الجريمة المنظمة .. إجرام غير تقليدى

الجريمة المنظمة .. إجرام غير تقليدى
* ما هى الجريمة المنظمة؟
أصبحت الجريمة تقترف بشكل أكثر احترافية عن ذى قبل، ولم تعد تهدد أمان الشخص بمفرده وإنما تهدد استقرار الدول حيث تجاوز العمل الإجرامى حدود الدول والإقليم الواحد مما يجعلها تقف حائلاً أمام استقرار دول العالم وتحقيق حرية شعوبها.

ونجد أن الجريمة بشكل عام والجريمة المنظمة بشكل خاص تخل بحركة التنمية وقد ساعد على ذلك التغيرات العالمية التى أدت إلى زيادة مجموعات التنظيمات الإجرامية. والجريمة المنظمة ليست بالظاهرة الحديثة ولكنها موجودة بعد نشوب الحرب العالمية الثانية ومن أشهر تنظيمتها "عصابات المافيا/Mafia".- المافيا هي منظمة إجرامية ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة صقلية بإيطاليا، وهي تحالف حر بين عصابات إجرامية تجمعها بنية تنظيمية مشتركة وقواعد سلوكية موحدة.
ونجد أن دول العالم تولى اهتماماً خاصاً بالجريمة المنظمة فى الآونة الأخيرة وذلك لعالمية هذا النوع من الجريمة وانتشارها السريع فى ظل سهولة الاتصالات وانتشار موجات العنف والفساد.

ونجد أن ممارسات الجريمة المنظمة تتعلق بالأنشطة الاقتصادية والتجارية الحيوية مما يعرض اقتصاد البلد لمخاطر كبيرة.
فمفهوم الجريمة المنظمة مفهوم معقد ومتشابك، فالبعض يرى أن مفهومها ينصب على أعداد أفرادها فى التنظيمات الخاصة بها، والبعض الآخر يرى من استمرارية هذه التنظيمات فى تنفيذ مختلف الجرائم الدعامة الأساسية لوضع تعريف دقيق لها .. وهناك رأى ثالث يجمع ما بين الرأيين السابقين مع وجود عنصر الإفلات من قبضة رجال الأمن ليضمن استمراريتها.
وقد نادت المؤتمرات التى نظمتها الأمم المتحدة بوضع تعريف دقيق لها، وكان التوصل إلى أن أفضل تعريف لن يتأتى إلا من خلال البلدان التى تنتشر بها هذه الجرائم مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تتوغل الجريمة المنظمة فى ولاياتها على نطاق واسع.

ماهية الجريمة المنظمة:
إن الجريمة المنظمة أو الإجرام المنظم كما يُطلق عليها هى جريمة ذات طبيعة خاصة تختلف عن الجريمة العادية، وعلى الرغم من وجود تعاون دولى لمكافحتها فلم يتم الاتفاق عالمياً على وضع ماهية أو تعريف لها.
ونجد أن الأمم المتحدة قدمت تعريفاً للجريمة المنظمة وذلك من خلال اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، والتعريف على النحو التالى: "الجماعة الإجرامية المنظمة هى جماعة ذات هيكل تنظيمي، مؤلفة من ثلاثة أشخاص أو أكثر، موجودة لفترة من الزمن وتعمل بصورة متضافرة بهدف ارتكاب واحدة أو أكثر من الجرائم الخطيرة أو الأفعال المجرمة وفقا لهذه الاتفاقية، من أجل الحصول، بشكل مباشر أو غير مباشر، على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى".

* أنواع الجريمة المنظمة:
- الجرائم المعلوماتية التى تتصل بتكنولوجيا المعلومات مثل سرقة الحسابات البنكية.
- جرائم الإتجار بالبشر وخاصة الأطفال والنساء، وتشتمل على جرائم الإتجار بالأعضاء البشرية.
- استعمال العنف والتهديد.
- جرائم إعاقة سير العدالة وتحقيقها.
- انتهاك حقوق الملكية الفكرية وسرقة العلامات التجارية.
- جرائم الاعتداء على البيئة ونقل النفايات السامة والضارة.
- غسيل الأموال أو تبييض الأموال، وهى من أهم الجرائم الخطيرة التي تهدد الاقتصاد الوطني حيث يتم توظيف الأموال التى تم الحصول عليها من أنشطة إجرامية فى مشاريع مشروعة واستثمارها بهدف تحقيق الربح منها.

الجريمة المنظمة .. إجرام غير تقليدى

- الرشوة.
- تزييف العملات.
- الفساد المالى والإدارى فى مختلف المؤسسات.
- الأنشطة التى تتصل بالأعمال غير المشروعة مثل ترويج تجارة المخدرات.
- التربح غير المشروع فى سوق الأوراق المالية.
- الإتجار بالسلاح.
- الاتجار في الأيدي العاملة المهاجرة.

* من خصائص أو سمات الجريمة المنظمة التالى:
- الجريمة المنظمة هى من الجرائم التى يتم استخدام العنف فيها، ولذا توصف بأنها جريمة خطيرة وتكون عقوبتها الحرمان من الحرية والسجن.
- الجريمة المنظمة لا يقوم باقترافها شخص واحد فردى، وإنما جماعة من الأشخاص ويتسم تكوينها بالاستمرارية.
- الهدف من وراء اقتراف الجريمة المنظمة هو الحصول على الربح المالى وتكبد المخاطر من أجل تحقيقه.
- كما تتسم الجريمة المنظمة بأنها جريمة عبر الحدود الوطنية أى تمتد خارج حدود الدولة ليتم ممارستها فى أى إقليم أو بلد آخر.

- مفهوم الجريمة المنظمة عبر الوطنية:
الأثر عبر الوطنى للجريمة هو وقوع الفعل الإجرامى ونتيجته عابراً لحدود الدولة من انتقال المعلومات والأموال والأشخاص وكافة الأشياء الملموسة وغير الملموسة.. أما إذا وقع الفعل الإجرامى في دولة واحدة، و لم يتعداها لغيرها، وارتكبه أشخاص من نفس الإقليم، فلا يتحقق الأثر عبر الوطني.

* أسباب اقتراف الجريمة المنظمة:
إن أى فعل منحرف أو غير سوى بالطبع توجد عوامل تؤدى إلى اقترافه، ومع استمرارية وجود هذه العوامل أو الأسباب فإن معدلات الجريمة أو الأنماط السلوكية الشاذة والمنحرفة تأخذ فى التزايد .. ومن أكثر الأسباب شيوعاً وراء انتشار الجريمة المنظمة التالى:
- ضعف الأنظمة القانونية المطبقة فى البلد، مما يجعل الأشخاص يلجئون إلى أخذ حقوقهم بالعنف وبالطرق غير الشرعية.
- عدم وجود القوانين أو غياب الإجراءات التشريعية التى تضمن فرض القيود على ممارسة كافة الأنشطة التى لا تصل إليها أجهزة الرقابة.
- انهيار معايير القيم والضوابط الاجتماعية والتربوية فى المجتمعات، مما يؤدى إلى انحراف أفراده وتفشى الجرائم وارتفاع معدلاتها.
- اتساع الهوة بين الطبقات، وممارسة التمييز على أسس حزبية، إقليمية، عرقية ، أو طائفية.
- التفكك الأسرى.
- الفساد الإدارى فى مؤسسات الدولة، مثل الرشوة والابتزاز لقضاء الأعمال.
- الأقليات غير المنتمية للمجتمعات والتى تلجأ إلى المساعدات الخارجية والتي غالبا ما يكون مصدرها الجماعات الإجرامية المنظمة كمنفذ تدخل من خلاله للمجتمع لممارسة نشاطاتها.

الجريمة المنظمة .. إجرام غير تقليدى

* العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة:
يرى البعض أن الأنشطة الإجرامية سواء أكانت تتم بشكل منظم أو غير منظم هى صورة من صور الإرهاب .. فى حين توجد آراء مخالفة لهذا الرأى باعتبار أن هناك فارق بين الجريمة وبين الإرهاب (Terrorism).
إن الإرهاب ليس نوعاً من أنواع الجريمة المنظمة ولكنه جزء من الجريمة المنظمة، ولعل التشابه الذى يعتقده البعض بين الجريمة المنظمة والأعمال الإرهابية يتمثل فى أن خصائص العمل الإرهابى قد يتشابه فى بعض الجوانب مع خصائص أو سمات الجريمة التى ذكرناها سلفاً، ومن بين هذه السمات التى تُوجِد علاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة هى السمات التالية:
– استخدام العنف.
- إثارة الرعب.
- وجود تنظيم أو جماعة منظمة تنفذ العمليات الإجرامية أو الإرهابية.
- وجود تعاون بين الجماعات الإرهابية وتنظيمات الجريمة المنظمة لتنفيذ الجريمة عبر الحدود كما الحال فى تجارة المخدرات.
- التنفيذ الدقيق والمحكم لكافة العمليات المطلوبة من تنظيماتها.

* المراجع:
  • "Organized crime" - "unodc.org".
  • "Organized crime" - "britannica.com".
  • "Organized Crime" - "fbi.gov".
  • "What Business Can Learn from Organized Crime" - "hbr.org".

  • تقييم الموضوع:
    • ممتاز
    • جيد جداً
    • جيد
    • مقبول
    • ضعيف
  • إضافة تعليق:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني