* هل طفلك سعيداً؟ هناك العديد من الأمهات تشكو من أن أطفالهن لا يريدون الذهاب إلى المدرسة، وأنهم يريدون البقاء في المنزل بجانبهم ولا شيء يقنعهم على الإطلاق ..
وتكون المأساة كل صباح من البكاء والصراخ ومقاومة الأم لارتداء زى المدرسة ومغادرة المنزل. وعلى الرغم من اختلاف الوسائل التي تلجأ إليها الأم لإقناع طفلها بضرورة ذهابه إلى المدرسة وتلقى تعليمه .. من المكافأة مرة .. ومرة أخرى بإقناعه عن طريق الكلام .. ومرة ثالثة بإخباره بالأضرار التي سيجنيها من عدم ذهابه وانتظامه في فصله الدراسي. المزيد عن أساليب التربية المختلفة للطفل ..
وبالتنقيب عن أسباب هذه الثورة والغضب، ستتوصل الأم إلى وجود خلل ما في علاقاتها بطفلها وخاصة إذا كانت تعمل وتضع أطفالها في المقام الثاني بعد العمل، فبجانب أعباء العمل لديها أعباء المنزل والتربية .. والأب يتأخر لفترات طويلة هو الآخر في عمله .. بجانب أن الأطفال أنفسهم مكبلين بكثير من الواجبات والأنشطة التي يمارسونها على مدار اليوم من استذكار دروسهم ومن ممارسة الهوايات المحببة لديهم من تمارين السباحة أو كرة القدم .. الخ المزيد عن إدمان العمل .. فكل هذه الأمور مجتمعة تضع عبئاً على نفسية الطفل وتجعله غير سعيداً في حياته ولا يريد أن يتفاعل اجتماعياً مع الآخرين. إذن كيف يحقق الآباء السعادة لأطفالهم؟ المزيد عن السعادة ..
* سعادة العائلة: فقبل تحقيق سعادة الطفل .. لابد من تحقيق سعادة العائلة ككل الذي يعد الطفل جزءً منها، سوف نتناول مقومات سعادة العائلة وفى المقابل الأخطاء التي تُقترف من جانب الكبار وتساهم في عدم إسعاد أفرادها! المزيد عن إسعاد الأم بالاحتفال بعيدها .. نصائح هامة لخلق سعادة العائلة: - وضع الحدود لكن بدون غضب أو قسوة، على أن يتم شرح ذلك للطفل منذ البداية (عند بداية استيعابه لنصائح الأب والأم) بأن هناك فرقاً في طريقة المعاملة مع الآباء ومع الأخوات .. وبهذا يلقن الطفل أول درس في حياته باحترام الآخرين وباحترام من هم أكبر منه سناً.
- الحد من نوبات الغضب في المنزل، فعلى الرغم من تأثير الضغوط التي قد يقع الآباء في براثنها نتيجة لأعباء الحياة والعمل إلا أنه ينبغي ضبط النفس بقدر المستطاع لأن المنزل مكان العطاء والحب. المزيد عن الغضب .. المزيد عن الحب .. المزيد عن الضغوط ..
- إظهار أهمية تقسيم الوقت وتكريس جزء منه للعمل الجاد، وعلى الجانب الآخر الاهتمام بالحياة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين في مختلف المناسبات الاجتماعية .. وبهذا يتعلم الطفل كيفية إدارة وقته بشكل منتظم وعدم التقصير في أي من واجباته العملية والاجتماعية. المزيد عن إدارة الوقت ..
- إثراء الحياة أمام الأطفال بالتفاعل مع الآخرين بدعوة الأصدقاء إلى المنزل، فرؤية الأبناء ترحيبك لأشخاص تحبهم فسوف يثبت للطفل أن الإنسان لا يعيش بمنأى عن الآخرين فهو يحتاج إليهم وهم يحتاجون إليه.
- التفاعل المستمر مع الأطفال من خلال الحوار المفتوح الصريح وترك الفرصة لهم بالتعبير عن أنفسهم. لابد وأن ينقب الآباء وأن يكون شغلهم الشاغل التعرف على المشاكل التي تواجه الطفل وتسبب له الضيق .. وبالمثل مشاركته فيما يسعده.
- مدح الطفل من آن لآخر عندما تكون هناك فرصة لذلك، فأكثر شيء يسعد الطفل وخاصة في مراحله العمرية المبكرة سماع كلمات الثناء والتقدير من جانب الآباء فهي تعد بمثابة الحافز لهم على تعلم المزيد من السلوكيات الإيجابية كما أنها تبث الثقة في نفس الطفل وتكسبه سعادة وبهجة. المزيد عن بناء الثقة بالنفس عند الأطفال ..
- تخصيص وقتاً للطفل، أجل الطفل يحتاج وقتاً مثل الأوقات الطويلة التي يخصصها الآباء لأعمالهم وأعبائهم الحياتية .. بل أن وقت الطفل أهم من كل هذه الأوقات. وقضاء الوقت يكون بمشاركة الطفل في لعبه أو بالاستماع إليه أو بالتنزه معه والقيام بما يدخل السرور على نفسه. المزيد عن اللعبة والطفل ..
- احترام الطفل، فالطفل الذي يشعر بالاحترام من جانب المحيطين به وخاصة والديه سوف يتعلم احترام أبويه واحترام الآخرين بالمثل.
- غرس حب المساعدة والاهتمام بالآخرين، فالطفل الذي ينشأ في مثل هذه البيئة يكون طفلاً إيجابياً مراعٍ للآخرين في كافة تصرفاته.
* أخطاء تتسبب في عدم سعادة العائلة: - عدم تبادل الاحترام فيما بين الأب والأم وبينهم وبين الطفل.
- توجيه التصرفات والسلوكيات بالاستهزاء والسخرية.
- استخدام عبارات التهديد، وأساليب العقاب كإحدى وسائل التعامل بين أفراد العائلة.
- استخدام الغضب والثورة للسيطرة على الأمور والتصرفات التي لا تروق للآباء.
- الشكوى المتكررة.
- الفشل في الإطراء على الطفل وتوجيه المدح والثناء له عندما يقوم بفعل شيء إيجابي.
- التوعد بالعقاب عندما لا تسير الأمور على ما يرام.
- عدم الاتصال بالطفل وفتح الحوار معه بين الحين الآخر.
- التعليل المستمر بالغياب الطويل عن الطفل أو الطفلة هو من أجل الحصول على المال، وهذا خطأ كبير.
- محاولة إشراك الطفل في شجار الآباء، ومحاولة استمالة الأب أو الأم له لتأييد وجهة نظر واحد على حساب الآخر .. فالطفل لابد وأن يظل محايداً أي بعيداً عن الاختلافات التي يجب أن تتم بعيداً عنه. المزيد عن نظرة الأبناء لشجار الآباء ..
* تحقيق الاحتياجات الأساسية للطفل من أجل سعادته: - يحتاج الطفل إلى الاحترام، لابد وأن يشعر الطفل بالاحترام بل ويرى ذلك من خلال الإنصات له عندما يقص حكاية، ومن خلال التحدث إليه ومعرفة أخباره اليومية .. اتركه يعبر عن رأيه حتى لو كان يختلف عن ذلك الذي تقتنع به.
- يحتاج الطفل إلى الحب، كل طفل له صفات تبعث على حبه لابد من البحث عنها والتركيز عليها أمامه .. أكثر من جوانبه السلبية.
- يحتاج الطفل إلى القبول، والقبول هنا يكون من الآخرين والمحيطين به وفى مقدمتهم الأب والأم. ويستمد الطفل من هذا القبول ثقته بنفسه واحترامه لذاته، ولابد من الفصل بين قبول الطفل ككيان اجتماعي وبين تصرفاته الخاطئة التي تقوّمها أساليب التربية والتعلم المختلفة. المزيد عن كيفية بناء الثقة بالنفس عند الإنسان .. المزيد عن التعلم عند الطفل ..
- يحتاج الطفل إلى الاسترخاء، فالأم على عجلة في فعلها لأي شيء أمام طفلها نظراً لضيق الوقت ولأنها تريد الانتهاء من كافة أعبائها اليومية .. فهذه العجلة تجعل الطفل متوتراً لا يستمتع بأي نشاط يقوم به كما يكف عن مطالبة أمه برغباته لأنها سوف تثور في وجهه من كثرة التعب الإرهاق. فعلى الأم مقاومة العجلة وإيجاد الوقت التي تسترخي فيه مع أطفالها حتى لو كان ذلك على حساب الواجبات الأخرى، فالهدوء في ممارسة الأنشطة مع الطفل تجعله منضبط النفس غير متوتراً وبالتالي مزيداً من السعادة التي يتوق إلى الحصول عليها من اهتمام الأم والأب به، ووسائل الاسترخاء تكون بقراءة كتاب محبب إليه أو قراءة قصة له، أو الخلود للنوم قليلاً أو الاستمتاع بالطبيعة معه بالجلوس في حديقة المنزل أو في شرفته برؤية منظر السحاب والنجوم وغيرها من الوسائل الباعثة على الاسترخاء. المزيد عن أساليب الاسترخاء المتنوعة ..
- يحتاج الطفل إلى الضحك، الضغوط هي حالة تلازم الكبار والصغار باختلاف طبيعتها. يحتاج الطفل إلى المرح والضحك الذي يعمل على تخفيف ضغوطه .. صحيح أن هناك ذكريات تبعث على الحزن إلا أنه توجد على الجانب الآخر ذكريات تبعث على السعادة، والذكريات السعيدة ينبغي استدعائها أمام الطفل لكي يضحك، وبعيداً عن الذكريات يمكن ممارسة بعض الألعاب التي قد تبدو سخيفة بالنسبة للكبار لكنها تفجر ضحكات الصغار مثل تغيير أشكال الوجه .. إطلاق أصوات الحيوانات .. رسم صور مضحكة، استخدام الدمى في القيام بعمل مسرحية كوميدية تبعث السرور على نفس الطفل. المزيد عن الضحك ..
- يحتاج الطفل إلى الاهتمام، الطفل لا يعي إلا احتياجاته فقط لأنه لم ينضج بعد لفهم احتياجات الآخرين من حوله .. فهو يريد التركيز معه ويريد الانتباه ويريد الإنصات له فقط ويريد أن يحتل منزلة خاصة بالنسبة لوالديه. وعلى الآباء إشباع هذه الحاجة من الاهتمام بذكاء بالغ بحيث تلبى رغباته ورغبات الآخرين من إخوته.
- يحتاج الطفل إلى اللعب، الطفل يغوص في أعماق اللعب وفى عالم الخيال. ويفكر البعض من الكبار بأن اللعب هو مضيعة للوقت، إلا أنه له أهمية خاصة، فاللعب يبنى شخصية الطفل ويعلمه الكثير من المهارات (أي أنه إحدى وسائل التعلم الهامة) .. فالطفل يتعلم بواسطة التجربة .. ويكتسب صفات التعاون واحترام القواعد التي تحكم أنواع اللعب المختلفة. المزيد عن الخيال عند الطفل ..
- يحتاج الطفل إلى الطعام، فالطعام هو الوقود الذي يمنحه الطاقة التي تجعله يفكر ويلعب ويسأل ويجرى وكل فعل آخر يقوم به يميزه بالنشاط والحيوية. لابد من اختيار الأطعمة المتوازنة التي تكفل له النمو الصحي. وهذا لا يمنع من مكافأته بالحلوى بين الحين والآخر .. فالحلوى هي مصدر من مصادرة سعادة الطفل! المزيد عن الحلوى والطفل ..
- لا يحتاج الطفل إلى سماع كلمة "لا" الملازمة للأفعال التي يقوم بها. على الآباء ألا يتوقعوا الكمال من الطفل، لأنه مازال في مرحلة التعلم واكتساب المهارات فهو مثل الإسفنجة التي تمتص أي شيء يقدم لها، وأهم شيء هو عدم استخدام الكلمات التي تلازمها أداة النفي "لا" مثل: "لا تلعب هنا" .. "لا تغنى بصوت مرتفع" .."لا تقذف الكرة"، وتأتى خطورة هذه الكلمة من وقعها السلبي على نفسية الطفل وتعرضه للمخاطر أثناء غياب الأم عنه بتجربة الفعل أو الأفعال التي أصدرت الأم تعليمات صارمة بتجنبها .. فالطفل عاشق للتجربة، وبالتالي تعرضه للمخاطر والأذى، وبدلاً من استخدام كلمة "لا" تلك الكلمة التي تزعجه .. تًستخدم الصفات الإيجابية التي تقع في مقابلها، مثل: " أنا فخورة بك لأنك لم تقذف الكرة لأنها ستكسر الزجاج وتعرضك للإصابة بالجروح" وغيرها من العبارات الأخرى التي تقدم فهماً للطفل لماذا يمتنع عن أداء فعل بعينه وليس مجرد تعليمات يتلقاها بدون سبب واضح يفهمه.
- الغيرة من الأطفال الآخرين أمراً طبيعياً، الغيرة التي يراها الآباء من الأطفال تجاه بعضهم البعض أمرا طبيعياَ. فالطفل بطبيعته يحب الاهتمام به لأنه لم ينضج بعد لفهم احتياجات الآخرين .. وعلى الآباء عدم الانزعاج عند رؤية ذلك فبالتوجيه ومعرفة كل طفل بأن له دوراً خاصاً في هذه العائلة سيتعلم الطفل حب مشاركة الآخرين في احتياجاتهم واهتماماتهم بل والعمل على تلبيتها بنفسه عندما يكبر في السن. المزيد عن الغيرة عند الكبار ..
- الطفل يخاف، هذا الجانب من الخطورة إغفاله لأن عدم الاستماع لمخاوف الطفل أو محاولة الاستهانة بها ستنعكس على صحته النفسية لفترات طويلة في مراحله العمرية اللاحقة. تبدأ مخاوف الطفل أولا بالخوف من الانفصال وبُعد أبويه عنه ثم تتمثل في الخوف من الظلام ومن الحيوانات وغيرها من المخاوف الأخرى. المزيد عن الخوف من الظلام ..
- الطفل دائم اللوم لنفسه، بما أن الطفل يركز تفكيره على نفسه فمن الطبيعي عندما يحدث شيء خطأ سواء أكان هو السبب فيه أم لأمور خارجة عن نطاقه فهو يلوم نفسه ويعترف بأن هذا خطأه .. وفى كلا الحالتين لابد من طمأنته وأن أى خطأ من الممكن تداركه .. فالإنسان يتعلم من التجارب الخاطئة بجانب التجارب الصحيحة.
فالاتصال بالطفل والمداومة على التواجد معه هو مفتاح سعادته وإسعاده!