* تدرج الحاجات عند "ماسلو": تدرج الاحتياجات أو الحاجات عند الإنسان هى نظرية وضعها العالم النفسى "أبراهام ماسلو/Abraham Maslow" وهذه النظرية معروفة باسم "هرم ماسلو" أو بـ"نظرية الحاجات" أو "تدرج ماسلو للحاجات" حيث تناقش النظرية ترتيب حاجات الإنسان فى شكل تسلسل هرمى.
حيث يبدأ الهرم من القاعدة التى وضع فيها الحاجات الأساسية للإنسان اللازمة لبقائه ثم تتدرج فى سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات حتى الوصول إلى قمة الهرم. ويشير "ماسلو" أن الإنسان فى حاجة دائمة يقف وراءها دائماً الدافع، هذه الحاجة تؤثر بالطبع على سلوكياته وإذا لم يتم إشباعها تسبب آلاماً نفسية له وإحباطاً مما يدفعه إلى إتباع العديد من الحيل الدفاعية التى تحميه من هذا الإحباط.
ويرى "ماسلو" وجوب إشباع الحاجات الدنيا في الهرم قبل الحاجات العليا، كما أن الهرمية مرنة وفيها ما يسمح بظهور الحاجات العليا عند اشباع الحاجات الدنيا.
من هو "أبراهام ماسلو"؟ "أبراهام ماسلو" هو عالم نفس أمريكى الجنسية (1908 – 1970)، كان يدرس القانون فى البداية بضغط من والديه إلا انه ترك دراسة القانون واتجه إلى دراسة الآداب وحصل على الماجستير فيها وعلى درجة الدكتوراه فى الفلسفة، وهو صاحب النظرية الشهيرة التدرج فى الحاجات الإنسانية (Hierarchy of needs) وله مؤلفات عدة من أشهرها: - الدافعية والشخصية (عام 1954) - نحو سيكولوجية كينونة (عام 1968)
* "أبراهام ماسلو/Abraham Maslow" ونظرية التدرج فى الاحتياجات الإنسانية: لقد حاول "ماسلو" فهم دوافع الأشخاص، فكان يؤمن بأن أى فرد بداخله نظام من الدوافع والمحفزات غير متصلة على الإطلاق بالثواب أو بالرغبات غير الواعية. ففى عام 1943 أوضح "ماسلو" أن الأفراد تتوافر لديهم دوافع تجعلهم يقدمون على تحقيق احتياجات بعينها، وعندما يتم الوفاء بهذه الاحتياجات يبحث الفرد عن كيفية الوفاء بالاحتياجات الأخرى التى تليها وهكذا طيلة حياته. وقد أشتهر "ماسلو" بنظريته التى لخصها فى هرم التدرج فى الاحتياجات (الحاجات) الإنسانية (1943 – 1954) والذى يتضمن على خمس احتياجات تدعمها ما أسماه بالدافعية (الدوافع).
مفهوم الدافع "الدافعية" (Motivation Concept): الدافع عند الإنسان هى عملية سيكولوجية (نفسية) تدور بداخله تعمل على إثارة سلوكياته لإنجاز هدف ما، ووجود الدافع يعنى الاستمرارية فى تحقيق الهدف، وهو المعيار الذى يُقاس به طموح الإنسان - أى المعيار الذى يتم التفريق به بين الإنسان الطموح والإنسان غير الطموح.
كيف يعمل الدافع عند الإنسان؟ حاجة (Need) ثم توتر (Tension) ثم تحفيز (Drive) ثم نشاط (Action) ثم إزالة المثير ثم استعادة التوازن الحيوى لديه (Homeostasis)
وتتمثل الدوافع عند الإنسان فى الأمثلة التالية: الجوع، العطش، النوم، الرغبة فى التكاثر ... الخ، حيث تختلف الدوافع باختلاف الخبرات التى يمر بها الإنسان فى حياته، فالدوافع التى تحرك الإنسان لكى يتعلم هو حب المعرفة، ودافعه وراء البحث عن عمل ما هو رغبته فى الكسب المادى وتحقيق الذات، ودافعه وراء الإقدام على الزواج الرغبة فى تكوين أسرة وممارسة احتياجاته الجنسية وهكذا. لذا نجد أن الدافع عند الإنسان يمثل أهمية كبرى وله وظائف يقوم بها، ومن بين هذه الوظائف أو جوانب الأهمية التى يختص بها الدافع: - الدافع يثير السلوك. - الدافع يوجه السلوك. - الدافع يضمن استمرارية السلوك. بل ويرتقى بأداء الإنسان نحو الأفضل دائماً.
والاحتياجات بدءاً من قمة الهرم وصولاً إلى قاعدته هى على النحو التالى: - الاحتياج إلى تحقيق الذات (Self-actualization). المزيد عن إدراك الذات وتحقيقها .. - الاحتياج إلى التقدير (Esteem needs). المزيد عن تقدير الذات (الاعتداد بالنفس) .. - الاحتياجات الاجتماعية (Social Needs). - احتياجات الأمان (Safety needs). - الاحتياجات الأساسية (الفسيولوجية) (Basic needs). والنموذج الهرمى الذى يتضمن على خمس فئات من الاحتياجات يمكن تقسيمها إلى احتياجات أساسية من الاحتياجات النفسية والأمان والحب وتقدير الذات، واحتياجات نمائية ومنها تحقيق الذات.
حاجات الإنسان وفق هرم "ماسلو": الاحتياجات الفسيولوجية الاحتياجات الفسيولوجية هى تلك الاحتياجات اللازمة لبقاء الإنسان على قيد الحياة ولحمايته، وتتعدد الحاجات الفسيولوجية: - فالإنسان بحاجة إلى النوم. - وبحاجة إلى تناول الطعام. - وبحاجة إلى شرب الماء. - وبحاجة إلى الهواء لكى يتنفسه. - وبحاجة إلى الجنس للحفاظ على نوعه. - وبحاجة إلى مأوى لكى يضمن حمايته.
ثم يلى الاحتياجات الفسيولوجية، حاجته إلى الأمن والأمان: فالأمان من الاحتياجات الأساسية الى لا يستطيع الإنسان العيش بدونها حتى ولو توافرت له كافة احتياجاته الفسيولوجية، فإذا لم يتحقق للإنسان المتطلبات التى تكفل أمانه فسوف تغيب حمايته ولن يكون له وجود، فهى حاجات للحفاظ على وجوده مثل الاحتياجات الفسيولوجية: - الأمان الجسدى أمان يضمن له عدم تعرضه للعنف أو الإساءة أو الجريمة. - أمان ممتلكاته الشخصية. - الأمان الوظيفى. - الأمان الأسرى. - الأمان المالى (الدخل الثابت). - الأمان النفسى. - الأمان الصحى وضمان حصوله على الرعية الصحية عند تعرضه للأمراض.
الاحتياجات الاجتماعية الحاجات الاجتماعية تتمثل فى الحب والانتماء، وتشتمل الحاجات الاجتماعية عند الإنسان على: - العلاقات العاطفية. - علاقات الحب الجنسى وغير الجنسى. - العلاقات الأسرية. - العلاقات التعليمية (كعلاقة المدرس بالطالب فى المدرسة وفى الجامعة). المزيد عن التعليم المتعدد اللغات .. - علاقات الصداقة. - علاقة العمل. فالإنسان بطبيعته فى حاجة أن يشعر بانتمائه إلى جماعة اجتماعية وإلا سيعانى من العزلة والاكتئاب، فلا يستطيع أحد أن يعيش بمفرده وفى غياب الجماعة، والجماعات الاجتماعية نجدها متمثلة فى جماعة النادى أو فى الفرق الرياضية. المزيد عن الاكتئاب ..
الاحتياج إلى التقدير (حاجات التقدير) حيث يركز "ماسلو" على جانبين هامين فى حاجة الإنسان المتصلة بتقدير ذاته فلابد أن يشعر الإنسان أولاً بقيمة نفسه التى تجعله يشعر معها بالتقدير تجاهها ومن ثمَّ احترامها. ويليها حاجة الإنسان فى اكتساب احترام الآخرين وتقديرهم له، وتقدير الآخرين للشخص يكون تالٍ على تقديره لذاته .. إلا أن "ماسلو" أشار بالمثل إلى التحول الذى يلحق بهذين الجانبين لتقدير الذات والذى يرتبط بالمراحل العمرية للإنسان ففى المراحل المبكرة من حياة الإنسان يصبح تقدير الذات سابقاً على تقدير الآخرين ولكن عندما يتقدم العمر به يصبح تقدير الآخرين مفضلاً ويحتل الصدارة فى احتياجات الشخص عن تقديره لذاته. ومن بين العوامل التى أوضحها "ماسلو" التى تساهم فى تقدير الشخص لذاته: - اكتساب احترام الاخرين. - السمعة الطيبة. - المكانة الاجتماعية العالية. المزيد عن المكانة الاجتماعية .. - النجاح. المزيد عن النجاح .. - الشهرة .. وما إلى ذلك
احتياجات تحقيق الذات والتى أطلق عليها "ماسلو" أيضاً الحاجات العليا (meta needs) هذه الاحتياجات ليست احتياجات شخصية بقدر ما هى قيم وأسس يسعى الإنسان إلى ترسيخها كما أنها لا تتحقق إلا بعد الإشباع للحاجات الأدنى. ويكون الإنسان بحاجة معها لاستخدام كل قدراته ومواهبه وتحقيق كل إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه، فالذات مع هذه الاحتياجات يلزمها إرساء قيم عليا مثل: - تحقيق النظام. - خلق الجمال. - تأكيد العدل. - الكشف عن الحقيقة.
وينبغى أن يتدرج الفرد فى احتياجاته من قاعدة الهرم اتجاهاً إلى قمته، فالقاعدة هى التى تمثل الحاجات الأساسية التى لا يمكن لأى إنسان الاستغناء عنها حتى الوصول إلى الحاجات النمائية النمو التى تحتل قمة الهرم، وعندما يتم إشباع احتياجات انسان بشكل مرضٍ ومعقول حينها يكون قادراً على الوصول إلى قمة الهرم وتحقيق أعلى مستوى فيه ألا وهو تحقيق الذات. فكل شخص يحاول أن يشبع احتياجاته فى قاعدة الهرم قبل الوصول إلى الاحتياجات المتواجدة فى قمته. ولسوء الحظ، فإن التقدم فى الغالب ما يعترضه الفشل فى الوفاء ومقابلة الاحتياجات التى تحتل قاعدة الهرم للخبرات الحياتية التى قد يمر بها الشخص بما فيها التعرض للانفصال والطلاق أو فقدان الوظيفة قد تتسبب فى أن يتقلب الشخص ما بين مستويات التدرج الهرمى. المزيد عن الطلاق ..
وقد لاحظ"ماسلو" أن فرد واحد فقط لكل مائة فرداً هو الوحيد القادر على أن يحقق ذاته، كما يشير "ماسلو" بأن المجتمعات التى يحيا فيها الإنسان - بشكل عام - تُقدم له الثواب والمكافأة على دوافعه التى ترتكز بشكل أساسى على التقدير والحب وغيرها من الاحتياجات الاجتماعية. المزيد عن الحب ..
اهتم "ماسلو" بالتركيز على السلوكيات البشرية وخاصة تلك التى تسير فى مسارها الصحيح، فقد كان شغوفاً بالطاقات الكامنة لدى البشر وكيف نستفيد منها فى تحفيز الشخص على تحقيق ذاته. وقد أوضح "أبراهام ماسلو" أن الدافع البشرى يعتمد فى المقام الأول على الشخص الذى يبحث عن الإنجاز والتغيير خلال مراحل تطوره ونموه. والأشخاص القادرة على تحقيق ذاتها أو تسعى لذلك هى تلك الأشخاص التى تستطيع الإنجاز فى حياتها ويفعلون كل ما يكونون قادرين على فعله.
وقد صنف "ماسلو" هرمه إلى مستويين تقع كافة الاحتياجات فى مستوى باستثناء حاجات تحقيق الذات التى تحتل قمة الهرم فى المستوى الثانى. المستوى الأول هى الحاجات الناشئة عن النقص (Deficit)، حيث يبحث الإنسان عن ما يعوضه عن النقص الذى يشعر به، عندما يشعر بالوحدة فهو يبحث عن صحبة، أو يبحث عن شريك للحياة .. ومع التعب فهو يبحث عن الراحة .. ومع الخوف فهو يبحث عن ما يشعره بالأمان ... الخ المستوى الثانى هو مستوى الكينونة أو الوجود (Being) وهو الحب للشخص أو للشىء لقيمته الذاتية بغض النظر عن أى رغبة أو حاجة تتعلق به (التى تمثل قمة الهرم وتختص بتحقيق الذات فقط).
وتنمية تحقيق الذات كما أشار "ماسلو" (عام 1962) تتطلب تحقيق النمو الشخصى الذى يمر به الشخص طوال حياته، وبالنسبة لـ"ماسلو" فإن الإنسان يصاحبه كلمة "سوف يصبح" ولا يبقى ساكناً فى مكانه كما هو، والأشخاص التى تسعى لتحقيق ذاتها تحاول أن تبحث عن معنى لحياتهم وينظرون إليها باهتمام بالغ – أى أنهم ينظرون إلى الحياة ومراحلها على أنها شىء هام للغاية.
وقد قدم "ماسلو" وصفاً للشخصية التى تسعى لتحقيق ذاتها (عام 1968) على النحو التالى: شخصية مدركة للواقع من حولها. شخصية تقبل ذاتها وذات الآخرين على ما هى عليها. شخصية تلقائية فى أفكارها ومشاعرها. شخصية تركز على المشاكل والصعوبات ولا تركز على ذاتها. شخصية يتوافر لديها قدر عالِ من الدعابة. شخصية لديها القدرة على النظر إلى الحياة بموضوعية كاملة. شخصية تتمتع بقدرتها على الإبداع المتميز. شخصية تهتم برخاء البشرية وتقديم الدعم من جانبها كمحاولة منها لتحقيقه. شخصية قادرة على التقدير العميق لخبرات الحياة الأساسية. شخصية تقيم علاقات متداخلة مرضية ولكن مع القليل من الأشخاص. المزيد عن الحدود فى العلاقات الإنسانية .. شخصية يتوافر لديها قدر كبير من الخبرة. شخصية تحتاج دائماً إلى الخصوصية. شخصية تتمتع بالمواقف التى تتميز بالحيادية والديمقراطية. شخصية تتوافر لديها معايير أخلاقية وقيم راسخة تتمسك بها مهما كانت المواقف التى تتعرض لها. المزيد عن مصادر الإحساس بالذات ..
ومن السلوكيات التى تؤدى بالشخص إلى تحقيق ذاته: - خوض الحياة بكل تجاربها مثل الطفل الصغير الذى يحاول التركيز كلية وامتصاص كل ما يستقبله بشكل كلى. - محاولة تجربة الأشياء الجديدة بدلاً من الالتزام بالمسارات الآمنة فقط. - الاستماع إلى المشاعر الذاتية لتقييم الخبرات وليس الإنصات لصوت العادات والتقاليد (ما هو متبع) او لصوت السلطة أو لصوت الأغلبية. - تجنب التظاهر، والإخلاص فى كل الأفعال. - تقبل آراء الغير (رحابة الصدر). - تحمل المسئولية، والعمل الجاد. - القدرة على الدفاع عن آرائها، وتوافر الشجاعة فى الوقت ذاته للتراجع عنها.
وقد أشار "ماسلو " أنه ليس بالضرورة أن تتوافر كل الصفات السابقة مجتمعة فى الشخص لكى يتمكن من تحقيق ذاته فيكفى البعض منها، والدليل على ذلك أنه قد يكون الشخص غير مبالِ وأحمق ويضيع الوقت لكن مازال بإمكانه تحقيق ذاته، كما أن "ماسلو" أكد على الفارق الذى يوجد ما بين مفهوم تحقيق الذات ومفهوم الكمال. المزيد عن إدارة الوقت بطريقة فعالة ..
* مزيد من الحاجات الإنسانية عند "ماسلو": من الهام ملاحظة أن "ماسلو" ونموذجه الهرمى المتسلسل عن الحاجات الإنسانية كانت له صيغة أخرى مضاف إليها والتى تمثلت فى الاحتياجات المعرفية والجمالية التى أطلق عليها الحاجات العليا (Transcendence needs) والذى صدر فى عام 1970. والتغييرات التى طرأت على التسلسل الأصلى الذى يتكون من خمس مستويات للاحتياجات الإنسانية وصل إلى مستويات سبعة للاحتياجات الإنسانية، وهذا النموذج المُعدل ظهر ما بين الستينات والسبعينات. - الاحتياجات البيولوجية والنفسية: الهواء، الطعام، الشراب،المأوى، الدفء، الجنس والنوم. - احتياجات الأمان: الحماية من العداء، الأمن، النظام، القانون، الحدود والاستقرار. - الاحتياجات الاجتماعية: الانتماء، الحب، مجموعة العمل، العائلة، العاطفة، العلاقات. - احتياجات التقدير: تقدير الذات، الإنجاز، الاستقلالية، المكانة، الهيمنة. - احتياجات تحقيق الذات: إدراك الإمكانات الشخصية، الإنجاز الذاتى، البحث عن النمو الشخصى وقمة الخبرات. بالإضافة إلى - الاحتياجات الجمالية: التقدير والبحث عن الجمال والاتزان. - الاحتياجات المعرفية: المعرفة والمعانى
قد يكون قمة الاحتياجات الإنسانية هو الحاجة إلى إرساء معنى للحياة والوجود وإدراك الأسئلة الكبرى والسعي وراء البحث عن إجابات لهذه الأسئلة.
ولقد أشار "ماسلو" لاحقاً إلى وجود تصنيفين آخرين للحاجات التى يسعى إليها الإنسان وإن لم يكن قد حدد لهما موضعاً فى هرمه عن الدوافع: الحاجات الجمالية (Aesthetic needs) وتشتمل على تقبل كل ما هو جميل وإيجابى والنفور من كل ما هو سلبى، وتشمل الحاجات الجمالية على: - عدم احتمال الفوضى والميل إلى النظام. - عدم احتمال القبح والميل إلى ما هو متناسق. - كما تشتمل على حاجة الإنسان إلى التخلص من التوتر الذى يصيبه عندما لا يكمل عمل ما. المزيد عن فلسفة الجمال ..
الحاجات المعرفية (Cognitive needs): الحاجات المعرفية هى تلك الحاجات التى تكسب الإنسان المعرفة بكل ما يحيط به – ولا يكون الإنسان بمفرده فى احتياجه إلى المعرفة بل الحيوان بالمثل وهذا ما أكده "ماسلو". وقد صنف "ماسلو" الحاجات المعرفية إلى ثلاثة مستويات من الحاجات: المستوى الأول - الحاجة إلى معرفة البيئة المحيطة واستكشافها حتى يتسنى للفرد معرفة الأساليب الملائمة لإشباع حاجته الحالية التى يريدها الآن واللاحقة التى يرغب فى الوصول إليها فى المستقبل. ثم يأتى المستوى الثانى - حاجته إلى وجود نظام مفهوم يُفسر له مجريات الأحداث وما يدور فى العالم المحيط به. وأخيراً المستوى الثالث - تتحول الحاجة فى المرحلة النهائية إلى قيمة يسعى الفرد لتحقيقها بعيداً عن إشباع حاجته.
* نقد نظرية "ماسلو": وجه النقاد والمفكرين نقداً لنظرية "ماسلو" الخاصة بالتدرج فى الاحتياجات الإنسانية .. ومن بين هذه الانتقادات التى وجهت لهذه النظرية الآراء التالية: - يشير بعض النقاد إلى الفكرة الأساسية التى قامت عليها هذه النظرية ألا وهى "التدرج فى الحاجات" تدرج غير صحيح لأن البشر يختلفون فى ترتيبهم لتلك الاحتياجات كل حسب أهدافه ورغباته، فالشخص الذى يتميز بقدرات فائقة يضع تحقيق الذات فى قاعدة الهرم وهناك آخرون يولون اهتماماً كبيراً لاحتياجاتهم الاجتماعية بشكل يفوق احتياجاتهم الفسيولوجية.
- لا يُشترط أن ينتقل الفرد من حاجة إلى أخرى عند إشباع الحاجة الى يقف عليها – وهذا ما أضافه النقاد فى تقييمهم للنظرية – لأن هناك البعض ممن يظلون على حاجة بعينها على الرغم من إشباعها فهم يصرون على إشباع لها من نوع آخر أو لرغبتهم فى المزيد والمزيد من الإشباع الذى لا يكون هناك حد له، فهم هنا لا ينتقلون إلى الحاجة الأخرى التى تتواجد فى مرتبة أعلى حسب افتراض "ماسلو".
- لم يحدد "ماسلو" فى نظريته مقدار الإشباع للحاجة فقد اكتفى بذكر كلمة الإشباع بدون وضع محددات أو خطوط أساسية تعطينا فكرة متى ينتقل الإنسان على ضوئها من حاجة إلى أخرى.
- يفترض "ماسلو" أن الإنسان يشبع حاجة واحدة لينتقل منها إلى إشباع حاجة أخرى، لكن ليس هذا هو الحال! فالكثير منا يشبع أكثر من حاجة فى الوقت الواحد وبالتالى لا يتحقق التدرج أو التسلسل الذى نادى به "ماسلو" فى الوفاء بالاحتياجات البشرية.
* الاستفادة من نظرية "ماسلو": شهدت نظرية "ماسلو" تطبيقات عدة فى مختلف المجالات وخاصة فى مجال العمل والمجال التربوى، فأصبحت أُسس هذه النظرية تُدار بها العملية التعليمية والمهنية: فضرورة الاهتمام بالحاجات الفسيولوجية للإنسان والتى يراعى معها الاهتمام بحاجاته النفسية بالمثل تمكن العامل من أداء المهام المطلوبة منه على أكمل وجه، كما تمكن الطلبة من استيعاب ما يتلقونه أثناء العملية التعليمية وتنمى شخصياتهم .. فهذا الاهتمام يتضاءل معه الشعور بالحرمان أو النقص الذى يؤدى إلى ظهور علل واضطرابات تعوق دون تخطى درجة السُلم الأولى فى هرم الاحتياجات.
وضرورة توفير الأمان لكل شخص فى مكان عمله فيه من خلال تطبيق قواعد الأمن والسلامة المهنية وخاصة فى تلك الاعمال التى تنطوى على مخاطر ونفس الحال مع الطالب قى المدرسة بضمان أمانه من خلال القواعد التى تتبعها المدارس والمطبقة فعلياً تخلق مجتمع واعٍ وصحيح بدنياً.
تهيئة البيئة الملائمة التى يستطيع أن ينتج ويعمل الإنسان من خلالها من توفير فرض الإبداع وتشجيع الرغبة فى العمل والتعلم مع تنمية الشعور بالانتماء للمكان يتحقق معه معدلات عالية من الإنجاز والعكس صحيح.
المدير الناجح أو المعلم الواثق من نفسه هو الذى يحترم موظفيه ويقدرهم وذلك من أجل خلق بيئة عمل ناجحة.
ضرورة خلق مهام فيها نوع من التحدى لتنمية مفهوم الدافعية التى يعمل الموظف من خلالها لبلوغ هدفه، ونفس الحال فى مجال التربية والتعليم فإذا كان الطالب متلقى سلبى فى كثير من الأحيان لأنه يتعلم مبادئ لا يكون على علم بها من قبل، إلا أن المدرس يضع فى طريقه بعض التحديات التى تختبر قدراته العقلية وتشحذ تفكيره من أجل التربية العقلية الناجحة له. المزيد عن مؤشرات جودة الحياة .. المزيد عن الإثارة البيئية وتأثيرها على السلوك البشرى ..
* المراجع:
"People and discoveries" - "pbs.org".
"Maslow's hierarchy of needs" - "edpsycinteractive.org".