بكاء الطفل .. وكيفية التعامل معه

* الأطفال والبكاء: من بين الوسائل التى يعبر بها الطفل عن مشاعره وأحساسيه بل ومتطلباته التى يحتاجها هى البكاء، فالطفل الرضيع ليس بوسعه التحدث والتعبير عما يريده من أبويه .. لذا فهو يلجأ للبكاء من أجل لفت النظر إليه وتلبية احتياجاته المختلفة.

عندما يكون الطفل فى رحم أمه فهو فى عالمه الخاص به المخلوق من أجله، وبولادته وخروجه للحياة تبدأ رحلته إلى العالم الغريب والجديد بالنسبة له والمليء بمشاعر وأشخاص كثيرة. وسيستغرق ذلك وقتاً منه لكى يعتاد عليه لأنه عالماً مختلفاً بل وسيستغرق الآباء فترة من الزمن للتعرف على مولدهم الجديد ومتطلباته مع وجود الشعور بالإثارة والتى تكون قد بدأت بالفعل مع حمل الأم لجنينها ثم عناء الولادة ثم المسئولية الجديدة التى تظهر مع هذا الطفل الجديد.
المزيد عن متطلبات الحمل الصحى ..

* كل الأطفال مختلفة:
يختلف كل طفل عن الآخر، فيوجد البعض الهادئ والبعض الآخر على العكس لكن الغالبية العظمى من الأطفال تجد صعوبة فى البداية للتكيف مع عالمهم الجديد. فإذا كان الطفل ممتلئاً (شبعان) ونظيف غير مبتلاً يكون هادئاً ولا يثير أى جلبة أو صراخ من حوله لكن عندما يكون مبللاً أو جائعاً أو يشعر أنه وحيداً يبكى حتى يعبر لك عن مشاعره أى أن بكائه تعبيراً عن احتياجه عن وضع لا يريده لأنه لا يتكلم أو يعبر مثل الإنسان الكبير.
المزيد عن مشاكل الحفاضات وكيفية علاج الأم لها ..

توجد بعض الأطفال التى لا تبكى كثيراً وهادئة بطبعها، ويوجد البعض الآخر المزعج الذى من السهل بكائه وصراخه. تكون الرضاعة لدى البعض بمثابة العصا السحرية التى تهدأ الأطفال وعند البعض الآخر تكون العصا التى تضربهم وتعذبهم. تهدأ بعض الأطفال عند هزهم قليلاً وتستكن لذلك والبعض الآخر تكون نهاية العالم عندهم كما يتضح من بكائهم. فكل الأطفال مختلفة.

يا تُرى إلى أى مجموعة ينتمى الطفل؟ لا تظن الأمهات بأن عدم نومها بعد الولادة أو بكاء أطفالها وصراخها ليس بالشىء غير المألوف أو المعتاد ... وإنما هو فى واقع الأمر أمراً طبيعياً .. وعلى كل أم آلا تعقد المقارنة مع الآخرين فكل طفل مختلف عن الآخر.
المزيد عن الآباء الجدد ونصائح الآخرين لهم ..

* لماذا يبكى الطفل؟
يبكى الطفل لأنها وسيلة التعبير الوحيدة عن مشاعره فهو لا يتكلم لإبداء ما يريده .. ولا يسير لكى يأتى إلى الأم ويطلب ما يريده، ويبكى لهذه الأسباب إما لأنه جوعان يطلب طعامه من الرضاعة أو المص فقط لإراحته، أو يريد أخذ حماماً أو أنه يحتاج إلى من يكون بجواره حيث يشعر أنه وحيداً ويريد من يحضنه ليشعره بالدفء والحنان ويتحدث إليه .. أو لأنه مبتلاً يريد ان يغير حفاضته ويشعر بالنظافة مثل الكبير .. أو لأنه يعانى من مغص. ولا يرتبط البكاء بوقت بعينه والمطلوب من الأم أن تبحث فى كل هذه الأسباب ومحاولة علاجها بحنان وأن تتحمل الأم بكائه لأنه يريد منها الراحة والشعور بالطمأنينة.
المزيد عن طريقة استحمام الطفل حديث الولادة ..
المزيد عن كيفية الاعتناء بالحبل السرى عند الطفل حديث الولادة ..

* كيف تتعامل الأم مع بكاء طفلها؟
من السهل التحدث أو الكتابة عن النصائح التى يمكن أن تتبعها الأم لتهدئة الطفل من البكاء الذى ينتابه فترات كثيرة. والإجابة على هذا السؤال صعب للغاية إلى درجة أنه لا توجد إجابة عليه، لكن على الأم أو الأب عدم الدخول فى صراع مع الطفل أو الغضب منه فالحل الوحيد لهذه الأزمة التى يعتبرها الكثير من الآباء كذلك بالرغم أنها الوسيلة الوحيدة التى يعبر بها الطفل عن ما يشعر به أو حتى وجهة نظره إن جاز القول، هو التعامل معها بمنطلق وسيلة التعبير الوحيدة هذه أى تحاول الأم ان تقترب من طفلها وتتفهم ما يحتاجه من آلام تنتابه مثل المغص أم جوعان .. أم مبتلاً .. أو يريد مزيداً من الحنان بين أحضانها.
المزيد عن الغضب ..

* الاستيقاظ ليلاً عند الأطفال:
لا يفرق الطفل حديث الولادة بين النهار والليل فى البداية، والأطفال الرضع تحت سن 6 شهور تستيقظ ليلاً (وهو الميعاد غير الطبيعى للاستيقاظ عند الكبار)، لأن الطفل يحتاج إلى وجبة وخاصة فى الثلاث أو حتى الأربع أشهر الأولى من ميلاده لأن جهازه الهضمى يحتاج إلى العمل بعد انقضاء حوالى أقل من ست ساعات وخاصة للأطفال التى ترضع رضاعة طبيعية.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال ..

* الروتين اليومى مع الأطفال:
فى بداية ميلاد الطفل يكون الاعتماد كلياً على من يقدمون العناية به وخاصة الاعتماد الروحى والعاطفى. وبنمو الطفل سيكبر معه شعور الطمأنينة بأن الأم موجودة عندما يحتاج لها الطفل لأن الإدراك عنده ينمو وتبدأ الأم فى الإحساس بحريتها والتخلص من الروتين الذى يكاد تضيق به ذرعاً والذى تدور فى فلكه يوماً بعد يوم.
ويبدأ الطفل مع هذا الإدراك فى الاعتماد على نفسه قليلاً سواء من اللعب مع نفسه ومحاولة تسليتها ولكن تبقى احتياجاته الأساسية من الطعام والنوم والدفء والاهتمام. أى أن للروتين مكان فى حياة الأم على الدوام لكنه يتغير بتغير اهتمامات الطفل ونموه وتقدمه فى العمر، وعلى الأم أن تكون مرنة لا تحاول وضع أسئلة لهذا النمط الروتينى لحياتها الجديدة لأن ذلك سيمثل عائقاً أمام فهمها لطفلها. والمخرج الوحيد للأم لكى تتحمل هذا العناء من الروتين ولكى تستمر لتقديم الرعاية لطفلها لأنه يحتاجها هو العناية بنفسها وتقديم الطرف الآخر (شريك الحياة) المساندة المعنوية وأيضاً أفراد أسرتها .. أو إذا كان هناك من يعتنى بالطفل لمدة ساعة أو ساعتين من أجل الحصول على راحة من الأمومة.
المزيد عن الأمومة ..

* الطفل يتعلم ويعرف:
لا يطلب الطفل أكثر مما يحتاجه، وإذا كانت تبدو وكأنها طلبات صعب تحقيقها فهى كذلك لأنه مازال يجرب لكى يعرف ويتعلم، فالطفل لا يستطيع فهم وجهة نظر غيره أو يضع فى اعتباره مشاعر الغير. وحتى الطفل الصغير لا يعى إلا القليل من هذه المشاعر، لكن الطفل أو الطفلة خلال العام الأول من عمر/عمرها والذى/التى أخذ/أخذت الرعاية والحنان يكون قد تولد لديهما شعور الثقة بأن أبواه موجودين عند الاحتياج إليهما وهو بذلك يتعلم معنى الانتظار والمشاركة.
المزيد عن بناء الثقة عند الطفل الصغير ..

* البكاء المفرط:
إذا كان الطفل دائم البكاء الشديد ولا تستطيع الأم تهدئته، فعليها اللجوء إلى الطبيب للاطمئنان أنه لا توجد أية مشاكل صحية يعانى منها الطفل. وإذا استمر الطفل فى حالة بكائه لا تحاول الأم أن تشعر نفسها بأن الطفل يبكى بدون سبب أو لأنه طفل سيئ، لأن هذه المشكلة مشكلة شائعة تعانى منها الأمهات وستنتهى فى وقتها.

* نصائح هامة للأم عن بكاء الطفل:
على الأم أن تجرب هذه النصائح لكى تساعدها نوعاً ما فى تهدئة طفلها إذا كان مزعجاً:
- ينبغى أن تكون أوقات النوم للطفل وسط بيئة هادئة مريحة له حتى يستطيع التفريق بينها وبين أوقات النهار المليئة باللعب والصخب.
المزيد عن اللعبة والطفل ..
أنواع اللعب الهامة للطفل ..

- التحدث لطفلك بصوت هادئ أو المداعبة له حتى يدخل فى النوم.
المزيد عن عادات النوم عند الأطفال ..
- محاولة الحصول على أوقات للراحة لك حتى تستطيع الأم التعامل مع طفلها.
- عدم اللجوء إلى العزلة والتعرض للإحباط مع بكاء الطفل المستمر، ومحاولة حصول الأم على المساعدة كلما أمكنها ذلك.
- محاولة الاستمتاع بالطفل عندما يكون سعيداً وهادئاً، لأن هذا سيجعل الأم تتحلى بالصبر أثناء أوقات البكاء الصعبة.

وإذا استمر الطفل فى البكاء وعدم القدرة على الاسترخاء .. علي الأم التفكير فى نهاره وكيف قضاه .. هل هناك شىء ضايقه؟ فبعض الأطفال تحب الاستقلال طوال النهار ويأتى الليل ويكونون متشوقين لحنان الأم ودفئها. فعلى الأمهات قضاء بعض الأوقات مع أطفالهن فترة النهار ولا يفكرن فقط فى كيفية تعليمهم الاعتماد على أنفسهم للتخلص من عناء مسئوليتهم.

* يشعر الطفل بأحاسيس ومشاعر الآخرين:
إذا كانت الأم أو العائلة تمر بأوقات غير مستقرة أو سعيدة فى حياتها فنجد أن الطفل يشعر بها فتجده مستيقظاً قلقاً معها، فمن الصعب حماية الطفل من أزمات العائلة. وتنتاب العائلة مخاوف أكثر من عدم قدرتهم تقديم الحب والصبر كما ينبغى أن يكون عليه لأطفالهم مما يعرض الأهل للقلق والغضب ويكونون هم من يحتاجون المساعدة والعون.
فعلى كل أم وأب بقدر الإمكان توفير البيئة الصحية الملائمة للطفل حتى ينشأ صحياً معافى وأن يتقبلا مسئولية الأبوة والأمومة بصدر رحب بدون الإحساس بأنها عبء نفسى عليهما.
أخطاء يرتكبها الآباء مع الأطفال حديثى الولادة ..

المزيد عن كيفية الاعتناء بالطفل الرضيع بدون الوقوع فى أخطاء ..