* التكنولوجيا والفقر:
التكنولوجيا وتطبيقاتها محرك قوي للتنمية، تعد التقنيات والقدرات الديجيتال (الرقمية) ضرورية للتخفيف من حدة الفقر من خلال تحسين
القدرة التنافسية للاقتصادات وتقليل البطالة. قال بوجدان وينتا/Bogdan Wenta، المتحدث باسم لجنة التنمية بالبرلمان
الأوربى (EPP/Spokesman in the European Parliament’s Development Committee) ومؤلف تقرير التحول الديجيتال (الرقمي) للتنمية/Author of
the Report on Digitalisation for Development الذي تم اعتماده: "إن المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء بحاجة إلى ضمان التمويل الكافي
لتبسيط التقنيات الديجيتال (الرقمية) في جميع جوانب سياسة التنمية". المزيد عن الفقر والمجتمعات ..
وكما ورد في التقرير، يمكن للتجارة الإلكترونية أن تمهد الطريق لوظائف أفضل ومساواة أكبر. يمكن استخدام أدوات تكنولوجيا
المعلومات والاتصالات لنشر المعلومات أثناء الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ. يمكن للتقنيات الديجيتال (الرقمية) أن تُمكّن
المجتمعات منخفضة الدخل والمجتمعات الضعيفة من الوصول إلى خدمات أساسية
جيدة مثل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، فضلاً عن الإغاثة الإنسانية وغيرها من الخدمات العامة والخاصة. كما يمكن أن تفيد
التقنيات الجديدة أيضًا القطاع الزراعي - أكبر قطاع اقتصادي في البلدان الفقيرة". المزيد عن التكنولوجيا ..
"التحول الديجيتال (الرقمى) والابتكار التكنولوجي هما محركان قويان للتنمية
المستدامة والنمو الشامل، مع إمكانات هائلة للحد من الفقر، وخلق فرص العمل، وزيادة القدرة التنافسية وحتى تسهيل تقديم المساعدة الإنسانية. يجب أن
يُعطى سد الفجوة الديجيتال (الرقمية) دورًا مركزيًا في جميع سياسات التنمية: ليس فقط كسياسة قائمة بذاتها، ولكن يتم تعميمها في كل مجال من
مجالات السياسة الأخرى. يجب أن يكون الوصول الميسور إلى الاتصال بالشبكة البينية (الإنترنت) عالى السرعة/Broadband connectivity هو الأساس لأي جهد من هذا القبيل. يمكن لأوروبا أن تساهم في تحقيق
هذا الهدف " - وهذا ما أضافه "بوجدان وينتا". المزيد عن الفجوة الديجيتال (الرقمية) ..
ووفقًا لأحدث الدراسات، لا يزال أكثر من نصف سكان العالم غير متصل بالشبكة
البينية (الإنترنت)، بينما في الوقت نفسه، يتجاوز عدد مستخدمي التليفون
المحمول عدد الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى الكهرباء أو الصرف الصحي أو
المياه النظيفة. في الوقت الذي تتزايد فيه التحول الديجيتال بشكل كبير، يعد
هذا النقص في الوصول تحديًا كبيرًا للتنمية حيث تستمر في توسيع الفجوات
وأوجه عدم المساواة في العالم. المزيد عن الشبكة البينية (الإنترنت) ..
* الحد من الفقر بفكر مبتكر باستخدام التكنولوجيا:
تسمح التكنولوجيا اليوم بالعديد من الأشياء التي كانت غير متصورة أو غير عملية في الماضي، حيث
تُمكّن التكنولوجيا الفقراء من تشخيص مستوى فقرهم بأنفسهم في 30 دقيقة باستخدام تليفون محمول. وللمرة الأولى، تمتلك أسرة تعيش في حي فقير أو قرية
ريفية القدرة على تقييم وضعها الخاص، وهو أمر محفز للغاية.
وكان الشىء التقليدى أو الشائع هو أن يقوم أخصائي اجتماعي حكومي بعمل مسح ثم يدون هذه المعلومات .. لكن الحد من الفقر هو عكس ذلك!
فأصبحت الأسرة فى ظل انتشار التكنولوجيا فى بعض البلدان هى من تقيم مستوى فقرها في 50
مؤشرًا محددًا قامت حكوماتها بوضع هذه المؤشرات، ويتم عرض النتائج في لوحة معلومات للعائلة لاستخدامها. لذا
فبدلاً من أن يكون مؤشرًا لصانعي السياسات، فإن مؤشر إيقاف الفقر هو أداة لنوع مختلف تمامًا من صناع القرار: رب الأسرة. بمجرد أن يتم تصور أوجه
الحرمان التي تعاني منها تلك الأسرة في لوحة المعلومات، تقوم الأسرة بإنشاء
خطة مخصصة لتحديد أولويات مشاكلهم والتغلب عليها بمساعدة الموارد الموجودة في المجتمع.
قد يكون لدى الأسرة فجوة في الدخل، ومشاكل في الصحة، ومشاكل في المراحيض، ومشاكل في النقل، بينما قد يعاني الجار المجاور من أوجه حرمان مختلفة على
الرغم من أنهم يعيشون في نفس الأحياء الفقيرة. المفتاح هو السماح لكل أسرة بتولي زمام وضعها ووضع خطة عائلية. ما هي أولوياتها؟ ماذا ستفعل لتصحيح هذا؟
من لديه الموارد المتاحة في المجتمع والذي يمكنه مساعدتها؟ ما هو الإطار الزمني الخاص بتنفيذ الخطة؟ هذه الخطة هي مسئولية الأسرة.
* علاقة التكنولوجيا بالحد من الفقر:
لقد تم الاستهزاء بالتكنولوجيا باعتبارها حلاً للحد من الفقر، فيما يلي عشرة أشياء يجب معرفتها عن الفقر والتكنولوجيا أو بمعنى آخر العلاقة
الإيجابية بينهما إذا تم استخدام التكنولوجيا فى الحد من الفقر.
- توفر التكنولوجيا الأدوات المطلوبة لتعزيز القيمة:
تتمثل إحدى طرق زيادة الأرباح في تحسين قيمة الخدمات المقدمة. يؤدي استخدام التكنولوجيا إلى تحسين جودة الإنتاج، وبالتالي دخل أعلى للعامل. على سبيل
المثال، قد يساعد تطبيق التكنولوجيا فى مجال الزراعة علي تعزيز الزراعة أو إضافة قيمة إلى المحاصيل الغذائية للحصول على سعر أعلى.
- التكنولوجيا تقلل من تكلفة القيام بالعمل:
تقلل التكنولوجيا من تكلفة القيام بالكثير من العمل. يساعد انخفاض تكلفة الإنتاج على زيادة هامش الربح، وهو أمر أساسي في الحد من الفقر.
- التكنولوجيا تفتح الأبواب لفرص جديدة:
تفتح التكنولوجيا الأبواب لفرص جديدة للقيام بالأعمال التجارية أو العمل. وهو بدوره يزيد من دخل الأسرة بين السكان الفقراء. على سبيل المثال، قد
يسمح بالوصول إلى الأسواق الأجنبية أو القدرة على الاستفادة من اقتصاد الوظائف المؤقتة.
- يساهم عدم المساواة في الوصول إلى المعلومات في اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء:
إن عدم المساواة في الوصول إلى المعلومات والاتصالات مسئول جزئياً عن عدم التكافؤ المتزايد بين الأغنياء والفقراء. أتاحت الفجوة الديجيتال (الرقمية)
لمجموعة واحدة (الأغنياء) الوصول إلى الأدوات المناسبة للتطوير بينما تعيش مجموعة أخرى (الفقراء) في حالة حاجة وفقر.
- التكنولوجيا تجلب الكفاءة:
تساعد التكنولوجيا في تحسين الوسائل التي يتم من خلالها توزيع عوامل
الإنتاج واستخدامها. وتساعد التكنولوجيا المجتمعات والأفراد
على استخدام هذه العوامل بشكل مربح. على سبيل المثال، يمكن للمزارعين
تعلم كيفية تحسين سلالات أبقارهم لزيادة الإنتاجية أو المحاصيل الجديدة من خلال التطبيقات الزراعية.
- تساعد التكنولوجيا الجمعيات الخيرية وجامعي التبرعات على الوقوف بجانب الفقراء:
تستخدم معظم المؤسسات الخيرية (الشبكة البينية) الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى لجمع الأموال لمساعدة الفقراء أو دعم الابتكارات لتحسين رفاهية
الأشخاص المحتاجين.
- تساعد التكنولوجيا في محاربة الفساد:
معظم البلدان التي تعاني من فقر مدقع لديها أيضا فساد كبير. يسمح استخدام التقنيات بتمويل أو المساعدة للوصول إلى الأفراد المستهدفين دون الضياع في
الفساد. تساعد التكنولوجيا أيضًا في مراقبة المشاريع بشكل أفضل.
- تزيد التكنولوجيا من المعرفة:
يعد الافتقار إلى التعليم المناسب أحد أكبر التحديات التي تواجه الحد من الفقر. الشبكة البينية (الإنترنت) وغيرها من التقنيات مثل التلفزيون قادرة
على تثقيف الجماهير حول مختلف القضايا بما في ذلك تحسين الإنتاج والنظافة والتعامل مع تفشي الأمراض، كما يعزز الوصول إلى المعلومات الابتكار.
- تساعد التكنولوجيا فى الحد من الفقر من خلال الوصول إلى المعلومات الصحيحة:
يعتمد تأثير التكنولوجيا على الفقر على الوصول إلى المعلومات الصحيحة وبطريقة يمكن أن تساعد السكان المحليين. عندما تكون الأمية عالية، لا يمكن
للمعلومات التقليدية على الشبكة البينية (الإنترنت) أن تحدث أي تغيير. يجب أن تكون المعلومات سهلة الفهم حتى يكون لها تأثير.
- تساعد التكنولوجيا على إدارة الكوارث الطبيعية بشكل أفضل:
تؤثر الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والجفاف والفيضانات على سكان الريف أكثر من غيرهم. ومع ذلك، فقد تساعد استخدام التليفونات المحمولة ووسائل التواصل
الاجتماعي في إنقاذ الأرواح بخلاف ما كان يحدث فى الماضى من خلال وضع السكان المحليين في حالة تأهب قصوى عندما تكون هناك كارثة وشيكة. كما أنه
يساعد في تثقيف السكان المحليين بشأن ما يجب القيام به في حالة وقوع الكارثة.
* حلول تقنية للفقر:
التكنولوجيا في كل مكان، تقوم الموزعات الإلكترونية برش كمية محددة مسبقًا من الصابون على أيدينا، التليفونات المحمولة تربطنا بالناس في جميع أنحاء
العالم. غسالات الأطباق تغسل أطباقنا وتنقلنا الطائرات عبر العالم .. كما تسلينا ألعاب الفيديو. لكن التكنولوجيا لها استخدامات أكثر من مجرد الترفيه
أو الراحة. يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تغير حياة فقراء العالم بشكل جذري من خلال تمكينهم وتجهيزهم. التكنولوجيا الحديثة هي واحدة من أكثر الحلول
فعالية للفقر.
الحلول التكنولوجية للحد من الفقر:
- الخدمات المصرفية عبر التليفون المحمول:
توفر الخدمات المصرفية عبر التليفون المحمول وصولاً سهلاً إلى الخدمات المصرفية دون تكاليف المعاملات ودون الحاجة إلى بنك مادي تقليدي. فالوصول
إلى الخدمات المصرفية يسمح للفقراء بتوفير المال دون خوف من السرقة.
كما
ذكرت مؤسسة بروكينجز/Brookings Institute التالى: "دراسة واحدة من الفلبين وجدت أن الوصول إلى
المدخرات الرسمية يزيد من التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال زيادة تأثيرها على خيارات استهلاك الأسرة وتعليم الأطفال واستخدام وسائل تنظيم الأسرة".
علاوة على ذلك، فإن الخدمات المصرفية عبر التليفون المحمول تجعل برامج التحويلات النقدية المباشرة لمنظمات المعونة أسهل وأكثر كفاءة.
- الرعاية الصحية المتنقلة:
تتيح التليفونات المحمولة الوصول إلى المعلومات الطبية التي يتعذر على الفقراء الوصول إليها. على سبيل المثال، النساء الحوامل اللائي يفتقرن إلى
الوصول إلى المعلومات حول كيفية تعزيز نمو الجنين الصحي، حسب تقرير مجلس البحوث النرويجي/The Research Council of Norway. تتلقى الأمهات رسائل آلية أسبوعية مصممة للمساعدة في
موازنة الخرافات والأساطير المتعلقة بالحمل.
وتقول جاكلين مولر لارسن من مؤسسة جرامين في غانا/Møller Larsen of the Grameen Foundation: "كل ما يحتاجون إليه
لتلقي هذه الرسائل هو تليفون غير مكلف". "المعلومات الصحية التي يتلقونها بهذه الطريقة يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في صحة كل من الأم والطفل."
- الحصول على المياه النظيفة:
على الصعيد العالمي، لا يحصل أكثر من 748 مليون شخص على المياه النظيفة وأكثر من 2.5 مليار شخص لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الكافية. يموت
أكثر من 1400 طفل كل يوم بسبب الإسهال الناجم عن المياه غير الآمنة والصرف الصحي غير المناسب. وكتبت ووتر آيد/WaterAid، وهي منظمة مكرسة لتوفير
الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي: "إن الوصول إلى المياه الصالحة للشرب لن يبطئ هذه الأمراض فحسب، بل سيعود أيضًا بمتوسط 4 دولارات
من زيادة الإنتاجية لكل دولار يتم استثماره".
إن مثل هذه التطورات ليست
بعيدة المنال ويمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تخلق أهدافًا قابلة للتحقيق للمياه والصرف الصحي، حيث اشتركت إحدى الشركات مع الكينيين من منطقة
توركانا (Turkana) الجافة والقاحلة لتطوير حل لمشاكل الجفاف في المنطقة. وقد ذكرت المنظمة "قمنا بتطوير مضخة مياه تعمل بالطاقة الشمسية تستخدم
معدات من مصادر محلية لضخ 30.000 لتر من المياه النظيفة والآمنة إلى القرية يوميًا".
- تحسين تقنيات الزراعة:
وفقًا للأمم المتحدة، يعتمد معظم الأشخاص البالغ عددهم 1.4 مليار شخص الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميًا على الزراعة لكسب عيشهم. التقدم
التكنولوجي في الزراعة، من تقنيات الحرث الأفضل إلى الأرز المتكيف من المياه المالحة، يمكن أن يقلل الجوع للملايين.
وقال الدكتور راجيف شاه/Dr. Rajiv Shah، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية/USAID administrator: "إذا تمكنا من الحصول على بذور جديدة وابتكارها، وتكنولوجيا متنقلة
جديدة، وفتح مراكز بيانات جديدة لمساعدة المزارعين على ربط أسعار محاصيلهم وفهم تقلبات الطقس، فيمكننا القيام بشيء تحويلي ضد الجوع".. وليس مجرد
الوصول إلى نسبة صغيرة من الناس الذين يعانون من الجوع بالطعام."
- زيادة فرص الحصول على التعليم:
يتمتع العديد من الأطفال، وخاصة الفتيات المحرومات، في المناطق الريفية بفرص محدودة للحصول على التعليم. والعديد من المدارس التي يمكن لأطفال
الريف الالتحاق بها تعاني من ضعف جودة المعلمين ومحدودية الموارد. لكن التكنولوجيا الجديدة مثل أجهزة الكمبيوتر تسمح للطلاب بالمشاركة في دروس تفاعلية مع
المعلمين.
- إدارة أفضل للنفايات:
أدى التوسع الحضري المتزايد باستمرار في العديد من مدن البلدان النامية إلى إثقال كاهل مرافق إدارة النفايات الصلبة وخلق
مشاكل القمامة. من إعادة تدوير البلاستيك إلى إدارة النفايات البشرية، تمتلك التكنولوجيا القدرة على تغيير حياة فقراء الحضر.
- التمكين من خلال المعلومات:
من الممكن أن يتمكن كل شخص في العالم من الوصول إلى تليفون محمول فى مدة زمنية قصيرة. ذكرت الأمم المتحدة أن عددًا أكبر من الأشخاص في العالم لديهم
إمكانية الوصول إلى التليفونات المحمولة أكثر من العدالة أو الخدمات القانونية. فى الوقت الحالى، أكثر من 5.4 مليار شخص لديهم اشتراكات في
التليفون المحمول. نظرًا لأن التليفونات المحمولة لا تتطلب سوى معرفة القراءة والكتابة الأساسية، فإن التليفونات توفر للجميع تقريبًا في العالم
بأسره إمكانية الوصول إلى المعلومات والفرصة لجعل أصواتهم مسموعة. المزيد عن القراءة ..
- تحسين النقل:
خاصة بالنسبة للفقراء الذين يعيشون في القرى على بعد كيلومترات من المدن الكبيرة، يمكن أن تستغرق الرحلات إلى المدينة للحصول على الماء والطعام
ساعات. في كثير من الأحيان، في حالات الطوارئ الطبية، لا يمكنهم الوصول إلى المستشفيات في الوقت المناسب.
يتيح اتصال التليفون المحمول الآن تدفق المعلومات بين الركاب ومقدمي خدمات النقل في كلا الاتجاهين. يمكن للتقنيات الذكية معالجة هذه المعلومات بسرعة
وإنشاء جداول ومسارات لخدمات الحافلات والقطارات بشكل ديناميكي لتقديم خدمات أفضل وأكثر استهدافًا بتكلفة أقل.
- الإغاثة من الكوارث وإدارتها:
تؤثر الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير والزلازل، على الفقراء أكثر من غيرهم، إذ غالبًا ما لا يكون لديهم أدنى فكرة عن حدوث أي شيء. إن استخدام
التليفونات المحمولة لتنبيههم إلى كارثة وشيكة يمكن أن يمنحهم الوقت الكافي للفرار إلى بر الأمان. قامت بنجلاديش، وهي واحدة من أكثر البلدان المعرضة
للخطر في العالم للكوارث الطبيعية، بتطبيق نظام إنذار متنقل في محاولة لإنقاذ الأرواح.
وقال خبير الاتصالات في مكتب إدارة الكوارث في البلاد: "هذه المبادرة الجديدة ستعني أن الناس سيحصلون على تنبيه على تليفوناتهم يحذرهم
من احتمال تعرضهم لفيضانات أو إعصار .. لذلك سيكونون قادرين بعد ذلك على إتخاذ إجراءات مثل إخلاء منازلهم والبحث عن ملجأ في الأماكن المخصصة."
- الطاقة المستدامة:
إن الحصول على الطاقة يمكّن الناس من شق طريقهم للخروج من الفقر، والحصول على التعليم وتحسين صحتهم. يمكن للتقنيات الجديدة، مثل الطاقة الشمسية
والطاقة المائية، أن توفر الوصول إلى الطاقة دون بناء محطات طاقة باهظة الثمن. حتى التطورات التكنولوجية البسيطة، مثل المواقد الخالية من الحرائق
والتي تعتمد على الحرارة المخزنة، يمكن أن توفر المال والوقت. المزيد عن الطاقة المتجددة ..
فالمزيد من الاستثمار في الحلول التكنولوجية من قبل كل من المانحين من القطاع الخاص والحكومات يمكن أن يغير بشكل جذري حياة فقراء العالم.
* التعليم والتكنولوجيا معاً للحد من الفقر:
التعليم أمر بالغ الأهمية للتصدي للفقر، إن ضمان جودة التعليم ومنع استمرار الفقر هو في مصلحة مجتمع الأعمال. وفقًا لليونسكو، من المرجح أن يشهد
السكان المتعلمون النمو الاقتصادي والحد من الفقر. إذا تلقى جميع البالغين تعليمًا ثانويًا، فإن معدل الفقر العالمي سينخفض إلى النصف. لن يتعلم
الأطفال والشباب الذين فاتهم التعليم المهارات اللازمة للقوى العاملة في المستقبل، وهذا يمكن أن يوقعهم والأجيال اللاحقة في حلقات مفرغة من الفقر. المزيد عن الدائرة الجهنمية للفقر ..
مع السكان الأكثر تعليما، تأتي قوة عاملة أكثر مهارة وقدرة. بالإضافة إلى ذلك، يجلب التعليم الاستقرار إلى المجتمعات مما يحسن النمو ويخلق قاعدة
قوية للأعمال. وتوجد مساعى لاستخدام التكنولوجيا والشراكات لضمان التعليم للجميع. المزيد عن التعليم والمجتمعات ..
يلعب التعليم دورًا مهمًا في تزويد الأطفال بالشعور بالقيمة، وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعرف على مواهبهم ومهاراتهم. وإذا توج التعليم باستخدام
الأساليب التكنولوجية الحديثة فهذا ضمان كبير للتقدم والنمو الاقتصادى الذى بدوره يقلص الفقر إلى أدنى مستوياته.
* لكن ما هى العلاقة بين الفقر التكنولوجى والنمو الاقتصادى؟
هناك علاقة واضحة بين البلدان ذات النمو الاقتصادي البطيء والوصول المحدود إلى التكنولوجيا، مما
يؤدي إلى الفقر التكنولوجى/Digital
poverty، وفقًا للدراسات الحديثة. ذكر تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي/ The Global Information Technology Report لعام 2015 أن
أقلية فقط من سكان العالم لديهم إمكانية الوصول إلى الشبكة البينية (الإنترنت)؛ بمعنى، لا يتم الوصول إلى الفوائد الاقتصادية وحتى الاجتماعية
التي تنشأ من المشاركة عن طريق وسائل تكنولوجيا المعلومات. ما يقرب من 39 في المائة من سكان العالم لديهم إمكانية الوصول إلى الشبكة البينية.
بالإضافة إلى ذلك، تفشل العديد من الدول التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا في معالجة الفقر التكنولوجى كوسيلة للحد من الفقر بشكل عام.
ويمكن أن تساعد التكنولوجيا أيضًا في تحسين ممارسات التعليم والاتصال والأعمال.
التكنولوجيا لها تأثير قوي على الاقتصادات، لا سيما تلك التي تكافح من أجل تلبية احتياجات بلادهم. يؤثر الفقر التكنولوجى على معدلات البطالة في
الدول، ويزيد من عدم المساواة والاحتياجات المالية، لا سيما في البلدان ذات الاقتصادات الناشئة والنامية. من أجل المساعدة في النمو الاقتصادي، تحتاج
البلدان إلى التركيز على تعليم السكان تكنولوجياً.
وفكرة انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم هي في الواقع أسطورة لأن نسبة صغيرة فقط من سكان العالم يمكنهم الوصول إلى التكنولوجيا. ووفقًا
لتقرير تكنولوجيا المعلومات العالمى، من بين 143 دولة، من بين أفضل الدول التي لديها إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها كوسيلة للتواصل
والتأثير الاقتصادي، سنغافورة والولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة والسويد واليابان وهولندا وفنلندا. بالإضافة إلى ذلك، فإن البلدان التي
لديها الحد الأدنى من الوصول تشمل اليمن وهايتي وبوروندي ومدغشقر وأنغولا.
هناك أيضًا دول حققت تحسينات كبيرة في التطورات التكنولوجية. وكشف التقرير أن من بين الدول التي احتلت مرتبة عالية في التنمية لاتفيا ومقدونيا
والسلفادور وأرمينيا. يكشف التقرير أن تلك البلدان التي تستخدم التقنيات قد حسنت اقتصاداتها بنسبة 20 في المائة، مقارنة بـ 10 في المائة في الدول التي
لم تفعل ذلك.
بصرف النظر عن الإجراءات والإصلاحات الحكومية، يجب أن يكون السكان على استعداد لأن يصبحوا جزءًا من العالم التكنولوجى. يمكن للحكومات ومطوري
المحتوى الذين ينتجون محتوى أفضل وأكثر صلة المساعدة في سوق العمل، ودخل الأفراد على وجه الخصوص. إن توفير حافز للناس للدفاع عن التقدم التكنولوجي
يمكن أن يساعد في تقريب الدول من العصر الديجيتال. مع زيادة معرفة البلدان به، سينخفض الفقر التكنولوجى، وخلال هذه العملية، سيبدأ المزيد من الناس في
رؤية زيادة في النمو الاقتصادي وانخفاض في معدلات الفقر.
* المراجع:
"Ways
Technology is Fighting Global Poverty " - "technoserve.org".
"The
Tech Revolution That's Changing How We Measure Poverty" - "worldbank.org".