العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين
* العزلة:
العزلة هى تجربة شعورية يمر بها الشخص ويكون فى حالة انفصال عن المحيطين به، وقد يكون هذا الانفصال جسدياً نتيجة لحياة الشخص فى مكان بعيد، كما أن العزلة قد تكون عزلة شعورية حيث يحس الشخص برفض المجتمع له.

والشخص الذى يشعر بالعزلة يشعر بالوحدة ويقل تقديره لذاته، وبمرور الوقت قد يشعر الشخص بالقلق الاجتماعى والاكتئاب وغيرها من الحالات الشعورية الأخرى، وهنا لابد من لجوء الشخص إلى الطبيب النفسى المتخصص من أجل إعادة بناء علاقة الشخص الاجتماعية مع الآخرين.
المزيد عن الاكتئاب النفسى ..

* ما هى العزلة الاجتماعية؟
العزلة الاجتماعية هى غياب العلاقات الاجتماعية وهى مختلفة عن الوحدة، والعزلة الاجتماعية يشعر بها الشخص سواء أكان بمفرده أو فى وجود أشخاص آخرون من حوله.
فالوحدة قد تكون باختيار الشخص أو مفروضة عليه، وقد تكون صحية أو غير صحية. لكن العزلة الاجتماعية هو شعور غير مرغوب فيه ويكون مؤذى لمن يمر بها .. وقد يمر الشخص بالعزلة الاجتماعية فى الحالات التالية:
- الابتعاد عن التفاعل مع الآخرين بسبب الشعور بالخزى أو الاكتئاب.
- قضاء الشخص أوقات طويلة وهو فى وحدة.
- معاناة الشخص من القلق الاجتماعى أو الخوف من التفاعل الاجتماعى.
- عندما لا يكون لدى الشخص أية علاقات اجتماعية وإن وُجدت تكون محدودة أو سطحية.
- الافتقار إلى العلاقات الاجتماعية على كافة مستوياتها بما فيها العلاقات المهنية.
- المعاناة من الوحدة حادة أو الإحباط.

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

* ما هى العزلة الشعورية؟
يصاب الشخص بالعزلة الشعورية عندما لا يكون قادراً أو راغباً فى أن يتشارك مع الآخرين. وقد يكون الشخص رافضاً لغة الحوار وما يتواصل فيه من الأمور السطحية أو البسيطة فقط، وهنا يغيب - مع هذا الانفصال النفسى - تواجد الدعم الشعورى من جانب المحيطين بالشخص. وقد يصاب الشخص بالعزلة الشعورية أو النفسية نتيجة للعزلة الاجتماعية .. ويشعر بها حتى لو كان مُحاط بشبكة من الأشخاص.

وبما أن التفاعلات الاجتماعية هامة فى حياة البشر من أجل الصحة النفسية .. إلا أن العزلة النفسية فى بعض الأحيان قد تكون مفيدة للشخص حيث يستخدمها كوسيلة دفاعية من جانبه لحماية نفسه من الإحباطات والمضايقات.
والعزلة ليست بالضرورة تعنى أن الشخص بمفرده ولا يوجد من حوله أشخاص، فهناك بعض الأشخاص حتى لو كانت هناك علاقات وثيقة مع الآخرين فهو يشعر بوحدة وعزلة .. وخير مثال على العزلة الشعورية فى حالة العلاقات الوثيقة الزواج فكل من الزوج أو الزوجة قد يشعر بالوحدة فى هذه العلاقة الزوجية نتيجة لعدة عوامل قد تؤثر على هذه الرابطة ومن بينها: الخيانة، الإساءة والمشاكل المرتبطة بتربية الأبناء أو تلك التى تتعلق بثقة الطرفين فى بعضهما البعض.

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

* العوامل التى تؤدى إلى العزلة:
- وسائل الإعلام والعزلة:
وسائل الإعلام تساعد الإنسان على بقائه فى حالة اتصال وتواصل مع مجريات الحياة من حوله، لكن الأبحاث أظهرت نتائج عكسية بخلاف ذلك وخاصة مع صغار السن، فقد أثبتت نتائج بعض الدراسات التى تم إجراؤها على فئة عمرية تتراوح ما بين 19 – 32 سنة أن تأثير وسائل الإعلام على هذه الفئة العمرية كان سلبياً وإصابتهم بالعزلة ويكون هذا التأثير غير المحمود لمن يغمس بشكل متكرر معها.
المزيد عن المجتمع ووسائل الإعلام ..
وهذا يعنى أن وسائل الإعلام قد تكون سلبياتها أكثر من إيجابياتها إذا كان المستخدم يعتمد عليها بشكل كبير ومتكرر .. على الرغم مما تقدمه من تواصل حقيقى لبعض الأشخاص الذين لا تتوافر لديهم القدرة على الاتصال مع مع بعضهم البعض ومهمشين بسبب الأماكن التى يتواجدون فيها.
وهذا يدعو إلى التأكيد على أن خطورة وسائل الإعلام تظهر عندما تحل محل الاتصال بين الأشخاص أو محل النقاشات والحوارات الفعلية بينهم وهنا يدق ناقوس الخطر معها، فوسائل الإعلام هى إحدى وسائل التفاعل والاتصال بين البشر فإذا كان لها تأثير على زيادة التفاعل بين البشر وزيادة التواصل بينهم فهنا تساهم فى تقليل العزلة ويكون دورها إيجابى .. أما إذا حدث العكس فدورها يكون سلبياً ويساهم فى مزيد من العزلة للشخص.

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

- النوع والعزلة:
دور النوع فى العزلة معقد بعض الشىء، فالرجال تميل إلى العزلة أكثر من الإناث. فكما ان الرجال لا تميل إلى الاعتراف بالوحدة مثل الإناث.
وهذا لا ينفى أن الإناث يتعرضن للإصابة بالعزلة وخاصة إذا كانوا قلة فى مكان العمل أو الدراسة فهى تميل حينها إلى العزلة، كما أن مسئولية الأمومة تساهم فى عزلتها وتفضيلها البقاء بعيداً عن التفاعل الاجتماعى وذلك للمسئوليات التى تتحملها فى تربية الأبناء والإرهاق المصاحب لهذه المسئوليات التى لا تقتصر على الأمومة فقط وإنما تمتد لتشمل المسئوليات الأخرى التى قد تكون منغمسة فيها وخاصة إذا كانت امرأة عاملة.
المزيد عن الأمومة ..
كما أن الأشخاص التى تعانى من عدم معرفة هويتها الجنسية وتحتاج إلى التحول الجنسى .. يصابون بالعزلة التى تُفرض عليهم من داخل أنفسهم أو من خارجها من جانب المحيطين بهم الذين يرفضونهم.
المزيد عن التحول الجنسى ..

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

- السن والعزلة:
العزلة قد يشعر بها الإنسان فى أى مرحلة عمرية وليس فى الكبر فقط .. فالطفل الصغير قد يشعر بالعزلة عند عدم اهتمام الأبوين به. فقد تكون العزلة لعدم وجود أشخاص يفهمون الإنسان أو نتيجة لابتعاد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض بسبب مشاغل الحياة.
وتزداد إصابة الإنسان بالعزلة عند الدخول فى او مع بداية مرحلة عمرية جديدة، كما الحال فى بداية فترة المراهقة حيث التغيرات النفسية والفسيولوجية، وعند بداية مرحلة الشباب مع التفكير فى الحياة العملية الجديدة والتفكير فى بناء حياة زوجية لتستقر أحواله ويختفى شعور إحساسه بالعزلة بعد انقضاء بدايات مختلف المراحل العمرية التى يمر بها فى حياته.

ومع الدخول فى مرحلة منتصف العمر التى تبدأ فى سن الـ45 عاماً يبدأ الإحساس بالعزلة فى الظهور ليهدأ ثم يظهر من جديد ويصل إلى ذروته عندما يصل الإنسان إلى سن المعاش .
ويعاود الشعور بالعزلة عند التقدم فى العمر ويساهم فى ذلك موت أحد الشريكين أو لوجود صعوبات فى التحرك والتنقل المرتبط بالتقدم فى السن، ومن صعوبة الاتصال بالآخرين .. لذا فنسبة كبيرة من الأشخاص فوق سن الـ65 يعيشون بمفردهم وفى عزلة تامة عن الآخرين.

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

* تأثير العزلة على الصحة الجسدية:
ربطت العديد من الدراسات بين العزلة والوحدة وبين ما تسببه من مشاكل صحية جسدية، وأشارت إلى أن العزلة والوحدة لهما تأثير على الجسم يضاهى تأثير تدخين 15 سيجارة فى اليوم، ومن بين آثار العزلة على الجسم:
- معدلات عالية من هرمون الضغوط والإصابة بالالتهابات.
المزيد عن الضغوط ..
- أمراض القلب بما فيها ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية.
المزيد عن ارتفاع ضغط الدم ..
- ازدياد مخاطر الإصابة بالعجز.
- ازدياد مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة وخاصة مرض السكرى.
المزيد عن مرض السكرى ..
- كما أن العزلة من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة المبكرة للشخص.

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

* تأثير العزلة على الصحة العقلية والنفسية:
ترتبط العزلة بالمشاكل النفسية والعقلية وتأتى فى مقدمتها الإصابة بالاكتئاب والعته والقلق وقلة تقدير الذات، بل وأن العزلة التامة التى يكون عليها الشخص تؤدى إلى آثار نفسية وعقلية كارثية، لأن الإنسان حيوان اجتماعى يحتاج إلى التفاعل مع الآخرين من أجل ان يحيا والعزلة قد تؤدى إلى إصابة الإنسان بالهلاوس والأرق وكرب ما بعد المآسى وصعوبة فى التعرف على الوقت.
المزيد عن الأرق ..
المزيد عن كرب ما بعد المآسى ..
المزيد عن تقدير الذات ..

وإذا كان الشخص يعانى من اضطرابات نفسية تتصل بالوحدة عليه اللجوء الفورى إلى الطبيب المتخصص من أجل تلقى العلاج.

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

* كيفية التغلب على العزلة بنوعيها:
هناك بعض الظروف التى قد تحتم على الإنسان بقائه بعيداً عن الآخرين فى حالة عزلة كما الحال مع انتشار الأوبئة والجائحات .. وهذه هى العزلة الإجبارية التى يشعر معها الشخص بالوحدة والقلق والضغوط .. وهناك بعض الخطوات التى تخفف عليه وطأة هذه العزلة المفروضة عليه، أما تلك التى تتصل بالحالة النفسية فتتطلب علاج طبى متخصص للشخص.
المزيد عن الأوبئة والجائحات ..
حتى لو كان الشخص بعيداً عن الآخرين "البعد الاجتماعى" لكنه بوسعه التواصل مع الآخرين، فمشاركة المشاعر مع الآخرين عند التحدث إليهم من خلال التليفون أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعى تقلل من الإحساس بالوحدة والعزلة قدر الإمكان.
المزيد عن إتيكيت شبكات التواصل الاجتماعى ..

- قضاء وقت ممتع مع العائلة:
أفضل الأوقات التى من الممكن أن يقضيها الشخص تلك التى تكون مع عائلته، فيمكن ممارسة الآباء اللعب مع أبنائهم أو قيام أفراد الأسرة بالأعمال المنزلية بالتعاون فيما بينهم، أو إدارة النقاش مع بعضهم البعض .. فكل هذا يجعل الشخص فى حالة تفاعل وبعيداً عن العزلة.

- عدم الاستماع إلى الأخبار المُحبطة:
فالأخبار المُحبطة تصيب الشخص بالمزيد من الاكتئاب، وبالتالى يتجه لمزيد من العزلة لعدم رغبته فى سماع أخبار تضيف إلى ضغوطه ضغوطاً أخرى.

- تغيير الطريقة التى يفكر بها الشخص:
لابد من الابتعاد عن النظرة التشاؤمية فى الحياة وعدم الإفراط فى التفكير فى المستقبل او فيما مضى، ويمكن التغلب على ذلك بممارسة وسائل الاسترخاء المتنوعة مثل التأمل وممارسة اليوجا.
المزيد عن التأمل ..
المزيد عن اليوجا ..
المزيد عن وسائل الاسترخاء المتنوعة ..

العزلة الاجتماعية .. والانفصال عن الآخرين

- محاولة إشغال النفس:
شغل النفس بالمهام أو بالهوايات تزيد من إيجابية الشخص وتغير من نظرته تجاه الحياة التى يعشيها، فإذا شعر الشخص بالإنجاز فهذا يعنى صحة نفسية أفضل.
المزيد عن الإيجابية فى حياتنا ..

- مساعدة الآخرين:
مساعدة الآخرين يفيد الشخص ويفيد من يساعدهم، فالإنجاز من خلال تقديم المساعدة للآخرين يشعر الشخص وبعطى له قيمة ويدعم ثقته بنفسه .. والإنسان فى بعده أو عزلته الاجتماعية يمكنه تقديم المساعدة للآخرين من السؤال عليهم او بإرسال ما يحتاجونه.
المزيد عن بناء الثقة بالنفس ..

- الاهتمام بالنفس:
إذا كان الإنسان فى عزلته فهذا لا يمنع اهتمامه بنفسه من تناول القسط الوافر من النوم، ممارسة الحركة والنشاط، تناول الطعام الصحى، ممارسة وسائل الاسترخاء المتنوعة، وعمل روتين يومى للحياة يضم كل هذه الأنشطة.

- تلقى المساعدة من الآخرين:
أما إذا كان الشخص يشعر بالقلق المفرط الذى يرقى إلى الحد المرضى، عليه حينها البحث عن المساعدة المتخصصة والتحدث مع أخصائى أو طبيب نفسى.
المزيد عن اضطراب القلق العام ..

المزيد عن القبول الاجتماعى ..

* المراجع:
  • "The risks of social isolation" - "apa.org".
  • "Health Effects of Social Isolation and Loneliness" - "aginglifecarejournal.org".
  • "Isolation" - "goodtherapy.org".
  • "Loneliness & Isolation" - "lifeline.org.au".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة لشركة الحاسبات المصرية
Designed & Developed by EBM Co. صمم وطور بواسطة شركة الحاسبات المصرية