* ما هى المدينة الذكية؟
المدينة الذكية عبارة عن إطار عمل، يتألف في الغالب من
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (Information and
Communications Technology/ICT)، لتطوير ونشر وتعزيز
ممارسات التنمية المستدامة لمواجهة تحديات التوسع الحضرى
المتزايدة.
جزء كبير من إطار عمل
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هذا هو شبكة ذكية من البشر
والآلات المتصلة (المعروفة أيضاً باسم المدينة الرقمية) التي
تنقل البيانات باستخدام تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث تستقبل
تطبيقات الشبكة البينية (الإنترنت) البيانات وتحللها وتديرها
في الوقت الفعلى لمساعدة الحكومات والمؤسسات والمواطنين على
اتخاذ قرارات أفضل تعمل على تحسين جودة الحياة وتحقيق أسباب ووسائل التنمية
المستدامة المنشودة.
ويمكن أن يتفاعل
المواطنون مع النظم البيئية للمدن الذكية بطرق مختلفة باستخدام
التليفونات الذكية والأجهزة المحمولة والسيارات والمنازل
المتصلة بالأجهزة والبيانات مع البنية التحتية المادية وكافة
الخدمات المتواجدة فى المدينة مما يؤدى إلى خفض التكاليف،
وتحسين توزيع الطاقة وتبسيط جمع القمامة وتقليل الازدحام
المرورى وتحسين جودة الهواء، وغيرها من الأمور التى تتيح
الاستدامة وتحسين البنية التحتية والتنقل والخدمات العامة
والمرافق
أى حياة أفضل للبشر باستخدام أحدث التقنيات.
المدن الذكية هى المدن الرقمية التى تواجه تحديات التوسع الحضرى المتزايدة
* لماذا الاحتياج إلى المدن الذكية؟
التحضر ظاهرة لا تنتهي. فاليوم، يعيش 54٪ من البشر حول
العالم فى المدن، وهي نسبة من المتوقع أن تصل إلى 66٪ بحلول
عام 2050. ومع النمو السكاني، سيضيف التحضر 2.5 مليار شخص آخر
إلى المدن على مدى العقود الثلاثة القادمة. الاستدامة البيئية
والاجتماعية والاقتصادية أمر لا بد منه لمواكبة هذا التوسع
السريع الذي يفرض عبء على موارد المدن. وقد وافقت مائة
وثلاثة وتسعون دولة على أجندة أهداف التنمية المستدامة (SDGs/Sustainable Development Goals) في سبتمبر 2015 في الأمم
المتحدة .. لكن القرارات والإجراءات تستغرق وقتاً من أجل
دخولها حيز التنفيذ. والحل يكون من خلال المواطنين والسلطات
المحلية الأكثر مرونة في إطلاق مبادرات سريعة.
وتُسمى أيضاً بالأهداف العالمية، وقد جاء هذه المسمى باعتبارها
دعوة عالمية للقضاء على الفقر والعمل على نشر السلام والازدهار
لكافة شعوب العالم بحلول عام 2030. المزيد عن الفقر .. المزيد عن ثقافة الفقر .. المزيد عن مؤشرات الفقر ..
وتتضمن هذه الأهداف على:
1- القضاء على الفقر.
2- القضاء التام على الجوع.
3- الصحة الجيدة والرفاه.
4- التعليم الجيد.
5- المساواة بين الجنسين.
6- المياه النظيفة والنظافة الصحية.
7- طاقة نظيفة وبأسعار معقولة.
8- العمل اللائق ونمو الاقتصاد.
9- الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية.
10- الحد من أوجه عدم المساواة.
11- مدن ومجتمعات محلية مستدامة.
12- الاستهلاك والإنتاج المسئولان.
13- العمل المناخى (العمل من أجل الحد من تغير المناخ).
14- الحياة تحت الماء.
15- الحياة فى البر.
16- السلام والعدل والمؤسسات القوية.
17- عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر متكاملة - حيث أن العمل
في مجال ما سيؤثر على النتائج في المجالات الأخرى، وأن التنمية
يجب أن تحقق التوازن بين كافة أوجه الاستدامة الاجتماعية
والاقتصادية والبيئية.
* عوامل قيام/إنشاء المدن الذكية:
بالإضافة إلى الأشخاص والمساكن والتجارة والبنية التحتية
الحضرية التقليدية، هناك أربعة عناصر أساسية لازمة لازدهار المدن الذكية:
- اتصال لاسلكي واسع الانتشار.
- البيانات المفتوحة (Open data)، ومصطلح "البيانات المفتوحة"
هو مصطلح حديث ظهر مع الشبكة البينية (الإنترنت) والشبكة العنكبوتية العالمية.
وينطوى معناها على أن البيانات يجب أن تكون متوفرة ومتاحة لاستخدام الجميع كما يتضح من اسمها وفتح إمكانية الوصول إليها.
- أمان موثوق به.
- خطط تمويل مرنة.
بعد مرور فترة طويلة من التجربة والخطأ، يدرك الخبراء
والقائمون على تجارب المدن الذكية أن استراتيجيات المدن الذكية
تبدأ بالناس وليس بالتكنولوجيا. "الذكاء" لا يتعلق فقط بتركيب
واجهات رقمية في البنية التحتية التقليدية أو تبسيط عمليات
المدينة، حيث يتعلق الأمر أيضاً باستخدام التكنولوجيا
والبيانات بشكل هادف لاتخاذ قرارات أفضل وتقديم نوعية حياة
أفضل. المزيد عن التكنولوجيا ..
تساعد تقنيات المدن الذكية المدن على الاستفادة بشكل أكبر من
أصولها، سواء كان لديها أنظمة قديمة واسعة النطاق أو تقوم
بالبناء من الصفر. كما يمكن للتقنيات الذكية أن تضيف إمكانات
جديدة مع الارتقاء بالمكونات الأساسية.
فنوعية الحياة لها أبعاد عديدة، من الهواء الذي يتنفسه السكان
إلى مدى شعورهم بالأمان أثناء السير في الشوارع. وقد حلل تقرير
صادر عن معهد ماكينزي العالمي (MGI/McKinsey Global Institute) بأمريكا الذى يحمل عنوان "المدن
الذكية: الحلول الرقمية لمستقبل أكثر ملاءمة للعيش" كيف تعالج عشرات التطبيقات الرقمية هذه الأنواع من الاهتمامات العملية
والبشرية للغاية. ووجد أن المدن يمكن أن تستخدم التقنيات الذكية لتحسين بعض المؤشرات الرئيسية لجودة الحياة بنسبة 10 إلى 30 في المائة - هي أرقام تُترجم إلى أرواح يتم إنقاذها،
وتقليل حوادث الجريمة، وتنقلات أقصر، وخفض العبء الصحى، وتجنب انبعاثات الكربون. المزيد عن
مؤشرات جودة الحياة ..
والعوامل التى تساهم فى وصف المدينة بأنها ذكية، وجود وتوافر
الأساس التكنولوجى لكل مدينة من أجهزة الاستشعار، وجودة شبكات
الاتصال، ووجود بوابات البيانات المفتوحة. ومن بين هذه المدن
الذكية الأكثر تقدماً: أمستردام ونيويورك وسيول وسنغافورة
وستوكهولم - ولكن حتى هؤلاء المتسابقون الأوائل لا يمثلون سوى
ثلثى الطريق نحو ما يشكل قاعدة تقنية شاملة تماماً حتى يومنا
هذا. أما المدن في جميع أنحاء الصين وشرق آسيا وأوروبا وأمريكا
الشمالية تمتلك قواعد تقنية قوية نسبياً، كما هو الحال في مدن
مختارة في الشرق الأوسط. لكن تلك الموجودة في إفريقيا والهند
وأمريكا اللاتينية لا تلحق بهذا الركب التقدمى التقنى، لا سيما
فى تثبيت واستخدام أجهزة الاستشعار لتكلفتها العالية. المزيد عن الاستشعار عن بعد ..
لابد من توافر الأساس التكنولوجى لقيام المدن الذكية
* أهداف الممارسة العادلة للمعلومات لحلول المدينة الذكية:
تعتبر الخصوصية والأمان من الأمور المعقدة مع انتشار الحلول الذكية باختلاف
أنواعها، وحيث تشترك جهات عديدة مختلفة في بناء مكونات منصات الحلول الذكية المختلفة، ولكل منها حوافز مختلفة .. لكنها
تشترك فى جمع المعلومات بشكل مستمر نظراً لأنها في حالة عمل طوال الوقت، ويحملها المستخدم معه فى أى وفى كل مكان، وتملك
مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار القادرة على جمع كميات هائلة محتملة من المعلومات الخاصة بالمستخدم .. فهل يتحقق معها الأمن
والخصوصية! فقد تدخل البيانات مرحلة الاستغلال، حيث ينطوى استغلال البيانات فى توجيه برمجيات تنطوي على أنشطة ضارة،
وقيام مطوري التطبيقات بتحليل مؤذية للمستخدم.
لذا يجب على جميع شركاء النظام البيئى - الحكومات والمؤسسات ومقدمى البرامج وخدمات الشبكة البينية ومصنعى الأجهزة وخبراء الطاقة -
القيام بدورهم ودمج الحلول التي تلتزم بممارسة المعلومات العادلة التى وضعتها لجنة التجارة الفيدرالية لمبادئ
الممارسة
العادلة للمعلومات (The United States Federal Trade Commission's fair information practice principles) والتى تتضمن على أهداف أساسية: - الإشعار:
يجب على جامعى البيانات الكشف عن ممارساتهم المتعلقة بجمع المعلومات قبل البدء بجمع المعلومات الشخصية من الأفراد، لأنه
بدون وصول آمن وقابل للتنفيذ في الوقت الفعلى إلى البيانات، لا يمكن للمدينة الذكية أن تتقدم. وتعتبر كيفية جمع المعلومات
ومشاركتها أمراً بالغ الأهمية، ويجب ألا تكون الحلول الأمنية لها آثار سلبية على إمكانية توافر البيانات وإتاحتها. - الوصول للبيانات لضمان النزاهة:
يجب أن يتمكن المستخدمون من رؤية البيانات التى جُمعت عنهم
والتحقق من دقتها واكتمالها، لضمان أن البيانات دقيقة وخالية من التلاعب. - الأمان والسرية:
يجب على جامعى البيانات اتخاذ خطوات معقولة لضمان أمان وسلامة المعلومات التى تُجمع عن المستخدمين وحمايتها من أى استخدام غير مصرح به. - الإنفاذ والمساءلة:
استخدام آلية موثوقة لفرض عقوبات، يجب أن يكون مستخدمو النظام مسئولين عن أفعالهم. يجب تسجيل
تفاعلاتهم مع الأنظمة الحساسة وربطها بمستخدم معين، مع ضمان عدم تزوير هذه السجلات وأن تتمتع بحماية موثوقة للسلامة. المزيد عن الشبكة البينية (الإنترنت) ..
يمكن للسيارات الذكية توجيه السائقين إلى أقرب مكان متاح لشحن سياراتهم
* من أساسيات المدن الذكية: إنترنت الأشياء (Internet of Things/IoT)
من المصطلحات التى ظهرت فى الآونة الأخيرة ويُقصد به الجيل الجديد من الشبكة البينية (الإنترنت) الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع
بعضها (عبر بروتوكول الإنترنت) وتشمل هذه الأجهزة أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة. لكن هذا التعريف لا ينطوى على المفهوم
التقليدى وهو تواصل الأشخاص مع الكمبيوتر والتليفونات المحمولة عبر شبكة عالمية واحدة ومن خلال بروتوكول الشبكة البينية التقليدى
المعروف. والميزة التى تختص بها إنترنت الأشياء أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان، أى أن الشخص يستطيع التحكم في
الأدوات من دون الحاجة إلى التواجد في مكان محدّد للتعامل مع جهاز معين. ومثال على
هذه الأجهزة كاميرات المراقبة ونظم الحماية من السرقة والحريق .... الخ
يعمل الاتصال اللاسلكى الآمن وتكنولوجيا إنترنت الأشياء على تحويل العناصر التقليدية للحياة فى المدينة - مثل مصابيح
الشوارع - إلى منصات إضاءة ذكية من الجيل التالى ذات إمكانات كبيرة، وهذه التقنية تعمل على الاستفادة من الطاقة الشمسية
والاتصال بنظام تحكم مركزى يتصل بالأنظمة البيئية الأخرى. المزيد عن الطاقة الشمسية ..
وهناك حلول أخرى إلى ما هو أبعد من احتياجات الإضاءة البسيطة، فنجد مصابيح "الليد/LED" المدمجة عالية الطاقة تعمل على تنبيه
الركاب حول مشكلات حركة المرور، وتحذر من تقلبات الطقس أو عند نشوب الحرائق.
يمكن لأضواء الشوارع أيضاً اكتشاف أماكن وقوف السيارات المجانية وأرصفة شحن المركبات الكهربائية .. وقد يكون الشحن
ممكناً حتى من عمود المصباح نفسه في بعض الأماكن!
أفضل تقنية لاسلكية للمدن الذكية
أول خطوة في أى تطبيق للمدن الذكية هو الاتصال اللاسلكى الموثوق به والمنتشر. على الرغم من عدم وجود مقاس واحد يناسب
الجميع، فإن تقنيات الشبكة الواسعة النطاق منخفضة الطاقة (LPWAN/ Low-power wide-area network) المتطورة مناسبة تماماً
لمعظم تطبيقات المدن الذكية من حيث كفاءتها من حيث التكلفة وانتشارها في كل مكان – وهى نوع من الاتصالات اللاسلكية تغطى
نطاق واسع وتستهلك طاقة أقل.
فتح مخزن البيانات
تحتفظ الحكومات والشركات والأفراد ببياناتهم بشكل خاص، ولم يتقاسموا سوى أقل قدر ممكن مع الآخرين .. لكن فى العصر الراهن
تعيد البيانات المفتوحة تعريف المدينة الرقمية إلا أن مخاوف الخصوصية والخوف من الانتهاكات الأمنية فاقت بكثير القيمة
المتصورة لمشاركة المعلومات.
ومع ذلك، فإن أحد العوامل الرئيسية التي تمكّن المدن الذكية المستدامة هو أن يشارك جميع المشاركين في بيئة
النظام المعقد
للمعلومات ودمجها مع البيانات التي يتم تحليلها.
يجب أن تتعاون قطاعات متعددة لتحقيق نتائج أفضل ومستدامة من خلال تحليل المعلومات التي يتم تبادلها بين أنظمة تكنولوجيا
التشغيل والمعلومات الخاصة، لذا تمثل إدارة البيانات (والوصول إلى هذه المعلومات) العمود الفقرى للمدينة الرقمية.
المزيد عن التكنولوجيا والحد من الفقر.. ولكن ماذا عن حماية المدن الذكية نفسها من نقاط الضعف؟
أو بمعنى آخر كيف يمكننا الدفاع ضد القرصنة والهجمات الإلكترونية وسرقة البيانات؟
في المدن التي يشارك فيها العديد من المشاركين المعلومات، كيف نثق في أن المشاركين أنفسهم؟وكيف نعرف أن البيانات التي يبلغون
عنها صحيحة ودقيقة؟
تكمن الإجابات في خزائن البيانات المادية والمصادقة القوية وحلول إدارة الهوية .. فلا يمكن للمدن الذكية العمل إلا إذا
كان بإمكاننا الوثوق بها، فالاستفادة من الاتصال المنتشر، والبيانات المفتوحة، والأمن الشامل،
يمكننا مواءمة احتياجات المدينة الذكية المتطورة لتجربة محسّنة إلى حد كبير لجميع شركاء
بيئة النظم الخاصة بالبيانات والمعلومات.
* حلول تقدمها المدن الذكية: - يمكن لتقنيات المدن الذكية أن تجعل التنقلات اليومية أسرع
يصاب عشرات الملايين من الأشخاص في المدن في جميع أنحاء العالم بالغضب والإحباط بسبب المرور والتكدس في الأتوبيسات والقطارات،
وتحسين التنقل اليومي أمراً بالغ الأهمية لجودة الحياة.
ومثالاً على أنظمة النقل فى المدن الذكية، تتلقى إشارات المرور المتصلة البيانات من أجهزة الاستشعار والسيارات التي تقوم بضبط
إيقاع الضوء والتوقيت للاستجابة لحركة المرور، مما يقلل من الازدحام على الطريق.
كما يمكن للسيارات الذكية الاتصال بعدادات وقوف السيارات وأرصفة شحن السيارات الكهربائية وتوجيه السائقين إلى أقرب مكان متاح لشحن سياراتهم.
وبحلول عام 2025، سيكون لدى المدن التي تنشر تطبيقات التنقل الذكي القدرة على تقليل أوقات التنقل بنسبة 15 إلى 20 في
المائة في المتوسط، مع تمتع بعض الأشخاص بتخفيضات أكبر. إن الإمكانات المرتبطة بكل تطبيق متغيرة بدرجة كبيرة، اعتماداً
على كثافة كل مدينة، والبنية التحتية للنقل الحالية، وأنماط التنقل. في مدينة كثيفة بالسكان، يمكن للتقنيات الذكية أن توفر
معدل متوسط يقارب 15 دقيقة في اليوم للراكب. في مدينة نامية بها تنقلات أكثر صعوبة، قد يكون التحسن من 20 إلى 30 دقيقة كل يوم.
وبشكل عام، تستفيد المدن ذات أنظمة النقل الكثيرة والمستخدمة جيداً من التطبيقات التي تبسط الحركة للركاب. يتيح استخدام
اللافتات الرقمية أو تطبيقات الأجهزة المحمولة لتقديم معلومات في الوقت الفعلى حول التأخيرات للركاب وتعديل مساراتهم أثناء التنقل. يمكن أن يساعد تثبيت أجهزة استشعار عن بعد الخاصة
بإنترنت الأشياء على البنية التحتية المادية المتواجدة في حل المشكلات قبل أن تتحول إلى أعطال وتأخيرات.
تُعد التطبيقات التي تخفف من ازدحام الطرق أكثر فاعلية في المدن التى تسود فيها القيادة أو حيث تكون الأتوبيسات هي الوضع
الأساسى للنقل. المزامنة الذكية لإشارات المرور لديها القدرة على تقليل متوسط التنقل بأكثر من 5 في المائة في المدن النامية
حيث يسافر معظم الناس بالأتوبيس. كما ينبه أنظمة الملاحة السائقين إلى حالات التأخير وتساعدهم في اختيار المسار الأسرع.
كما تنبه تطبيقات وقوف السيارات الذكية الاتجاه إلى الأماكن المتاحة مباشرة، مما يقلل من الوقت الذى يقضيه قائد المركبة في
الدوران حول شوارع المدينة دون جدوى.
المدن الذكية لها تأثير إيجابى على سنوات العمر المُعدلة بسبب الإعاقة
- تحفز المدن الذكية على تحسين الصحة
إن الكثافة الهائلة للسكان تجعل وجود المدن الذكية شىء بالغ الأهمية على الرغم من أنها حل غير مستغل حالياً لمعالجة الصحة
وتعزيزها. مع إدراك أن دور التكنولوجيا في الرعاية الصحية واسع ومتطور يوماً بعد يوم، ولها تأثير محتمل على سنوات العمر
المُعدلة بسبب الإعاقة (Disability-adjusted life year / DALYs)، وهو المقياس الأساسى الذى تستخدمه
منظمة الصحة العالمية لتقليل عبء المرض العالمى، والذي
يعكس ليس فقط سنوات العمر المفقودة بسبب الوفاة المبكرة ولكن أيضاً الحياة الإنتاجية والصحية المفقودة بسبب الإعاقة أو
العجز. فإذا انتشرت فى المدن التطبيقات الذكية فهناك إمكانية لتقليل معدل سنوات العمر المفقودة بنسبة 8 إلى 15 بالمائة.
يمكن أن تُساعد التطبيقات الذكية في الوقاية من الأمراض المزمنة وعلاجها ومراقبتها، مثل مرض السكرى أو أمراض القلب
والأوعية الدموية. كما تتوافر أنظمة مراقبة المرضى عن بعد بحيث يكون لديها القدرة على تقليل العبء الصحى في المدن ذات الدخل
المرتفع بأكثر من 4 في المائة. تستخدم هذه الأنظمة الأجهزة الرقمية لأخذ القراءات الحيوية، ثم نقلها بأمان إلى الأطباء في
مكان آخر للتقييم. يمكن أن تنبه هذه البيانات كل من المريض والطبيب عند الحاجة إلى التدخل المبكر، مما يؤدى إلى تفادى المضاعفات والشفاء. المزيد عن مرض السكرى ..
يمكن للمدن استخدام البيانات والتحليلات لتحديد المجموعات الديموغرافية ذات عوامل الخطورة وعمل التدخلات المستهدفة بشكل
أكثر دقة. يمكن لما يُسمى بتدخلات الصحة المحمولة أن ترسل رسائل مُنقذة للحياة حول التطعيمات، والصرف الصحي، والجنس
الآمن، والالتزام بأنظمة العلاج بمضادات الفيروسات. في المدن منخفضة الدخل التي ترتفع فيها معدلات وفيات الرضع، يمكن
للتدخلات القائمة على البيانات التي تركز على صحة الأم والطفل وحدها أن تقلل معدل سنوات العمر المفقودة بسبب الإعاقة بأكثر
من 5 بالمائة. ومن الممكن خفض آخر بنسبة 5 في المائة إذا استخدمت المدن النامية أنظمة مراقبة الأمراض المُعدية والأوبئة
سريعة الانتشار. يمكن أن ينقذ الطب عن بعد - الذي يقدم الاستشارات العلاجية عن طريق الفيديو - ينقذ الحياة في المدن منخفضة الدخل التي تعانى من نقص الأطباء. المزيد عن التطعيمات الوقائية .. المزيد عن الجنس الآمن .. المزيد عن الفرق بين الوباء والجائحة .. المزيد عن مضادات الفيروسات .. المزيد عن الأمراض المُعدية ..
تساهم المدن الخضراء المدن الرقمية فى توفير بيئة أكثر استدامة
- توفر المدن الذكية توفير بيئة أنظف وأكثر استدامة
مع نمو التحضر والتصنيع والاستهلاك، تتضاعف الضغوط البيئية. يمكن أن تتحد تطبيقات مثل أنظمة التشغيل الآلى للمبانى وتسعير
الكهرباء وبعض تطبيقات التنقل لخفض الانبعاثات بنسبة 10 إلى 15 بالمائة.
يمكن لتتبع استهلاك المياه، الذي يجمع بين القياس المتقدم وإرسال رسائل رقمية للمستهلكين، أن يحث الناس على الحفظ وتقليل
الاستهلاك بنسبة 15 في المائة في المدن التي يرتفع فيها استخدام المياه في المناطق السكنية. في أجزاء كثيرة من العالم
النامى، يكون أكبر مصدر لهدر المياه هو التسرب من المواسير. يمكن أن يؤدى نشر أجهزة الاستشعار إلى تقليل هذه الخسائر بنسبة
تصل إلى 25 بالمائة. كما أن التطبيقات مثل التتبع الرقمى للدفع عند إلقاء النفايات على الأرضيات أو فى المياه تقلل من حجم
النفايات الصلبة للفرد بنسبة 10 إلى 20 في المائة. وبشكل عام، يمكن للمدن توفير 25 إلى 80 لتراً من الماء لكل شخص يومياً
وتقليل النفايات الصلبة غير المُعاد تدويرها بمقدار 30 إلى 130 كجم للفرد سنوياً.
لا تعالج مستشعرات جودة الهواء أسباب التلوث بشكل تلقائى، ولكن يمكنها تحديد المصادر وتوفير الأساس لمزيد من الإجراءات. خفضت
مدينة "بكين" الملوثات المحمولة جواً القاتلة بنسبة 20٪ تقريباً في أقل من عام من خلال تتبع مصادر التلوث عن كثب وتنظيم حركة
المرور والبناء وفقاً لذلك. تتيح مشاركة معلومات جودة الهواء مع سكان المدن عبر تطبيقات التليفونات الذكية للأفراد
اتخاذ
تدابير وقائية. يمكن أن يقلل هذا من الآثار الصحية السلبية بنسبة 3 إلى 15 في المائة، اعتماداً على مستويات التلوث الموجودة. المزيد عن ماهية التلوث .. المزيد عن ملوثات الهواء ..
كما تقوم علب القمامة الذكية بإرسال البيانات تلقائياً إلى شركات إدارة النفايات وتحديد موعد الاستلام حسب الحاجة مقابل
الجدول الزمنى المخطط مسبقاً وبالتالى عدم تكدس القمامة التى تعمل على انتشار الأمراض وإلحاق الضرر بصحة الإنسان.
الحلول الرقمية تساعد على إنشاء برامج للتعبير عن مخاوف الأفراد واتجهاتهم فى قضايا التخطيط
- يمكن للمدن الذكية تعزيز الترابط الاجتماعى والمهنى
تقوم المدن الذكية على الاتصال بين كافة الأنظمة البيئية من خلال القنوات والمنصات الرقمية التى تضمن هذا الاتصال والتواصل
مع المسئولين المحليين، واستخدام هذه الأنواع من التطبيقات يمكن أن يضاعف تقريباً نسبة السكان الذين يشعرون بالارتباط
بالمجتمع المحلى وبحكوماتهم.
يمكن أن يؤدي إنشاء قنوات للاتصال ثنائى الاتجاه بين المؤسسات العامة والأفراد إلى جعل حكومات المدن أكثر استجابة. وهنا يكون
لمؤسسات المدينة وجود نشط على الشبكات الاجتماعية، بالإضافة إلى نشر المعلومات. كما تعمل هذه القنوات على إنشاء برامج
للإبلاغ عن مخاوف الأفراد، أو جمع البيانات، أو التفكير في قضايا التخطيط. ومثالاً على ذلك التفاعل فى مدينة باريس
الفرنسية حيث دعت أى شخص لنشر أفكار المشاريع ثم إجراء تصويت عبر الشبكة البينية (الإنترنت) لتحديد أى منها يستحق التمويل.
أن تصبح مدينة ذكية ليس استراتيجية لخلق فرص العمل، ولكن الحلول الذكية يمكن أن تجعل أسواق العمل المحلية أكثر كفاءة
وتقلل قليلاً من تكلفة المعيشة. ويتساءل العديد من المسئولين والخبراء عما إذا كان التحول إلى مدينة ذكية سيؤدى إلى ضخ
وظائف تقنية عالية الأجر .. وهل على الجانب الآخر ستلغي التقنيات الذكية بعض الوظائف بشكل مباشر (مثل الوظائف الإدارية
والميدانية في حكومة المدينة) فى حين ظهور وظائف أخرى (مثل الصيانة). يمكن أن يكون لمراكز التوظيف الإلكتروني تأثير
إيجابي آخر متواضع من خلال إنشاء آليات أكثر كفاءة للتوظيف وجذب المزيد من العاطلين عن العمل وغير النشطين إلى سوق العمل.
ويمكن أن يعزز التدريب المعتمد على البيانات وبرامج إعادة التدريب عبر الشبكة البينية (الإنترنت) مجموعة من المهارات لدى
الأفراد في المدينة التى تساعدهم على الابتكار والإبداع فى مختلف المجالات.
ويمكن لرقمنة الوظائف الحكومية مثل ترخيص الأعمال والتصاريح والإيداع الضريبي أن تحرر المؤسسات المحلية من الروتين، مما
يساهم في خلق مناخ أعمال أكثر كفاءة.
إنترنت الأشياء يتيح للأشخاص التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى التواجد
- تعزز المدن الذكية الاقتصاد:
المدن الذكية تغير اقتصاديات البنية التحتية وتفسح المجال للشراكات ومنها مشاركة القطاع الخاص. الاستثمار في البنية
التحتية يحاصر المدن في خطط تتطلب رأسمال قوى وخطط طويلة الأجل. والآن، باستخدام المزيج الصحيح من البناء التقليدى والحلول
الذكية، يمكن الاستجابة بشكل أكثر ديناميكية لكيفية تغير الطلب. إذا زاد النمو السكاني في حى نائي، فإن إضافة مترو
أنفاق أو خط نقل جديد مع التوسع فيه قد يستغرق سنوات. وعلى النقيض من ذلك، فيمكن تشغيل خدمة الأتوبيسات الصغيرة عند الطلب
بشكل خاص وتشغيلها بشكل أسرع.
تعانى العديد من المدن الأكثر حركة ونشاطاً وجاذبية في العالم من نقص خطير في المساكن، مما
يؤد إلى ارتفاع الإيجارات وأسعار المساكن. يمكن أن يؤدى التوسع في المعروض من المساكن إلى خفض هذه التكاليف. في العديد من
الأماكن، تعيق البيروقراطية، والدراسات البيئية، والموافقات على التصميم، والتصاريح حيازة الأراضى. يمكن لرقمنة هذه
العمليات أن تشجع على المزيد من البناء. بالإضافة إلى ذلك، يساعد إنشاء قواعد بيانات مساحية مفتوحة المصدر التعرف على
المساحات غير المستغلة فى المدن لاستخدامها فى بناء المزيد من المساكن أو فى تحديد قطع الأراضى لأغراض التنمية.
الحلول الذكية لمستقبل أكثر ملائمة للعيش
- تحد المدن الذكية من الجرائم:
ومن بين الحلول أو الفوائد الأخرى التى تقدمها المدن الذكية ارتفاع المستوى الأمنى فى الشوارع وتقليل حدوث الجريمة إلى حد كبير. فلتحسين
مستويات السلامة والأمان فى المدن والمجتمعات، يتم التعامل مع احتمالات حدوث الجرائم ضد الأفراد والممتلكات على مستوى كل
شارع من خلال استخدام كاميرات المراقبة بالفيديو للمساهمة فى عمليات منع ورصد الجرائم وتدعيم التحقيقات التى تجرى بشأنها.
ولا يكون دور كاميرات المراقبة في المدن الذكية مقتصراً على إشعار السكان بالمزيد من الأمان، لكنها توفر الحماية
للمنشآت والبنية التحتية من التهديدات الطبيعية والبشرية على حد سواء.
* المدن الذكية: حلول رقمية لمستقبل أكثر ملائمة للعيش
صحيح أن حكومات المدن هى الممول والمُشغل الأساسى لكل نوع من أنواع خدمات وأنظمة البنية التحتية للمدن الذكية، وأن التمويل
العام من جانبها يتم للمنافع العامة التي يجب أن توفرها. كما أنه لا يمكن إنكار أنه إذا قام القطاع العام بالاستثمار فى هذا
المجال سيحقق عائداً مالياً إيجابياً، مما يفتح الباب أمام الشراكات.
لكن على الجانب الآخر يمكن أن تأتى غالبية الاستثمار الأولى من جهات فاعلة خاصة، فإضافة المزيد من المستثمرين إلى هذا المزيج
أمراً إيجابياً بالمثل، لأنه يزيد من التمويل ويطبق المزيد من الابتكار على البيانات المتاحة. عندما تظهر ابتكارات القطاع
الخاص، قد يشمل دور الحكومة التنظيم، أو جمع الأطراف الفاعلة الرئيسية، أو تقديم الإعانات، أو تغيير قرارات الشراء. بدلاً
من اتباع نهج التخطيط الرئيسي، تضع بعض المدن نفسها كنظم بيئية، مما يؤدي إلى إنشاء اتحادات وحتى أنظمة تعاون ملموسة على أرض الواقع.
بدأت بعض المدن تحولاتها عن طريق الاستعانة بالأصول المتوافرة لديها مثل الثروات والموارد من البشر والصناعات المتواجدة
لديها ذات التقنية العالية. ولكن حتى الأماكن التي تفتقر إلى هذه المكونات يمكن أن تميز نفسها برؤية، وإدارة جيدة، ورغبة في
الابتعاد عن الطرق التقليدية للقيام بالأشياء، والالتزام المستمر بتلبية احتياجات السكان. وقبل كل شىء، يجب تمكين الأفراد من تشكيل مستقبل المدن التى يسمونها وطنهم.
استثمار المدن الذكية
فى عصر الشبكة البينية (الإنترنت) والمدن الذكية .. البيانات كما سبق وأن أشرنا إلى أهميتها هي النفط الجديد. مع استمرار
المناطق الحضرية في التوسع والنمو، تتطور تكنولوجيا المدن الذكية جنباً إلى جنب مع تعزيز الاستدامة وخدمة الإنسانية بشكل أفضل.
وهذه هى بعض الحلول البسيطة التى يمكن من خلالها استثمار المدن الذكية بطريقة أفضل:
- لكى تزدهر المدن الذكية، نحتاج إلى إنشاء نماذج تجارية وبرامج مستدامة تسهل نجاح جميع المشاركين فى إدارة النظام
البيئى، وهذا يشمل مصنعى الأجهزة والمطورين والخبراء والحكومات وما إلى ذلك.
- يجب تقدير الملكية الفكرية لكل مساهم ومكافأته.
- تتيح إمكانيات "برامج الاشتراك" فى أنظمة المدن الذكية" نماذج أعمال جديدة تسمح لكل مساهم باستخراج قيمة من مساهمته في
النظام البيئى. توفر النماذج القائمة على الاشتراك طريقة لاستثمار الأجهزة والبرامج لبناء بُنى تحتية ذكية وتوزيع النفقات بعيداً عن الإنفاق الرأسمالى الكبير لمرة واحدة.