العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة
العنف هو سلوك غير عقلانى .. وهو آلية يلجأ إليها الإنسان للتنفيس عن ظلم وقع عليه، أو للتذمر من القيود التى تكبله لتنفيذ رغبة ما له، فالعنف ظاهرة لها أسبابها المؤدية إليها .. ولا يوجد مجتمع يخلو منها أى أنها ظاهرة منتشرة لكنها تؤدى إلى إحداث خلل بالنظام الاجتماعى .. على الرغم من أن الغرض منها يكون لتغيير سلوك الآخرين للإثارة على نظام يُمارس فيه القهر والظلم.

* معانى العنف:
يأتى العنف فى المعنى اللغوى بمعنى الخرق ليشمل كل سلوك يتضمن معاني الشدة والقسوة والتوبيخ واللوم والتفريغ. وبهذا يكون العنف سلوكا فعليا أو قولياً.

أما في المعنى القانوني يُعرف العنف من الناحية القانونية بأنه الاستعمال غير القانوني لوسائل الإكراه المادية من أجل تحقيق أغراض شخصية أو جماعية.

وفي المعنى السياسي يصبح العنف سياسيا عندما تكون أهدافه ودوافعه سياسية، فهو إعمال التمزيق والتدمير والإضرار الذى يكون الغرض منه تغيير سلوك الآخرين للإثارة على النظام الاجتماعي.

وفي المعنى النفسى "السيكولوجى" يُعرف العنف في علم النفس بأنه السلوك الذي يتسم بالقسوة والشدة والإكراه إذ تستثمر فيه الدوافع العدائية استثمارا صريحا كالضرب والقتل للأفراد والتحطيم للممتلكات.

أما المعنى السوسيولوجي للعنف وفي إطار علم الاجتماع تم استخدام مفهوم العنف ليشير الى كل ما يربك النظام الاجتماعي والعلاقات القائمة بين أعضائه.

فالعنف الاجتماعي هو كل سلوك مادي أو معنوي مقصود يسبب إيلاماً جسدياً أو نفسياً، يصدر عن فرد أو جماعة أو مؤسسة ويستدعي رد فعل متبادل لإلحاق الأذى بالشىء المدرَك على أنه مصدر فعلي للإيذاء.
المزيد عن علم النفس الاجتماعى ..

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

* الاشتباك بين العنف وبعض المفاهيم الأخرى:
يتداخل مفهوم العنف مع عدد من المفاهيم الأخرى القريبة منه في المعنى مما يؤدي أحياناً إلى الخلط بينهما ومن أهم المفاهيم التي يجب التمييز بينها في علاقاتها بمفهوم العنف هي العدوان والقهر والقوة والصراع.
- العدوان: غالبا ما يستعمل العنف والعدوان على أنهما كلمتان مترادفتان، فهناك فئة من العلماء ترجع نشأة العدوان إلى أثر الثواب والعقاب والإحباط على سلوك الفرد وخاصة في طفولته المبكرة، وخلال المراحل الأولى للتربية الأسرية، أما الفئة الثانية فترجع نشأته إلى التقليد وما يتطلبه هذا التقليد من وجود النموذج المناسب مثل مشاهدة الأطفال لأحد الأفراد الكبار وهو يعتدي على بعض الدمي بالضرب، فعندما يترك الأطفال وحدهم بعد ذلك مع الدمى فإنهم يضربونها كما تعلموا من النموذج الذي كان يتمثل أمامهم في ذلك الفرد.
المزيد عن العدوان ودور الآباء فى إكساب إياه للطفل ..
- القهر: يعكس القهر ممارسات الايذاء والقوة والإكراه. فقد يصدر القهر من جهة خارجة عن إرادة الانسان مثل الطبيعة أو من جهة تحتوي على عناصر بشرية .. وهو ما يُولد العنف عند الفرد.
- القوة: القوة تهدف إلى إجبار الآخرين بالوسائل المادية والمعنوية، وكل إجبار عند مستوى ما يؤدى إلى صدور العنف ما دام هناك فرض أو إجبار مُمارس.
- أما الصراع الاجتماعي: يُعرف بأنه الاتجاه الذي يهدف إلى التفوق على الأفراد أو الجماعات المعارضة، أو الأضرار بهما أو بممتلكاتها أو ثقافتها أو بأي شيء يتعلق بها.

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

* كيف ينشأ العنف الاجتماعى؟
إن أية ثقافة تقوم على النرجسية ورفض الآخر والانغلاق .. لن تكون إلا ثقافة للعنف، تغلق العقل وتحبط التنمية. لأنها لا تصدر عن العقل إذ ترفض العقلانية بل أنها تكون بمثابة تعصب انفعالي في محاولة لإجبار الآخر على الخضوع. ولا تخلو أية ثقافة من العنف بين قهر التقاليد، وقهر الأسرة، والقهر الاقتصادي والسياسي حيث تتطور شخصية الفرد تحت عنف شامل يمنع تفتحها ومجابهتها لحقائق الحياة والوجود .. وتنتج لديه عقلية متصلبة محدودة الأفق، حيث كل تجديد وسؤال هو إثْم يستحق العقاب، كل هذا يولد شخصية مفككة منطوية ومرتدة إلى الماضى تحت إدعاء التمسك بالتقاليد حتى تكاد ثقافة العنف تبدو جزء من طبيعة الأمور .. وهنا تكون علاقة الفرد بالمجتمع يسودها التناقض الذى ينعكس على تصرفاته ويترجم فى النهاية إلى صراع وعنف وعدوان.
وإذا ضعفت سلطة القانون وتراجعت قدرة المجتمع على فرضه، يظهر العنف بوضوح بل وتنفجر العدوانية الكامنة، ويصبح الاعتداء على القانون أمر متداول بين أفراد المجتمع، مع استباحة الحدود والممتلكات، دون مراعاة للمواطنة والجيرة والمشاركة أو الانتماء أو حقوق الإنسان.
المزيد عن حقوق الإنسان ..

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

* مستويات العنف الاجتماعي:
هناك أربعة مستويات من العنف الاجتماعي هى على النحو التالى:
- العنف على المستوى الأسري.
المزيد عن العنف الأُسرى .. أنواعه وآثاره السلبية ..
- العنف على المستوى المجتمعي.
- العنف على مستوى الدولة.
- العنف المبنى على النوع الاجتماعى.

أولاً - العنف على المستوى الأسري:
وهو الشكل الأكثر انتشارا من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويكون نتاج عدم المساواة بين مسئوليات المرأة والرجل داخل الأسرة وما يترتب عليه من تحديد لمكانة كل فرد في الأسرة وفقا لما يمليه النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد، وهو غالباً ما يكون نمط سلوكي يستخدم لكسب أو الحفاظ على السلطة والسيطرة من قبل شريك الحياة أو أحد أفراد الأسرة ويشمل سلوكيات التخويف والترهيب والحرمان والتهديد والأذى الجسدي والنفسي والجنسي وسلوكيات تحط من كرامة ومكانة الطرف الآخر .. وغالبا ما تُمارس هذه السلوكيات من جانب الزوج، الابن، الأب، الأخ حيث يتمتع الرجل في المجتمعات الأبوية بمكانة وسلطة الأمر الذي يعزز فرض نفوذه من خلال استخدام العنف ضد المرأة والفتاة على اعتبار أنهن جزء من ممتلكاته له الحق التصرف بها كيفما يشاء.

ثانياً - العنف على المستوى المجتمعي:
وهو أيضا يشمل العنف الجسمي والجنسي والنفسي الذي يحدث للفرد في اطار المجتمع الذي يعيش فيه سواء في العمل أو المدرسة والإطار الذي يتحرك فيه لممارسة حياته الذي يواجه فيه استغلال وسوء معاملة.

ثالثاً - العنف على مستوى الدولة:
وهو يشمل كافة أشكال العنف الواقع على الأفراد الذي تتغاضى عنه الدولة بشكل مقصود أو عنف ممنهج الذي تمارسه الدولة ضد أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم وجنسهم بحرمانهم من الكثير من حقوقهم الأساسية، مما يؤدى إلى قهر الأفراد الأمر الذى يجعل من حدة العنف وتركيبته امر يصعب مواجهته.

رابعاً - العنف المبنى على النوع الاجتماعى:
إن العوامل الثقافية والتنشئة الاجتماعية والعادات والتقاليد السائدة في بعض المجتمعات نجدها في كثير من الأحيان تمارس بل تساعد فيما يمارس على المرأة من عنف وتمييز وذلك في ظل مجتمع يؤمن باختلاف الأدوار (الحقوق والواجبات) وينعكس ذلك في العلاقات والمسئوليات ومكانة المرأة والرجل والتي تحدد اجتماعياً وثقافياً.
إن العنف القائم على نوع الجنس (النوع الاجتماعي) هو انتهاك لحقوق الانسان وشكلا من أشكال التمييز وعدم المساواة، والذي يساهم بعلاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة وتعزيز الأدوار التقليدية للجنسين وبالتالي ازدياد العنف القائم على النوع الاجتماعي.
المزيد عن اليوم العالمى للمرأة ..
المزيد عن كيفية مناهضة العنف ضد المرأة (العنف المبنى على النوع الاجتماعى) ..

المزيد عن اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

* عوامل الخطر التى تنبؤ بممارسة الفرد للعنف داخل مجتمعه:
يمثل العنف مشكلة صحية عامة عالمية. وهو يشمل طائفة من الأفعال، من التنمر والشجار مروراً بالاعتداءات الجنسية والجسدية الأشد خطورة ثم النهاية بالوصول إلى جرائم القتل .. وهناك العديد من العوامل التى تزيد من العنف بشكل عام لدى أى فرد ولدى الشباب بشكل خاص لأنهم ينتمون إلى فئة عمرية تتميز بالقوة والعنفوان والتى ترتبط بالقدرة على ممارسة العنف.
المزيد عن التنمر وأنماطه فى المدارس ..

أولاً - عوامل الخطر على مستوى الفرد
- فرط النشاط
- الاندفاع
- قلة التحكم في السلوك
- مشاكل الانتباه
- خلفية السلوك الاستفزازي
- الشروع، فى مرحلة مبكرة، في تعاطي الكحوليات والمخدرات والتبغ
- المعتقدات والتصرفات المعادية للمجتمع
- قلة الذكاء وتدني النتائج الدراسية
- نقص الالتزام بالعمل المدرسي والفشل في الدراسة
- الانتماء إلى أسرة ينقصها أحد الأبوين
- مواجهة انفصال الوالدين أو طلاقهما
المزيد عن الطلاق وأسبابه ..
- التعرض للعنف في الأسرة

ثانياً - عوامل الخطر ضمن العلاقات الاجتماعية المختلفة (الأسرة والأصدقاء والزملاء)
- نقص رصد الآباء ومراقبتهم لأطفالهم
- الممارسات التأديبية الأبوية القاسية أو المتسامحة أو المتناقضة
المزيد عن وسائل التربية المختلفة للطفل ..
- انخفاض مستوى التعلق بين الآباء وأبنائهم
المزيد عن تعلق الأطفال بآبائهم ..
- قلّة مشاركة الآباء في أنشطة أبنائهم
- تعاطي الآباء لمواد الإدمان أو انغماسهم في أعمال إجرامية
- انخفاض مستوى دخل الأسرة
- مخالطة زملاء منحرفين

ثالثاً - عوامل الخطر داخل المجتمع الذى يعيش بداخله الفرد
- انخفاض مستويات الاندماج الاجتماعي داخل المجتمع المحلي
- العصابات والشبكات المحلية للتزويد بالأسلحة النارية والمخدرات غير المشروعة
- انعدام البدائل السلمية غير العنيفة لتسوية النزاعات
- ارتفاع مستوى التفاوت في الدخل
- التغيرات الاجتماعية والديمغرافية السريعة
- التوسع العمراني
- القوانين القائمة في البلد ومدى فاعليتها، فضلاً عن سياسات التعليم والحماية الاجتماعية

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

* آثار العنف الاجتماعى:
لا شك أن العنف يدمر الإنسان على كافة المستويات النفسية والصحية والعلاقات الاجتماعية والبنية الذاتية وما بها من قيم وتقدير الذات.
المزيد عن بناء الثقة بالنفس عند الأطفال ..
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية العنف كمشكلة صحية نظراً للإصابات الجسدية والعاهات الناتجة عنه. فقد أشارت المنظمة أنه تتسبب الإصابات الناجمة عن العنف أو حوادث المرور أو الحروق أو حالات السقوط أو الغرق في وقوع 10% من مجموع الوفيات و16% من مجموع حالات العجز. وتؤدي الإصابات إلى إحالة عشرات الملايين من الناس إلى قاعات الطوارئ في المستشفيات، علماً بأن البعض منهم قد يضطر إلى البقاء بعض الأيام في المستشفى لتلقي العلاج. وفي معظم المجتمعات تواجه الفئات السكانية التي تتسم بمركز اجتماعي اقتصادي متدن مخاطر التعرض للإصابات على نحو أكثر من غيرها، كما أنّها تعاني من آثار تلك الإصابات بشكل أكبر.

كما يؤثر العنف بشكل مباشر على الفرد وعلى محيطه من العائلة والأطفال وبالتالي يضر المجتمع ونسيجه العام ككل، حيث يسبب عدم الثقة بالنفس وعدم الشعور بالأمان وعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي.

قد يتعرض الأفراد إلى الأذى الجسدي والذي قد يصل إلى حالات الإصابة الشديدة أو إلى إعاقات دائمة. ولا يتوقف الأمر على الأذى الذى يحدث من جراء العنف على الأذى الجسدى فقط وإنما يمتد ليشمل حدوث خلل بالعلاقات المختلفة ومن بينها العلاقة الزوجية داخل محيط الأسرة وبالتالي الوصول إلى الطلاق أو إلى حالات الانفصال الزوجي، حيث تعيش العديد من عائلات انفصالا داخل الأسرة ليتم الحفاظ على الشكل الخارجي للأسرة.

ولا شك أن الأطفال لهم نصيب كبير من هذا التضرر لا يمكن للأطفال الذين يعيشون داخل أسر تحدث فيها عملية العنف أن يكونوا أسوياء بالشكل المطلوب لضمان استقرار المجتمع، فقد يتعرض الطفل للأذى حتى وأن افترضنا بأنهم لا يتعرضوا للعنف مباشرة إلا أن عملية مشاهدة الطفل لعملية الضرب أو الشجار لها أثارها الخطيرة على الأطفال، فالأم التى تتعرض للضرب أمام طفلها التي تمثل كل شىء بالنسبة له وهو غير قادر على الدفاع عنها لأن من يضربها ليس غريباً، بل من يضربها هو أيضا عزيز عليه مما يجعل الطفل عرضة لعديد من الآثار النفسية والصحية والجسدية والسلوكية.

العنف الاجتماعى .. تحليل للظاهرة

* توصيات منظمة الصحة العالمية لوقاية المجتمعات من العنف:
وضعت منظمة الصحة العالمية برنامج لوقاية المجتمعات من العنف الاجتماعى والذى تم تنفيذه فى بعض المجتمعات وثبتت فعاليته وإيجابيته – ومن بين التوصيات (البرامج المصغرة) التى تضمنت فى هذا البرنامج الوقائى:
- برامج إكساب مهارات الحياة وبرامج التنمية الاجتماعية الرامية إلى مساعدة الأطفال والمراهقين على التحكم في الغضب وتسوية النزاعات وتطوير المهارات الاجتماعية اللازمة لحل المشاكل.
المزيد عن الغضب ومساوئه ..
- برامج الوقاية من التنمر في المدارس.

أما البرامج الواعدة في مجال الوقاية من العنف، فقد وضعت منظمة الصحة العالمية البرامج التالية والتى تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث للتأكد من فعاليتها:
- البرامج التي تسعى إلى دعم الآباء وتلقينهم مهارات الأبوة والأمومة الإيجابية من خلال الزيارات المنزلية.
- البرامج التي تستهدف الأطفال دون سن الدراسة وتسعى إلى إكسابهم المهارات الأكاديمية والاجتماعية في سن مبكرة.
- البرامج التي ترمي إلى تحسين المدارس والسياسات المدرسية وممارسات المدرسين والتدابير الأمنية.
- الحد من فرص الحصول على الكحوليات والسجائر التى تدفع إلى ممارسة العنف بدون أن يكون الإنسان واعياً وخاصة مع الكحوليات وذلك من خلال فرض القيود على بيعها أو زيادة الضرائب المفروضة عليها.
- السياسات التي تقوض الترخيص بامتلاك الأسلحة النارية وشرائها، وفرض حظر على حمل الأسلحة النارية في الأماكن العامة.
- البرامج الرامية إلى الحد من حالات تمركز الفقر فى أماكن بعينها.
المزيد عن الفقر وثقافته ..
المزيد عن اليوم الدولى للقضاء على الرق ..

- وللحد من حالات العنف، لابد من إتباع نهج شامل يتناول أيضاً المحددات الاجتماعية للعنف، مثل التفاوت في مستوى الدخل والتغيرات الديمغرافية والاجتماعية السريعة وانخفاض مستويات الحماية الاجتماعية.
ومن الأمور التي تكتسب أهمية حاسمة في الحد من الآثار الفورية للعنف إدخال تحسينات على خدمات الرعاية لدخول المستشفى والرعاية الطارئة، بما في ذلك تحسين فرص الحصول على خدمات الرعاية.

* المراجع:
  • "Societal Violence: What is Our Response?" - "nursingworld.org".
  • "Social violence - Changing Minds" - "changingminds.org".
  • "Violence against women" - "who.int".
  • "domestic violence" - "britannica.com".
  • "Conceptions About Social Violence and Violence Against Women" - "ncbi.nlm.nih.gov".

  • تقييم الموضوع:
    • ممتاز
    • جيد جداً
    • جيد
    • مقبول
    • ضعيف
  • إضافة تعليق:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني