*
الشاشة والطفل: الشاشات أصبحت الآن متواجدة
بشكل كبير فى حياة البشر، ومن بينهم الأطفال. فالأطفال
تمكث أمام مختلف أنواع الشاشات غالبية اليوم..
فالطفل يستخدمها فى ألعابه أو فى استذكاره، والتحكم فى
الوقت الذى يقضيه الطفل أمامها من التحديات الكبيرة
للآباء.
فالأمر معقد للغاية
وخاصة إذا كانت الشاشة تُستخدم للغرض التعليمى أو من أجل
النمو الاجتماعى للطفل .. فكيف يضع الآباء القواعد الخاصة
باتصال الطفل بمن حوله عن طريق الوسائط الإعلامية الذى
أصبح الاتصال بها غالبيته من خلال الشاشات؟
* مشاكل الشاشات:
اللعب الحيوى الذى يتمثل فى ممارسة الطفل للحركة والجرى هو أفصل له
وأكثر فائدة لنمو
مخه عن الألعاب الإلكترونية. الأطفال أقل من عامين: وسيلة تعلمهم وتذكرهم للمعلومات
يكون من خلال التمثيل الحى والفعلى أمامهم والذى يكون أفضل بكثير
من مشاهدة الفيديوهات.
وعندما يبلغ الطفل من العمر عامين: تبدأ استفادته من التعلم
عن طريق الشاشات ولكن لوقت محدد مثل القصص التى تتضمن على الحركة،
ويكون ذلك بمصاحبة الآباء حيث يمكنهم مساعدة الطفل فى فهم ما يرونه
لتطبيقه فى حياتهم فى مرحلة لاحقة من حياتهم عندما يكتمل نضجهم
ونموهم. لكنه من الهام ألا يحل وقت الشاشة السلبى محل القراءة أو
اللعب أو التفكير. المزيد عن اللعب عند الأطفال .. المزيد عن التفكير عند الأطفال ..
* هل توجد شاشات أسوأ من غيرها؟
شاشة التلفزيون ليست بالسوء الذى كان يعلق فى الأذهان فى الماضى، فشاشة التلفزيون
يمكن السيطرة عليها من قبل الآباء .. أما شاشات التليفون المحمول
وأجهزة الكمبيوتر يمكن حملها أينما ذهب الطفل. المزيد عن مشاهدة الطفل لشاشة التلفزيون ..
فيقضى الأطفال ساعات أمامها، وأمام التطبيقات المختلفة من خلال
الشبكة البينية وتكون لديهم القدرة على تشغيل الفيديوهات التى توجد
عليها بشكل أفضل من الآباء. كما أن الطفل يمكنه رؤية الكثير من
المحتوى على المواقع لطبيعتها غير المحكمة من حيث المراقبة، ويكون
المحتوى التعليمى أقل بكثير من المحتوى الذى يتضمن على العنف أو
السلوكيات غير الملائمة.
* تأثير الشاشات على قدرة الطفل على التعلم:
أظهرت الدراسات أن الطفل أقل من عامين يتعلم بشكل أقل إيجابية من الفيديوهات من خلال
الشاشات وتعلمه يكون أفضل من خلال التفاعل مع الأشخاص. وعلى الرغم
من أن الطفل الذى يبلغ من العمر ستة أشهر يمكنه مشاهدة شاشة
التلفزيون لكنه لا يفهم المحتوى الذى يُعرض من خلالها حتى يبلغ من
العمر عامين، كما أنه لا يتعلم من هذا المحتوى على الرغم من تركيزه
الشديد مع الصور.
تتطور اللغة عند الأطفال سريعاً ما بين عام ونصف وحتى ثلاثة أعوام،
وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال تتعلم اللغة بشكل أفضل عند التفاعل
مع الكبار الذين يتحدثون إليهم أو يلعبون معهم. كما تشير الدراسات
إلى أن الأطفال التى تشاهد التلفزيون بكثرة خلال المرحلة
الابتدائية يحرزون درجات أقل فى اختبارات القراءة ويظهرون قصور فى الانتباه.
* كيف تؤثر الشاشات على أنماط نوم الأطفال؟
تبدأ الساعة البيولوجية وإفراز الجسم لهرمون النوم فى العمل عند
غروب الشمس، لكن اللون الأزرق للشاشات يحول دون إفراز هرمون النوم
ويؤجله، كما أن مشاهدة التلفزيون أو لعب الألعاب الإلكترونية يجعل
المخ والجسم فى حالة يقظة وأقل استعداداً للنوم. وشاشات
التليفونات المحمولة أسوأ من شاشة التلفزيون فى منع إفراز الجسم
لهرمون النوم كما أن الإضاءة الزرقاء تكون أقرب للوجه.
وقد أظهرت نتائج دراسة تم إجراؤها على أطفال رضع ما بين 6 وحتى 12
شهر تعرضوا للشاشات ليلاً - أظهروا أنماط من النوم لفترات أقصر
ليلاً مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لها ليلاً.
وبالنسبة للأطفال ما قبل مرحلة المراهقة وفى مرحلة المراهقة، فإن
تعرضهم المفرط للشاشات لساعات متأخرة من الليل يؤثر على عادات
النوم لديهم بالمثل.
فقضاء أوقات طويلة أمام الشاشات وعدم الحصول على القدر الوافر من
النوم يؤثر على سلوكيات الأطفال وعلى الأداء الإدراكى لهم فى
المدرسة ويعوق تحصيلهم الدراسى، كما توجد علاقة بين قضاء أوقات
طويلة أمام الشاشات وعدم النوم الجيد وبين السمنة والتى تؤثر فى
هذه المرحلة العمرية الصغيرة على تقدير الطفل لذاته كما تؤدى إلى
العزلة ومزيد من الانغماس وقضاء أوقات أطول أمام الشاشات. المزيد عن النوم عند الطفل فى سن ما قبل المدرسة .. المزيد عن تقدير الذات ..
* وضع ضوابط لوقت الشاشة للطفل:
لا تشجع "الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" استخدام الشاشات للأطفال أقل
من 18 – 24 شهراً فيما عدا الدردشة عن طريق الفيديو. وإذا قدم
الآباء الشاشات الرقمية للطفل فى هذه السن لابد من ضمان جودتها
العالية وأن الطفل لا يستخدمها بمفرده، أما الأطفال فى سن ما بين
2- 5 سنوات لابد من الحد لوقت الشاشات الرقمية أو الإلكترونية إلى
ساعة فى اليوم وبالمثل لابد وأن تكون الشاشات ذات جودة عالية.
وعندما يكبر الطفل فى العمر فقد لا تلائم الساعة الواحدة لجلوسه
أمام الشاشة، وهنا لابد من أن يحدد الآباء الوقت الذى يلائم الطفل
على مدار اليوم، وتنطبق نفس القواعد على تفاعل الطفل مع بيئته
الفعلية لأنه لابد من حصول الطفل على الوقت الكافى للحركة واللعب
وتعلمه للمهارات الاجتماعية الهامة لتعامله مع المحيطين به، وأن
يكون الأب والأم منغمسين معه فى هذا التعلم التفاعلى. لابد وأن
يكتسب الطفل الأصدقاء ويعرف كيف يتفاعل معهم، كما أنه من الهام
ضمان جودة محيط التفاعل الإلكترونى للطفل الذى ينغمس فيه، ومعرفة
نوعية التقنيات التى يستخدمها وكم الوقت المستغرق فيها. ولضمان جودة وقت الشاشة، لابد إتباع الآباء للتالى:
- مشاهدة البرامج والألعاب والتطبيقات قبل أن يُسمح للطفل
باستخدامها أو اللعب بها .. ويمكن للآباء مشاهدتها أو اللعب بها مع
الطفل للتعرف عليها.
- لابد من البحث عن الخيارات التى تشجع انغماس الطفل فى نشاط ما
بدلاُ من حملقته لساعات أمام الشاشات وليكن انغماسه فى رياضة ما.
- لابد وأن يكون هناك إشراف من جانب الآباء بالتحكم فى محتوى مواقع
الشبكة البينية الذى يفتحه الأبناء ويستخدمونه.
المزبد عن الشبكة البينية (الإنترنت) ..
- لابد من اقتراب الآباء من الأطفال أثناء جلوسهم أمام الشاشات لكى
يتمكنوا من ملاحظتهم وملاحظة أنشطتهم.
- سؤال الطفل بشكل منتظم عن البرامج والألعاب والتطبيقات التى
يستخدمونها على مدار اليوم.
- عند مشاهدة البرامج مع الطفل لابد من مناقشته فيما يراه، وإعطائه
خلفية عن الإعلانات التجارية التى تشجع على قضاء الطفل مزيد من
الوقت أمام الشاشات وأن ما تهدف إليه هو تحقيق الربح مما يؤثر
بالسلب على صحته عند قضاء ساعات طويلة أمامها.
- الطفل لا يمكنه فهم الفارق بين التطبيقات التى يوجد بها محتوى أو
تلك التى يوجد بها إعلانات مما تعرضه للتشتت أو تعرضه لاكتساب
سلوكيات العنف .. فالطفل لا يعرف الفرق بين الإعلانات وبين
المعلومات الحقيقية، لذا لابد وأن يمر كل ذلك على الآباء أولاً
ليقدم البرنامج الملائم للطفل فى صورته المبسطة بدون وجود إعلانات
أو ما يدعو إلى العنف قبل مشاهدة الطفل له.
الحركة هامة للأطفال الصغار
* وضع حدود للأطفال الكبار:
لابد من وضع الحدود المعقولة لوقت الشاشة للطفل، وخاصة إذا كان
الطفل يستخدمها بشكل يعوق ممارسة أنشطته الأخرى، ومن بين النصائح
التى يمكن أن يتبعها الآباء مع أطفالهم:
- وضع أولوية لوقت اللعب الحركى.
- خلق أوقاتاً محددة على مدار الأسبوع خالية من استخدام الأجهزة
التكنولوجبة مثل أوقات تناول الوجبات أو فى ليلة من أيام الأسبوع.
- عدم تشجيع استخدام الترفيه الإلكترونى أثناء القيام بأداء
الواجبات المدرسة.
- وضع حدود وقت الشاشة يومى أو أسبوعى، ووضع حظر فى هذا الوقت على
استخدام الشاشات وعدم التعرض لأياً من الأجهزة أو الشاشات بساعة
قبل الذهاب إلى الفراش.
- على الآباء استخدام التطبيقات التى تتحكم فى طول الوقت الذى
يستخدم فيه الأطفال الأجهزة الإلكترونية.
- الطلب من الأبناء شحن أجهزتهم خارج غرفة نومهم ليلاً.
- إبعاد أى شاشة عن فراش الطفل.
- حد الآباء من وقت الشاشة لهم بالمثل أمام أطفالهم لأنهم قدوة
لهم.
- عدم تشغيل التلفزيون كخلفية للأطفال عند جلوسهم فى الغرفة أو عند
خلودهم للنوم.
* المواعيد أو الأوقات المقترحة لاستخدام الأطفال للشاشات طبقاً للمرحلة العمرية: - الطفل فى سن 18 شهر فأقل:
تجنب استخدام الشاشات مع الأطفال فى هذه السن باستثناء الدردشة عن
طريق الفيديو.
- الطفل من سن 18 شهر وحتى 24 شهر:
على الآباء فى هذه المرحلة العمرية عند تقديم الإعلام الرقمى للطفل
عليه باختيار برامج ذات جودة عالية، وأن يشاهدوها مع طفلهم من أجل
مساعدته على فهم ما يراه.
- الطفل من سن عامين حتى 5 أعوام:
الحد من استخدام الطفل للشاشات على أن تكون ساعة واحدة فى اليوم،
وأن تكون برامج ذات جودة عالية، ولابد أن يشاهدها الآباء مع
أطفالهم من أجل توضيح لهم ما يرونه ومساعدتهم على فهمه ليستفيدوا
منه من خلال تطبيقه مع البيئة المحيطة بهم.
- الطفل من سن 6 -12 عاماً:
لابد من وضع حدود بشكل ثابت للوقت الذى يقضيه الأطفال أمام الشاشات
بكافة أنواعها، ولابد من ضمان ألا يتعارض استخدامهم للشاشات أو
يؤثر على جودة نومهم أو النشاط البدنى الذى يمارسونه، وغيرها من
السلوكيات الهامة والضرورية لصحتهم ولجودة حياتهم. المزيد عن مقومات جودة الحياة ..
- الطفل فوق سن 12 عاماً:
لابد وأن يحدد الآباء مع أبنائهم الأوقات التى تخلو من استخدام
الشاشات مثل أوقات العشاء أو عند الخلود للنوم.
* تعليم الطفل السلوكيات الملائمة:
أصبحت العلاقات على الشبكة البينية ووسائل التواصل الاجتماعى جزء هام فى حياة
المراهقين، ويقترح الخبراء أنه لا مانع من أن يكون المراهق جزء من
هذا العالم طالما أنه يفهم السلوكيات الملائمة ويعيها. لابد وأن
يشرح الآباء لأبنائهم المراهقين ما هو غير مسموح من سلوكيات
الشاشات مثل التنمر الإلكترونى ومشاركة الغير فى المعلومات الخاصة.
لابد من تعليم الطفل ألا يُرسل أو يشارك الغير فى أى شىء على
الشبكة البينية والتى لا يرغب أن يراها أى شخص لأنها ستصبح معلومة متاحة للجميع بلا توقف. المزيد عن التنمر الإلكتروني ..
ومهما كان الطفل ناضج وذكى لابد من متابعته على الدوام وتوجيه
سلوكياته التى يمارسها من خلال الشاشات التى يستخدمها، لأنه لا
يوجد طفل لا يقترف سلوكيات خاطئة طالما أنه يستخدم الشاشات والشبكة
البينية.
وينبغى أن يكون الآباء أنفسهم قدوة لأطفالهم، فالطفل يرى الأب
والأم ويراقبهم فى كل تصرف يسلكونه. فالطفل يقلد أبويه فعليهم -
كمثل أعلى لأطفالهم - تحديد وقتاً للشاشة وتحديد طريقة استخدامها.
إن السيطرة ووضع قيود على استخدام الشاشات مع الطفل سيظل من
التحديات الدائمة التى يواجهها الآباء .. لكن وضع القواعد وإرسائها
فى ذهن الطفل باستمرار سوف يضمن الآباء التجربة الآمنة لأطفالهم
وحسن الاستخدام.
* تشجيع الطفل على الثقافة الإلكترونية:
فى مرحلة ما من حياة الطفل سوف يتعرض لمحتوى قد لا يروق للآباء ويخرج عن نطاق
الإشراف من جانبهم، لذا لابد من التحدث إلى الأبناء عن هذا المحتوى
وكيف يتصرف حياله. كما ينبغى تشجيع الطفل على أن يفكر فيما يراه فى
الشاشات، وتعريفه بأن ليس كل ما يراه صحيح أو ملائم وأن محتوى
الشبكة البينية هو وجهة نظر بشرية، والعديد من أنواع التكنولوجيا يكون
الهدف من ورائها جمع البيانات من أجل إرسال الإعلانات للمستخدم
ولكسب المال.
* المراجع:
"Screen
Time Guidelines for Babies and Toddlers" - "kidshealth.org".
"What
Does Too Much Screen Time Do to Children’s Brains?" - "healthmatters.nyp.org".
"Screen time and children" - "medlineplus.gov".
"Screen Time for Kids; How Much is Too Much?" - "newsroom.osfhealthcare.org".