* شخصية الطفل فى سن اللعب: ما هى أنواع التغييرات التي يمكن أن
يتوقعها الآباء خلال سنوات ما قبل المدرسة فى شخصية الطفل، وما الذى يمكن أن
يفعله الوالدين لمساعدة أطفالهم على النضوج؟ وهل التدخل من جانب الآباء مطلوباً؟
يبلغ حجم دماغ الطفل عند
الولادة ربع
حجم دماغ الشخص البالغ ومع ذلك، يتضاعف حجمه في السنة الأولى وينمو إلى ما يقرب من
90 ٪ بحلول سن الخامسة، حيث يمتلك المولود الجديد حينها جميع خلايا المخ (الخلايا
العصبية) لبقية حياته. لكن الروابط بين هذه الخلايا العصبية (تسمى المشابك
العصبية/Synapses) هى ما يجعل الدماغ تعمل، وتتطور هذه الخلايا بوتيرة سريعة في
السنوات الخمس الأولى من خلال تفاعلات الطفل مع بيئته.
تحدد الطريقة التى تتصل بها الخلايا أو المشابك العصبية فى دماغ الطفل
معتقداته وقيمه وعواطفه وأفكاره وسلوكه، وهي باختصار شخصيته. بينما تلعب
الجينات
(التى تحدد طباعه وعلم وظائف الأعضاء) دوراً مهماً بالمثل، وجودة تجارب الطفل
في السنوات القليلة الأولى من الحياة تساعده أيضاً على تشكيل شخصيته. لذلك، فإن
هذه التجارب لها تأثير دائم على صحة الطفل وسعادته وقدرته على التعلم والنجاح
فى الحياة. المزيد عن مهارات التعلم عند الطفل ..
* التعبير عن الذات والتحكم الذاتى (قليلاً):
من سن 3 إلى 5 سنوات، أصبح الأطفال أكثر راحة فى التعبير عن أنفسهم بالكلمات،
ويقول (كيربى ديتر ديكارد/ Kirby Dieter Deckard)، أستاذ علم النفس فى معهد
فيرجينيا بوليتكنيك وجامعة الولاية (Virginia Polytechnic State University)
ومؤلف كتاب "ضغوط الآباء/ Parenting Stress": "خلال هذه السنوات، يكتسب الأطفال
فى مرحلة ما قبل المدرسة مزيداً من ضبط النفس. يبدؤون في الاعتماد بشكل أقل على
الآباء وعلى الآخرين وأكثر على أنفسهم. إنهم يتعلمون كيفية تهدئة أنفسهم عندما
يكونون متحمسين أو خائفين أو مستاءين، ويصبحون أكثر انتباهاً وأقل تفاعلاً
عاطفياً. كما يقوم الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة ببناء ثقتهم بأنفسهم. ويقول
ديتر ديكارد: "إنهم يكتسبون الكثير من الخبرة فى تعلم كيفية التعامل مع الآخرين".
فى سن الخامسة، يبدأ الأطفال عادةً فى إظهار المزيد من الاهتمام بالأم والأب،
وفى النهاية يبدؤون فى فهم أن الآباء بالمثل يكون لديهم احتياجاتهم ومشاعرهم
الخاصة بهم. كما أنهم يبدؤون فى إظهار المودة بسهولة أكبر، ويطورون حياة
خيالية، وقد يتأرجح ما بين شخصية الآباء التى تتطلب منه الالتزام بالقواعد وبين
كونهم يد العون التى تُمد لهم. المزيد عن بناء الثقة بالنفس عند الطفل ..
* شخصيات الأطفال فى سن ما قبل المدرسة:
لكل طفل شخصيته الخاصة ويستجيب للآباء ولمقدمى الرعاية أو للتجارب التى يمر بها بشكل مختلف. وتماماً مثل
البالغين، قد يكون للأطفال طبيعة اجتماعية أو خجولة أو حتى مزاجية، ولذا يجب أن
يكون الآباء على دراية بذلك وأن ينسجموا مع شخصية الطفل الخاصة وأن يعاملوه
بطريقة إيجابية ورعاية تتفق مع شخصيته الخاصة، وهذا أمر بالغ الأهمية لتغذية
نموه العاطفى الصحى. فمن خلال فهم شخصية الطفل، يمكن مساعدته على النجاح من
خلال تقديم الرعاية والأنشطة التى تناسب احتياجاته على أفضل وجه. ويجب أن يكون
اختيار الرعاية الجيدة فى بيئة صحية وآمنة هو الأولوية الأولى بالنسبة للآباء
فى تربية أطفالهم، لذا لابد من البحث عن رعاية الطفل التى تحفز وتشجع النمو
الجسدى والفكرى والاجتماعى له. مع الوضع فى الاعتبار سن الطفل وشخصيته عند
البحث عن البرنامج الذى يلبى احتياجاته على أفضل وجه. إن فهم ما يجعل الطفل
يشعر بالأمان ومعرفة الأنشطة التى يستمتع بها ويتعلم منها تحدث فارقاً فى شخصية
الطفل فى مرحلة لاحقة من حياته.
ومع نمو الطفل، يسمع الآباء عبارة "مراحل النمو". وكل مرحلة تتميز بسمات مختلفة
عن الأخرى حتى يصبح الطفل شاباً .. فسنوات الطفولة المبكرة وخاصة مرحلة ما قبل
المدرسة هى سنوات استكشاف ليمر الطفل بعد ذلك بمحاولات تحقيق استقلاله ..
وغيرها من السمات الأخرى التى يمر بها الإنسان في كل مرحلة .. والأهم من ذلك ان
يجد الطفل الحب والحنان والتفهم والوقت.
ترتبط سنوات ما قبل المدرسة بالتطورات الرئيسية فى التنشئة الاجتماعية
للأطفال الصغار. لم يعد الأطفال يعتمدون كلياً على والديهم، ويبدأ الأطفال فى
مرحلة ما قبل المدرسة الطريق الطويل ليصبحوا قادرين على العمل بمفردهم فى
العالم. خلال مرحلة الطفولة المبكرة (من سن 2 إلى 6 سنوات)، يكتسب الأطفال بعض
الإحساس بالانفصال والاستقلال عن والديهم .. حيث تتمثل مهمة الأطفال فى مرحلة
ما قبل المدرسة فى تطوير الاستقلالية أو التوجه الذاتى من سن 1 إلى 3 أعوام،
لتتطور بعد ذلك إلى القدرة على تحديد الاختيارات من سن 3 إلى 6 أعوام. المزيد عن التنشئة الاجتماعية ..
وتشمل شخصية الفرد تلك الخصائص النفسية المستقرة التى تحدد كل إنسان على أنه
فريد. يتمتع كل من الأطفال والبالغين بسمات شخصية طويلة المدى مثل الطباع
وخصائص متغيرة مثل المزاجية، ويتفق معظم الخبراء على أنه مهما كانت الأسباب،
فإن شخصية الفرد تتأسس بقوة بنهاية مرحلة الطفولة المبكرة.
ونجد أن شخصيات الأطفال فى سن ما قبل المدرسة تتعدد أنواعها، والتى نجدها
متمثلة فى الشخصيات التالية:
- مُسيطر عليه - خجول، هادئ، لا يرتاح مع الغرباء.
- غير متحكم فيه - لا يوجد تحكم كافٍ فى الانفعالات، مما قد يؤدى إلى سلوك عدوانى.
- مرن - يمكنه التحكم في عواطفه والتفاعل مع الآخرين وإدارة المشاكل.
* تفسيرات مختلفة حول العوامل التى تساهم فى تطور شخصية الطفل فى سن اللعب:
ووفقاً لفرويد (Freud) - طبيب الأعصاب النمساوى الذى أسس مدرسة التحليل النفسي
وعلم النفس الحديث، فإن السنة الثانية من الطفولة هى المرحلة الرئيسية للنمو
النفسى، عندما يواجه الآباء العديد من التحديات الجديدة أثناء تدريب أطفالهم
على استخدام المرحاض على سبيل المثال والتى سماها باسم المرحلة الشرجية (Anal
stage) - فهذا إشارة إلى بدء تدريبهم على التحكم فى النفس والمتمثلة فى عملية
الإخراج ومقارنتها بضبط السلوكيات والتحكم فبها، قد تؤدى التثبيتات فى هذه
المرحلة إلى ظهور سمات شخصية مميزة تظهر بالكامل لاحقاً فى مرحلة البلوغ، والتى
تشمل على: الدقة والتنظيم، أو الفوضى وغيرها من السمات الشخصية الأخرى. المزيد عن تدريب الطفل على استخدام المرحاض .. المزيد عن مرحلة البلوغ ..
وقد شرح أيضاً "فرويد" بالتفصيل أهمية السنوات الخمس الأولى فى تكوين شخصية
الفرد، حيث حدد تلميذه (إريك إريكسون / Erik Erikson) ثمانى مراحل لتنمية الشخصية
البشرية، تحدث أربع مراحل منها في السنوات الخمس الأولى. فى كل مرحلة، يحتاج
الطفل إلى التعامل والتغلب بنجاح على أزمة وجودية لتكوين شخصية إيجابية لديه. المزيد عن الإيجابية فى حياتنا ..
المراحل الأربعة لتنمية شخصية الفرد فى مرحلة الطفولة:
- الطفولة من سن صفر - 18 شهراً (Infancy):
هذه هى مرحلة بناء الثقة مقابل عدم الثقة. الحاجة الأساسية للرضيع هى التغذية.
يساعد أحد الوالدين/مقدم الرعاية الذى يتوقع احتياجات الطفل ويلبيها فى الوقت
المناسب على تعلم الثقة بالآخرين، مما ينمى ثقته بنفسه ويساعد الرضيع على النمو
ليصبح طفلاً سعيداً. ومع ذلك، عندما لا يستجيب الوالد/مقدم الرعاية لاحتياجات
الطفل، فإن ذلك يجعل الطفل يشعر
بالقلق
ويملأه بالشك وعدم الثقة .. ومن هنا يجب على الآباء ومقدم الرعاية الاستجابة
بحرارة للطفل، والاهتمام الفورى باحتياجاته فى جميع الأوقات.
- الطفولة المبكرة من 1.5 - 3 سنوات (Early Childhood):
المرحلة الثانية من التطور الاجتماعى والعاطفى هى الاستقلالية مقابل الشك أو
الخزى. يكون الطفل مستعداً لاستكشاف البيئة بشكل مستقل حيث تتطور مهاراته
العصبية والحركية بشكل ملحوظ بحلول هذه المرحلة، على الرغم من أنه لا يستطيع
إصدار الأحكام. فى هذه المرحلة، يجب مراقبة الطفل وتوجيهه حسب الحاجة. إن
السماح للطفل بأن يكون له رأى فى اتخاذ القرارات المتعلقة به سيزيد من ثقته
بنفسه واستقلاليته. ومع ذلك، فإن تربية الأبناء وعدم السماح لهم بحرية مناسبة
لعمرهم للقيام بالأشياء بمفردهم يمكن أن يُضعف ثقة الطفل بنفسه ويملأه بشعور من
الشك الذاتى.
والمسار الأوسط الآمن للوالد هو أن يكون منتبهاً ومشاركاً وأن يوجه الطفل عند
الاقتضاء. وترك تجربة الطفل الصغير ترشده إلى الاستكشاف وتطور حكمه الخاص.
- الطفولة المتوسطة من 3 - 5سنوات (Middle Childhood):
المرحلة الثالثة هى المبادرة مقابل الشعور بالذنب. خلال هذا الوقت، يتعلم الطفل
العمل بشكل مستقل ويتوق إلى استكشاف المزيد وتجربة أشياء جديدة. يحاول الطفل
أيضاً إقامة علاقات مع الأطفال الآخرين والقيام بالأشياء معهم. يؤدى القيام
بهذه الأشياء إلى تعزيز الشعور بالمبادرة والثقة بالنفس لديه. كما أنه يساعد
الطفل على توجيه طاقته بطريقة بناءة ويجعل تجربته شعوراً مليئاً بالسعادة.
يمكن أن يؤدى انتقاد مبادرات الطفل أو عدم السماح له باتخاذ مبادرات (على
افتراض تقديم الحماية له) إلى كبت نموه ومنعه من إكمال المرحلة بنجاح. هذا يمكن
أن يملأ الطفل بالشعور بالذنب.
- الطفولة المتأخرة من 5 - 12 سنة (Late Childhood):
الفخر مقابل الدونية هي المرحلة الرابعة من التطور. مع زيادة مدى انتباه الطفل
وقوته، فإنه يريد اكتساب مهارات جديدة. يبدأ في مقارنة نفسه بالآخرين لفهم
موقفه. إنه مليء بشعور من الفخر لإنجاز مهمة ما بنجاح. في هذه المرحلة، إذا شعر
الطفل بالكفاءة، فسوف يعرض المزيد من السلوك الدؤوب ويسعى جاهداً لتحقيق
الأهداف المحددة له. ولكن، إذا لم يتم تشجيع الاجتهاد، فقد يبدأ فى تطوير عقدة
النقص والشك الذاتى. هذا يمكن أن يمنعه من تحقيق إمكاناته الحقيقية.
- تفسيرات أخرى:
كما قد حاول العلماء بعد "فرويد" شرح تنمية شخصية الطفولة المبكرة، وهناك
آراء ووجهات نظر مختلفة فيما يخص العوامل التى تتحكم فى تطور شخصية الطفل فقد
أشار العالم (إيفان بافلوف / Ivan Pavlov) أن تطور شخصية الطفل يأتى كنتيجة
للتكييف الكلاسيكى عن طريق الارتباط، والتكييف الفعال عن طريق التعزيز والعقاب
وهذا بحسب ما أشار إليه العالم (ب. إف سكينر / B. F. Skinner)، والتعلم القائم على
الملاحظة عن طريق التقليد (ألبرت باندورا / Albert Bandura) .. وتعلم الطفل
بالوسيلة الأخيرة عن طريق التقليد يضمن لهم مزيد من الاستيعاب للأفكار حيث
يلاحظ الأطفال ويتبنون قيم وأفكار ومعايير الآخرين المهمين.
ويتكهن علماء النفس المعرفى بأن الشخصية تنشأ، جزئياً، من المواقف التى يعبر
عنها البالغون من حولهم. كما يشير العلماء المتخصصون فى تفسير الجنس (Gender)
أن الشخصية تتطور من "تحديد النوع الاجتماعى" و"التنشئة الاجتماعية بين
الجنسين". كما يتكهن علماء الوراثة بأن الشخصية تنشأ من تأثيرات وراثية
وكيميائية حيوية بدلاً من التأثيرات النفسية والاجتماعية. المزيد عن علم الوراثة ..
وفى التحليل النهائى، لا يمكن لأى نظرية أو رأى بمفرده أن يشرح بشكل كافٍ
العمليات المعقدة لتنمية الشخصية. من المحتمل أن تكون مجموعة التأثيرات النفسية
والاجتماعية والوراثية والبيولوجية مسئولة عن التحديد النهائى للسمات الشخصية
البشرية.
* أساليب التعلم المختلفة لبناء شخصية الطفل:
يتعلم الأطفال بعدة طرق مختلفة. لكل طفل طريقته الخاصة فى التعلم - يتعلم البعض
بصرياً والبعض الآخر من خلال اللمس والتذوق والصوت. وعند مشاهدة مجموعة من
الأطفال سيتم ملاحظة هذه الطرق المختلفة فى التعلم عندما يحاول مقدم الرعاية
كيفية شرح عدد الكرات التى توجد أمام مجموعة من الأطفال: فهناك طفل يجلس ويستمع
بصبر، وطفل آخر لا يطيق الانتظار حتى يتحرك وقوم بعملية العد بدون الإنصات
جيداً .. وهناك آخر يريد أن تظهر له الإجابة مراراً وتكراراً.
كما يتعلم الأطفال أيضاً بطرق مختلفة اعتماداً على مرحلة نموهم، ويوجد شىء واحد
لابد أن يعيه الآباء والقائمين على تربية الطفل هو أن جميع الأطفال يحبون تعلم
أشياء جديدة من خلال الاستكشاف والاكتشاف، والطفل بحاجة إلى حل المشكلات أثناء
اللعب والأنشطة اليومية من جانب بناء شخصيته.
ومن أجل يتعلم الطفل لبناء شخصيته فى مرحلة الطفولة المبكرة، ينبغى أن يكون
محيط الأسرة يتوافر به مقومات العطاء التى تتمثل فى التالى:
- الدفء والحنان والاستجابة للطفل عند احتياجه لأبويه.
- التواصل مع الطفل من خلال التحدث له أو قراءة القصص أو حتى الغناء.
- إنشاء الروتين والطقوس.
- تشجيعه على الاستكشاف الآمن واللعب.
- مشاهدة التلفزيون بشكل انتقائى. المزيد عن مشاهدة الطفل الصغير للتلفزيون ..
- الوعى بأن كل طفل له طبيعة مختلفة عن الآخر.
- المشاركة فى رعاية الطفل.
- اعتناء الآباء بأنفسهم لكى يتعلم الطفل الاعتناء بنفسه.
* مقومات بناء شخصية الطفل:
بينما تزدهر شخصية الطفل من تلقاء نفسه بشكل طبيعى، فهناك الكثير المتوقع من
جانب الآباء القيام به للمساعدة فى توطيد شخصية الطفل بالإضافة إلى بعض الأشياء
التي يجب تجنبها. - التذكر الدائم أن الطفل فريد من نوعه:
يقول ديتر ديكارد: "يختلف الأطفال بشكل كبير عن بعضهم البعض - بما فيهم الأشقاء - فى شخصياتهم الناشئة" .. "ويتم تعزيز تنمية الشخصية الصحية من خلال الأبوة
والأمومة التى تكون حساسة وتستجيب لقوى واحتياجات الطفل الفردية."
- تشجيع الطفل على اللعب:
اللعب له تأثير كبير على نمو الطفل، حيث يساعد اللعب الأطفال على التطور جسدياً
وعقلياً وعاطفياً. يعلمهم العمل فى مجموعات، وحل المشكلات أو النزاعات، وتطوير
خيالهم، ومحاولة القيام بأدوار مختلفة. عندما يلعب الأطفال، فإنهم يمارسون
اتخاذ القرار، ويتعلمون الدفاع عن أنفسهم، والإبداع، والاستكشاف، والقيادة. المزيد عن اللعبة والطفل .. المزيد عن خيال الطفل ..
- تجنب إصدار الآراء على نوعية شخصية الطفل:
إذا أراد الآباء أن تتطور شخصية طفلهم من تلقاء نفسها دون أن تتشكل من خلال
آرائهم (أو آراء أى شخص آخر)، لابد من تجنب تصنيف الطفل فى مرحلة ما قبل
المدرسة بكلمات مثل خجول أو متسلط أو عاطفى أو قاسى. فمن المحتمل أن يكون الأب
أو الأم ذلك الشخص الذى يراه ويقلده فى سن ما قبل المدرسة أكثر من غيره.
مع عدم استنباط شخصية الطفل من مجرد طبيعته أو الرعاية التى نُقدم له، فكلاهما
مهم حيث يعملا سوياً لخلق التنوع في شخصيات الأطفال والكبار.
- ترك الطفل التصرف بطبيعته:
ترك الطفل أن يكون على طبيعته، وليس صورة من الآباء. فربما يكون أحد الأبوين
منفتحاً جداً أو أو هادئاً أو خجولاً. وقد يرغب الأب فى أن يكون الطفل هكذا
أيضاً، لكن الأهم من ذلك بكثير أن يكون الطفل هو وأن يكون له أصدقاء ويلتقى
بالعالم بطريقته الخاصة.
- القراءة من أجل شخصية متزنة:
يمكن أن تكون القراءة للطفل فى سن ما قبل المدرسة مفتاحاً مهماً، كما أنها تحد
من وقت التلفزيون. ويوصي خبراء آخرون بدعم اهتمامات الطفل فى هذه المرحلة
العمرية وتوسيع نطاق تجاربه. إن الطريقة التى تساعد شخصية الطفل على التطور قد
تكون فريدة من نوعها وتؤدى إلى مزيد من النتائج الإيجابية. المزيد عن كتب الأطفال ..
- عدم محاولة تغيير شخصية الطفل:
بدلاً من محاولة تغيير شخصية الطفل، من الأفضل التركيز على إعطائه تجارب "قد
تدعم النمو في اتجاهات جديدة". ويجب على الآباء الاستمتاع بالصفات الفردية
ونقاط القوة لكل طفل، مع اكتشاف كيفية الاستجابة لسلوكيات الطفل الصعب والسعي
لخلق بيئة محبة وداعمة له، بدلاً من محاولة جعل الطفل مثل نوع معين من الأشخاص.
ففى مرحلة ما قبل المدرسة فإن الركائز الرئيسية من الشخصية تكون قد استقرت
بالفعل، لكن الطفل مازال يتمتع بالمرونة وعدم الجمود .. فالبشر يتغيرون،
والجوانب التى تتكون منها شخصياتنا تتمتع بقدر معين من المرونة.