لفت نظر الطفل/المراهق إليها وأصبحت هناك رغبة لمتابعتها ورغبة بالمثل فى شراء كل ما تعرضه
الإعلانات. إلى أن تطور الأمر إلى استخدامها مثل الكبار بل وإدمانها وشراء أحدث الأجهزة الإلكترونية الذكية التى تمكنهم من
متابعة أخبارها فى أى ومن كل مكان .. أى مزيد من الإنفاق المالى. المزيد عن إدمان الشبكة البينية ..
* الاستخدام الصحى لشبكات التواصل الاجتماعى:
إن أساليب التربية لأبنائنا لم تعد تخضع فقط لتأثير الأسرة
والأصدقاء والمدرسة بل أصبحت شبكات التواصل الاجتماعى عنصراً عاملاً وفعالاً بشكل كبير فى طرق التربية .. لذا لابد وأن يضع الآباء
خطة التربية الخاصة بهم متضمنة على كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعى بشكل صحى لأنه لا مفر من استخدام الأبناء وخاصة
المراهقين لها.
والاستخدام الصحيح يعتمد على المرحلة العمرية التى يكون عليها الابن أو الابنة، فيوم الأبناء لابد وأن يُقسم بالشكل التالى
فالأطفال والمراهقون يحتاجون إلى فترات من النوم ما بين 8 -12 ساعة وذلك حسب السن العمرية، ويحتاجون إلى نشاط بدنى لمدة ساعة على
الأقل، ووقت محدد يضعه الآباء لأبنائهم من أجل الإطلاع على ما يحدث فى شبكات التواصل الاجتماعى.
خطة استخدام شبكات التواصل الاجتماعى:
- بقاء الابن/ الابنة بعيداً عن شبكات التواصل الاجتماعي أو أى شاشة قبل وقت النوم بساعة، وعدم نومه بجانب التليفون المحمول. المزيد عن إتيكيت استخدام التليفون المحمول ..
- حظر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي أثناء القيام بعمل الواجبات المدرسية لأنها تشتت الانتباه.
- وضع قواعد محددة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعى ونوعية المواقع التى يرتاد عليها الأبناء كل وفقاً لمرحلته العمرية للتأكد
من أمانها.
- محاولة الابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعى فى أوقات الفراغ، وتشجيع الأبناء على ممارسة أنشطة أخرى مثل الرياضة أو القراءة أو
التحدث معهم. المزيد عن مهارة القراءة ..
- لابد وأن يكون الآباء أنفسهم قدوة للأبناء بعدم الانشغال بالتليفون المحمول أو شبكات التواصل الاجتماعى أثناء قضاء أوقاتهم
مع أبنائهم. المزيد عن الجو الأُسرى للمراهق .. المزيد عن الروابط الأسرية ..
- تعليم الأبناء آداب شبكات التواصل الاجتماعى بعدم الإساءة للآخرين أو التدخل فى خصوصياتهم.
- وللحفاظ على الخصوصية وعدم تعرضها للانتهاك لابد وأن يلفت الآباء نظر الأبناء إلى عدم محادثة شخص عبر شبكات التواصل الاجتماعى لا
يكونون على معرفة به، مع وضع خصوصية على حساب المراهق بحيث يظهر للأصدقاء الذى يكون على معرفة بهم فقط.
كما أنه لابد من توضيح مساوئ شبكات التواصل الاجتماعى وتداول الأخبار الخاصة بأنه من الممكن أن يسيء أحد الأشخاص إليه فى يوم من
الأيام.
لابد من حجب عنوان المنزل أو أرقام التليونات عن صفحات الابن/الابنة وإخباره بعدم إرسالها لأى شخص. وإخبار الطفل/المراهق
بعدم نشر صور أو مقاطع فيديو من حفلات خاصة مع الأهل أو الأصدقاء حتى لو كان يرى أن كل أصدقائه يفعلون ذلك.
* التأثيرات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين:
من المهم أيضاً تذكر أن المراهقين يختبرون وسائل التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة، مما يعني أنها ليست دائمًا سلبية. هناك بعض الآثار
الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين اليوم. ويشير بحث تم إجراؤه بجامعة هارفارد إلى التالى: "يمكن أن تكون القدرة
على زيادة الوعي، والتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم، ومشاركة لحظات الجمال مصدرًا للتمكين والارتقاء بالبعض. يدرك العديد من
المراهقين أن الصور التي يرونها هي لقطات منظمة، وليست مؤشرات واقعية، ويقل احتمال السماح لتلك المنشورات بجعلهم يشعرون بعدم
الأمان بشأن حياتهم". ويشير البحث أيضًا إلى أن المراهقين على مدى عقود واجهوا تحديات تنموية، ومعظمها ليس جديدًا. وما يجعل اليوم
مختلفًا هو أن التحديات تظهر الآن في وسائط مختلفة (مثل وسائل التواصل الاجتماعي) ويتم التعامل معها بشكل مختلف ايضاً.