* الحضانة وأهميتها فى حياة الطفل: دور الحضانة هى إحدى المؤسسات التعليمية للطفل فى مرحلة مبكرة من عمره حتى وصوله لسن المدرسة.
متى يكون الطفل جاهز لدور الحضانة (الطفل ودور الحضانة): معظم البرامج الدراسية تبدأ من عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام، وأحيانا يشعر الآباء أن تجربة الحضانة قد تكون مفيدة لطفلهم، خصوصا إذا كان الطفل مستقلا عن والديه، أو أن يكون قادرا على قضاء وقت دون أن يكون مع أي من والديه، أو إذا كانت لديه المهارات الأساسية التي تمكنه من إطعام نفسه، فكل هذه المؤشرات تعني أن طفلك قد يكون جاهزا للحضانة. ولكن بالطبع هذا القرار يعتمد أيضا على عوامل متعددة أخرى.
* أهمية دور الحضانة عبر التاريخ: أكد أفلاطون منذ ألفي عام على فوائد تربية الأطفال، ومنذ ذلك الحين اتخذ توجيه الصغار وتربيتهم خارج البيت أشكالاً عدة، وفي أوائل القرن 18 أقيمت مراكز تقوم على توفير تربية دينية وحماية صحية للصغار في بريطانيا، وأنشئت ـ في أوائل القرن 19 ـ دور للحضانة في كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر أنشأ "فريدريك فروبل/Friedrich Froebel" أول روضة للأطفال في ألمانيا عام 1838م، واختار لها هذا الاسم KINDERGARTEN، فروبل كان يرى أن اللعب أهم ما يشتغل به الأطفال، كما اهتم بالرسم والتلوين وقص الورق وعمل النماذج من الصلصال كوسائل يعبر بها الأطفال عن نشاطهم وذلك إلى جانب اهتمامهم بالغناء والمرح. من هو "فريدريك فروبل/Friedrich Froebel"؟ ولد فروبل في(1782) في أوبرفيس - ألمانيا، درس علم الأحياء وعلم النبات وبعد ذلك انتقل إلى سويسرا لزيارة مدرسة "بيستالوتزي" وبقي فيها لسنتان والذي كان له اثر كبيرا بأفكاره وأسلوبه وعاد إلى ألمانيا ليؤسس مدرسته الخاصة التي أسماها (حدائق الأطفال) واليه يرجع الفضل بتأسيس رياض الأطفال في العالم وألف كتابه المشهور "تربية الإنسان".
* دور الحضانة فى مكان العمل .. وانفصال إيجابى عن الأم: نوعية الاتصال الوجدانى والاجتماعى سواء كان إيجابيا أو سلبا بين الطفل ووالديه وخاصة الأمهات تؤثر تأثيرا كبيرا فى عملية الانفصال فأفضل اتصال بين الطفل وأسرته يؤدى إلى أفضل انفصال والعكس صحيح.
ومن الأمور الجوهرية لصحة الطفل النفسية أن تعطي الأم وقتاً طويلاً لطفلها، وتمنحه الكثير من اهتمامها في السنوات الأولى من حياته، لأن خروج المرأة لساعات طويلة خارج المنزل قد يؤثر بشكل سلبي على أطفالها، للحاجات النفسية التي يشعر بها ولا يمكن إشباعه إلا بواسطة الأم، سواء من حنان أو عطف أو احتواء أو شعور بالأمان، حيث نجد أن طبيعة الطفل الذي تغيب عنه والدته كثيراً ويهمل من قبلها يحكمه شعور الخوف والخجل والانطواء، وهذا بدوره يؤثر في علاقة الطفل بالأطفال الآخرين وبالمجتمع بشكل عام وعلى تكوينه النفسي والاجتماعي، وهذا يفسر الفجوة التى تكون بين الأم العاملة وأطفالها، بسبب خروجها للعمل فترة من الوقت، لكن مشاركة الأم لأطفالها لمختلف نشاطاتهم وهواياتهم وتلبية رغباتهم وإعطائهم كثير من الحب والحنان والرعاية، قد تزيح تلك الفجوة
* أهمية دور الحضانة: - تدريب الطفل على التفاعل مع الآخرين وخاصة الأطفال من سنه. - تدريب الطفل على الانفصال الإيجابى عن الأم والمنزل. - تنمية قدرات الطفل العقلية من حيث التذكر، والفهم، والإدراك، والتخيل. - تنمية قدرة الطفل على المحادثة والتعبير عن أفكاره ومشاعره. - تعلم الطفل لمختلف المهارات التعليمية والإيجابية من تعلم الكلام، والقراءة فى سن متقدمة والاهتمام بتنمية الهوايات لدى الطفل .. بالإضافة إلى تعليمه السلوكيات الإيجابية. المزيد عن الهوايات .. - يمارس نشاطات حركية - حسية متنوعة تتطلب استخدام عضلات الجسم. - تنمية الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس. - توفير المكان الآمن للطفل فى حالة انشغال الأم بجانب الأب فى العمل خارج المنزل. - تنمية السلوكيات السليمة نحو النظافة والتغذية والمحافظة على الصحة.
* الخصائص التى ينبغى ان تتوافر فى القائمين على دور الحضانة: - من أهم السمات أو الخصائص التى ينبغى أن تتحلى بها معلمة الروضة أو الحضانة هو حبها لمهنتها، وقدرتها على التعامل مع الأطفال لأنه أصعب بكثير من التعامل مع الكبار. - القدرة على الإلمام بنفسية الطفل، واكتشافها وكيفية التواصل الصحيح معه – كل طفل حسب ميوله وأهوائه. - القدرة على توجيه الطفل على أساس الفروق الفردية، منح الفرصة له والوقت للتعلم الذاتى.
- التحلى بالصبر عند التعامل مع الطفل، والقدرة على التفاعل معه. - ان تتمتع بالصفات الأخلاقية الإيجابية، لأنها تعلم الطفل، كما أنها تُعد القدوة له. - القدرة على التأثير على الطفل. - أن تتمتع بالمرونة والقدرة على الابتكار والتحلى بالذكاء. - وأن تكون انفعالاتها متزنة لا تتحكم فيها أهوائها الشخصية عند التعامل مع أى طفل، وأن تكون موضوعية بالقدر الكافى.
* استعداد الطفل لمرحلة الحضانة: تجربة الحضانة قد تكون مفيدة للطفل خصوصا إذا كان الطفل مستقلا عن والديه، ويمكنه قضاء وقت دون أن يكون مع أي من والديه، وإذا كانت لديه المهارات الأساسية التي تمكنه من إطعام نفسه، وإذا كان يستطيع التعبير عن رغبته فى الذهاب للحمام بالمثل.
* شروط اختيار الحضانة الملائمة: إن معايير اختيار الأب والأم لدور الحضانة قد يختلف بعض الشىء من أسرة إلى أخرى، إلا أن هناك بعض المعايير العامة التى لا ينبغى الخروج عنها أو التهاون فيها، ومن بينها: - السلامة لأن رعاية الطفل ينبغي أن تكون آمنة، تأكد أن الأبواب آمنة ومغلقة دائما. - البحث عن مستويات النظافة في الحضانة. - من المهم أن تعرف الأم نوع النشاطات التي توفرها الحضانة للطفل، وهل تساهم في تطوير شخصيته وتواصله الاجتماعي. - موقع الحضانة، وما إذا كانت موجودة في منطقة فيها ضجيج أم في منطقة هادئة، فالطفل في سنواته الأولى في حاجة إلى أن ينمو بهدوء لأن التلوث السمعي يؤثر سلباً في مزاجه. المزيد عن التلوث السمعى .. كما أنه قد يكون معايير اختيار مكان الحضانة خاضع للحضانة الأشهر أو التى تتوافر بها إمكانات خاصة بصرف النظر عن قربها من المنزل مما يسبب ضغطًا نفسيًا على الأسرة للمسافة البعيدة.
- التأكد من عدد المشرفين والأطفال، وحجم المجموعة، فكلما كبر عدد المشرفين كثر الاهتمام الذي يتلقاه الطفل. - توافر الإسعافات الأولية بالحضانة. - نوعية الأطعمة التى تقدم للأطفال. - مواعيد النوم في الحضانة، من الضروري أن تتحقق الأم من برنامج موعد النوم في الحضانة، إذ لا يجوز الطفل أن يكون نائمًا عندما تأتي والدته لاصطحابه إلى المنزل. - توافر معايير الأمان فى اللعب المتوافرة فى الحضانة وبالمثل نوعية الأثاث الموجود حتى لا يتعرض الطفل للإصابات. المزيد عن أمان اللعبة للطفل ..
- اختيار الحضانة يكون بالمثل فى ملاحظة سلوك الطفل بعد عودته منها ما إذا كان سعيداً أم لا. في البداية قد لا يكون سعيداً ولكن حين يعتاد يصبح يحبها، بينما إذا بقي حزيناً لفترة طويلة فهذا مؤشر لأنه غير مرتاح في الحضانة.
* سلبيات الحضانة للطفل: السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هى مرحلة هامة للغاية حيث يكتسب خلالهما الطفل العديد من المهارات الأساسية التي تشكل حياته فى المستقبل، ومن هنا ظهرت فوائد دور الحضانة وأهميتها للطفل، حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يذهبون إلي دور الحضانة أو الروضة تكون لديهم مهارات اجتماعية أكثر ممن لا يذهبون لدور الروضة. وإذا كانت الحضانة لها إيجابيات متعددة للطفل وللآباء، إلا أنها على الجانب الآخر لها بعض السلبيات: - فى دراسة أخرى وجد أن الأطفال الذين قضوا أوقاتا طويلة في دور الحضانة (أكثر من 6 ساعات يوميا) أظهروا مستويات أعلى من العدوان والعصيان في وقت لاحق من طفولتهم. - ذهاب الطفل فى سن مبكرة جداً من حياته (فى مرحلة الرضاعة منذ سن عام) إلى دور الحضانة يقل ارتباطه بأمه. - عند خروج الطفل وتواجده فى محيط يتواجد فيه أطفال آخرين فهو بالضرورة أكثر تعرضاً للعدوى بمختلف الأمراض التى تنتشر فى سن الطفولة. - الطفل يتفاعل ويتأثر بسلوك الأطفال الآخرين .. فقد يكتسب منهم السلوكيات الحميدة .. والأخرى السلبية.
* مسئولية الآباء مع دور الحضانة: إذا كان الآباء يحرصون على اختيار دور الحضانة بعناية فائقة، بأن تتوافر فيها مواصفات الأمن والسلامة للطفل .. إلا أنه هناك دور مكمل للأب والأم مع دور الحضانة لا يمكن الاستغناء عنه، فدخول الطفل للحضانة هذا معناه الانفصال عن الوالدين لفترة من الزمن والذى فى المقابل يجب تعويضه للطفل عند عودته من الحضانة، ووسائل التعويض هذه تتمثل فى: - الطفل يكون حساساً تجاه الأم، ويفهم الرسالة التى توجهها له حتى لو كان صغيراً لا يستطيع الكلام، فنبرة صوت الأم التى تشعره بالأمن والطمأنينة هامة للغاية من التحدث إليه أنها لن تغيب عنه طويلاً وأنها ستأتى لتأخذه من الحضانة وهى بالمكان الجميل الذى سيلعب ويلهو فيه بعض من الوقت.
- قبل ترك الأم لطفلها، عليها ألا تستعجل في وداعه، بل عليها حضنه وطمأنته قبل تركه.
- التواصل مع القائمين على رعاية الطفل فى الحضانة، لمعرفة بعض التفاصيل عن طفلها أثناء تواجده هناك مثل أنماط بكائه، أنماط تناوله الطعام، كيفية تقبله للأطفال الآخرين .. حتى تكون الأم على دراية بكافة الأمور والتى تحاول من خلالها معرفة ما يريح الطفل بالتعاون بينها وبين القائمين على رعايته فى الحضانة.
- اصطحاب الأم لطفلها فى الأيام الأولى عند دخوله الحضانة (والتى تصل إلى أسبوعين)، ومشاركته فى بعض الأنشطة التى يمارسها، بحيث أن تتقلص ساعات التواجد معه يوم بعد يوم. المزيد عن احتفال الأم بعيدها مع أبنائها ..
- إعطاء الطفل لعبته المفضلة له عند ذهابه للحضانة التى تذكره بالمحيط العائلي مما تشعره بالطمأنينة عندما يخرج من المنزل.
- الدقة في المواعيد، على الأب أو الأم العودة في الوقت المحدد إلى الحضانة لأخذ الطفل، فهذا يشكل أمراً مهماً بالنسبة إلى الطفل، مما يعزّز ثقته بوالدته أو والده. المزيد عن أساليب تربية الطفل ..